نص السؤال

دعوى ضياع خمسمئة خطبة نبوية

المصدر: شبهات المشككين في الإسلام

الجواب التفصيلي

دعوى ضياع خمسمائة خطبة نبوية(*)

مضمون الشبهة:

 يدعي بعض الطاعنين أن السنة النبوية لم تجمع كلها في كتب السنة، بل ضاع كثير منها إما عمدا وإما سهوا، ويستدلون على ذلك بأن خطب الجمعة التي خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة بعد الهجرة، والتي تبلغ نحو خمسمائة خطبة، لم تصل إلينا؛ لأنها لم تدون في كتب السنة، وسبب عدم تدوينها أن مضامينها كانت تتعارض مع نظام الحكم في الدولة العباسية، فحال الحكام دون كتابتها بإرهاب رواة الحديث. رامين من وراء ذلك إلى التشكيك في جمع السنة، وأن حفظها بالكتابة والتدوين كان عملا انتقائيا يخضع لأهواء السلطة الحاكمة وما كانت تسعى إلى تكريسه من مبادئ في الحياة السياسية الإسلامية.

وجها إبطال الشبهة:

1) إذا كانت خطبه - صلى الله عليه وسلم - لم تدون ولم تصل إلينا، فمن أين إذن عرفوا أن عدم تدوينهاكان بسبب مناقضتها لنظم الحكم السائدة في عصر التدوين؟! ثم إن كثيرا من خطبه - صلى الله عليه وسلم - كانت عبارة عن سور من القرآن فلا تحتاج إلى تدوين.

2) لقد شمل التدوين خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ جمعت السنة في مطلع القرن الثاني الهجري، سواء المكتوب منها أو المحفوظ في صدور الرواة والحفاظ، ونجدها الآن مبثوثة في كتب التراث المختلفة، وكذلك فقد جمعها بعض علماء العصر الحديث في كتب مستقلة مما يدل على تدوينها، ووصولها إلينا، خلافا لما زعمه المشككون.

التفصيل:

أولا. افتراء مفضوح يقوم على غير أساس أو دليل:

إذا كان هؤلاء الطاعنون يدعون أن خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تدون، ولم تصل إلينا، فكيف إذن اطلعوا عليها وقطعوا بأنها لم تدون بسبب تناقض مضامينها مع نظم الحكم التي كانت سائدة في عصر التدوين؟!

يقول د. عبد العظيم المطعني ردا على هذه الفرية: "إن الطريق الوحيد لمعرفتنا بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - هو التدوين والرواية، فما دون فيها هو المعروف عندنا، ولا طريق لنا لمعرفة ما لم يدون إن كان لم يدون منها شيء.

هذه حقيقة لا ينكرها أحد، ولا منكرو السنة أنفسهم، فمن أين إذن عرفوا أن سبب استبعاد خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - هو أن تلك الخطب كانت تتناقض مع نظم الحكم التي كانت سائدة في عصر التدوين؟

وإذا سلمنا لكم جدلا بأنها لم تدون، يعني حجبت بألفاظها ومعانيها عن رؤية النور فنريد منكم أن توضحوا لنا من أين، وعلى أي أساس حكمتم على الخطب التي لم تدون بأنها كانت تناهض نظم الحكم؟

هل اطلعتم عليها؟ إن كنتم اطلعتم عليها في الوقت الحاضر فهي إذن مدونة فتسقط بذلك دعواكم هذه، وإن لم تكونوا قد اطلعتم عليها، فهل أنتم تعلمون الغيب، لذلك وصفتم بألسنتكم ما لم تره أعينكم، ولم تسمعه آذانكم؟!

ثم إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، هذه قاعدة من قواعد العقل المسلمة عند كل العقلاء.

فإما أن تقروا بتدوين هذه الخطب فيسقط أصل دعواكم، وإما أن تقروا بعدم اطلاعكم عليها فيسقط سبب دعواكم، فماذا أنتم قائلون"[1]؟

ولا شك أن خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلت إلينا عن طريق التدوين، ولكن الذي جعلهم يقولون بذلك أنهم قد فهموا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - مثل خطباء العصر، يرقى المنبر فلا تقل مدة الخطبة الواحدة عن نصف ساعة، وقد تستغرق ساعة كاملة، ولما لم يجدوا هذا النوع في كتب الحديث وغيرها، قالوا: إن خطبه - صلى الله عليه وسلم - أضاعها التدوين الموجه لأسباب سياسية.

لكن الحقيقة أن خطبته - صلى الله عليه وسلم - كانت عبارة عن عدة جمل، تعطي الجملة الواحدة معنى مستقلا في الكثير الغالب، وربما أعطى المعنى جملتان أو ثلاث, فلم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يطيل الخطبة، وهو القائل:

«إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته مئنة[2]من فقهه، فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة، وإن من البيان سحرا»

[3].

وعن جابر بن سمرة قال:

«كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يطيل الموعظة يوم الجمعة, إنما هن كلمات يسيرات»

[4].

قال ابن قيم الجوزية: "وعلى ذلك كان قصر الخطبة علامة على فقه الرجل؛ لأن الفقيه هو المطلع على جوامع الألفاظ فيتمكن بذلك من التعبير باللفظ المختصر عن المعاني الكثيرة"[5].

وكان الصحابة يسمعون خطبته - صلى الله عليه وسلم - فيحفظونها، لكنهم لا يتحدثون بها كاملة، ولا يتعاملون معها كوحدة واحدة، وإنما يهتمون بما تفيده من معان، ومن هنا يهتمون بالجملة أو بالجمل التي تفيد معنى مستقلا فيذكرونها في مناسبتها[6].

إن اهتمام الصحابة كان منصبا على كلامه صلى الله عليه وسلم؛ ومركزا على أصول الدين بأوجز عبارة، وبأقل الكلمات، وهكذا شاعت خطبه - صلى الله عليه وسلم - في كتب السنة إما على صورتها كخطب، وإما بعباراتها وجملها، وخطبته - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع توضح ذلك.

وفضلا عما تقدم؛ فإن معظم خطبه - صلى الله عليه وسلم - كانت من القرآن الكريم، فعندما كان يقوم للخطبة كان يتلو آيات من القرآن الكريم، فخطب بسورة "ق" وسورة "ص"، وتكرر هذا في عدد من خطبه صلى الله عليه وسلم، فعن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت:

«ما حفظت "ق" إلا من فـي[7] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب بها كل جمعة»

[8].

فإذا سجلت من الخطبة شيئا فلن تسجل إلا سورة "ق"، وسورة "ق" معروفة ومحفوظة. كما أن الصحابة قد اقتدوا به - صلى الله عليه وسلم - في هذا، فقد روي عن عمر بن الخطاب أنه خطب يوما في الناس فلم يقرأ إلا سورة النحل وعندما بلغ قول الله سبحانه وتعالى:

(ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون)

النحل: [49].

نزل من على المنبر وسجد، ثم خطب مرة أخرى في يوم الجمعة فلم يقرأ إلا سورة النحل أيضا، وعندما بلغ موضع السجود لم يسجد هذه المرة، ولما سئل عن هذا قال: لم نؤمر بالسجود[9]. ومثل هذه الخطب ما هي إلا سور قرآنية كما ترى، لذلك لم يدونها الرواة في كتب الحديث.

ثم إننا نتساءل: هل منع الحكام الرواة من تدوين خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - التي تناهض حكمهم، وتركوهم يدونون الأحاديث التي تنادي بالوقوف في وجه الحكام إذا حادوا عن الطريق المستقيم، وتبين أن الخلافة النبوية ستئول إلى ملك عضوض يناقض ما جاء به القرآن، وأنه يجب التمسك بالدين ومقاومة هؤلاء الحكام؛ ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:

«سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله»

[10].

وقوله صلى الله عليه وسلم:

«إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا»

[11]

وغير ذلك من الأحاديث التي تتحدث عن الحكم ووجوب التصدي لجور الحكام الطغاة.

ثانيا. تدوين خطب النبي صلى الله عليه وسلم:

لقد دونت خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ما دون من السنة، وأفرد لها بعض المعاصرين كتبا مستقلة، فليس من المعقول أن تدون السنة كلها وتترك خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - دون تدوين، والدليل على ذلك وجود هذه الخطب بين أيدينا في صورتين:

الأولى: تدوين خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - تدوينا مفرقا ومبثوثا في كتب الحديث والسيرة والتاريخ، وبعض كتب الإعجاز القرآني، وهذا هو المصدر الأول للوقوف على خطبه صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الكتب:

1. إعجاز القرآن للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني المتوفى 403هـ، وقد ذكر فيه عددا من خطبه صلى الله عليه وسلم.

2. كتب السيرة النبوية: جاء فيها عدد من خطبه - صلى الله عليه وسلم - مثل: السيرة النبوية لابن هشام، ودلائل النبوة للبيهقي، والبداية والنهاية لابن كثير، وسبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي، وغيرها من كتب السيرة.

3.  كتب السنة: اشتملت على كثير من خطبه صلى الله عليه وسلم، نذكر منها:

·       صحيح البخاري في كتاب الجمعة، والعيدين والكسوف، وبدء الخلق، والمناقب، والحج، والصلاة، وفضائل القرآن.

·       صحيح مسلم في كتاب الصيام، والجمعة، والإمارة.

·       سنن أبي داود في كتاب: الديات، والمناسك، واللباس.

·       سنن النسائي في كتاب: الحج، والجهاد.

·       سنن ابن ماجه في المقدمة، باب رقم 6، 7.

·       مسند أحمد، ومستدرك الحاكم، وصحيح ابن حبان، ومسند أبي يعلى، ومعاجم الطبراني.

4.  كتاب "مجمع الزوائد" لنور الدين الهيثمي.

5.  جامع الأصول لابن الأثير.

هذه بعض المصادر التي يمكن الرجوع إليها للاستزادة من خطبه - صلى الله عليه وسلم - وإلا فهناك كثير من المصادر التي حوت خطبه صلى الله عليه وسلم[12].

الثانية: لقد وفق الله العاملين في حقل السنة النبوية فقاموا بجمع خطبه صلى الله عليه وسلم، ودراستها دراسة واعية، ومن هذه الكتب الحديثة التي اهتمت بها ما يأتي:

1. "إتحاف الأنام بخطب رسول الإسلام" للشيخ محمد خليل الخطيب، وجمع فيه (574) خطبة مع ذكر مصادرها وشرح غريبها، والكتاب مطبوع وشائع بين الناس.

2.  "جامع الأصول من خطب الرسول صلى الله عليه وسلم" لإبراهيم محمد الجمل.

3.  "صفة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم" لعمرو عبد المنعم سليم.

4.  "الدين الخالص" لمحمود خطاب السبكي، وجمع فيه كثيرا من خطبه صلى الله عليه وسلم.

5.  "إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين" لابن طولون، وفيه قدرلا بأس به من خطبه صلى الله عليه وسلم.

6. "خطب الرسول صلى الله عليه وسلم" للدكتور عمر القطيطي التونسي، وهي رسالة علمية جامعية، حرص فيها الباحث الكريم على جمع تلك الخطب، وتوثيقها توثيقا علميا ببيان المراجع التي ذكرت، وتحقيقها وتبويبها تبويبا فنيا منتظما، ثم أعد لها دراسة فقهية وبلاغية لم يسبقه إليها أحد، وتقع تلك الدراسة في أكثر من ستين ومائتي صفحة من القطع المتوسط، ولم يقتصر الباحث على جمع خطب الجمعة، بل شمل عمله الخطب التي قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المناسبات المختلفة؛ كالعيدين، والخسوف، والكسوف وغيرها.

فإذا كان هذا الباحث قد ذكر المصادر التي وردت فيها هذه الخطب، فكيف يزعم المغرضون أنها لم تدون؟

وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف قد ذكر أمارات للتمييز بين الخطب والأحاديث النبوية المجردة، ومنها: "يا أيها الناس، وكان على المنبر، حمد الله وأثنى عليه ثم قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، كان على الصفا، كان على القصواء..." إلخ[13].

فإذا كان هذا هو واقع خطبه - صلى الله عليه وسلم - الذي نلمسه بأيدينا في هذه الكتب, وقد جمع كتاب واحد منها (574) خطبــة للنبـي صلـى الله عليــه وسلـم، فكيـــف يزعــــم هــؤلاء أن الــ (500) خطبة التي خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - ضاعت ولم تدون؟!

الخلاصة:

·   إذا كانت خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تدون ولم تصل إلينا، فمن أين عرف هؤلاء الزاعمون أن عدم تدوينها يرجع إلى أن مضامينها كانت تتعارض مع طبيعة نظم الحكم السائدة في عصر التدوين؟!

·   إن النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبه لم يكن - في الغالب - مثل خطباء ذلك العصر، ممن تستغرق الخطبة الواحدة من خطبهم نصف ساعة، أو ساعة كاملة، وإنما كانت كلمات قليلات وذلك لأن الله - سبحانه وتعالى - قد آتاه جوامع الكلم.

·   كان الصحابة يحفظون خطبه، لكنهم لا يتعاملون معها كوحدة واحدة، وإنما يستخدمون الجمل القليلة التي تفيد معنى مستقلا في مناسبتها، فوردت إلينا كذلك.

·   لقد شاعت خطبه - صلى الله عليه وسلم - في كتب السنة إما على صورتها كخطب، وإما بعباراتها وجملها.

·   إن معظم خطبه - صلى الله عليه وسلم - كانت آيات من القرآن، فإذا دونها الرواة لم يدونوا إلا سورا من القرآن، وهو موجود بينهم.

·   كان - صلى الله عليه وسلم - يكرر خطبه في كثير من الأحيان؛ وليس من المعقول أن تدون الخطبة الواحدة أكثر من مرة.

·   لقد شمل التدوين خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ جمعت السنة في مطلع القرن الثاني الهجري، وهي موجودة الآن على صورتين:

الأولى: خطب مبثوثة في كتب الحديث والسيرة والتاريخ، وبعض كتب الإعجاز القرآني.

الثانية: خطب قام بعض العلماء حديثا بجمعها في كتب مستقلة، كما فعل محمد خليل؛ إذ جمع في كتابه (574) خطبة نبوية، وذكر مصدر كل خطبة منها، وكذلك د. محمد القطيطي التونسي الذي جمع خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقام بدراستها دراسة وافية.

·   إذا كانت خطبه - صلى الله عليه وسلم - موجودة، وجمعها العلماء قديما وحديثا كما ذكرنا، وذكروا المصادر التي دونتها، فإن هذه الدعوى ساقطة إذن؛ إذ لا دليل على ثبوت ما ادعاه أصحابها، فضلا عن صحته.

 المراجع:


(*) مجلة روز اليوسف، بتاريخ 1999 /4 /10م. الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية: عرض ونقض، د. عبد العظيم محمد المطعني، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1420هـ/ 1999م. دفع الشبهات عن السنة النبوية، د. عبد القادر عبد الهادي، دار الإيمان، القاهرة، ط1، 1421هـ/ 2001م.

1. الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية: عرض ونقض، د. عبد العظيم إبراهيم المطعني، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1420هـ/ 1999م، ص87، 88 بتصرف.

[2]. المئنة: العلامة.

[3]. صحيـح مسلـم (بشـرح النـووي)، كتـاب: الجمعـة، بـاب: تخفيـف الصـلاة والخطبـة، (4/ 1447)، رقم (1976).

[4]. حسن: أخرجه أبو داود في سننه (بشرح عون المعبود)، كتاب: الجمعة، باب: إقصار الخطب، (3/ 320)، رقم (1103). وحسنه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود برقم (1107).

[5]. عون المعبود شرح سنن أبي داود، شمس الحق العظيم آبادي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410هـ/ 1990م، (3/ 320).

[6]. دفع الشبهات عن السنة النبوية، د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، دار الإيمان، القاهرة، ط1، 1421هـ/ 2001م، ص68 بتصرف.

[7]. الفـي: الفم.

[8]. صحيـح مسلـم (بشـرح النـووي)، كتـاب: الجمعـة، بـاب: تخفيـف الصـلاة والخطبــة، (4/ 1448)، رقم (1981).

[9]. أخرجه البيهقي في سننه الكبرى، كتاب: الحيض، باب: من لم ير وجوب سجود التلاوة، (2/ 321)، رقم (3573).

[10]. صحيح: أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب: معرفة الصحابة رضي الله عنهم، باب: ذكر إسلام حمزة بن عبد المطلب، (2/ 130)، رقم (4884). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (374).

[11]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الإمارة، باب: وجوب الإنكار على الأمراء فيما خالفوا الشرع، (7/ 2920)، رقم (4719).

[12]. انظر: دفع الشبهات عن السنة النبوية، د. عبد المهدي عبد القادر، دار الإيمان، القاهرة، ط1، 1421هـ/ 2001م، ص71: 74.

[13]. الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية: عرض ونقض، د. عبد العظيم إبراهيم المطعني، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1420هـ/ 1999م، ص89 بتصرف.

الجواب التفصيلي

دعوى ضياع خمسمائة خطبة نبوية(*)

مضمون الشبهة:

 يدعي بعض الطاعنين أن السنة النبوية لم تجمع كلها في كتب السنة، بل ضاع كثير منها إما عمدا وإما سهوا، ويستدلون على ذلك بأن خطب الجمعة التي خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة بعد الهجرة، والتي تبلغ نحو خمسمائة خطبة، لم تصل إلينا؛ لأنها لم تدون في كتب السنة، وسبب عدم تدوينها أن مضامينها كانت تتعارض مع نظام الحكم في الدولة العباسية، فحال الحكام دون كتابتها بإرهاب رواة الحديث. رامين من وراء ذلك إلى التشكيك في جمع السنة، وأن حفظها بالكتابة والتدوين كان عملا انتقائيا يخضع لأهواء السلطة الحاكمة وما كانت تسعى إلى تكريسه من مبادئ في الحياة السياسية الإسلامية.

وجها إبطال الشبهة:

1) إذا كانت خطبه - صلى الله عليه وسلم - لم تدون ولم تصل إلينا، فمن أين إذن عرفوا أن عدم تدوينهاكان بسبب مناقضتها لنظم الحكم السائدة في عصر التدوين؟! ثم إن كثيرا من خطبه - صلى الله عليه وسلم - كانت عبارة عن سور من القرآن فلا تحتاج إلى تدوين.

2) لقد شمل التدوين خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ جمعت السنة في مطلع القرن الثاني الهجري، سواء المكتوب منها أو المحفوظ في صدور الرواة والحفاظ، ونجدها الآن مبثوثة في كتب التراث المختلفة، وكذلك فقد جمعها بعض علماء العصر الحديث في كتب مستقلة مما يدل على تدوينها، ووصولها إلينا، خلافا لما زعمه المشككون.

التفصيل:

أولا. افتراء مفضوح يقوم على غير أساس أو دليل:

إذا كان هؤلاء الطاعنون يدعون أن خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تدون، ولم تصل إلينا، فكيف إذن اطلعوا عليها وقطعوا بأنها لم تدون بسبب تناقض مضامينها مع نظم الحكم التي كانت سائدة في عصر التدوين؟!

يقول د. عبد العظيم المطعني ردا على هذه الفرية: "إن الطريق الوحيد لمعرفتنا بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - هو التدوين والرواية، فما دون فيها هو المعروف عندنا، ولا طريق لنا لمعرفة ما لم يدون إن كان لم يدون منها شيء.

هذه حقيقة لا ينكرها أحد، ولا منكرو السنة أنفسهم، فمن أين إذن عرفوا أن سبب استبعاد خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - هو أن تلك الخطب كانت تتناقض مع نظم الحكم التي كانت سائدة في عصر التدوين؟

وإذا سلمنا لكم جدلا بأنها لم تدون، يعني حجبت بألفاظها ومعانيها عن رؤية النور فنريد منكم أن توضحوا لنا من أين، وعلى أي أساس حكمتم على الخطب التي لم تدون بأنها كانت تناهض نظم الحكم؟

هل اطلعتم عليها؟ إن كنتم اطلعتم عليها في الوقت الحاضر فهي إذن مدونة فتسقط بذلك دعواكم هذه، وإن لم تكونوا قد اطلعتم عليها، فهل أنتم تعلمون الغيب، لذلك وصفتم بألسنتكم ما لم تره أعينكم، ولم تسمعه آذانكم؟!

ثم إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، هذه قاعدة من قواعد العقل المسلمة عند كل العقلاء.

فإما أن تقروا بتدوين هذه الخطب فيسقط أصل دعواكم، وإما أن تقروا بعدم اطلاعكم عليها فيسقط سبب دعواكم، فماذا أنتم قائلون"[1]؟

ولا شك أن خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلت إلينا عن طريق التدوين، ولكن الذي جعلهم يقولون بذلك أنهم قد فهموا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - مثل خطباء العصر، يرقى المنبر فلا تقل مدة الخطبة الواحدة عن نصف ساعة، وقد تستغرق ساعة كاملة، ولما لم يجدوا هذا النوع في كتب الحديث وغيرها، قالوا: إن خطبه - صلى الله عليه وسلم - أضاعها التدوين الموجه لأسباب سياسية.

لكن الحقيقة أن خطبته - صلى الله عليه وسلم - كانت عبارة عن عدة جمل، تعطي الجملة الواحدة معنى مستقلا في الكثير الغالب، وربما أعطى المعنى جملتان أو ثلاث, فلم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يطيل الخطبة، وهو القائل:

«إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته مئنة[2]من فقهه، فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة، وإن من البيان سحرا»

[3].

وعن جابر بن سمرة قال:

«كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يطيل الموعظة يوم الجمعة, إنما هن كلمات يسيرات»

[4].

قال ابن قيم الجوزية: "وعلى ذلك كان قصر الخطبة علامة على فقه الرجل؛ لأن الفقيه هو المطلع على جوامع الألفاظ فيتمكن بذلك من التعبير باللفظ المختصر عن المعاني الكثيرة"[5].

وكان الصحابة يسمعون خطبته - صلى الله عليه وسلم - فيحفظونها، لكنهم لا يتحدثون بها كاملة، ولا يتعاملون معها كوحدة واحدة، وإنما يهتمون بما تفيده من معان، ومن هنا يهتمون بالجملة أو بالجمل التي تفيد معنى مستقلا فيذكرونها في مناسبتها[6].

إن اهتمام الصحابة كان منصبا على كلامه صلى الله عليه وسلم؛ ومركزا على أصول الدين بأوجز عبارة، وبأقل الكلمات، وهكذا شاعت خطبه - صلى الله عليه وسلم - في كتب السنة إما على صورتها كخطب، وإما بعباراتها وجملها، وخطبته - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع توضح ذلك.

وفضلا عما تقدم؛ فإن معظم خطبه - صلى الله عليه وسلم - كانت من القرآن الكريم، فعندما كان يقوم للخطبة كان يتلو آيات من القرآن الكريم، فخطب بسورة "ق" وسورة "ص"، وتكرر هذا في عدد من خطبه صلى الله عليه وسلم، فعن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت:

«ما حفظت "ق" إلا من فـي[7] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب بها كل جمعة»

[8].

فإذا سجلت من الخطبة شيئا فلن تسجل إلا سورة "ق"، وسورة "ق" معروفة ومحفوظة. كما أن الصحابة قد اقتدوا به - صلى الله عليه وسلم - في هذا، فقد روي عن عمر بن الخطاب أنه خطب يوما في الناس فلم يقرأ إلا سورة النحل وعندما بلغ قول الله سبحانه وتعالى:

(ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون)

النحل: [49].

نزل من على المنبر وسجد، ثم خطب مرة أخرى في يوم الجمعة فلم يقرأ إلا سورة النحل أيضا، وعندما بلغ موضع السجود لم يسجد هذه المرة، ولما سئل عن هذا قال: لم نؤمر بالسجود[9]. ومثل هذه الخطب ما هي إلا سور قرآنية كما ترى، لذلك لم يدونها الرواة في كتب الحديث.

ثم إننا نتساءل: هل منع الحكام الرواة من تدوين خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - التي تناهض حكمهم، وتركوهم يدونون الأحاديث التي تنادي بالوقوف في وجه الحكام إذا حادوا عن الطريق المستقيم، وتبين أن الخلافة النبوية ستئول إلى ملك عضوض يناقض ما جاء به القرآن، وأنه يجب التمسك بالدين ومقاومة هؤلاء الحكام؛ ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:

«سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله»

[10].

وقوله صلى الله عليه وسلم:

«إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا»

[11]

وغير ذلك من الأحاديث التي تتحدث عن الحكم ووجوب التصدي لجور الحكام الطغاة.

ثانيا. تدوين خطب النبي صلى الله عليه وسلم:

لقد دونت خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ما دون من السنة، وأفرد لها بعض المعاصرين كتبا مستقلة، فليس من المعقول أن تدون السنة كلها وتترك خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - دون تدوين، والدليل على ذلك وجود هذه الخطب بين أيدينا في صورتين:

الأولى: تدوين خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - تدوينا مفرقا ومبثوثا في كتب الحديث والسيرة والتاريخ، وبعض كتب الإعجاز القرآني، وهذا هو المصدر الأول للوقوف على خطبه صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الكتب:

1. إعجاز القرآن للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني المتوفى 403هـ، وقد ذكر فيه عددا من خطبه صلى الله عليه وسلم.

2. كتب السيرة النبوية: جاء فيها عدد من خطبه - صلى الله عليه وسلم - مثل: السيرة النبوية لابن هشام، ودلائل النبوة للبيهقي، والبداية والنهاية لابن كثير، وسبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي، وغيرها من كتب السيرة.

3.  كتب السنة: اشتملت على كثير من خطبه صلى الله عليه وسلم، نذكر منها:

·       صحيح البخاري في كتاب الجمعة، والعيدين والكسوف، وبدء الخلق، والمناقب، والحج، والصلاة، وفضائل القرآن.

·       صحيح مسلم في كتاب الصيام، والجمعة، والإمارة.

·       سنن أبي داود في كتاب: الديات، والمناسك، واللباس.

·       سنن النسائي في كتاب: الحج، والجهاد.

·       سنن ابن ماجه في المقدمة، باب رقم 6، 7.

·       مسند أحمد، ومستدرك الحاكم، وصحيح ابن حبان، ومسند أبي يعلى، ومعاجم الطبراني.

4.  كتاب "مجمع الزوائد" لنور الدين الهيثمي.

5.  جامع الأصول لابن الأثير.

هذه بعض المصادر التي يمكن الرجوع إليها للاستزادة من خطبه - صلى الله عليه وسلم - وإلا فهناك كثير من المصادر التي حوت خطبه صلى الله عليه وسلم[12].

الثانية: لقد وفق الله العاملين في حقل السنة النبوية فقاموا بجمع خطبه صلى الله عليه وسلم، ودراستها دراسة واعية، ومن هذه الكتب الحديثة التي اهتمت بها ما يأتي:

1. "إتحاف الأنام بخطب رسول الإسلام" للشيخ محمد خليل الخطيب، وجمع فيه (574) خطبة مع ذكر مصادرها وشرح غريبها، والكتاب مطبوع وشائع بين الناس.

2.  "جامع الأصول من خطب الرسول صلى الله عليه وسلم" لإبراهيم محمد الجمل.

3.  "صفة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم" لعمرو عبد المنعم سليم.

4.  "الدين الخالص" لمحمود خطاب السبكي، وجمع فيه كثيرا من خطبه صلى الله عليه وسلم.

5.  "إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين" لابن طولون، وفيه قدرلا بأس به من خطبه صلى الله عليه وسلم.

6. "خطب الرسول صلى الله عليه وسلم" للدكتور عمر القطيطي التونسي، وهي رسالة علمية جامعية، حرص فيها الباحث الكريم على جمع تلك الخطب، وتوثيقها توثيقا علميا ببيان المراجع التي ذكرت، وتحقيقها وتبويبها تبويبا فنيا منتظما، ثم أعد لها دراسة فقهية وبلاغية لم يسبقه إليها أحد، وتقع تلك الدراسة في أكثر من ستين ومائتي صفحة من القطع المتوسط، ولم يقتصر الباحث على جمع خطب الجمعة، بل شمل عمله الخطب التي قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المناسبات المختلفة؛ كالعيدين، والخسوف، والكسوف وغيرها.

فإذا كان هذا الباحث قد ذكر المصادر التي وردت فيها هذه الخطب، فكيف يزعم المغرضون أنها لم تدون؟

وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف قد ذكر أمارات للتمييز بين الخطب والأحاديث النبوية المجردة، ومنها: "يا أيها الناس، وكان على المنبر، حمد الله وأثنى عليه ثم قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، كان على الصفا، كان على القصواء..." إلخ[13].

فإذا كان هذا هو واقع خطبه - صلى الله عليه وسلم - الذي نلمسه بأيدينا في هذه الكتب, وقد جمع كتاب واحد منها (574) خطبــة للنبـي صلـى الله عليــه وسلـم، فكيـــف يزعــــم هــؤلاء أن الــ (500) خطبة التي خطبها النبي - صلى الله عليه وسلم - ضاعت ولم تدون؟!

الخلاصة:

·   إذا كانت خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تدون ولم تصل إلينا، فمن أين عرف هؤلاء الزاعمون أن عدم تدوينها يرجع إلى أن مضامينها كانت تتعارض مع طبيعة نظم الحكم السائدة في عصر التدوين؟!

·   إن النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبه لم يكن - في الغالب - مثل خطباء ذلك العصر، ممن تستغرق الخطبة الواحدة من خطبهم نصف ساعة، أو ساعة كاملة، وإنما كانت كلمات قليلات وذلك لأن الله - سبحانه وتعالى - قد آتاه جوامع الكلم.

·   كان الصحابة يحفظون خطبه، لكنهم لا يتعاملون معها كوحدة واحدة، وإنما يستخدمون الجمل القليلة التي تفيد معنى مستقلا في مناسبتها، فوردت إلينا كذلك.

·   لقد شاعت خطبه - صلى الله عليه وسلم - في كتب السنة إما على صورتها كخطب، وإما بعباراتها وجملها.

·   إن معظم خطبه - صلى الله عليه وسلم - كانت آيات من القرآن، فإذا دونها الرواة لم يدونوا إلا سورا من القرآن، وهو موجود بينهم.

·   كان - صلى الله عليه وسلم - يكرر خطبه في كثير من الأحيان؛ وليس من المعقول أن تدون الخطبة الواحدة أكثر من مرة.

·   لقد شمل التدوين خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ جمعت السنة في مطلع القرن الثاني الهجري، وهي موجودة الآن على صورتين:

الأولى: خطب مبثوثة في كتب الحديث والسيرة والتاريخ، وبعض كتب الإعجاز القرآني.

الثانية: خطب قام بعض العلماء حديثا بجمعها في كتب مستقلة، كما فعل محمد خليل؛ إذ جمع في كتابه (574) خطبة نبوية، وذكر مصدر كل خطبة منها، وكذلك د. محمد القطيطي التونسي الذي جمع خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقام بدراستها دراسة وافية.

·   إذا كانت خطبه - صلى الله عليه وسلم - موجودة، وجمعها العلماء قديما وحديثا كما ذكرنا، وذكروا المصادر التي دونتها، فإن هذه الدعوى ساقطة إذن؛ إذ لا دليل على ثبوت ما ادعاه أصحابها، فضلا عن صحته.

 المراجع:


(*) مجلة روز اليوسف، بتاريخ 1999 /4 /10م. الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية: عرض ونقض، د. عبد العظيم محمد المطعني، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1420هـ/ 1999م. دفع الشبهات عن السنة النبوية، د. عبد القادر عبد الهادي، دار الإيمان، القاهرة، ط1، 1421هـ/ 2001م.

1. الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية: عرض ونقض، د. عبد العظيم إبراهيم المطعني، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1420هـ/ 1999م، ص87، 88 بتصرف.

[2]. المئنة: العلامة.

[3]. صحيـح مسلـم (بشـرح النـووي)، كتـاب: الجمعـة، بـاب: تخفيـف الصـلاة والخطبـة، (4/ 1447)، رقم (1976).

[4]. حسن: أخرجه أبو داود في سننه (بشرح عون المعبود)، كتاب: الجمعة، باب: إقصار الخطب، (3/ 320)، رقم (1103). وحسنه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود برقم (1107).

[5]. عون المعبود شرح سنن أبي داود، شمس الحق العظيم آبادي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410هـ/ 1990م، (3/ 320).

[6]. دفع الشبهات عن السنة النبوية، د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، دار الإيمان، القاهرة، ط1، 1421هـ/ 2001م، ص68 بتصرف.

[7]. الفـي: الفم.

[8]. صحيـح مسلـم (بشـرح النـووي)، كتـاب: الجمعـة، بـاب: تخفيـف الصـلاة والخطبــة، (4/ 1448)، رقم (1981).

[9]. أخرجه البيهقي في سننه الكبرى، كتاب: الحيض، باب: من لم ير وجوب سجود التلاوة، (2/ 321)، رقم (3573).

[10]. صحيح: أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب: معرفة الصحابة رضي الله عنهم، باب: ذكر إسلام حمزة بن عبد المطلب، (2/ 130)، رقم (4884). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (374).

[11]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الإمارة، باب: وجوب الإنكار على الأمراء فيما خالفوا الشرع، (7/ 2920)، رقم (4719).

[12]. انظر: دفع الشبهات عن السنة النبوية، د. عبد المهدي عبد القادر، دار الإيمان، القاهرة، ط1، 1421هـ/ 2001م، ص71: 74.

[13]. الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية: عرض ونقض، د. عبد العظيم إبراهيم المطعني، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1420هـ/ 1999م، ص89 بتصرف.