نص السؤال

أليس صحيحًا أن الإسلام دين عربي؟

عبارات مشابهة للسؤال

الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.

الجواب التفصيلي

ربما يستند هذا الافتراض الخاطئ إلى واقع أن النبي محمد كان عربيًا، وأن معظم الجيل الأول من المسلمين كانوا عربًا، وأن القرآن باللغة العربية.

ولكن في الواقع الفعلي نجد أن حوالي 18٪ فقط من المسلمين في العالم اليوم هم من العرب. يوجد أكبر عدد من المسلمين في إندونيسيا وشبه القارة الهندية وأجزاء أخرى من آسيا. ينتشر الإسلام أيضًا في أجزاء كثيرة من إفريقيا، وهناك أقليات كبيرة في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأوقيانوسيا. الإسلام هو الدين الأسرع نموًا في العالم، وينتشر أتباعه في جميع القارات، من العرب وغير العرب.

بالإضافة إلى ذلك، فليس كل العرب مسلمين، فهناك مجتمعات كبيرة من العرب المسيحيين، بالإضافة إلى عدد ممن ينتمون إلى ديانات أخرى أو يعلنون الإلحاد. وفي حين أن كلمة "عربي" هي مصطلح جغرافي وثقافي، فإن كلمة "مسلم" تشير إلى التمسك بدين الإسلام.

بينما كان الوحي لا يزال في مراحله الأولى، كشف القرآن الكريم أن الإسلام دين عالمي بالفعل. وخاطب الله نبيه، قائلًا:

"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"

21:107

"وَمَاۤ اَرۡسَلۡنٰكَ اِلَّا كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيۡرًا وَّنَذِيۡرًا وَّلٰـكِنَّ اَكۡثَرَ النَّاسِ لَا يَعۡلَمُوۡنَ"

34:28

إن الإسلام دين لكل الناس بغض النظر عن العرق أو الجنسية أو الخلفية الثقافية أو الدينية.  منذ بداية بعثة النبي كان أصحاب النبي من خلفيات متنوعة الأعراق والبلدان؛ فكان من بينهم أفريقي وبيزنطي وفارسي وحَبر يهودي، ارتبطوا جميعًا بالأخوة الإيمانية.

هناك العديد من الإشارات في القرآن إلى الطبيعة العالمية للإسلام، فكثيرًا ما يخاطب البشرية جمعاء، قائلًا: "يا أيها الناس". لقد بذل النبي وصحبه وأتباعهم كل جهد ممكن لنشر رسالة الحق لدى جميع الأمم والشعوب. لقد بدأ النبي نشر رسالة الله في قومه العرب أولًا، وذلك متسق مع طبيعة الحال والظروف، لكن هذا لا يعني أنها كانت رسالة مقصورة عليهم، بل كان ذلك مجرد البداية؛ إذ أن دعوة الأقربين منه كانت الخطوة الأولى المنطقية نحو تحقيق الهدف بعيد المدى، ثم بعد سنين من بعثته عندما أصبحت الظروف مواتية أكثر، بعث برسائل دعوة إلى الإسلام


إلى حكام بيزنطة، وبلاد فارس، والحبشة، ومصر، ودمشق، والبحرين، واليمامة، وعُمان وغيرهم ممن مثلوا الشخصيات العالمية المؤثرة في ذلك العصر. وبغض النظر عن الردّ الذي قابل كل منهم به رسالة النبي، فإن القوى الكبرى في عصر النبي قد تلقّتْ تلك الرسالة تمام التّلقي.