نص السؤال
لماذا ينقسم المسلمون إلى أحزاب ومذاهب في حين أنهم يتبعون كتابًا واحدًا؟
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
الحمد لله، أولًا: كل باحث في الأديان يعلم أن التفرق موجود في سائر الأديان، ولكن لا يلزم من وجود التفرق بطلان الدين كلِّه، فإن التفرق أمر بشري يشترك فيه الجميع، واعتبر ذلك بالمهن أو التخصصات الدنيوية، كم يختلف الأطباء ويختلف المهندسون ويختلف الطباخون وغيرهم، فالاختلاف سنة كونية، ثانًيا: أن الاختلاف في الإسلام على نوعين: اختلاف سائغ، ولا يعتبر المخالف فيه ضالًّا أو منحرفًا، وذلك كالخلاف في بعض المسائل الفقهية، أي الأحكام الفرعية العملية، كمسائل الطهارة والصلاة والبيوع والقضاء، ومن أسباب هذا الاختلاف تفاوت الفهوم، فمن الناس من يكون عقله وفهمه واسعًا ودقيقًا فيهتدي لما لا يهتدي له غيره، وقد يكون السبب خفاء الدليل، مع أسباب أخرى، والنوع الثاني: اختلاف محرم، جاء ذمه في عدة آيات، منها: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159] وقال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) } [الروم: 31، 32]، وهو الاختلاف في المسائل الكبرى من مسائل الاعتقاد، كالنبوة والإيمان والقدر والصفات والصحابة، فمن الفِرَق ما يعتبر خلافهم مخرِجًا لهم من دائرة الإسلام؛ لمناقضته إجماع السلف، ومنها ما لا يعتبر كذلك، ثالثًا: أن الطائفة التي تمثل الإسلام الحق هي ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في كل مناحي الحياة، وهم أهل السنة والجماعة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.