نص السؤال

هل هناك طوائف في الإسلام؟

عبارات مشابهة للسؤال

الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.

الجواب التفصيلي


الإسلام طريق واحد، له اتجاه واحد ويستند إلى منهجية واحدة علّمها النبي محمد وفق الوحي الذي تلقاه من الله. إن الديانة التي أنزلها الله للبشرية كان من شأنها أن تكون عاملًا يوحد البشر جميعًا. وفعلًا قد خاطب الله البشرية في القرآن، قائلًا:

"وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ"

[1]

هذا الأمر الإلهي يلزم جميع المسلمين أن يتحدوا كمجتمع واحد من المؤمنين؛ وبالتالي، فإن جميع أشكال الانقسام والطائفية لا تتفق مع الإسلام.

إن صحابة النبي والأجيال التالية تمسكت بقوة بصراط الله، وبالتالي حماهم الله من التفرّق بهذه الطريقة. ولكن مع الأجيال اللاحقة أدت بعض العوامل إلى ظهور انقسامات وانحرافات، من بين تلك العوالم: الاهتمام المتزايد بالشؤون الدنيوية وتأثير الثقافات غير الإسلامية والمنافسات السياسية. في البداية، انفصلت بعض المجموعات الصغيرة عن الصراط الذي تلتزم به غالبية المسلمين. لقد ابتدعوا في الدين واتبعوا آراء مختلفة عن التعاليم الأصلية للنبي.

لقد رفض علماء الإسلام المعترف بهم وأغلبية المسلمين هذه الانقسامات وعارضوها، مما يعني أنه تم احتواؤها في البداية وأن تأثيرها لم ينتشر على نطاق واسع خلال الجزء الرئيسي من التاريخ الإسلامي. بقيت غالبية المسلمين على الطريق السني.وكلما ظهرت أشكال الانحراف

فيهم سارع العلماء الورعون لمعارضتها والإشارة إلى خطأها. وقد تنبأ النبي محمد بأن هذه الاختلافات ستظهر. وحذر من الانشقاق وأمر المسلمين بالبقاء داخل الجماعة الرئيسية للإسلام.

لكن انحرف على مر القرون عدد من الناس وأفسدوا دينهم، وشكّلوا طوائف تدعي أنها تنتمي إلى الإسلام ولكن معتقداتها المعلنة تتعارض بوضوح مع الإسلام. لقد شوّه البعض مفهوم الله ونسبوا إليه ما لا يليق أو ما لا يتسق مع ربوبيته، فادّعَوْا، على سبيل المثال، أن كل شيء في الوجود هو الله، أو أنه متجسد أو حاضر في خليقته، بينما ينص القرآن على أن إنه بائن من خلقه ومتميز عنهم. وقد ضلّ بعضهم فيما يتعلق بالعقائد الرئيسية المختلفة للإسلام لدرجة أنهم عصوا لله وخالفوا شريعته، بينما ابتدع آخرون في الدين وغيروا بعض أشكال العبادة المقررة.

تلك الفرق التي انحرفت عن الإسلام السائد لا علاقة لها بمذاهب الفقه الإسلامي. يُقرّ الإسلام بتفرد البشر وأنه ليس كل تنوع في الرأي أو اختلاف في تحليل الأمور شيء


سلبي. ولكن هذا النوع من الخلاف الذي يؤدي إلى الانقسام والطائفية قد شجبه القرآن:

"إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ"  

6: 159

على الرغم من أن المسلمين يبدون الآن منقسمين أكثر من أي وقت مضى، إلا أن عدد الانقسامات في الإسلام لا يزال أقل من الأديان الأخرى. لا يزال بوسع المرء أن يجد العديد من الجمعيات الإسلامية التي تدعو الناس إلى الحقيقة، معلنةً رسالة الله الأصلية وتحذيرًا مما يتعارض معها. لا تتوقف نجاة المرء على الانتماء لأي مجموعة محددة، بل تعتمد على الإيمان الحقيقي الذي تثبته طاعة الله والسلوك المستقيم على الصراط الذي أوحاه



القرآن الكريم 6: 153. إن التغيير الطفيف في الآية من ضمير المتكلم إلى الغائب يوحي بالتغيّر الذي يصاحب الانحراف التدريجي عن طريق الله.


 السني هو الذي يأخذ دينه من القرآن والسنة، والسنة تعني تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم كما طبقها هو وأتباعه الصالحون.


 المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، ومذاهب أخرى أقل شُهرةً.