نص السؤال

تعلّم جميع الأديان أتباعها بشكل أساسي أداء الأعمال الصالحة. لماذا يجب على المرء اتباع الإسلام فقط؟ ألا يستطيع أن يتبع أي دين من الأديان؟

المؤلف: ذاكر نايك

المصدر: مؤسسة البحوث الإسلامية

الجواب التفصيلي


1. توجد اختلافات كبيرة بين الإسلام ومعظم الديانات الأخرى

تحث جميع الأديان البشرية على أن تكون التقوى واجتناب الشرور. لكن الإسلام يذهب أبعد من ذلك. فيرشدنا إلى طرق عملية لتحقيق التقوى واتقاء الشر في حياتنا الفردية والجماعية. يأخذ دين الإسلام في الاعتبار الطبيعة البشرية وتعقيدات المجتمع البشري. فدين الإسلام إرشاد من الخالق نفسه. ولذلك يسمى الإسلام أيضًا دين الفطرة (الدين الطبيعي للإنسان).

[اهـ 43]

2. مثال - يأمرنا الإسلام أن لا نسرق، كما ينص على طريقة للقضاء على السرقة

(أ) ينص الإسلام على طريقة للقضاء على السرقة

تعلم جميع الأديان الرئيسية أن السرقة فعل شرير. ويعلم الإسلام الشيء نفسه. وبالتالي ما الفرق بين الإسلام والأديان الأخرى؟ الفرق يكمن في حقيقة أن الإسلام، بجانب تعليم أن السرقة شر، يبين طريقة عملية لإنشاء بنية اجتماعية لا يسرق الناس فيها.

(ب) يأمر الإسلام بالزكاة

يأمر الإسلام بنظام للزكاة (الصدقة السنوية الإلزامية)، تنص الشريعة الإسلامية على أن كل شخص لديه مدخرات تتجاوز مستوى النصاب، أي أكثر من 85 جرامًا من الذهب، يجب أن يعطي 2.5 ٪ من هذه المدخرات كل عام قمري للأعمال الخيرية. إذا قدم كل غني في العالم الزكاة بإخلاص، فسيتم القضاء على الفقر من هذا العالم. ولن يموت إنسان واحد من الجوع.

(ج) قطع اليد كعقاب على السرقة

ينص الإسلام على قطع يد السارق المدان،

يقول القرآن الكريم في سورة المائدة:

"وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جزاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".

[القرآن 5:38]

قد يقول غير المسلم: "قطع اليد في القرن العشرين. إن الإسلام دين بربري لا رحمة فيه!"

(د) النتائج التي تحققت عند تطبيق الشريعة الإسلامية

من المفترض أن تكون أمريكا إحدى أكثر الدول تقدمًا في العالم. لسوء الحظ لديها أيضًا إحدى أعلى معدلات الجريمة والسرقة والنهب. لنفترض أن الشريعة الإسلامية مطبقة في أمريكا، أي يعطي كل غني الزكاة (2.5٪ من مدخراته فوق 85 جرام من الذهب كل سنة قمرية لأعمال الخير)، وكل سارق مدان تقطع يديه كعقاب. فهل سيزيد معدل السرقة والسطو في أمريكا، أم يبقى نفسه، أم ينقص؟ بطبيعة الحال سوف ينخفض. علاوة على ذلك فإن وجود مثل هذا القانون الصارم من شأنه أن يثبط الكثير ممن يفكرون في السرقة. أوافق على أن كمية السرقات التي تحدث في العالم اليوم هائلة لدرجة أنك إذا قطعت أيدي جميع اللصوص، فسيكون هناك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين ستقطع أيديهم. النقطة هنا هي أنه في اللحظة التي تنفذ فيها هذا القانون، سينخفض معدل السرقة على الفور. سيعطي السارق المحتمل تفكيرًا جادًا قبل تعريض أطرافه للخطر. مجرد التفكير في العقوبة نفسها سيثبط عزيمة اللصوص. بالكاد سيكون هناك عدد قليل ممن يسرقون. ومن ثم سيتم قطع أيدي عدد قليل من الأشخاص، ولكن الملايين سيعيشون بسلام دون خوف من السرقة.

لذلك فالشريعة الإسلامية عملية تعطي نتائج.

[اهـ 44]

3. مثال: الإسلام يحظر التحرش الجنسي واغتصاب النساء، إنه يفرض الحجاب ويفرض عقوبة الإعدام على المغتصب المدان.

(أ) يصف الإسلام طريقة القضاء على التحرش والاغتصاب

تعلن جميع الأديان الرئيسية أن التحرش الجنسي بالنساء واغتصابهن من كبائر الذنوب. ويعلم الإسلام الشيء نفسه. فما هو الفرق بين الإسلام والأديان الأخرى؟ يكمن الفرق في حقيقة أن الإسلام لا يبشر فقط باحترام المرأة، أو يحرم التحرش والاغتصاب كجرائم خطيرة، ولكنه يقدم أيضًا إرشادات واضحة حول كيفية القضاء على مثل هذه الجرائم.

(ب) الحجاب للرجال

الإسلام لديه نظام الحجاب. يذكر القرآن الكريم أولًا الحجاب للرجال ثم للنساء.

حجاب الرجال مذكور في الآية التالية:

"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ".

[القرآن الكريم 24: 30]

في اللحظة التي ينظر فيها الرجل إلى امرأة، فإن تبادر إلى ذهنه فكرة وقحة أو فاحشة، يجب عليه أن يغض بصره.

(ج) الحجاب للنساء

حجاب المرأة مذكور في الآية التالية:

"وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ ......"

[القرآن الكريم 24: 31]

مقدار الحجاب للمرأة هو أن يغطي كامل جسدها. الجزء الوحيد الذي يمكن رؤيته هو الوجه والكفين حتى الرسغين. وإذا كنَّ يرغبن في التغطية، يمكنهم حتى تغطية هذه الأجزاء من الجسم. لكن بعض علماء الإسلام يصرون على وجوب تغطية الوجه أيضًا.

(د) الحجاب يقي المرأة من التحرش

السبب الذي فرض الله الحجاب لأجله على المرأة مذكور في القرآن الكريم

في الآية التالية من سورة الأحزاب:

"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا."

[القرآن الكريم 33: 59]

[اهـ 45]

يقول القرآن إن الحجاب قد أمرت به النساء لكي يعرفن بأنهن نساء عفيفات وهذا يمنع عنهن التحرش.

(هـ) مثال الأختين التوأمين

افترض أن شقيقتين توأمين وجميلتين بنفس القدر تمشيان في الشارع. ترتدي إحداهما الحجاب الإسلامي، أي تغطي كامل الجسد ماعدا الوجه والكفين حتى الرسغين، وترتدي التوأم الأخرى تنورة صغيرة أو بنطالًا قصيرًا، ويوجد في زاوية الشارع شباب مشاغبون ينتظرون فرصة للتحرش بفتاة. فمن التي سيتحرشون بها؟

الفتاة التي ترتدي الحجاب الإسلامي، أم الفتاة التي ترتدي التنورة القصيرة أو البنطال القصير؟

إن الفساتين التي تكشف أكثر مما تخفي، هي إغراء غير مباشر للجنس الآخر ليقوم بالمضايقة والتحرش والاغتصاب. يقول القرآن بحق أن الحجاب يقي المرأة من التحرش.

(و) عقوبة الإعدام للمغتصب

تنص الشريعة الإسلامية على عقوبة الإعدام لمغتصب ثبتت عليه الإدانة، وقد يُروع غير المسلم بهذه العقوبة الشديدة في هذا العصر، ويتهم كثيرون منهم الإسلام بالوحشية والقسوة. لقد طرحت سؤالًا عامًا لمئات الرجال من غير المسلمين؛ لنفترض، لا سمح الله، أن أحدًا اغتصب زوجتك أو أمك أو أختك ثم جعلت أنت القاضي، وجلبوا المغتصب أمامك لتحكم عليه، ما هي العقوبة التي ستحكم بها عليه؟ فقال كل منهم: "سنحكم عليه بالإعدام". ذهب البعض إلى حد قولهم "سنعذبه حتى الموت"، إذا اغتصبت زوجتك أو أمك فإنك تريد إعدام المغتصب. ولكن إذا اغتصبت زوجة أو أم شخص آخر، فأنت ترى أن عقوبة الإعدام قانون بربري. فلماذا هذه المعايير المزدوجة؟

(ز) الولايات المتحدة لديها إحدى أعلى معدلات الاغتصاب

يفترض أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية إحدى أكثر دول العالم تقدمًا. يقول تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالية في عام 1990 أنه تم الإبلاغ عن 1.02.555 حالة اغتصاب. ويقول كذلك أنه تم الإبلاغ عن 16٪ فقط من حالات الاغتصاب. وبالتالي لنعرف العدد الفعلي من حالات الاغتصاب التي حدثت في عام 1990، ينبغي ضرب الرقم المبلغ عنه بمعامل 6.25 فنحصل على ما مجموعه 6،40،968 حالة اغتصاب حدثت في عام 1990. إذا تم تقسيم الإجمالي على 365 وهو عدد أيام السنة، فسنحصل على متوسط 1،756 حادثة اغتصاب كل يوم.

ثم صدر تقرير آخر لاحقًا وذكر أن متوسط 1900 حالة اغتصاب ترتكب في الولايات المتحدة كل يوم. وفقا لإحصاءات مكتب العدل الوطني لضحايا الجرائم (وزارة العدل الأمريكية) تم الإبلاغ عن 3،07،000 حالة اغتصاب في عام 1996 وحده. وتم الإبلاغ عن 31 ٪ فقط من حالات الاغتصاب الفعلية. وهكذا حدثت 3,07,000 X 3.226 = 9,90,322  حالة اغتصاب في عام 1996. أي أن ما متوسطه 2713 حالة اغتصاب تحدث كل يوم في أمريكا عام 1996. كل 32 ثانية تحدث حالة اغتصاب واحدة في أمريكا. ربما أصبح المغتصبون الأمريكيون أكثر جرأة. يستمر تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي لعام 1990 ويذكر أنه من بين حالات الاغتصاب التي تم الإبلاغ عنها 10 ٪ فقط من المغتصبين

[اهـ 46]

ألقي القبض عليهم، أي ما يعادل 1.6٪ فقط من حالات الاغتصاب الفعلية المرتكبة. ومن هؤلاء الذين اعتقلوا أطلق سراح 50٪ منهم قبل المحاكمة. هذا يعني أن 0.8٪ فقط من المغتصبين قد واجهوا المحاكمة. وبعبارة أخرى إذا ارتكب شخص 125 جريمة اغتصاب يحتمل أن يعاقب على الاغتصاب مرة واحدة فقط. سيعتبر الكثيرون أن هذه مقامرة جيدة. ويقول التقرير أن أولئك الذين يواجهون المحاكمة سيتلقى 50٪ منهم أحكامًا بالسجن لمدة تقل عن سنة واحدة، رغم أن القانون الأمريكي ينص على أن الاغتصاب يعاقب عليه بالسجن لسبع سنوات. بالنسبة للمغتصبين يكون القاضي متساهلًا مع المخالفين لأول مرة.

تخيل أن شخصًا ارتكب 125 حالة اغتصاب وكانت فرص إدانته مرة واحدة فقط، وسيتساهل القاضي باحتمال 50٪ من الحالات ويحكم بالسجن لأقل من عام!

(ح) النتائج التي تحققت عند تطبيق الشريعة الإسلامية

لنفترض أن الشريعة الإسلامية مطبقة في أمريكا. كلما نظر الرجل إلى امرأة، فإن خطر في ذهنه أي فكرة وقحة أو فاحشة، سيغض بصره. وكانت كل امرأة ترتدي الحجاب الإسلامي، أي أن الجسم كله مغطى باستثناء الوجه والكفين حتى الرسغين.

بعد ذلك إذا ارتكب أي شخص جرم الاغتصاب سيعاقب بالإعدام. فالسؤال هو؛ هل سيرتفع معدل الاغتصاب في أمريكا، أم هل سيبقى كما هو، أم سينخفض؟ بطبيعة الحال سوف ينخفض. الشريعة الإسلامية تعطي نتائج.

4. للإسلام حلول عملية لمشاكل البشرية

الإسلام هو أفضل طريقة للحياة لأن تعاليمه ليست بلاغة عقائدية، بل هي حلول عملية لمشاكل البشرية. الإسلام يحقق النتائج سواء على المستوى الفردي أم الجماعي. الإسلام هو أفضل طريقة للحياة لأنه دين عالمي عملي، لا يقتصر على أي مجموعة عرقية أو جنسية.


الجواب التفصيلي


1. توجد اختلافات كبيرة بين الإسلام ومعظم الديانات الأخرى

تحث جميع الأديان البشرية على أن تكون التقوى واجتناب الشرور. لكن الإسلام يذهب أبعد من ذلك. فيرشدنا إلى طرق عملية لتحقيق التقوى واتقاء الشر في حياتنا الفردية والجماعية. يأخذ دين الإسلام في الاعتبار الطبيعة البشرية وتعقيدات المجتمع البشري. فدين الإسلام إرشاد من الخالق نفسه. ولذلك يسمى الإسلام أيضًا دين الفطرة (الدين الطبيعي للإنسان).

[اهـ 43]

2. مثال - يأمرنا الإسلام أن لا نسرق، كما ينص على طريقة للقضاء على السرقة

(أ) ينص الإسلام على طريقة للقضاء على السرقة

تعلم جميع الأديان الرئيسية أن السرقة فعل شرير. ويعلم الإسلام الشيء نفسه. وبالتالي ما الفرق بين الإسلام والأديان الأخرى؟ الفرق يكمن في حقيقة أن الإسلام، بجانب تعليم أن السرقة شر، يبين طريقة عملية لإنشاء بنية اجتماعية لا يسرق الناس فيها.

(ب) يأمر الإسلام بالزكاة

يأمر الإسلام بنظام للزكاة (الصدقة السنوية الإلزامية)، تنص الشريعة الإسلامية على أن كل شخص لديه مدخرات تتجاوز مستوى النصاب، أي أكثر من 85 جرامًا من الذهب، يجب أن يعطي 2.5 ٪ من هذه المدخرات كل عام قمري للأعمال الخيرية. إذا قدم كل غني في العالم الزكاة بإخلاص، فسيتم القضاء على الفقر من هذا العالم. ولن يموت إنسان واحد من الجوع.

(ج) قطع اليد كعقاب على السرقة

ينص الإسلام على قطع يد السارق المدان،

يقول القرآن الكريم في سورة المائدة:

"وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جزاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".

[القرآن 5:38]

قد يقول غير المسلم: "قطع اليد في القرن العشرين. إن الإسلام دين بربري لا رحمة فيه!"

(د) النتائج التي تحققت عند تطبيق الشريعة الإسلامية

من المفترض أن تكون أمريكا إحدى أكثر الدول تقدمًا في العالم. لسوء الحظ لديها أيضًا إحدى أعلى معدلات الجريمة والسرقة والنهب. لنفترض أن الشريعة الإسلامية مطبقة في أمريكا، أي يعطي كل غني الزكاة (2.5٪ من مدخراته فوق 85 جرام من الذهب كل سنة قمرية لأعمال الخير)، وكل سارق مدان تقطع يديه كعقاب. فهل سيزيد معدل السرقة والسطو في أمريكا، أم يبقى نفسه، أم ينقص؟ بطبيعة الحال سوف ينخفض. علاوة على ذلك فإن وجود مثل هذا القانون الصارم من شأنه أن يثبط الكثير ممن يفكرون في السرقة. أوافق على أن كمية السرقات التي تحدث في العالم اليوم هائلة لدرجة أنك إذا قطعت أيدي جميع اللصوص، فسيكون هناك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين ستقطع أيديهم. النقطة هنا هي أنه في اللحظة التي تنفذ فيها هذا القانون، سينخفض معدل السرقة على الفور. سيعطي السارق المحتمل تفكيرًا جادًا قبل تعريض أطرافه للخطر. مجرد التفكير في العقوبة نفسها سيثبط عزيمة اللصوص. بالكاد سيكون هناك عدد قليل ممن يسرقون. ومن ثم سيتم قطع أيدي عدد قليل من الأشخاص، ولكن الملايين سيعيشون بسلام دون خوف من السرقة.

لذلك فالشريعة الإسلامية عملية تعطي نتائج.

[اهـ 44]

3. مثال: الإسلام يحظر التحرش الجنسي واغتصاب النساء، إنه يفرض الحجاب ويفرض عقوبة الإعدام على المغتصب المدان.

(أ) يصف الإسلام طريقة القضاء على التحرش والاغتصاب

تعلن جميع الأديان الرئيسية أن التحرش الجنسي بالنساء واغتصابهن من كبائر الذنوب. ويعلم الإسلام الشيء نفسه. فما هو الفرق بين الإسلام والأديان الأخرى؟ يكمن الفرق في حقيقة أن الإسلام لا يبشر فقط باحترام المرأة، أو يحرم التحرش والاغتصاب كجرائم خطيرة، ولكنه يقدم أيضًا إرشادات واضحة حول كيفية القضاء على مثل هذه الجرائم.

(ب) الحجاب للرجال

الإسلام لديه نظام الحجاب. يذكر القرآن الكريم أولًا الحجاب للرجال ثم للنساء.

حجاب الرجال مذكور في الآية التالية:

"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ".

[القرآن الكريم 24: 30]

في اللحظة التي ينظر فيها الرجل إلى امرأة، فإن تبادر إلى ذهنه فكرة وقحة أو فاحشة، يجب عليه أن يغض بصره.

(ج) الحجاب للنساء

حجاب المرأة مذكور في الآية التالية:

"وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ ......"

[القرآن الكريم 24: 31]

مقدار الحجاب للمرأة هو أن يغطي كامل جسدها. الجزء الوحيد الذي يمكن رؤيته هو الوجه والكفين حتى الرسغين. وإذا كنَّ يرغبن في التغطية، يمكنهم حتى تغطية هذه الأجزاء من الجسم. لكن بعض علماء الإسلام يصرون على وجوب تغطية الوجه أيضًا.

(د) الحجاب يقي المرأة من التحرش

السبب الذي فرض الله الحجاب لأجله على المرأة مذكور في القرآن الكريم

في الآية التالية من سورة الأحزاب:

"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا."

[القرآن الكريم 33: 59]

[اهـ 45]

يقول القرآن إن الحجاب قد أمرت به النساء لكي يعرفن بأنهن نساء عفيفات وهذا يمنع عنهن التحرش.

(هـ) مثال الأختين التوأمين

افترض أن شقيقتين توأمين وجميلتين بنفس القدر تمشيان في الشارع. ترتدي إحداهما الحجاب الإسلامي، أي تغطي كامل الجسد ماعدا الوجه والكفين حتى الرسغين، وترتدي التوأم الأخرى تنورة صغيرة أو بنطالًا قصيرًا، ويوجد في زاوية الشارع شباب مشاغبون ينتظرون فرصة للتحرش بفتاة. فمن التي سيتحرشون بها؟

الفتاة التي ترتدي الحجاب الإسلامي، أم الفتاة التي ترتدي التنورة القصيرة أو البنطال القصير؟

إن الفساتين التي تكشف أكثر مما تخفي، هي إغراء غير مباشر للجنس الآخر ليقوم بالمضايقة والتحرش والاغتصاب. يقول القرآن بحق أن الحجاب يقي المرأة من التحرش.

(و) عقوبة الإعدام للمغتصب

تنص الشريعة الإسلامية على عقوبة الإعدام لمغتصب ثبتت عليه الإدانة، وقد يُروع غير المسلم بهذه العقوبة الشديدة في هذا العصر، ويتهم كثيرون منهم الإسلام بالوحشية والقسوة. لقد طرحت سؤالًا عامًا لمئات الرجال من غير المسلمين؛ لنفترض، لا سمح الله، أن أحدًا اغتصب زوجتك أو أمك أو أختك ثم جعلت أنت القاضي، وجلبوا المغتصب أمامك لتحكم عليه، ما هي العقوبة التي ستحكم بها عليه؟ فقال كل منهم: "سنحكم عليه بالإعدام". ذهب البعض إلى حد قولهم "سنعذبه حتى الموت"، إذا اغتصبت زوجتك أو أمك فإنك تريد إعدام المغتصب. ولكن إذا اغتصبت زوجة أو أم شخص آخر، فأنت ترى أن عقوبة الإعدام قانون بربري. فلماذا هذه المعايير المزدوجة؟

(ز) الولايات المتحدة لديها إحدى أعلى معدلات الاغتصاب

يفترض أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية إحدى أكثر دول العالم تقدمًا. يقول تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالية في عام 1990 أنه تم الإبلاغ عن 1.02.555 حالة اغتصاب. ويقول كذلك أنه تم الإبلاغ عن 16٪ فقط من حالات الاغتصاب. وبالتالي لنعرف العدد الفعلي من حالات الاغتصاب التي حدثت في عام 1990، ينبغي ضرب الرقم المبلغ عنه بمعامل 6.25 فنحصل على ما مجموعه 6،40،968 حالة اغتصاب حدثت في عام 1990. إذا تم تقسيم الإجمالي على 365 وهو عدد أيام السنة، فسنحصل على متوسط 1،756 حادثة اغتصاب كل يوم.

ثم صدر تقرير آخر لاحقًا وذكر أن متوسط 1900 حالة اغتصاب ترتكب في الولايات المتحدة كل يوم. وفقا لإحصاءات مكتب العدل الوطني لضحايا الجرائم (وزارة العدل الأمريكية) تم الإبلاغ عن 3،07،000 حالة اغتصاب في عام 1996 وحده. وتم الإبلاغ عن 31 ٪ فقط من حالات الاغتصاب الفعلية. وهكذا حدثت 3,07,000 X 3.226 = 9,90,322  حالة اغتصاب في عام 1996. أي أن ما متوسطه 2713 حالة اغتصاب تحدث كل يوم في أمريكا عام 1996. كل 32 ثانية تحدث حالة اغتصاب واحدة في أمريكا. ربما أصبح المغتصبون الأمريكيون أكثر جرأة. يستمر تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي لعام 1990 ويذكر أنه من بين حالات الاغتصاب التي تم الإبلاغ عنها 10 ٪ فقط من المغتصبين

[اهـ 46]

ألقي القبض عليهم، أي ما يعادل 1.6٪ فقط من حالات الاغتصاب الفعلية المرتكبة. ومن هؤلاء الذين اعتقلوا أطلق سراح 50٪ منهم قبل المحاكمة. هذا يعني أن 0.8٪ فقط من المغتصبين قد واجهوا المحاكمة. وبعبارة أخرى إذا ارتكب شخص 125 جريمة اغتصاب يحتمل أن يعاقب على الاغتصاب مرة واحدة فقط. سيعتبر الكثيرون أن هذه مقامرة جيدة. ويقول التقرير أن أولئك الذين يواجهون المحاكمة سيتلقى 50٪ منهم أحكامًا بالسجن لمدة تقل عن سنة واحدة، رغم أن القانون الأمريكي ينص على أن الاغتصاب يعاقب عليه بالسجن لسبع سنوات. بالنسبة للمغتصبين يكون القاضي متساهلًا مع المخالفين لأول مرة.

تخيل أن شخصًا ارتكب 125 حالة اغتصاب وكانت فرص إدانته مرة واحدة فقط، وسيتساهل القاضي باحتمال 50٪ من الحالات ويحكم بالسجن لأقل من عام!

(ح) النتائج التي تحققت عند تطبيق الشريعة الإسلامية

لنفترض أن الشريعة الإسلامية مطبقة في أمريكا. كلما نظر الرجل إلى امرأة، فإن خطر في ذهنه أي فكرة وقحة أو فاحشة، سيغض بصره. وكانت كل امرأة ترتدي الحجاب الإسلامي، أي أن الجسم كله مغطى باستثناء الوجه والكفين حتى الرسغين.

بعد ذلك إذا ارتكب أي شخص جرم الاغتصاب سيعاقب بالإعدام. فالسؤال هو؛ هل سيرتفع معدل الاغتصاب في أمريكا، أم هل سيبقى كما هو، أم سينخفض؟ بطبيعة الحال سوف ينخفض. الشريعة الإسلامية تعطي نتائج.

4. للإسلام حلول عملية لمشاكل البشرية

الإسلام هو أفضل طريقة للحياة لأن تعاليمه ليست بلاغة عقائدية، بل هي حلول عملية لمشاكل البشرية. الإسلام يحقق النتائج سواء على المستوى الفردي أم الجماعي. الإسلام هو أفضل طريقة للحياة لأنه دين عالمي عملي، لا يقتصر على أي مجموعة عرقية أو جنسية.