نص السؤال
ما هو مفهوم العقاب في الإسلام؟
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
الحمد لله،
العقاب في الإسلام ثلاثة أقسام:
الأول: عقاب أخروي
يكون يوم القيامة بالعدل التام، فمن فاته العقاب في الدنيا زاد عقابه الأخروي، ومن عوقب في الدنيا إن كان بقدر إجرامه لم يعاقب في الآخرة، وإن كان أقل نال عقابه التام في الآخرة، وذلك بمشيئة الله وحكمته، فأخبر أن الكافر عقوبته سرمدية وأن المؤمن قد يغفر له وقد يعاقب،
والثاني: عقاب دنيوي
وهذا على نوعين: النوع الأول:
عقاب قدري من الله تعالى بالأمراض والفقر ونحو ذلك، وهذا راجع لحكمته تعالى، فمن أراد تمحيصه في الدنيا عاقبه بمثل ذلك، ومن أراد توفير العذاب له في الآخرة لم ينله في الدنيا تمحيص،
والنوع الثاني:
عقاب شرعي، يقوم به القاضي الشرعي، وهو على ضربين:
الضرب الأول عقوبات محددة، وهي الحدود، كالقتل للمرتد والرجم للزاني،
والضرب الثاني عقوبات غير محددة، وإنما ترجع لتقدير القاضي، وتكون في المعاصي التي ليس لها حدود، مثل من يؤذي جيرانه أو ينشر الفاحشة بين المسلمين أو يسب ويشتم من لا يستحق، ويسمى هذا الضرب بالتعزير، مثل السجن والغرامات المالية والأعمال الشاقة التأديبية،
والعقوبات في الإسلام لها فوائد وأسرار، منها
أولًا أنها تكون تمحيصًا للمسلم،
وثانيًا كونها ردعًا لمن يحدِّث نفسه بفعل تلك المعاصي،
وثالثًا كونها من العدل والانتصار للمظلوم فيما يتعلق بحقوق العباد، كالقذف والسرقة،
الثالث من الأقسام: العقوبات التأديبية
لمن له سلطة التأديب كالزوج والأب والمعلِّم، وهذه تكون بأساليب مختلفة، ومنها الضرب بضوابط، منها كون ضرب غيرَ مؤثر، وألا يتجاوز عشرة ضربات، وأن يجتنب الوجه والمواضع الخطرة في البدن، ويكون في الأمور المهمة كترك الصلاة ممن جاوز عمره لعشر سنوات، مع بيان سبب العقاب لتحصل ثمرة التأديب بتصحيح السلوك، وتهديده قبل ذلك وعدم المبادرة بالعقوبة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.