نص السؤال

ما حكم الإسلام في نظرية التطور؟

المؤلف: مركز رواد الترجمة

المصدر: قاموس الأسئلة الشائعة حول الإسلام

الجواب التفصيلي

الحمد لله،

 نظرية التطور هي أن الكون ناشئ عن محض الصدفة، وليس بخلق ولا إرادة ولا تقدير، وأن الإنسان أصله خلية واحدة تطورت عبر ملايين السنين حتى وصلت إلى حلقة القِرَدَة العليا، ثم تطورت هذه بدورها حتى انتهت إلى التطور المشهود: الإنسان، وأنه لا يوجد خالق للإنسان، وتسمى نظرية دارون، وهو الباحث صاحب هذه النظرية المنتشرة في المجتمع الغربي، منذ عام 1858 تقريبًا،

 وبطلان هذه النظرية من خمسة جهات: 

الجهة الأولى: أنها نظرية مصادمة للفطرة 

فلا يمكن أن يصدِّق الإنسان أن الفعل يحصل بلا فاعل، فكيف إذا كان الفعل يتكرر بنظام واضح ودقة وتعقيد؟ ولا يمكن أن يصدِّق أن الكتاب الذي يقرؤه يمكن أن يكون تجمعت حروفه وأوراقه وتجلدت نتيجة انفجار مطبعة، فالكون بكل ما فيه من إتقان كيف يوجد بلا خالق قادر عالم مريد، وهو من أعظم الأدلة الحسية المادية على وجود الله تعالى، فالتفكرُ في الكون والفطرةُ السليمة يرفضان هذه النظرية، 

والجهة الثانية: أنه قد ردها كثير من الباحثين الغربيين أنفسهم 

والحق ما شهدت به الأعداء، ونَشرتْ أبحاثَهم بعضُ المواقع، مع كونهم ليسوا بمسلمين إلا أن عقولهم وفطرتهم دلتهم على كذب النظرية، ولم يتم الرد الموضوعي عليهم من أتباع النظرية الكاذبة، ولا تعتبر حقيقة واقعية محسوسة، فهي ليست نظرية يقينية، بل هي استنتاجات وتحليلات خالفتها دراسات أخرى، 

والجهة الثالثة: أن الأدلة الشرعية الإسلامية قد سبقت هذه النظرية بقرون في البيان التفصيلي لنشأة الخلق

 وأنه كان الله ولم يكن معه شيء، ثم خلق الخلق بحكمته وقدرته، ومما خلق أبونا آدم عليه السلام من تراب ثم طين، طوله ستون ذراعًا في السماء، وخلق منه زوجه حواء، وولدت منه أولادًا واستمر الخلق إلى الآن، فالإنسان وجد إنسانًا، وهذا هو التصور الصحيح للخلق، وهو مفصَّلٌ في القرآن الكريم في سورٍ كثيرةٍ، كسورة البقرة وسورة الأعراف وسورة الحج وسورة المؤمنون وسورة ص وسورة الرحمن، بالإضافة إلى آيات أخرى

كقوله تعالى:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}

[الإسراء: 70]،

وفي الرد على كون الله تعالى خلق الأشياء ثم تركها تتطور بلا قدرة ولا مشيئة ولا خلق نجد

قوله تعالى:

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ}

[المؤمنون: 17]،

وقال تعالى:

{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}

[الذاريات: 49]،

وقال صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ)

، رواه البخاري في خلق أفعال العباد (ص: 46)، وهو صحيح،

فكلُّ شيءٍ مخلوق فالله خلقه،

قال تعالى:

{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}

[الزمر: 62، 63]،

وتصديق نظرية التطور كفرٌ؛ لأنه إلحادٌ وتكذيب للقرآن الكريم، ونفيٌ للحكمة من الوجود وإنكار للبعث،

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}

[ص: 27]،

الجهة الرابعة: المعارضة، وهي مقابلة النظرية بالإيرادات العقلية التي تنقضها

بأن يقال لهم: المخلوق الأول الذي حصل له التطور من أين وجد؟ وماذا كان قبل أن يبدأ مراحل التطور؟ وكيف يخلق الجماد كائنًا حيًا؟ وإذا كنتم تزعمون أن القرد في مرحلة من المراحل تطوَّر فأصبح إنسانًا، فما بال القرود الموجودة إلى الآن، لماذا لم تتطور، وهي فصائل كثيرة ومتنوعة كسائر الكائنات، وما الذي أوقف عجلة التطور؟ وإذا كان الإنسان قد تطور فلماذا لا يُنسب تطوره لخالقٍ طوَّره بالفعل، كما تتطور الأجهزة الالكترونية والسيارات وغيرها فيُنسب لمطوِّرها من البشر؟ فالتطور لا ينجي من إثبات الخالق، سبحانك هذا بهتان عظيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

للاستزادة: رحلة اليقين، إياد قُنَيبي، على اليوتيوب.

الجواب التفصيلي

الحمد لله،

 نظرية التطور هي أن الكون ناشئ عن محض الصدفة، وليس بخلق ولا إرادة ولا تقدير، وأن الإنسان أصله خلية واحدة تطورت عبر ملايين السنين حتى وصلت إلى حلقة القِرَدَة العليا، ثم تطورت هذه بدورها حتى انتهت إلى التطور المشهود: الإنسان، وأنه لا يوجد خالق للإنسان، وتسمى نظرية دارون، وهو الباحث صاحب هذه النظرية المنتشرة في المجتمع الغربي، منذ عام 1858 تقريبًا،

 وبطلان هذه النظرية من خمسة جهات: 

الجهة الأولى: أنها نظرية مصادمة للفطرة 

فلا يمكن أن يصدِّق الإنسان أن الفعل يحصل بلا فاعل، فكيف إذا كان الفعل يتكرر بنظام واضح ودقة وتعقيد؟ ولا يمكن أن يصدِّق أن الكتاب الذي يقرؤه يمكن أن يكون تجمعت حروفه وأوراقه وتجلدت نتيجة انفجار مطبعة، فالكون بكل ما فيه من إتقان كيف يوجد بلا خالق قادر عالم مريد، وهو من أعظم الأدلة الحسية المادية على وجود الله تعالى، فالتفكرُ في الكون والفطرةُ السليمة يرفضان هذه النظرية، 

والجهة الثانية: أنه قد ردها كثير من الباحثين الغربيين أنفسهم 

والحق ما شهدت به الأعداء، ونَشرتْ أبحاثَهم بعضُ المواقع، مع كونهم ليسوا بمسلمين إلا أن عقولهم وفطرتهم دلتهم على كذب النظرية، ولم يتم الرد الموضوعي عليهم من أتباع النظرية الكاذبة، ولا تعتبر حقيقة واقعية محسوسة، فهي ليست نظرية يقينية، بل هي استنتاجات وتحليلات خالفتها دراسات أخرى، 

والجهة الثالثة: أن الأدلة الشرعية الإسلامية قد سبقت هذه النظرية بقرون في البيان التفصيلي لنشأة الخلق

 وأنه كان الله ولم يكن معه شيء، ثم خلق الخلق بحكمته وقدرته، ومما خلق أبونا آدم عليه السلام من تراب ثم طين، طوله ستون ذراعًا في السماء، وخلق منه زوجه حواء، وولدت منه أولادًا واستمر الخلق إلى الآن، فالإنسان وجد إنسانًا، وهذا هو التصور الصحيح للخلق، وهو مفصَّلٌ في القرآن الكريم في سورٍ كثيرةٍ، كسورة البقرة وسورة الأعراف وسورة الحج وسورة المؤمنون وسورة ص وسورة الرحمن، بالإضافة إلى آيات أخرى

كقوله تعالى:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}

[الإسراء: 70]،

وفي الرد على كون الله تعالى خلق الأشياء ثم تركها تتطور بلا قدرة ولا مشيئة ولا خلق نجد

قوله تعالى:

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ}

[المؤمنون: 17]،

وقال تعالى:

{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}

[الذاريات: 49]،

وقال صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ)

، رواه البخاري في خلق أفعال العباد (ص: 46)، وهو صحيح،

فكلُّ شيءٍ مخلوق فالله خلقه،

قال تعالى:

{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}

[الزمر: 62، 63]،

وتصديق نظرية التطور كفرٌ؛ لأنه إلحادٌ وتكذيب للقرآن الكريم، ونفيٌ للحكمة من الوجود وإنكار للبعث،

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}

[ص: 27]،

الجهة الرابعة: المعارضة، وهي مقابلة النظرية بالإيرادات العقلية التي تنقضها

بأن يقال لهم: المخلوق الأول الذي حصل له التطور من أين وجد؟ وماذا كان قبل أن يبدأ مراحل التطور؟ وكيف يخلق الجماد كائنًا حيًا؟ وإذا كنتم تزعمون أن القرد في مرحلة من المراحل تطوَّر فأصبح إنسانًا، فما بال القرود الموجودة إلى الآن، لماذا لم تتطور، وهي فصائل كثيرة ومتنوعة كسائر الكائنات، وما الذي أوقف عجلة التطور؟ وإذا كان الإنسان قد تطور فلماذا لا يُنسب تطوره لخالقٍ طوَّره بالفعل، كما تتطور الأجهزة الالكترونية والسيارات وغيرها فيُنسب لمطوِّرها من البشر؟ فالتطور لا ينجي من إثبات الخالق، سبحانك هذا بهتان عظيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

للاستزادة: رحلة اليقين، إياد قُنَيبي، على اليوتيوب.