نص السؤال
تدعي كل الأديان أنها من عند الله، فلماذا ينبغي على المرء اتباع الإسلام وحده؟
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
الحمد لله،
أولًا:
ليست كل الأديان تدَّعي أنها من عند الله عز وجل، بل بدراسة الأديان نجد أن الأغلب منها أديان أرضية، أي ليس لها ارتباط بالله تعالى، بل تدعو إلى عبادة بعض البشر على أنهم هم الله، أو إلى عبادة بعض الأشياء المحسوسة الموجودة على الأرض كشجر وجبل، أو إلى عبادة الشمس أو القمر أو بعض الكواكب، وهي المذاهب الوثنية، ويوجد من لا دينهم لهم من الملاحدة الذين يجحدون وجود الله تعالى بألسنتهم.
ثانيًا:
الأديان التي هي من عند الله حقيقةً، وتسمى الأديان السماوية، لا تنافي الإسلام، بل فيها وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم عند ظهوره، فهي كانت صحيحةً في عصرها، ونسخ بعضها ما تقدمه، كما نسخ الإنجيلُ بعضَ أحكام التوراة، ودعت أصحابَها إلى الانتقال إلى الإسلام، لذلك نجد من عاصر النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود كانوا ينتظرون ويترقبون ظهوره ليتابعوه، ويهددون المشركين العرب به إذا وقعت بينهم نزاعات،
قال سَلَمة بن سَلامة بن وَقْش رضي الله عنه، وكان من أصحاب بدر:
كان لنا جارٌ من يهود في بني عبد الأشهل، فخرج علينا يومًا من بيته قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بيسير، فوقف على مجلس بني عبد الأشهل، وأنا يومئذ أحدثُ من فيه سنًّا، عليَّ برُدة، مضطجعًا فيها، فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار، فقال ذلك لقومٍ أهل شرك أصحاب أوثان، لا يرون أن بعثًا كائن بعد الموت، فقالوا له: ويحك يا فلان ترى هذا كائنًا؟ إن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار، يجزون فيها بأعمالهم، قال: نعم، والذي يُحلف به لَوَدَّ أن له بحظه من تلك النار أعظمَ تنُّورٍ في الدنيا، يحمونه ثم يدخلونه إياه فيُطبَق به عليه وأن ينجو من تلك النار غدًا، قالوا له: ويحك وما آية ذلك؟ قال: نبي يبعث من نحو هذه البلاد. وأشار بيده نحو مكة واليمن، قالوا: ومتى تراه؟ قال: فنظر إلي وأنا من أحدثهم سنًّا، فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه. قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم، وهو حي بين أظهرنا، فآمنا به وكفر به بغيًا وحسدًا، فقلنا: ويلك يا فلان، ألستَ بالذي قلت لنا فيه ما قلت؟ قال: بلى، وليس به.
رواه أحمد (15841) بإسناد حسن،
فيجب على كل شخص أن يدخل في دين الإسلام؛ لأن الأديان الأخرى إما أنها أديان سماوية سابقة فالإسلام ناسخ لها، وإما أنها أديان باطلة من أصلها،
قال تعالى:
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
[آل عمران: 85]،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.