نص السؤال

ادعاء وقوع نوح في الخطأ؛ بسؤاله المولى - عزوجل - أن ينجي ابنه الكافر من الغرق

عبارات مشابهة للسؤال

الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.

الجواب التفصيلي

ادعاء وقوع نوح في الخطأ؛ بسؤاله المولى - عزوجل - أن ينجي ابنه الكافر من الغرق(*)

مضمون الشبهة:

يدعي بعض المتوهمين أن نوحا - عليه السلام - قد أخطأ عندما سأل ربه نجاة ابنه الكافر، مع أن الله قد نهاه أن يطلب منه نجاة أحد من الكافرين، ويستدلون على ذلك بقوله: )ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين (45)قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين (46)( (هود). ويهدفون من وراء ذلك إلى الطعن في عصمة سيدنا نوح عليه السلام.

وجه إبطال الشبهة:

إن سؤال نوح - عليه السلام - ربه أن ينجي ابنه لا يخلو من حالين:

·أن ذلك بعد الغرق فيكون سؤال كشف واستعلام عن حال ابنه، وقيل: دعاء بالمغفرة في الآخرة فلم يكن ثمة نهي عن الدعاء.

·أن ذلك قبل الغرق فيكون دعاؤه ليتوب الله على ابنه ويهديه للإيمان فينجو.

وليس في كلا الحالين أي معصية أو مخالفة تقدح في عصمة نبي الله نوح عليه السلام.

التفصيل:

أولا. إذا كان سؤال نوح - عليه السلام - بعد الغرق، فهو سؤال استعلام عن حال ولده، وقيل: دعاء لابنه بالمغفرة في الآخرة:

سؤال كشف واستعلام عن حال ولده:

  ذهب بعض المفسرين إلى أن سؤال نوح - عليه السلام - ربه نجاة ابنه كان بعد الغرق ومنهم ابن كثير الذي قال: هذا سؤال استعلام وكشف من نوح - عليه السلام - عن حال ولده الذي غرق: 

(ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين)

(هود:45)

أي: وقد وعدتني بنجاة أهلي، ووعدك الحق الذي لا يخلف، فكيف غرق وأنت أحكم الحاكمين؟ )قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين (46)( (هود). أي: ليس من أهلك الذين وعدتك بإنجائهم؛ لأني إنما وعدتك بنجاة من آمن من أهلك، ولهذا قال: )حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل (40)( (هود). فكان هذا الولد ممن سبق عليه القول بالغرق لكفره، ومخالفته أباه نبي الله نوحا عليه السلام.

دعاء بالمغفرة في الآخرة:

وذلك تأسيسا على أن ابنه قد غرق مع من غرق من الكافرين فلم يبق إلا الدعاء بالمغفرة والرحمة والنجاة من عذاب الآخرة، يقول الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور: "موقع الآية يقتضي أن نداء نوح - عليه السلام - هذا كان بعد استواء السفينة على الجودي نداء دعاه إليه داعي الشفقة؛ فأراد به نفع ابنه في الآخرة بعد اليأس من نجاته في الدنيا؛ لأن الله أعلمه أنه لا نجاة إلا للذين يركبون السفينة، وقد علم أنه لا وسيلة إلى نجاته، فكيف يسألها من الله، فتعين أنه سأل له المغفرة، ويدل على ذلك قوله تعالى: )فلا تسألن ما ليس لك به علم(... والنداء هنا نداء دعاء فكأنه قيل: ودعا نوح ربه؛ لأن الدعاء يصدر بالنداء غالبا، والتعبير عن الجلالة بوصف الرب مضافا إلى نوح - عليه السلام - تشريف لنوح - عليه السلام - وإيماء[1] إلى رأفة الله به وأن نهيه الوارد بعده نهي عتاب...

فالمعنى أن نوحا - عليه السلام - لا يجهل أن ابنه كافر، ولذلك فسؤال المغفرة له عن علم بأنه كافر، ولكنه يطمع لعل الله أن يعفو عنه لأجل قرابته به، فسؤاله له المغفرة؛ بمنزلة الشفاعة له عند الله تعالى، وذلك أخذا بأقصى دواعي الشفقة والرحمة بابنه.

وقرينة ذلك كله قوله سبحانه وتعالى: )وأنت أحكم الحاكمين (45)( (هود) المفيد بأنه لا راد لما حكم به وقضاه، ولكنه مقام تضرع وسؤال ما ليس بمحال.

وقد كان نوح - عليه السلام - غير منهي عن ذلك، ولم يكن تقرر في شرعه العلم بعدم المغفرة للكافرين، فكان حال نوح - عليه السلام - كحال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لأبي طالب: لأستغفرن لك ما لم أنه عنك قبل أن ينزل قوله تعالى: )ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم (113)( (التوبة).

والاقتصار على هذه الجمل الثلاث: "إن ابني من أهلي - وإن وعدك الحق - وأنت أحكم الحاكمين "في مقام الدعاء تعريض بالمطلوب لأنه لم يذكره وذلك ضرب من ضروب التأدب والتردد في الإقدام على المسئول استغناء بعلم المسئول كأنه يقول: أسألك أم أترك كقول أمية بن أبي الصلت.

أأذكر حاجتي أم قد كفاني

حياؤك إن شيمتك الحياء[2]

ثانيا. السؤال كان دعاء إلى الله بهداية ابنه للإيمان حتى ينجو:  

وذهب آخرون إلى أن سؤال نوح - عليه السلام - ربه نجاة ابنه كان قبل الغرق، ومنهم المفسران أبو السعود، والألوسي اللذان عللا ما ذهبا إليه، بأنه لو كان السؤال بعد الغرق عن موجب إغراقه لما نهى الله نوحا - عليه السلام - عن استفسار ما لم يعلم: )ما ليس لك به علم( فإن النهي عن استفسار ما لم يعلم غير موافق للحكمة؛ إذ عدم العلم بالشيء داع إلى الاستفسار عنه لا إلى تركه.

وعلى هذا الرأي فالأمر في سؤال نوح - عليه السلام - ربه نجاة ابنه لا يخلو من ثلاثة أوجه عقلية:

الوجه الأول: سؤال نوح - عليه السلام - ربه نجاة ابنه وهو يعتقد إيمانه، وقد ذهب إلى هذا القول بعض العلماء منهم الماتريدي الذي قال: ظن نوح - عليه السلام - أن ابنه على دينه، إذ كان يظهر له ذلك، ويبطن كفره نفاقا - هنالك - وإلا لما تأتى له أن يقول: )إن ابني من أهلي( (هود: 45).

وذكر هذا أيضا الشهاب الخفاجي، وعلي القاري، والزمخشري، والقرطبي، وابن المنير الذي قال: لم يكن نوح - عليه السلام - كاشفا لحال ابنه، ولا مطلعا على باطن أمره، بل معتقدا بظاهر الحال أنه مؤمن. وحجتهم في ذلك: أن الله تعالى نهى نوحا - عليه السلام - قبل سؤاله هذا أن يسأله نجاة أحد من الكافرين:

(واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون)

(هود:37)

 فلا يليق بنوح - عليه السلام - أن يسأل ربه نجاة ابنه مع علمه بكفره.

ويرى هؤلاء العلماء أن قوله:

(وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)

(هود:42)

لا يدل على أنه كافر عنده، بل المقصود به النهي عن الدخول في غمارهم، والقطع بأن ذلك يوجب الغرق وأن اعتزال ابن نوح - عليه السلام - عنه، وقصده الالتجاء إلى الجبل ليس بنص في الإصرار على الكفر؛ لجواز أن يكون ذلك لجهله بانحصار النجاة في الفلك، وزعمه أن الجبل أيضا يجري مجراه.

ويكون معنى

قوله تعالى:

(قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين)

(هود:46)

على هذا هو: فلا تطلب مني نجاة ابنك بناء على أنه مؤمن - فليس لك علم بحاله، إذ هو كافر، وأنا الذي أعلم كفره.

وعلى هذا فسؤال نوح - عليه السلام - نجاة ابنه - بناء على اعتقاده بإيمانه - الذي هو غير الواقع فيه ترك للأولى، إذ كان عليه - وقد ظل يدعو إلى الله سنين كثيرة - أن يعرف من آمن حقيقة، ومن لم يؤمن، وخاصة ابنه الذي يخالطه كثيرا فالقرائن، والأمارات الكاشفة عن أحوال الناس في الإيمان والكفر لا تخفى على من خالطهم، مثل هذه المدة الطويلة، فلما خفي عليه هذا كان مخالفا للأولى فيه، وسماه البعض خطأ في الاجتهاد، كالخطيب الشربيني الذي ذكر أن قوم نوح - عليه السلام - كانوا على ثلاثة أقسام: كافر يظهر كفره، ومؤمن يخفي إيمانه، ومنافق لا يعلم حاله في نفس الأمر.

  وقد كان حكم المؤمنين هو النجاة، وحكم الكافرين هو الغرق، وكان ذلك معلوما، وأما أهل النفاق فبقي أمرهم مخفيا، وكان ابن نوح - عليه السلام - فيهم، وكان يجوز فيه كونه مؤمنا، وكانت الشفقة المفرطة التي تكون للأب في حق الابن تحمله على حمل أعماله وأفعاله لا على كونه كافرا، بل على الوجوه الصحيحة، فأخطأ في ذلك الاجتهاد.

ورغم كثرة القائلين بهذا الرأي - وهو نفاق ابن نوح عليه السلام - فإننا نرى ضعفه والحديث للدكتور أبو النور الحديدي، وذلك للأسباب الآتية:

·   أن نوحا - عليه السلام - وهو في معرض الإرشاد، والقيام بأعباء الدعوة تلك المدة المتطاولة لا يشتبه عليه أمر ابنه، ولا يفوته العلم بحاله من إيمان أو كفر، ولكل منهما ما يدل عليه.

·   أن اعتزال ابن نوح - عليه السلام - عنه، وقصده الالتجاء إلى الجبل، وتصميمه عليه بعد أن قال له أبوه:

(قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين)

(هود:43)

. يرجح مجاهرة الابن بالكفر والإصرار عليه، خلافا لما يراه بعض المفسرين من أنه ليس بنص في الإصرار على الكفر.

·   أن قول نوح - عليه السلام - لابنه: )ولا تكن مع الكافرين (42)(واضح في أن الابن كان مجاهرا بالكفر، والقول بأنه لا يدل على أنه كافر عنده، بل هو نهي عن الدخول في غمارهم - قول ضعيف.

لو كان نوح - عليه السلام - يعتقد إيمان ابنه لقال وهو يسأل ربه نجاته: رب إن ابني مؤمنا، والله قد أعلمه بنجاة المؤمنين من أهله ومن غيرهم في ضمن الأمر بحملهم في الفلك في قوله تعالى: )حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل (40)( (هود)، ولو كان ابنه منافقا لقال له الله: )إنه ليس من أهلك( (هود: 46) إنه منافق - بدل: )إنه عمل غير صالح( وبهذا ظهر ضعف القول: إن ابن نوح - عليه السلام - كان منافقا، وثبت رجحان أنه كان كافرا، مجاهرا بكفره.

الوجه الثاني: سؤال نوح - عليه السلام - ربه نجاة ابنه لمجرد أنه من أهله: )رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق( (هود: 45)، يفيد أن المبرر لنوح - عليه السلام - في سؤال نجاة ابنه الكافر هو: أنه من أهله، وقد وعده ربه إنجاء أهله، فهو يستنجز وعد الله بذلك.

ويعتذر لنوح - عليه السلام - بأنه أخذ بظاهر لفظ الأهل من غير نظر لحقيقته، وفهم أنه يشمل الابن الكافر، فكان ما وقع منه خطأ في الاجتهاد، وأن أهل المؤمن من كانوا مؤمنين، أما الكافر منهم فليس بأهل ولا قريب للمؤمن، والكفر يقطع القرابة القريبة.

وهذا القول مستبعد؛ إذ كيف يغيب هذا عن نوح - عليه السلام - ويطلب نجاة ابنه الكافر، وقد نهاه الله عن طلب رفع العذاب عن الكافرين: )ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون (37)( (هود)، وأمره أن يحمل معه في السفينة من كل زوجين اثنين وأهله إلا من سبق عليه القول ومن آمن:

(حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل)

(هود:40)

وذلك واضح في أن من سبق عليه القول بالكفر لا يحمل في السفينة ولا يحق لنوح - عليه السلام - أن يطلب نجاته، ابنا كان أو غير ابن.

الوجه الثالث: سؤال نوح - عليه السلام - ربه نجاة ابنه كان بشرط الإيمان وقد ذكره الفخر الرازي بقوله: لا نسلم أنه دعا لابنه مطلقا. بل بشرط الإيمان وهذا القول هو الأرجح عندنا. على هذا الرأي الثاني القائل بأن سؤال نوح - عليه السلام - كان قبل الغرق؛ وذلك لأن الله تعالى نهى نوحا - عليه السلام - أن يسأله نجاة الكافرين في قوله: )ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون (37)( (هود) بعد أن سأل نوح - عليه السلام - ربه أن يهلك الكافرين جميعا بقوله: )وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا (26)( (نوح)، واللائق بنوح - عليه السلام - ألا يخالف هذا النهي الصريح، ويكون معنى قوله: )يا بني اركب معنا( أسلم واركب معنا، وممن فسر بهذا النسفي، وابن كثير الذي قال: وقوله: )ونادى نوح ربه( هذا هو الابن الرابع واسمه يام، وكان كافرا، دعاه أبوه عند ركوب السفينة أن يؤمن ويركب معهم ولا يغرق مثلما يغرق الكافرون.

وهذا المعنى هو المناسب، إذ لا يليق بنوح أن يدعو ابنه للركوب مع كفره المستمر، ويكون المقصود من قوله: )ابني من أهلي( طلب هدايته للإيمان ونجاته، فكأنه قال: رب إن ابني من أهلي فاهده للإيمان ونجه، فالإنسان يحب الخير لأهله، ولا خير أحسن من الهداية والنجاة، وقد وعدتني إنجاء أهلي، ومن آمن، وعلى هذا يكون معنى )إنه ليس من أهلك( إنه ليس من أهلك الذين يؤمنون، فيستحقون النجاة؛ لأنه كفر كفرا مستمرا لا ينتهي حتى يهلك، لسبق القول عليه بذلك، ويكون النهي المتوجه إلى نوح - عليه السلام - في قوله: )فلا تسألن ما ليس لك به علم( لتحذيره من طلب الهداية والنجاة لابنه في هذا الوقت، فلن يجاب له هذا المطلب، حيث إن الابن ممن سبق عليه القول بعدم الإيمان في علم الله، ونوح - عليه السلام - لا يعلم بذلك فنهاه الله أن يسأل إيمان ونجاة من لا يعلم، إن كان ممن سبق عليه القول أنه لا يؤمن، أو كان ممن يمكن إيمانهم[3].

وبهذا يتبين أن سؤال نوح - عليه السلام - ربه أن ينجي ابنه ليس فيه أي مخالفة تقدح في عصمته بل هو أمر مشروع، سواء كان هذا السؤال قبل الغرق أم بعده كما بينا.

الخلاصة:

لقد سأل نوح - عليه السلام - ربه تعالى أن ينجي ابنه، وهذا الأمر من حيث زمنه لا يخلو من حالين:

·أن ذلك بعد الغرق فيكون السؤال حينئذ إما: سؤال استعلام وكشف عن حال ولده الذي غرق، أو هو دعاء بالمغفرة لمن مات على الكفر، ولا سيما وأن صيغة الكلام "إن ابني من أهلي وأنت أحكم الحاكمين" تحتمل كلا الوجهين، فليست صريحة في النص على أيهما.

·أن ذلك قبل الغرق؛ فيكون السؤال هنا دعاء من نوح - عليه السلام - إلى الله تعالى أن يهدي ابنه للإيمان حتى تحقق له النجاة مع المؤمنين وهذا ما عناه بعضهم بقولهم: إن سؤال نوح - عليه السلام - ربه نجاة ابنه كان بشرط الإيمان.

وعلى كلا الرأيين يكون السؤال مشروعا وليس فيه أي مخالفة أو معصية تقدح في عصمة نبي الله نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.

المراجع

  1. (*) عصمة الأنبياء، فخر الدين الرازي، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1، 1406هـ/ 1986م. 
  2.  الإيماء: الإشارة. 
  3.  التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، مج6، ج12، ص83: 85 بتصرف. 
  4.  عصمة الأنبياء، فخر الدين الرازي، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط1، 1406هـ/ 1986م، ص265: 270.