نص السؤال
من هو الذبيح من ولد إبراهيم عليه السلام؟
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
الحمد لله،
اختلف العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم في الذبيح، فالقول الأول أنه إسحاق، والقول الثاني أنه إسماعيل، وهو الصحيح.
والأدلة على ذلك:
أولًا:
قوله الله تعالى:
{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ}
[الصافات: 101]،
فذكر قصة الذبح ثم قال:
{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}
[الصافات: 112]،
فدلَّ على أنه غير الذبيح، فتعيَّن أنه إسماعيل،
الدليل الثاني:
قوله تعالى:
{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}
[هود: 71]،
فالأمر بذبحه يُكذِّب البشارة بحفيده، لأن معنى البشارة: أبشر بولد آخر بعد إسماعيل، وهو إسحاق، وأبشر بولدٍ له أيضًا، وهو يعقوب، وقد أدرك يعقوب جده إبراهيم عليهم السلام، تحقيقًا لهذه البشرى، وقال ابن تيمية رحمه الله: (وفي الجملة فالنزاع فيها مشهور، لكن الذي يجب القطع به أنه إسماعيل، وهذا الذي عليه الكتاب والسنة والدلائل المشهورة، وهو الذي تدل عليه التوراة التي بأيدي أهل الكتاب، وأيضًا فإن فيها أنه قال لإبراهيم: اذبح ابنك وحيدك. وفي ترجمة أخرى: بِكْرَك. وإسماعيل هو الذي كان وحيده وبكره باتفاق المسلمين وأهل الكتاب، لكن أهل الكتاب حرَّفوا فزادوا إسحاق، فتلقى ذلك عنهم من تلقاه وشاع عند بعض المسلمين أنه إسحاق، وأصله من تحريف أهل الكتاب)، وذكر اثني عشر دليلًا لهذا القول، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ينظر: مجموع الفتاوى 4/ 331-332، إغاثة اللهفان 2/ 1139، الحاوي للفتاوي للسيوطي 1/ 492.