نص السؤال
ألا يروج الإسلام للإرهاب، مما يجعله خطرًا على العالم؟
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
الإرهاب
هو استهداف الأبرياء على وجه التحديد لغرس الخوف في الناس. والإسلام يحرم هذا بشكل قاطع. إن عصرنا الحالي قد تلطخ بالعنف العشوائي في كل مجتمع تقريبًا. ولقد أصبح فقدان الأرواح البريئة أمرًا شائعًا للغاية. وللأسف، وبسبب تصرفات بعض المسلمين الجهلاء وكذلك التقارير المتحيزة في وسائل الإعلام، أصبح دين الإسلام مرتبطًا بالإرهاب. ومع ذلك، فإن السؤال المناسب الذي يجب طرحه هو: "هل تعاليم الإسلام تشجع الإرهاب؟"
في واقع الأمر، الإسلام والإرهاب شيئان متضادان تمامًا؛ لفظ "الإسلام" ذاته يدل على السلام والخضوع. وتوجه مبادئ الإسلام أتباعه إلى الحفاظ على السلام وتعزيزه في جميع أنحاء العالم. إن الإسلام دين الاعتدال؛ وبالتالي لا يمكن أن يكون المسلمون الأتقياء والخائفون من الله متعصبين أو متطرفين. فلا يوجد أي صلة بين الإسلام والعنف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية في أنحاء مختلفة من العالم، ولا يتساهل بأي حال من الأحوال مع عمليات الاختطاف وأخذ الرهائن
وتعذيب وقتل الأبرياء من أجل تحقيق أغراض معينة.
إن أصل العلاقات الوطنية والدولية في الإسلام هو السلام وليس الحرب. ولقد شجب المسلمون البارزون والمنظمات الإسلامية والعلماء المسلمون مرارًا وتكرارًا الهجمات الإرهابية والإرهاب عمومًا، إذ يحظر الإسلام بشدة الأفعال العنيفة التي يرتكبها بعض أعضائه باسم الدين ويتبرأ منها.
جميع الأديان والأيديولوجيات لها أتباع ضالون، ومن المؤكد أنه من الظلم أن نحكم على أي من هذه الأديان بسلوك هؤلاء الناس. وبناء على ذلك، لا ينبغي الحكم على الإسلام من خلال أعمال الفئات الضالة من المسلمين أو حتى من خلال الفساد الواضح المتغلغل في العديد من البلدان الإسلامية؛ لأن ما يأمر به الإسلام شيء وما يمارسه أولئك الذين يزعمون أنهم مسلمون شيء آخر. فالطريقة الوحيدة لمعرفة حقيقة الإسلام هي دراسة تعاليمه، لأنها المعيار الذي يمكن من خلاله تقييم تصرفات المسلمين على أنها صحيحة أو خاطئة.
يشدد الإسلام على قدسية الحياة بشكل عام، وخاصة حياة الإنسان، ويحرم القرآن القتل بعبارات واضحة:
"وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ"
5:32
"أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"
6: 151
هذه هي قيمة حياة إنسان واحد، إذ أن الله يساوي بين قتل نفس واحدة وقتل البشرية جمعاء. وإن المحكمة المختصة هي وحدها من يقرر ما إذا كان الفرد الذي ارتكب جريمة كبرى يستحق الإعدام، فلا يمكن لأفراد المسلمين اتخاذ قرارات بشأن من يجب أن يُقتل أو يعاقب، ولا يجوز تنفيذ العقوبة إلا بواسطة قاض مؤهل يخضع لسلطة قانونية.
ينطوي الإرهاب على الاستخدام العشوائي للقوة لتحقيق أغراض معينة، وفي الواقع يتجلى في أشكال مختلفة. فرئيس الدولة الذي يأمر بقصف مدن بأكملها، والمجالس التي تقتل الملايين من المدنيين بفرض العقوبات، والدول الغنية التي تفضل تدمير فائضها من الأغذية عن إتاحتها للمتضررين من المجاعات، نادرًا ما يعاقبون لارتكابهم هذه الجرائم ضد الإنسانية.
وعلى الرغم من أنه من المعروف أن التاريخ الإسلامي لم يكن ممتلئًا دائمًا بالفضيلة، إلا أنه يجب على المرء أن يقارن عدد المدنيين الذين قتلوا على أيدي المسلمين بالعدد الذي قتل على أيدي الشيوعيين، والدول الغربية التي أشعلت حربين عالميتين خلال نصف قرن، وألقت قنبلة ذرية ضد سكان مدنيون، ودعمت وتدعم الاحتلال الصهيوني الغاشم لفلسطين ضد مدنييها، وتسببت في تدمير العراق وقذف الرعب في مواطنيها.
وفي حين أن الإسلام يسعى إلى تعزيز السلام، فإنه يوجه أتباعه أيضًا لمقاومة الاضطهاد. وقد يتطلب هذان الهدفان في بعض الأحيان استخدام القوة. ولهذا السبب بالتحديد، تستخدم الشرطة القوة ضد المجرمين والعناصر المعادية للمجتمع للحفاظ على القانون والنظام في المجتمع. إذن فالإسلام يسمح بحمل السلاح في ظروف معينة. وأي حضارة لم تفعل ذلك لم تنجُ أبدًا. ومع ذلك،
فإنه يحرم أدنى ظلم، حتى تجاه أولئك الذين يعارضون الدين. إذ يأمر القرآن:
"وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ"
5: 8
إن كراهية وعداء أي شعب أو أمة يجب ألا يحمل المسلمين على ارتكاب عدوان ضدهم أو تجاهل حقوقهم. أما بالنسبة لانتشار الإسلام، فمن المفترض أن يحدث ذلك بسلام من خلال نشر رسالة الإسلام في صيغة منطوقة أو مكتوبة.