نص السؤال

الملائكةُ مخلوقاتٌ حقيقيَّة

عبارات مشابهة للسؤال

الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.

الجواب التفصيلي

الملائكةُ مخلوقاتٌ ماديَّةٌ حقيقية، كلَّفَهم اللهُ بمهامَّ يقومون بها، وهُم من عباد الله المُكرَمين، ولا يصحُّ تفسيرُ ذلك على أنهم معانٍ عن الخير أو قُوى للصلاح ونحو ذلك، يؤكِّد ذلك مجموعةٌ من الأدلة، منها:

  • ذكَرَ اللهُ تعالى بعضَ صفاتهم في القرآن الكريم:

وهذا يدلُّ على أنهم مخلوقاتٌ حقيقية، لها وجود حقيقي، قال تعالى:

{الْحَمْدُ لِلهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فاطر:1]

ولا يُمكِنُ أن يُوصَفَ المعنويُّ بأنه أُولي أَجنِحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ، وقال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6]

، فذكَرَ مِن صفاتِهم الغِلْظةَ والشِّدَّةَ، وهذه أوصافٌ لمخلوقاتٍ حقيقةٍ.

  • تكليفُهم بأعمالٍ يدُلُّ على حقيقتِهم: فلا يُمكِنُ أن يُؤمَرَ المعنى أو المجازُ؛ ومِن ذلك قولُهُ تعالى:

    {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال:12].

  • وصفُهم بأنهم عبادٌ لله، ولا يُمكِنُ أن يكونَ ذلك إلا ولهم حقيقةٌ قائمةٌ، جاء ذلك في مَعرِضِ الردِّ على بعضِ مزاعمِ المشرِكين؛ فمِن ذلك قولُهُ تعالى:

    {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء:26- 27].

  • ورودُ ما ينُصُّ على أن لهم حيِّزًا، وهذا لا يكونُ إلا في مخلوقاتٍ حقيقيَّةٍ؛ مِن ذلك قولُ النبيِّ ﷺ :

    «أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقٌّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ لِلهِ سَاجِدًا»؛ رواه التِّرمِذي (2312).

  • لا يُوجَدُ ما يدُلُّ على أنَّهم مجازٌ أو معنًى: فخطابُ القرآنِ ظاهرٌ في مخاطَبتِهِ مخلوقاتٍ حقيقيَّةً تَسمَعُ وتُطيعُ وتعبُد. تأويلُ الملائكةِ بكونِها قُوًى معنويَّةً للخيرِ، هو مِن قَبيلِ تحريفِ اللفظِ على غيرِ مرادِ الشارعِ، وليس عليه دليلٌ.
والمقصودُ: 

أن عالَمَ الملائكةِ عالَمٌ غيبيٌّ حقيقيٌّ، ذكَرَ اللهُ بعضَ مهامِّهم وأعمالِهم وعباداتِهم في كتابِهِ الكريم، يُطِيعون ربَّهم ولا يعصُونه ويَفعَلون ما يُؤمَرون، ومِن أعمالِهم تلك: حفظُ المسلِمِ ومعاوَنتُهُ وكتابةُ أعمالِه. فعلى المسلِمِ: أن يستشعِرَ قُربَهم منه، وتأييدَهم بأمرِ اللهِ لهم، وأن يُدرِكَ أنهم عالَمٌ غيبيٌّ له خَصُوصيَّتُه، فيُؤمِنُ بما ذكَرَ اللهُ ورسولُهُ فيهم واضحًا جليًّا، ويبتعِدُ عن حملِ الكلامِ على غيرِ وجهِهِ الظاهر.

المراجع

- «عالم الملائكة»:

https://www.saaid.net/Doat/shi...7.htm

- «خشوع الملائكة»:

https://www.islamstory.com/ar/...3408302/%D8>#/span###AE%D8>#/spanspan ###4>#/span###D9%88>#/span###D8>#/spanspan ###9- #span ###8>#/span###A7>#/span###D9%84>#/span###D9%85>#/span###D9%84>#/span###D8>#/span###A7>#/span###D8>#/span###A6>#/span###D9%83>#/span###D8>#/span###A9

- كتابُ «عالَمُ الملائكةِ الأبرار»  https://waqfeya.com/book.php?b...9409