نص السؤال

كيف ضمن الإسلام حقوق الإنسان؟

المؤلف: مركز رواد الترجمة

المصدر: قاموس الأسئلة الشائعة حول الإسلام

الجواب التفصيلي

الحمد لله، 

حفظ الإسلام حقوق الحيوان فكيف يضيع حقوق الإنسان؟ وكل الأحكام الشرعية فيها حفظ لحقوق الإنسان، ولكن نسلط الضوء على بعض النواحي، فمن ذلك: 

ناحية الدين: 

دعا الإسلام إلى الدين الحق، وبيَّن بطلان الأديان الأخرى، ولكن من غير إكراه على الإسلام، والشعب الذي لا يقبل الدعوة ولم يحارب المسلمين بل عاقد المسلمين بعقد الذمة كما حصل في زمن الجهاد والفتوحات الإسلامية فإنهم يُقرُّون على دينهم، وهم في سلطان المسلمين، وهذا يؤول إلى احتكاكهم بالمسلمين وتعرفهم على الإسلام،

 ومن ناحية النفس:

حفظ الإسلام كلَّ النفوس المعصومة والمحترمة بتحريم قتلها، والنفوس المحترمة المسلمون والكفار غير المحاربين، وفي حالة الحرب منع قتل الأطفال والنساء والشيوخ غير المشاركين في القتال، وعالج قضية الرق والعبودية الموجودة من غابر الأزمان، فأزال مفاسده وأبقى ما فيه من خير، فضيَّق أسبابه ووسَّع مصارفه، فمنع الأَسْر في بداية المعركة مع الكفار، وإنما بعد التفوق في المعركة، ثم إذا صار الأسير رقيقًا فالإسلام يُلزم مالكه بحسن التعامل معه، ويجعل إعتاقه كفارة في كثير من المعاصي، وإذا أساء إليه يلزمه أن يعتقه، ومن أوجه النفع في الرق أنه لو لم يوجد استرقاق  لزم منه ضياعُ النساء والأطفال والعاجزين الذين قُتِل ذَوُوْهم في المعركة، فبدل تركهم للموت أو الفاحشة أو اللصوص ينتقلون لمالكٍ ينفق عليهم ويرعاهم،

 ومن ناحية العقل: 

حفظه الإسلام بصيانته من الاعتقادات الفاسدة والتصورات المنحرفة عن الكون وعن الغيب ونحوهما، وحفظه بتحريم المسكرات التي تزيل العقل وتفسد الصحة، وفي جانب من صيانة الإسلام للناحية الصحية: ومن ذلك منع استعمال كل ما يضر صحته أو صحة الآخرين، ومنع الخروج من البلد الذي ينزل فيه الطاعون لمن كان داخله، ومنع الدخول إليه ممن كان خارجه، 

ومن الناحية الاجتماعية: 

اعتنى الإسلام بتكوين الأسرة من الزوجين وبتفاصيل تربية الأولاد وحَفِظَ حق الوالدين وحق الأقارب بالإحسان والنفقة عليهم عند الحاجة وبلزوم صلتهم، وحق الجيران بالإحسان وكف الأذية عنهم، وحق الطريق بدلالة التائه وغض البصر وغير ذلك، ولم يفرق الإسلام بين أجناس بني آدم وأعراقهم وألوانهم في الواجبات والحقوق، ولعموم الناس حقوق محفوظة معروفة في الإسلام، 

ومن الناحية الاقتصادية : 

حفظ الإسلامُ حقَّ التملك للفرد، وحرَّم الربا، وحذَّر من التساهل في الديون مع إباحتها للمحتاج، وأوجب مواساة المحتاجين بالزكاة، ومَن كانت حاجته طارئةً أباح له أن يسأل الناس حتى تزول حاجته، ونظَّم المصادر والموارد العامة للدولة، 

ومن ناحية المرأة : 

حفظ حقها أمًّا بلزوم رعايتها وبرها وإسعادها قدر المستطاع، وحفظ حقها أختًا وزوجةً وبنتًا برعايتها والسفر معها؛ لأن السفر مظنة التعب ولغير ذلك من الأسباب، وألزم وليها بالنفقة عليها؛ لأنها مأمورة بالقرار في البيت إلا للحاجة، ولها حق التصرف فيما تملك، وضمن لها حق الزواج برضاها وحق رعاية أطفالها وغير ذلك، 

والفرق بين الإسلام وغيره أن مراعاة الفرد لهذه الحقوق تكون باعتقاد ورغبة في الأجر من الله تعالى، وليس خوفًا من قانون أو نحوه، وتتضح محاسن الإسلام جلية بالمقارنة بما كان عليه الإنسان عمومًا والمرأة خصوصًا قبل الإسلام،

قال تعالى:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}

[الإسراء: 70]

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الجواب التفصيلي

الحمد لله، 

حفظ الإسلام حقوق الحيوان فكيف يضيع حقوق الإنسان؟ وكل الأحكام الشرعية فيها حفظ لحقوق الإنسان، ولكن نسلط الضوء على بعض النواحي، فمن ذلك: 

ناحية الدين: 

دعا الإسلام إلى الدين الحق، وبيَّن بطلان الأديان الأخرى، ولكن من غير إكراه على الإسلام، والشعب الذي لا يقبل الدعوة ولم يحارب المسلمين بل عاقد المسلمين بعقد الذمة كما حصل في زمن الجهاد والفتوحات الإسلامية فإنهم يُقرُّون على دينهم، وهم في سلطان المسلمين، وهذا يؤول إلى احتكاكهم بالمسلمين وتعرفهم على الإسلام،

 ومن ناحية النفس:

حفظ الإسلام كلَّ النفوس المعصومة والمحترمة بتحريم قتلها، والنفوس المحترمة المسلمون والكفار غير المحاربين، وفي حالة الحرب منع قتل الأطفال والنساء والشيوخ غير المشاركين في القتال، وعالج قضية الرق والعبودية الموجودة من غابر الأزمان، فأزال مفاسده وأبقى ما فيه من خير، فضيَّق أسبابه ووسَّع مصارفه، فمنع الأَسْر في بداية المعركة مع الكفار، وإنما بعد التفوق في المعركة، ثم إذا صار الأسير رقيقًا فالإسلام يُلزم مالكه بحسن التعامل معه، ويجعل إعتاقه كفارة في كثير من المعاصي، وإذا أساء إليه يلزمه أن يعتقه، ومن أوجه النفع في الرق أنه لو لم يوجد استرقاق  لزم منه ضياعُ النساء والأطفال والعاجزين الذين قُتِل ذَوُوْهم في المعركة، فبدل تركهم للموت أو الفاحشة أو اللصوص ينتقلون لمالكٍ ينفق عليهم ويرعاهم،

 ومن ناحية العقل: 

حفظه الإسلام بصيانته من الاعتقادات الفاسدة والتصورات المنحرفة عن الكون وعن الغيب ونحوهما، وحفظه بتحريم المسكرات التي تزيل العقل وتفسد الصحة، وفي جانب من صيانة الإسلام للناحية الصحية: ومن ذلك منع استعمال كل ما يضر صحته أو صحة الآخرين، ومنع الخروج من البلد الذي ينزل فيه الطاعون لمن كان داخله، ومنع الدخول إليه ممن كان خارجه، 

ومن الناحية الاجتماعية: 

اعتنى الإسلام بتكوين الأسرة من الزوجين وبتفاصيل تربية الأولاد وحَفِظَ حق الوالدين وحق الأقارب بالإحسان والنفقة عليهم عند الحاجة وبلزوم صلتهم، وحق الجيران بالإحسان وكف الأذية عنهم، وحق الطريق بدلالة التائه وغض البصر وغير ذلك، ولم يفرق الإسلام بين أجناس بني آدم وأعراقهم وألوانهم في الواجبات والحقوق، ولعموم الناس حقوق محفوظة معروفة في الإسلام، 

ومن الناحية الاقتصادية : 

حفظ الإسلامُ حقَّ التملك للفرد، وحرَّم الربا، وحذَّر من التساهل في الديون مع إباحتها للمحتاج، وأوجب مواساة المحتاجين بالزكاة، ومَن كانت حاجته طارئةً أباح له أن يسأل الناس حتى تزول حاجته، ونظَّم المصادر والموارد العامة للدولة، 

ومن ناحية المرأة : 

حفظ حقها أمًّا بلزوم رعايتها وبرها وإسعادها قدر المستطاع، وحفظ حقها أختًا وزوجةً وبنتًا برعايتها والسفر معها؛ لأن السفر مظنة التعب ولغير ذلك من الأسباب، وألزم وليها بالنفقة عليها؛ لأنها مأمورة بالقرار في البيت إلا للحاجة، ولها حق التصرف فيما تملك، وضمن لها حق الزواج برضاها وحق رعاية أطفالها وغير ذلك، 

والفرق بين الإسلام وغيره أن مراعاة الفرد لهذه الحقوق تكون باعتقاد ورغبة في الأجر من الله تعالى، وليس خوفًا من قانون أو نحوه، وتتضح محاسن الإسلام جلية بالمقارنة بما كان عليه الإنسان عمومًا والمرأة خصوصًا قبل الإسلام،

قال تعالى:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}

[الإسراء: 70]

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.