نص السؤال

ما هو موقف الإسلام من الحضارة الغربية اليوم؟

المؤلف: منظمة صحيح إنترناشونال

المصدر: تخلَّص من شبهاتك حول الإسلام

الجواب التفصيلي

 يعيش البشر في عالم صغير مليء بالثقافات المتنوعة. لا شك أن الثقافة الغربية هي صاحبة التأثير المهيمن في العالم الحديث اليوم. وبالتالي، من المحتم أن يتفاعل الآخرون معها ويتّبعوا قيمها وإنجازاتها الإيجابية، ولكن دون تبني قيمها السلبية. هناك بُعد ثقافي لمعظم الظواهر الإنسانية، بما في ذلك الدين، والمجتمعات الحديثة تميل إلى أن تصبح أقل انغلاقًا وأكثر تقبلًا لتعدد الأديان. لكن في الوقت الذي يطور فيه الناس نظرة أكثر توافقًا مع الآخرين، فإن الاعتراف بهذه الاختلافات لا يعني أنه لا ينبغي أن يكون هناك تفريق بين الخير والشر.

الإسلام بالإضافة إلى كونه دين وطريقة للحياة، فإنه رؤية كونية شاملة. إن موقفه من الحضارة الغربية الحالية هو نفسه الذي يتجلى في كل حضارة سابقة،  يقبل الخير الذي يمكن أن تحققه هذه الحضارات، ولكن في الوقت نفسه يرفض شرورهم، ويسمح باكتساب فوائد معينة مثل المعرفة العلمية والتقنية، ولكن ينظر إلى العديد من

الجوانب الاجتماعية على أنها مدمرة ومخالفة للتعاليم الإسلامية.

لم يدعُ الإسلام قط إلى الانعزالية. إن الإسلام لا يعارض الحضارات الأخرى لمجرد أنها غير مسلمة، بل يؤمن بوحدة الإنسانية وبأهمية إقامة علاقات جيدة مع أناس من أعراق وميول مختلف، والمسلمون لا يعترضون على الاستفادة من الحداثة في اكتشاف آليات حل المشكلات المشتركة ولا يعترض على الحلول نفسها، طالما أنها لا تتعارض مع التشريعات الإسلامية.

لا يرفض الإسلام الغرب تمامًا، ولا يقبله بلا تفكير، إن القائمين على الحضارة الغربية تقودهم المصالح السياسية والاقتصادية غالبًا، ولذلك يتبنون في كثير من الأحيان سياسات تضر بالمصلحة العامة للمسلمين. ما يرفضه المسلمون والعديد من شعوب العالم الأخرى اليوم هو مركزية وعالمية الغرب المفترضة، وموقفه المتمركز حول نفسه. لقد عارضوا الاضطهاد والاستغلال الذي ارتكبه الاستعمار الغربي في الماضي، ويعترضون على الأشكال الاستعمار الحديثة الأكثر خفاءً، والتي لا تقل سوءًا، كما أن الظلم الناجم عن المواقف والسياسات المتعجرفة غير مقبول للجميع.

لقد أدى الانفتاح على النظرة العالمية الحديثة والتفاعل الواعي معها إلى تنبيه المسلمين إلى بعض المشكلات التي تثيرها الحداثة الغربية. إن قضايا مثل العلاقات الدولية، والعولمة، والتهديد الذي تشكله وسائل الإعلام والحكومة المركزية على الفرد، وزيادة وقت الفراغ المتاح للناس العاديين وعمليات توحيد الجهود نادرًا ما كانت تثار في الماضي. إن دراسة الحداثة الغربية بطريقة نقدية وتفاعلية قد تعمل على زيادة وعي المسلمين بشأن حجم أزمة الثقافة العالمية

وبالتالي، زيادة معرفتهم وثقتهم في طريقة الحياة الخاصة بهم التي مصدرها الوحي الإلهي. لا يبعد أن نقول إن الإسلام لا يعارض أي حضارة طالما أنها تخدم مصالح الإنسانية. لكن عادات الثقافات الأخرى التي تنطوي على مبادئ أو سلوك محظور في الإسلام لا يمكن اعتبارها مباحة للمسلم، حتى الشخص الذي يقيم بشكل دائم في بلاد غير المسلمين. إن الحدود التي حددها الله هي حدود وقائية يجب الالتزام بها دائمًا، والإسلام متمسك كل التمسك بالحفاظ على هذا الحق للبشرية.

الجواب التفصيلي

 يعيش البشر في عالم صغير مليء بالثقافات المتنوعة. لا شك أن الثقافة الغربية هي صاحبة التأثير المهيمن في العالم الحديث اليوم. وبالتالي، من المحتم أن يتفاعل الآخرون معها ويتّبعوا قيمها وإنجازاتها الإيجابية، ولكن دون تبني قيمها السلبية. هناك بُعد ثقافي لمعظم الظواهر الإنسانية، بما في ذلك الدين، والمجتمعات الحديثة تميل إلى أن تصبح أقل انغلاقًا وأكثر تقبلًا لتعدد الأديان. لكن في الوقت الذي يطور فيه الناس نظرة أكثر توافقًا مع الآخرين، فإن الاعتراف بهذه الاختلافات لا يعني أنه لا ينبغي أن يكون هناك تفريق بين الخير والشر.

الإسلام بالإضافة إلى كونه دين وطريقة للحياة، فإنه رؤية كونية شاملة. إن موقفه من الحضارة الغربية الحالية هو نفسه الذي يتجلى في كل حضارة سابقة،  يقبل الخير الذي يمكن أن تحققه هذه الحضارات، ولكن في الوقت نفسه يرفض شرورهم، ويسمح باكتساب فوائد معينة مثل المعرفة العلمية والتقنية، ولكن ينظر إلى العديد من

الجوانب الاجتماعية على أنها مدمرة ومخالفة للتعاليم الإسلامية.

لم يدعُ الإسلام قط إلى الانعزالية. إن الإسلام لا يعارض الحضارات الأخرى لمجرد أنها غير مسلمة، بل يؤمن بوحدة الإنسانية وبأهمية إقامة علاقات جيدة مع أناس من أعراق وميول مختلف، والمسلمون لا يعترضون على الاستفادة من الحداثة في اكتشاف آليات حل المشكلات المشتركة ولا يعترض على الحلول نفسها، طالما أنها لا تتعارض مع التشريعات الإسلامية.

لا يرفض الإسلام الغرب تمامًا، ولا يقبله بلا تفكير، إن القائمين على الحضارة الغربية تقودهم المصالح السياسية والاقتصادية غالبًا، ولذلك يتبنون في كثير من الأحيان سياسات تضر بالمصلحة العامة للمسلمين. ما يرفضه المسلمون والعديد من شعوب العالم الأخرى اليوم هو مركزية وعالمية الغرب المفترضة، وموقفه المتمركز حول نفسه. لقد عارضوا الاضطهاد والاستغلال الذي ارتكبه الاستعمار الغربي في الماضي، ويعترضون على الأشكال الاستعمار الحديثة الأكثر خفاءً، والتي لا تقل سوءًا، كما أن الظلم الناجم عن المواقف والسياسات المتعجرفة غير مقبول للجميع.

لقد أدى الانفتاح على النظرة العالمية الحديثة والتفاعل الواعي معها إلى تنبيه المسلمين إلى بعض المشكلات التي تثيرها الحداثة الغربية. إن قضايا مثل العلاقات الدولية، والعولمة، والتهديد الذي تشكله وسائل الإعلام والحكومة المركزية على الفرد، وزيادة وقت الفراغ المتاح للناس العاديين وعمليات توحيد الجهود نادرًا ما كانت تثار في الماضي. إن دراسة الحداثة الغربية بطريقة نقدية وتفاعلية قد تعمل على زيادة وعي المسلمين بشأن حجم أزمة الثقافة العالمية

وبالتالي، زيادة معرفتهم وثقتهم في طريقة الحياة الخاصة بهم التي مصدرها الوحي الإلهي. لا يبعد أن نقول إن الإسلام لا يعارض أي حضارة طالما أنها تخدم مصالح الإنسانية. لكن عادات الثقافات الأخرى التي تنطوي على مبادئ أو سلوك محظور في الإسلام لا يمكن اعتبارها مباحة للمسلم، حتى الشخص الذي يقيم بشكل دائم في بلاد غير المسلمين. إن الحدود التي حددها الله هي حدود وقائية يجب الالتزام بها دائمًا، والإسلام متمسك كل التمسك بالحفاظ على هذا الحق للبشرية.