نص السؤال

ما هي النظرة الإسلامية إلى الإجهاض والانتحار والقتل "الرحيم"؟

المؤلف: منظمة صحيح إنترناشونال

المصدر: تخلَّص من شبهاتك حول الإسلام

الجواب التفصيلي

المسلم الحق راضٍ عن نفسه ومكانته في الكون لأنه يعلم أنه ليس مجرد جسيم لا قيمة له جاء صدفة، أو مخلوق ضئيل ليس له أي غرض أو دور يؤديه في الحياة.

إنه يعلم أنه عبد مختار لله، وأنه يشغل منصبًا يحوز الشرف والثقة والرضا والمسؤولية. إنه متأكد من كمال ربه وعلمه التام وحكمته المطلقة وعدله ورحمته. إنه يعلم أنه لا يوجد شيء بدون هدف، وأن نعم الله وبركاته لا حصر لها وتتعدى الإدراك البشري.

يشدد الإسلام على قيمة الحياة البشرية، ويؤكد أيضًا أنه لا ينبغي لأحد أن ييأس من رحمة الله، وأنه يجب أن يدرك أن قضاء الله فيه الخير دائمًا بطريقة ما، حتى عندما يبدو الأمر غير ذلك. إن تحمّل الألم أو الانزعاج أو المشقة مع قبول قضاء الله يفيد المسلم في الآخرة ويزيد من ثوابه.

قال النبي محمد:

"ما يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه"

الانتحار يدل على نفاد الصبر وقلة الثقة بالله؛ ولذلك فهو محرّم على المسلمين، ويعتبر من الذنوب الكبرى التي تجعل صاحبها تحت مشيئة الله يوم القيامة، فقد يغفر له أو يعاقبه.

وما يسمى بالقتل الرحيم يخضع لنفس الحكم. على الرغم من أنه يمكن وصف مسكنات الألم لأولئك الذين يعانون من مرض عضال أو أصيبوا بجروح خطيرة، إلا أنه لا يباح استخدام أو إعطاء أدوية معروفة بأنها تسبب الوفاة عاجلًا أو آجلًا. إحدى المبادئ الأساسية للشريعة الإسلامية تنص على أنه لا يمكن إزالة الضرر بضرر مثله، لذلك لا يجوز استخدام الأدوية التي تسبب ضررًا أكبر من المرض نفسه: سلب حياة إنسان دون سبب قانوني.

أما بالنسبة للإجهاض، فمن غير المباح في الإسلام إنهاء الحمل في أي مرحلة ما لم يوجد سبب يبرره،

وحتى في تلك الحالة يتم الإجهاض ضمن حدود دقيقة للغاية. إذا كان الحمل في غضون الأربعين يومًا الأولى ويخدم إجهاضه غرضًا مشروعًا، أو سيمنع ضررًا معقولًا فيجوز القيام بذلك. لكن الخوف من صعوبة تربية الأطفال أو المحافظة عليهم وتعليمهم أو اعتقاد الزوجين بأن لديهم بالفعل ما يكفي من الأطفال ليس مبررًا مسموحًا للإجهاض.

بعد أربعة أشهر يصبح من غير القانوني إجهاض الحمل ما لم يقرر ذلك مجموعة من الأطباء المختصين الجديرين بالثقة أن إبقاء الجنين في رحم أمه سيؤدي إلى عواقب طبية خطيرة أو يهدد حياتها. وحتى في تلك الحالة لا يتم ذلك إلا بعد استنفاد جميع وسائل القضاء على الخطر التي تسمح بإبقاء الجنين على قيد الحياة. في هذه الحالة، تكون الرخصة التي تسمح بالإجهاض من أجل تجنب أكبر الضررين أو تحقيقًا لأكبر المصلحتين.

 رواه البخاري ومسلم.


الجواب التفصيلي

المسلم الحق راضٍ عن نفسه ومكانته في الكون لأنه يعلم أنه ليس مجرد جسيم لا قيمة له جاء صدفة، أو مخلوق ضئيل ليس له أي غرض أو دور يؤديه في الحياة.

إنه يعلم أنه عبد مختار لله، وأنه يشغل منصبًا يحوز الشرف والثقة والرضا والمسؤولية. إنه متأكد من كمال ربه وعلمه التام وحكمته المطلقة وعدله ورحمته. إنه يعلم أنه لا يوجد شيء بدون هدف، وأن نعم الله وبركاته لا حصر لها وتتعدى الإدراك البشري.

يشدد الإسلام على قيمة الحياة البشرية، ويؤكد أيضًا أنه لا ينبغي لأحد أن ييأس من رحمة الله، وأنه يجب أن يدرك أن قضاء الله فيه الخير دائمًا بطريقة ما، حتى عندما يبدو الأمر غير ذلك. إن تحمّل الألم أو الانزعاج أو المشقة مع قبول قضاء الله يفيد المسلم في الآخرة ويزيد من ثوابه.

قال النبي محمد:

"ما يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه"

الانتحار يدل على نفاد الصبر وقلة الثقة بالله؛ ولذلك فهو محرّم على المسلمين، ويعتبر من الذنوب الكبرى التي تجعل صاحبها تحت مشيئة الله يوم القيامة، فقد يغفر له أو يعاقبه.

وما يسمى بالقتل الرحيم يخضع لنفس الحكم. على الرغم من أنه يمكن وصف مسكنات الألم لأولئك الذين يعانون من مرض عضال أو أصيبوا بجروح خطيرة، إلا أنه لا يباح استخدام أو إعطاء أدوية معروفة بأنها تسبب الوفاة عاجلًا أو آجلًا. إحدى المبادئ الأساسية للشريعة الإسلامية تنص على أنه لا يمكن إزالة الضرر بضرر مثله، لذلك لا يجوز استخدام الأدوية التي تسبب ضررًا أكبر من المرض نفسه: سلب حياة إنسان دون سبب قانوني.

أما بالنسبة للإجهاض، فمن غير المباح في الإسلام إنهاء الحمل في أي مرحلة ما لم يوجد سبب يبرره،

وحتى في تلك الحالة يتم الإجهاض ضمن حدود دقيقة للغاية. إذا كان الحمل في غضون الأربعين يومًا الأولى ويخدم إجهاضه غرضًا مشروعًا، أو سيمنع ضررًا معقولًا فيجوز القيام بذلك. لكن الخوف من صعوبة تربية الأطفال أو المحافظة عليهم وتعليمهم أو اعتقاد الزوجين بأن لديهم بالفعل ما يكفي من الأطفال ليس مبررًا مسموحًا للإجهاض.

بعد أربعة أشهر يصبح من غير القانوني إجهاض الحمل ما لم يقرر ذلك مجموعة من الأطباء المختصين الجديرين بالثقة أن إبقاء الجنين في رحم أمه سيؤدي إلى عواقب طبية خطيرة أو يهدد حياتها. وحتى في تلك الحالة لا يتم ذلك إلا بعد استنفاد جميع وسائل القضاء على الخطر التي تسمح بإبقاء الجنين على قيد الحياة. في هذه الحالة، تكون الرخصة التي تسمح بالإجهاض من أجل تجنب أكبر الضررين أو تحقيقًا لأكبر المصلحتين.

 رواه البخاري ومسلم.