نص السؤال

هل الإسلام هو أشد الأديان عنفًا؟

المؤلف: مركز رواد الترجمة

المصدر: قاموس الأسئلة الشائعة حول الإسلام

الجواب التفصيلي

الحمد لله، 

من إنصاف السائل أن قال: (هل) ولم يقل (لماذا)، والإجابة مبنية على مقارنة الأديان، وهذا ليس بلازم، يكفي أن نُبيِّن الإسلام بيانًا صحيحًا، ثم المقارنة متروكة لمن يريدها،

 فأولًا بالنظر للنصوص الواردة في الكتاب والسنة نستطيع أن نقول بكل تجرد: 

الإسلام هو دين الرحمة والعدل،

قال تعالى:

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}

[الأنبياء: 107]،

فإذا كانت صُوَر الرحمة شاملة للحيوانات فكيف بالإنسان؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ»

رواه مسلم (1955)،

وإذا كانت رحمة الإسلام تشمل الكفار بكل أنواعهم، فكيف بالمسلمين؟ 

فالكفار ثلاثة أنواع، 

الأول: الكافر الحربي، 

الذي يقاتل المسلمين أو المستعد لقتالهم، وحتى هؤلاء كان الإسلام رحيمًا بهم، ففي أشد الحالات عليهم -هي القتال- نهى الإسلام عن تعذيبهم أو التمثيل بأجسادهم أو قتل النساء والشيوخ الذين لم يقاتلوا أو قتل الأطفال ونحوهم، إلى غير ذلك من الأمثلة، 

والثاني: الذِّمِّي :

 وهو الكافر الذي يلتزم بأحكام المسلمين وهو باقٍ على دينه مقابل جِزْيةٍ يدفعها سنويًّا، وهؤلاء لو تعرضوا لقتال وجب على المسلمين حمايتهم، ومن كبر في السن منهم وعَجَز عن العمل تسقط عنه الجزية مع بقاء حقوقه على المسلمين، حتى تمنى كثير من الكفار أن يكونوا في ذمة المسلمين بدلًا من العيش في بلادهم وتحت سلطتهم، لما وجدوه من الفرق بين حسن المعاملة عند المسلمين والظلم والاضطهاد وسوء المعاملة عند أبناء جلدتهم، وهذا لا يعني التعميم،

 والثالث من أنواع الكفار: المستأمن والمعاهد، 

والمستأمن هو من دخل بلاد المسلمين بأمانٍ، والمعاهد مَن كان بين بلده وبين بلاد المسلمين صلح، وهؤلاء أيضًا لا يُتعرَّض لهم بسوء حتى ينتهي عهدهم أو أمانهم، قال تعالى عن النوعين الثاني والثالث:

{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}

[الممتحنة: 8]،

والإسلام إذ يأمر بالعدل في التعامل مع الكافر نجده ينهى أيضًا عن تولي الكافر ومحبته، وعن ظلمه أيضًا، وهذا من تمام العدل، 

وثانيًا بالنظر للتاريخ الإسلامي، 

ولتطبيق المسلمين لتعاليم دينهم نجد الأمر كذلك بوضوح، وبشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، والجدير بالذكر أن أعداء الإسلام يحاولون تشويه صورته لتنفير الناس عنه ولتشكيك المسلمين في دينهم، فيأتون لبعض الأشياء التي يظنها الناس من العنف ويجمعونها ويبرزونها على أنها هي الإسلام، مثل قتل المرتد أو رجم الزاني أو قطع يد السارق، ولا يتأملون ما في هذه الأحكام الشرعية من العدل والكمال، ويأتون لبعض المواقف التاريخية التي تعتبر اجتهادًا خاطئًا من أصحابها ويبرزونها على أنها هي تاريخ المسلمين، كمواقف في الجهاد لبعض المسلمين، وللأسف أنها تُدرَّس في المدارس والجامعات على أن هذا هو تاريخ المسلمين، ولله الحمد أن النتائج تكون عكسية أحيانًا؛ لأن الطلاب يندفعون لقراءة المزيد فيكتشفون الحقيقة بأنفسهم، وهكذا يجب على كل عاقلٍ أن يفعل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الجواب التفصيلي

الحمد لله، 

من إنصاف السائل أن قال: (هل) ولم يقل (لماذا)، والإجابة مبنية على مقارنة الأديان، وهذا ليس بلازم، يكفي أن نُبيِّن الإسلام بيانًا صحيحًا، ثم المقارنة متروكة لمن يريدها،

 فأولًا بالنظر للنصوص الواردة في الكتاب والسنة نستطيع أن نقول بكل تجرد: 

الإسلام هو دين الرحمة والعدل،

قال تعالى:

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}

[الأنبياء: 107]،

فإذا كانت صُوَر الرحمة شاملة للحيوانات فكيف بالإنسان؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ»

رواه مسلم (1955)،

وإذا كانت رحمة الإسلام تشمل الكفار بكل أنواعهم، فكيف بالمسلمين؟ 

فالكفار ثلاثة أنواع، 

الأول: الكافر الحربي، 

الذي يقاتل المسلمين أو المستعد لقتالهم، وحتى هؤلاء كان الإسلام رحيمًا بهم، ففي أشد الحالات عليهم -هي القتال- نهى الإسلام عن تعذيبهم أو التمثيل بأجسادهم أو قتل النساء والشيوخ الذين لم يقاتلوا أو قتل الأطفال ونحوهم، إلى غير ذلك من الأمثلة، 

والثاني: الذِّمِّي :

 وهو الكافر الذي يلتزم بأحكام المسلمين وهو باقٍ على دينه مقابل جِزْيةٍ يدفعها سنويًّا، وهؤلاء لو تعرضوا لقتال وجب على المسلمين حمايتهم، ومن كبر في السن منهم وعَجَز عن العمل تسقط عنه الجزية مع بقاء حقوقه على المسلمين، حتى تمنى كثير من الكفار أن يكونوا في ذمة المسلمين بدلًا من العيش في بلادهم وتحت سلطتهم، لما وجدوه من الفرق بين حسن المعاملة عند المسلمين والظلم والاضطهاد وسوء المعاملة عند أبناء جلدتهم، وهذا لا يعني التعميم،

 والثالث من أنواع الكفار: المستأمن والمعاهد، 

والمستأمن هو من دخل بلاد المسلمين بأمانٍ، والمعاهد مَن كان بين بلده وبين بلاد المسلمين صلح، وهؤلاء أيضًا لا يُتعرَّض لهم بسوء حتى ينتهي عهدهم أو أمانهم، قال تعالى عن النوعين الثاني والثالث:

{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}

[الممتحنة: 8]،

والإسلام إذ يأمر بالعدل في التعامل مع الكافر نجده ينهى أيضًا عن تولي الكافر ومحبته، وعن ظلمه أيضًا، وهذا من تمام العدل، 

وثانيًا بالنظر للتاريخ الإسلامي، 

ولتطبيق المسلمين لتعاليم دينهم نجد الأمر كذلك بوضوح، وبشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، والجدير بالذكر أن أعداء الإسلام يحاولون تشويه صورته لتنفير الناس عنه ولتشكيك المسلمين في دينهم، فيأتون لبعض الأشياء التي يظنها الناس من العنف ويجمعونها ويبرزونها على أنها هي الإسلام، مثل قتل المرتد أو رجم الزاني أو قطع يد السارق، ولا يتأملون ما في هذه الأحكام الشرعية من العدل والكمال، ويأتون لبعض المواقف التاريخية التي تعتبر اجتهادًا خاطئًا من أصحابها ويبرزونها على أنها هي تاريخ المسلمين، كمواقف في الجهاد لبعض المسلمين، وللأسف أنها تُدرَّس في المدارس والجامعات على أن هذا هو تاريخ المسلمين، ولله الحمد أن النتائج تكون عكسية أحيانًا؛ لأن الطلاب يندفعون لقراءة المزيد فيكتشفون الحقيقة بأنفسهم، وهكذا يجب على كل عاقلٍ أن يفعل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.