نص السؤال
ادعاء ثبوت صور للتثليث في العقيدة الإسلامية
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
ادعاء ثبوت صور للتثليث في العقيدة الإسلامية (*)
مضمون الشبهة:
تدعي طائفة من المغالطين أن الإسلام إن يكن رد عقيدة التثليث النصرانية ظاهرا، فإنه - في حقيقة الأمر - قد ألمح إلى مظاهر لها تتجلى في البسملة التي يرددها المسلمون، وفي الصفات الإلهية العديدة التي أسندها الإسلام إلى الله - عز وجل - لا سيما اسم "الودود" الذي يستدعى ضربا من التآلف في الذات الإلهية بين أقانيمها المكونة لحقيقتها، وربما أضافوا إلى ذلك ما يشيع في القرآن الكريم من إسناد الأفعال إلى الله بضمير الجماعة
كقوله سبحانه وتعالى:
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (9))
(الحجر).
ويرون أن عقيدة التثليث التي جاء بها عيسى - بزعمهم - هي التصور الوحيد الذي يسد الفجوة بين الرب وعباده بروابط الحب التي أقامها تجسده ثم صلبه فداء لهم وتكفيرا عن خطاياهم.
وجوه إبطال الشبهة:
1) العقيدة النصرانية في عيسى - عليه السلام - عقيدة متناقضة مضطربة، لا يستسيغها عقل أو يطمئن إليها ضمير.
2) المحاولات الكثيرة التي أقدم عليها بعض كتاب النصارى لإثبات أن الإسلام أقر بعض مظاهر التثليث - هي من التكلف والعنت على نحو يسقط قيمتها ويجعلها غير جديرة بالاعتبار.
3) تعلق بعض النصارى بتعدد الصفات الإلهية في الإسلام للقول بضرب من التعديد في الإسلام يخالف ما يعرفه المسلمون من دينهم وما يفهمونه من هذه الصفات.
4) لم يدع عيسى عليه السلام - كغيره من الرسل - إلا توحيد الله عز وجل، وكثير من العقائد النصرانية إنما مرجعه إلى بولس الذي لا تخلو سيرته من شبهات وشكوك.
5) عقيدة التثليث في النصرانية قد فشلت في طمأنة الضمير المسيحي وبخاصة في العصر الحديث؛ وهذا يفسر إقبال الغربيين على اعتناق الإسلام.
التفصيل:
أولا. التناقض في عقيدة التثليث:
يستهلون شبهتهم بسرد بعض آيات القرآن الكريم التي تدعو إلى توحيد الله، ونبذ التثليث الذي مهما حاولوا أن يقنعوا الناس بأنه توحيد فلا بد أن يردهم إلى أنه تعدد وتثليث. ويعقبون على الآيات المذكورة في مضمون الشبهة وهي
قوله سبحانه وتعالى:
(وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب (116))
(المائدة)،
وقوله سبحانه وتعالى:
(يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا (171))
(النساء)،
وقوله سبحانه وتعالى:
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا)،
(المائدة: 17)
ويقولون: إن هذه الآيات توضح أن محمدا سمع من بعض أصحاب البدع من النصارى أنه يوجد ثلاثة آلهة، هم الله ومريم وعيسى، فرد على هذه البدعة، وكرر المرة بعد الأخرى أن الله واحد.
وإذا كانوا ينقلون عن التوراة والإنجيل هذا النص: "الرب إلهنا رب واحد". (التثنية 6: 4، ومرقس 12: 29)، فلماذا يجعلون هذا الواحد من الثلاثة يتميز عن الآخر، فهما ذاتان، لا يفهم العاقل من هذا التعبير إلا ذلك، ومع ذلك فهما عند النصارى إله واحد!!
يقول د. عبد الحليم محمود: "لقد سمعت مرة - وكدت لا أصدق أذني - بطريرك أقباط مصر عند تتويجه يقول عن السيد المسيح عليه السلام: يجلس عن يمين أبيه على العرش، وهما واحد"!
وإذا كانت تصريحات كتابهم المقدس يأتي فيها أحيانا القول بالإله الواحد، وتعتمدون بعد ذلك على التثليث فهذا يعني تناقضهم في تصور الإله الواحد، وخروجهم على ما صرح به كتابهم، وقد ثبت للعلماء أن عقيدة التثليث عند النصارى عقيدة مقتبسة من الديانات الوثنية القديمة، مثل ديانة البراهمة والبوذية، ووثنية قدماء المصريين، والفرس واليونان والرومان" [1].
ومهما حاول النصارى الجمع بين التوحيد والتثليث، فهي محاولة غير موفقة، كالذي يجمع بين النقيضين، ويعبر هؤلاء عن تناقضهم وتناقض أبناء ملتهم بقولهم: المسيحيون لا يعبدون ثلاثة آلهة، بل إلها واحدا في وحدانية جامعة هو: الآب، والابن، والروح القدس، فالوحدانية في العقيدة النصرانية ليست هي عبادة إله واحد، بل مجموعة مركبة، وهي إله واحد سواء فهمت ذلك أم لم تفهمه!!
إنكارهم ألوهية مريم قولا، وعبادتهم لها فعلا:
يقول هؤلاء المدعون: "ولم يقل مسيحي حقيقي إن العذراء مريم إله، مع كل التقدير والمحبة لها". وليتهم في إنكارهم ألوهية مريم يعبرون عن كل النصارى، فلسنا هواة خلاف، وقد دعانا المولى - عز وجل - إلى أن نلتقي مع أهل الكتاب على كلمة سواء:
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)
(آل عمران: 64).
فطائفة البروتستانت من فرق النصارى - وهي فرقة ظهرت متأخرة - هي وحدها التي تنكر ألوهية مريم، أما ما عداها من الفرق، فالجميع يقول بألوهية مريم، والنصارى وإن عبدوا مريم إلا أنه لم يثبت أنهم أطلقوا عليها إلها، كما أطلقوا على عيسى - عليه السلام - ومن هنا ندرك دقة التعبير القرآني عندما قال عن مريم وعيسى - عليهما السلام - مجتمعين:
(وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله)
(المائدة: 116)،
والاتخاذ غير التسمية، فهو يصدق بالعبادة، وهي واقعة قطعا، بينما قال الله تعالى في عقيدتهم في عيسى خاصة:
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)
(المائدة: 72).
فهم عبدوه وسموه إلها، وهذا موافق لواقع النصارى
(ومن أصدق من الله حديثا (87))
(النساء)،
وعن عبادة النصارى لمريم - عليها السلام - يقول الشيخ محمد رشيد رضا: "إن هذه العبادة التي يوجهها النصارى لمريم، والدة المسيح - عليهما السلام - منها: ما هو صلاة ذات دعاء وثناء واستغاثة واستشفاع، ومنها: صيام ينسب إليها ويسمى باسمها، وكل ذلك يقرن بالخشوع، والخضوع، فالخشوع، لذكرها ولصورها وتماثيلها، واعتقاد السلطة الغيبية لها التي تمكنها بها في اعتقادهم أن تنفع وتضر في الدنيا والآخرة بنفسها أو بواسطة ابنها، وقد صرحوا بوجوب العبادة لها [2].
فظهر أن ما يدعيه هؤلاء بعد ذلك هو موافقة للبروتستانت وخروج على إجماع الكنيستين الشرقية والغربية، أو هو نوع من التضليل ظنا منهم أن الناس سيصدقونهم في كل ما يقولون؟!
قال سبحانه وتعالى:
(وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو)
(التوبة:31)،
وإن كنا وجدنا بعض فرق النصارى تنكر قصد السيدة مريم بالعبادة - كما هو الحال بالنسبة للبروتستانت - فذلك كان في مراحل متأخرة، ولا يقدح ذلك في عبارة القرآن؛ فإن المعبود في القرآن وكذلك المتبوع اتباعا كاملا يسمى إلها، ومن ذلك
قوله سبحانه وتعالى:
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم)
(التوبة: 31)،
وقوله سبحانه وتعالى:
(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون (23))
(الجاثية)،
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إن أعطى رضي، وإن لم يعط لم يرض»
[3].
ثانيا. محاولات فاشلة لإقحام التثليث في القرآن الكريم:
من العجب أن يحاول فريق من هؤلاء المدعين أن يقحموا التثليث في القرآن الكريم، مع أنهم لا يعترفون بأن القرآن منزل من عند الله.
1. يحاول هذا الفريق أن يقابل بين معتقدهم في الأقانيم الثلاثة، وبين ما يتوهمونه من عبارة القرآن: الله، وكلمته، وروح منه، قائلا: والكل في ذات واحدة.
وهذه سفسطة واضحة، فالآية القرآنية تقول:
(يا أهل الكتاب لا تغلوا)
إلى قوله سبحانه وتعالى:
(إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه)
ولم تقل: الله وكلمته، وروحه في ذات واحدة، كما يفتري هؤلاء على كتاب الله تعالى، وإنما وصف عيسى بن مريم في الآية بثلاث صفات: أنه رسول الله، وأنه كلمته وأنه روح منه، فهي أوصاف ثلاثة للمسيح، وليس الله والكلمة والروح القدس ذاتا واحدة في زعمهم، وتأكيد الآيات على نسبة عيسى إلى مريم "عيسى بن مريم" رد على النصارى الذين ينسبونه إلى الله فيزعمون أنه ابن الله.
ووصفه بأنه رسول الله تأكيد على أنه عبد لله طائع له بالقيام ببلاغ رسالته، ووصفه بأنه كلمته إشارة إلى ميلاده غير المعتاد، فهو نفاذ لكلمة الله، وهي قوله تعالى: "كن" وهذا الفهم لكلمة "كن" أظهر وأشهر ما قيل في تفسيرها.
واستدل بعض القسس في إثبات التثليث في الإسلام بقوله سبحانه وتعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم)فإن فيه ثلاثة أسماء فيدل على التثليث، ونحن نقول: لهم لقد قصرتم، عليكم أن تستدلوا بالقرآن على التسبيع، ووجود سبعة آلهة بمبدأ سورة "غافر" وهو هكذا:
(حم (1) تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم (2) غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير (3))
(غافر)،
بل عليهم أن يقولوا إنه يثبت وجود سبعة عشر إلها من القرآن بثلاث آيات من آخر سورة الحشر التي ذكر فيها سبعة عرش اسما من الذات والصفات متوالية.
وأسماء الله الحسنى تسعة وتسعون فهل يعني ذلك تعدد الآلهة في الإسلام؟!، الإسلام حرص أكثر ما حرص على تعميق عقيدة المسلم في التوحيد الخالص، والآيات على ذلك كثيرة،
قال سبحانه وتعالى:
(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما (48))
(النساء).
وقال سبحانه وتعالى:
(قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2) لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفوا أحد (4))
(الإخلاص).
أما التثليث فقد رفضه الإسلام وندد به، كما نبذه القرآن الكريم على النحو السابق، وعلى هذا فدعواهم أن البسملة تدل على التثليث إنما هو إسقاط؛ فلم يخطر في بال المسلمين أنهم يعبدون ثالوثا، أحد "أقانيمه" محمد - صلى الله عليه وسلم - كما أن عند النصارى ثالوثا أحد أقانيمه "يسوع"، وقد قال الله تعالى مخاطبا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم(
قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا (110))
(الكهف).
وحين وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - نزل نبأ وفاته على الصحابة كالصاعقة، ولم يكد بعضهم يصدق بهذا النبأ فقال لهم أبو بكر رضي الله عنه: «من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت». [4] هذه عقيدة المسلم لا ما يدعون [5]!
ومعنى قوله سبحانه وتعالى: (وروح منه) أي بتخليقه وتكوينه كسائر الأرواح المخلوقة، وإنما أضافه إلى نفسه على سبيل التشريف والتكريم، كما يقال: بيت الله، وناقة الله.
2. محاولة جر القرآن للاعتراف بالتثليث، ولو بفرضها على القرآن الكريم فرضا، بل بفرضها على العقل ولغة القرآن العربية، ولو خالفت الواقع الذي نطق به القرآن الكريم!!
يقولون: وقد اتفق القرآن مع الكتاب المقدس في إسناد الفعل وضمير المتكلم في صيغة الجمع إلى الله، ولم يرد في الكتاب المقدس ولا في القرآن كلام مخلوق، كائنا من كان، تكلم عن نفسه بصيغة الجمع، مما يدل على وحدة الجوهر مع تعدد الأقانيم في الذات العليا.
فمثلا ورد في
قوله سبحانه وتعالى:
(نزلنا على عبدنا)
(البقرة: 23)
بصيغة الجمع، وفي قوله سبحانه وتعالى:
(الله الذي نزل الكتاب)
(الأعراف: 196)
بصيغة المفرد، فتشير الصيغة الأولى إلى جمع الأقانيم، وتشير الصيغة الثانية إلى توحيد الذات.
وهذه التفرقة بين ما جاء بصيغة الجمع وصيغة المفرد في الآيتين السابقتين هي افتراء على الله عز وجل، فليس في القرآن الكريم أن الله واحد في جوهره جمع من حيث الأقانيم، وكل أقنوم متميز عن الآخر، ولكن اختلاف التعبير حسب اختلاف المقام، فلكل مقام مقال، فإذا كان المقام يقتضي التعبير بالجمع عبر بالجمع، وإذا كان المقام يقتضي التعبير بالإفراد عبر بالإفراد.
فالتعبير بنون المضارعة في الفعل المضارع، مثل: (وننزل)
و(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين (4))
(الشعراء)
... إلخ، وبـ "نا" التي في أصل استعمالها لجماعة المتكلمين قد يأتي للمفرد المعظم نفسه كما يصدر القانون بجملة: نحن رئيس الجمهورية، والله - عز وجل - أحق بالتعظيم وأولى.
وقد يتطلب المقام في التعبير بالإفراد ليثبت أنه وحده الذي ينتسب إليه الفعل في مواجهة من يشركون مع الله غيره فيكون الإفراد في مثل هذا أدل على ذلك المعنى.
وقد يكون التعبير بصيغة الجمع إشارة إلى أن الفعل المعبر عنه، وإن كان بأمر الله - عز وجل - إلا أنه جرى وصدر بأسباب، وعلى أيدي جنوده من الملائكة الذين ينفذون أمره في خلقه.
بهذه الصيغة يعبر المولى - عز وجل - عن نفسه وعن جنوده المنفذين لأمره، ك
قوله سبحانه وتعالى:
(إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين (12))
(يس)،
وقوله سبحانه وتعالى:
(وإنا له كاتبون (94))
(الأنبياء)،
وقال:
(ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون (85))
(الواقعة)
، ومعلوم أن ملائكة الموت قريبون من الميت.
المراجع
- (*) رد افتراءات المبشرين على آيات القرآن الكريم، د. محمد جمعة، 1985م. هذا هو الحق: رد على مفتريات كاهن الكنيسة، محمد محمد عبد اللطيف بن الخطيب، المطبعة المصرية، القاهرة، 1979م. هل القرآن معصوم؟ www.islameyat.com [1]. تفسير المنار، محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت، ط2، ج6، ص33.
- [2]. تفسير المنار، محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت، ط2، ج7، ص263.
- [3]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال (6071)، وفي موضع آخر.
- [4]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه (1185)، وفي مواضع أخرى.
- [5]. أضواء على مواقف المستشرقين والمبشرين، شوقي أبو خليل، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، ليبيا، ط2، 1428هـ/ 1999م، ص250.