نص السؤال
إذا كان الله القيوم ذو القوة المتين فكيف نرى كثيرًا من الناس يعانون من الفقر ويموتون من الجوع؟
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
الحمد لله، عندنا في الإسلام من أركان الإيمان الإيمانُ بالقضاء والقدر، ويعني أن كل ما يحصل في الكون فهو بعلم الله التام ومشيئته وأنه كتب ذلك من قبل في اللوح المحفوظ وهو الخالق لكل مخلوق ولأفعاله، والإيمان بالقدر يشمل خيرَه وشرَّه وحلوه ومرَّه، وقد تكون مرارة القدر في فقد حبيب أو مرض أو حرب أو جوع أو خوف أو تسلط ظالم أو غير ذلك، ولا يصح الإيمان بالقدر إذا كان الإنسان سيؤمن بحلوه ويكفر بمُرِّه، ويرضى بخيره ويسخط لشرِّه، ومن الإيمان بالله تعالى الإيمان بحكمته، وأن كل ما يجري في الكون فله تعليل وتقدير بالغ، لا يمكن للبشر أن يحيطوا بعلمه، ولو عَلِم الخلقُ السِّرَّ في أمرٍ من الأمور لتغيرت نظرتهم، وقال قائلهم: (ما كنت أظن الأمر كذلك، لو كنت أعلم ما اعترضت، ما دام كذلك فلا اعتراض، هذه حكمة بالغة)، والموت مصير كل حي، فمن مات بالجوع كمن مات بالقتل أو مات بالمرض أو مات بغير سبب، فإما أن يكون مؤمنًا فما أصابه سببٌ في تكفير السيئات عنه يوم القيامة، وإما أن يكون كافرًا فهذا جزءٌ من عقابه، فالدنيا دار عمل وابتلاء وفيها بعض الجزاء، جزاء الظالمين بالإهلاك، وجزاء المؤمنين بالتمكين، والجزاء التام يكون في الآخرة، فالظالم الذي طغى ولم يُجازَ في الدنيا حسابه هناك عسير، والمؤمن الذي ابتُلِي في الدنيا نعيمه هناك مضاعف ودائم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.