نص السؤال
المؤلف: منظمة صحيح إنترناشونال
المصدر: تخلَّص من شبهاتك حول الإسلام
الجواب التفصيلي
السعادة شعور يكمن في القلب، تتسم براحة البال، والهدوء، والشعور بالرفاهية والمزاج المسترخي. ومن منظور إسلامي، للسعادة مستويان: المتعة الدنيوية والسعادة الأبدية.
ينصب تركيز المؤمن عادةً على السعادة الأبدية، رغم أن هذا لا يعني أن المسلمين يخسرون الأشياء الجيدة في الحياة الدنيا. فالإسلام لا ينكر أهمية الأسباب المادية للتمتع، إلا أنها ليست مطلبًا ضروريًا لذلك؛ فالأشياء المادية
هي فقط من بين الوسائل التي قد تسهم في ذلك. وتضع الشريعة عددًا من التوجيهات والإرشادات لتأمين سعادة الإنسان أثناء حياته على الأرض، وفي الوقت نفسه، يعلمنا الإسلام أن منافع هذا العالم يمكن أن تستخدم كوسيلة لتحقيق السعادة في حياة الآخرة الأبدية من خلال مشاركتها مع الآخرين وشكر الله عليها.
يجد المسلم سعادته الأعظم ورضاه في إيمانه، وهذا ينطبق بالتأكيد على الحياة الدنيا وكذلك الآخرة. إن الشخص الذي يؤمن بالله بإيمان خالص وسالم من أي عيوب سوف يتمتع بقلب هادئ وروح مسالمة وسيسعد بأي شيء رزقه الله إياه. وإن الخضوع لإرادة الله (الذي هو معنى "الإسلام") يعطي المؤمن راحة البال اللازمة من أجل أن يكون مجتهدًا ومثابرًا. ولأنه يدرك أن حياته لها معنى وهدف محدد، فهو متحمس لبذل الجهد من أجل تحقيق ذلك. فإدراكه المعزز للحظات وساعات وأيام حياته لا يترك أي مكان للملل أو الاكتئاب.
كما أن الإيمان يحمي المسلم من أسباب التعاسة، فالمؤمن مستعد ذهنيًا أن يقبل بقلب صابر كل ما قضاه الله عليه. فهو يعلم أنه سيُمتحن طيلة حياته، وأن تلك الامتحانات والاختبارات ما هي إلا فرص لوضع إيمانه موضع التنفيذ والممارسة، وكسب أجر وثواب أكبر بكثير من قدر معاناته. فمثل هذه الاختبارات تساعده على زيادة قوته الذاتية من خلال الصبر والعزيمة، والتوكل على الله، والاستعانة به، والخوف منه وحده.
تتقلب هذه الحياة الدنيا بين فترات اليسر والعسر مثلما يتقلب المرء من الصحة إلى المرض أو من الغنى إلى الفقر والعكس بالعكس. كما أن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج إلى التفاعل مع الآخرين من نفس نوعه. ونظرًا لاختلاف الأفراد في صفاتهم الجسدية والعقلية، فلا مفر من حدوث بعض الأحداث المزعجة التي تسبب لهم الحزن والضيق. وإذا كان الناس لا يستطيعون التعامل مع المشاكل بطريقة منصفة وقائمة على المبادئ، فإن تعاملاتهم مع الآخرين يمكن أن تصبح مصدرَ بؤس كبيرًا. ولهذا السبب، يشدد الإسلام على ضرورة تطوير الشخصية الأخلاقية القوية من خلال تطوير كيان عاطفي متوازن ومتناغم، يقضي على هذه الأخلاق السلبية مثل الغضب والكبرياء والغرور والبخل والحسد والخبث، والتي تؤدي إلى القلق وعدم الاستقرار العاطفي.
إن رضا الشخص عن شخص آخر يعتمد إلى حد كبير على تقديره له. والله تعالى هو أكبر مصدر للسلام للقلب، وتذكره يجلب المتعة والراحة والفرح لروح المؤمن. إنه يربط المؤمن بخالقه، بحيث يرى ما وراء العالم من حوله. وبالتالي، فهو لا يبالغ في تقدير أهمية الأحداث الدنيوية لدرجة تزعج روحه.
يتعامل المؤمن باستمرار مع الفتن طوال حياته من خلال التحلي بالصبر والعزيمة والشجاعة والعمل الجاد والسلوك السليم والتوكل على الله. فهو يتجنب ما يسبب المرض والضعف الروحيين: اتباع الشهوات الباطلة، والتشبث بالمعتقدات التي لا أساس لها، والإخلاص المفرط للمتعة، إلخ، لأن مثل هذه الأشياء تفسد القلب وتهدد الروح. ويهتم الإسلام أيضًا بصحة الإنسان الجسدية ورفاهه؛ وبالتالي فهو يمنع استهلاك أي شيء خطير على الجسم أو من شأنه أن يقلل أو يسبب ضررا للعقل.
ولما كان المسلمون يأخذون دينهم على محمل الجد، يسأل الناس أحيانًا ما إذا كان يُسمح لهم بالاستمتاع بأوقاتهم. لكن من قال إنه لا يوجد استمتاع في الإسلام؟ يستمتع المسلمون بأوقاتهم في إطار كل ما أحل الله، ولا يشعرون بالأسف أنهم لا يقترفون الأشياء القليلة التي حرمها سبحانه؛ إذ يعلمون أن هذه الأشياء ضارة بطريقة أو بأخرى، فلا توجد متعة حقيقية في فعل شيء يحرمه الله، لأن الخطيئة يتبعها دائمًا شعور بعدم الراحة. والمسلم راضٍ عن النعم التي لا تعد ولا تحصى، الظاهرة والباطنة التي منحها إياه خالقه، ويقدر أيما تقدير أنه قد هُديَ إلى أفضل حياة في الدنيا والآخرة. هذه هي السعادة الحقيقية التي يحرم منها ملايين الناس.
يجب على أي شخص يرغب في معرفة المزيد عن السعادة أن يقرأ قصص الذين اعتنقوا الإسلام، وأن ينظر في التغييرات الكبيرة التي حدثت في حياتهم والرضا الذي يستمتعون به الآن. إنها متعة يجب أن يسعى إليها الجميع.
الجواب التفصيلي
السعادة شعور يكمن في القلب، تتسم براحة البال، والهدوء، والشعور بالرفاهية والمزاج المسترخي. ومن منظور إسلامي، للسعادة مستويان: المتعة الدنيوية والسعادة الأبدية.
ينصب تركيز المؤمن عادةً على السعادة الأبدية، رغم أن هذا لا يعني أن المسلمين يخسرون الأشياء الجيدة في الحياة الدنيا. فالإسلام لا ينكر أهمية الأسباب المادية للتمتع، إلا أنها ليست مطلبًا ضروريًا لذلك؛ فالأشياء المادية
هي فقط من بين الوسائل التي قد تسهم في ذلك. وتضع الشريعة عددًا من التوجيهات والإرشادات لتأمين سعادة الإنسان أثناء حياته على الأرض، وفي الوقت نفسه، يعلمنا الإسلام أن منافع هذا العالم يمكن أن تستخدم كوسيلة لتحقيق السعادة في حياة الآخرة الأبدية من خلال مشاركتها مع الآخرين وشكر الله عليها.
يجد المسلم سعادته الأعظم ورضاه في إيمانه، وهذا ينطبق بالتأكيد على الحياة الدنيا وكذلك الآخرة. إن الشخص الذي يؤمن بالله بإيمان خالص وسالم من أي عيوب سوف يتمتع بقلب هادئ وروح مسالمة وسيسعد بأي شيء رزقه الله إياه. وإن الخضوع لإرادة الله (الذي هو معنى "الإسلام") يعطي المؤمن راحة البال اللازمة من أجل أن يكون مجتهدًا ومثابرًا. ولأنه يدرك أن حياته لها معنى وهدف محدد، فهو متحمس لبذل الجهد من أجل تحقيق ذلك. فإدراكه المعزز للحظات وساعات وأيام حياته لا يترك أي مكان للملل أو الاكتئاب.
كما أن الإيمان يحمي المسلم من أسباب التعاسة، فالمؤمن مستعد ذهنيًا أن يقبل بقلب صابر كل ما قضاه الله عليه. فهو يعلم أنه سيُمتحن طيلة حياته، وأن تلك الامتحانات والاختبارات ما هي إلا فرص لوضع إيمانه موضع التنفيذ والممارسة، وكسب أجر وثواب أكبر بكثير من قدر معاناته. فمثل هذه الاختبارات تساعده على زيادة قوته الذاتية من خلال الصبر والعزيمة، والتوكل على الله، والاستعانة به، والخوف منه وحده.
تتقلب هذه الحياة الدنيا بين فترات اليسر والعسر مثلما يتقلب المرء من الصحة إلى المرض أو من الغنى إلى الفقر والعكس بالعكس. كما أن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج إلى التفاعل مع الآخرين من نفس نوعه. ونظرًا لاختلاف الأفراد في صفاتهم الجسدية والعقلية، فلا مفر من حدوث بعض الأحداث المزعجة التي تسبب لهم الحزن والضيق. وإذا كان الناس لا يستطيعون التعامل مع المشاكل بطريقة منصفة وقائمة على المبادئ، فإن تعاملاتهم مع الآخرين يمكن أن تصبح مصدرَ بؤس كبيرًا. ولهذا السبب، يشدد الإسلام على ضرورة تطوير الشخصية الأخلاقية القوية من خلال تطوير كيان عاطفي متوازن ومتناغم، يقضي على هذه الأخلاق السلبية مثل الغضب والكبرياء والغرور والبخل والحسد والخبث، والتي تؤدي إلى القلق وعدم الاستقرار العاطفي.
إن رضا الشخص عن شخص آخر يعتمد إلى حد كبير على تقديره له. والله تعالى هو أكبر مصدر للسلام للقلب، وتذكره يجلب المتعة والراحة والفرح لروح المؤمن. إنه يربط المؤمن بخالقه، بحيث يرى ما وراء العالم من حوله. وبالتالي، فهو لا يبالغ في تقدير أهمية الأحداث الدنيوية لدرجة تزعج روحه.
يتعامل المؤمن باستمرار مع الفتن طوال حياته من خلال التحلي بالصبر والعزيمة والشجاعة والعمل الجاد والسلوك السليم والتوكل على الله. فهو يتجنب ما يسبب المرض والضعف الروحيين: اتباع الشهوات الباطلة، والتشبث بالمعتقدات التي لا أساس لها، والإخلاص المفرط للمتعة، إلخ، لأن مثل هذه الأشياء تفسد القلب وتهدد الروح. ويهتم الإسلام أيضًا بصحة الإنسان الجسدية ورفاهه؛ وبالتالي فهو يمنع استهلاك أي شيء خطير على الجسم أو من شأنه أن يقلل أو يسبب ضررا للعقل.
ولما كان المسلمون يأخذون دينهم على محمل الجد، يسأل الناس أحيانًا ما إذا كان يُسمح لهم بالاستمتاع بأوقاتهم. لكن من قال إنه لا يوجد استمتاع في الإسلام؟ يستمتع المسلمون بأوقاتهم في إطار كل ما أحل الله، ولا يشعرون بالأسف أنهم لا يقترفون الأشياء القليلة التي حرمها سبحانه؛ إذ يعلمون أن هذه الأشياء ضارة بطريقة أو بأخرى، فلا توجد متعة حقيقية في فعل شيء يحرمه الله، لأن الخطيئة يتبعها دائمًا شعور بعدم الراحة. والمسلم راضٍ عن النعم التي لا تعد ولا تحصى، الظاهرة والباطنة التي منحها إياه خالقه، ويقدر أيما تقدير أنه قد هُديَ إلى أفضل حياة في الدنيا والآخرة. هذه هي السعادة الحقيقية التي يحرم منها ملايين الناس.
يجب على أي شخص يرغب في معرفة المزيد عن السعادة أن يقرأ قصص الذين اعتنقوا الإسلام، وأن ينظر في التغييرات الكبيرة التي حدثت في حياتهم والرضا الذي يستمتعون به الآن. إنها متعة يجب أن يسعى إليها الجميع.