نص السؤال
لماذا أنزل الله القرآن الكريم على النبي؟ وهل هذا يعني نسخًا لكل من التوارة والإنجيل؟ وهل هذا يعني أن متبعي التوراة والإنجيل لم يكونوا على هدى من الله لذا أنزل الله القرآن على النبي محمد؟
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
الحمد لله،
يقال للسائل: فلماذا أنزل الله التوراة مع أنه كان قبلها صحف إبراهيم وكتب أنبياء آخرين؟ ولماذا أنزل الله الإنجيل مع وجود التوراة قبلها؟
الجواب واحد، وهو أن الله يشرع في كل عصر ما يصلح لأهله، وأما أصول الإيمان فمتفقة بين الرسل، كلهم يدعو إلى عبادة الله تعالى وحده، وقد وَكَلَ الله حفظ التوراة والإنجيل إلى علماء بني إسراءيل فحرَّفوها وبدَّلوها، وكان في علمهم أن الله تعالى سيبعث في آخر الزمان رسولًا يختم به الرسل، وهو نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى عليه الكتاب الناسخ للكتب السابقة، والصالح لكل زمان ومكان إلى قيام الساعة، والذي سيحكم به عيسى عليه السلام إذا نزل في آخر الزمان، وتولى حفظه سبحانه وتعالى، بأسباب كثيرة، فمهما حاول بعض الناس تحريفه افتُضح أمره، وبناءً عليه فكل يهودي أو نصراني أدرك الإسلام ولم يدخل فيه فليس على هدى
، قال تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}
[البقرة: 109]،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار»
رواه مسلم (153)،
والمراد بهذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أي الذين أرسل إليهم، وتسمى أمة الدعوة، ومن آمن به منهم يسمى أمة الإجابة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.