نص السؤال

هل انتشر الإسلام بحد السيف؟ إن كان الأمر كذلك، فكيف يمكن وصفه بأنه دين يدعو إلى السلام؟

المؤلف: مركز رواد الترجمة

المصدر: قاموس الأسئلة الشائعة حول الإسلام

الجواب التفصيلي

الحمد لله، انتشار الإسلام كان بعوامل متعددة، منها الجهاد، والجهاد كان صورة مشرقة للإسلام؛ لأنه لم يكن إبادة للناس ولا تقتيلًا وهمجيةً دمويةً، كما يفعله أعداء الإسلام اليوم ومِن قبلُ في حروبهم، وإنما كان دعوةً للإسلام، فالذين يدخلون في الإسلام لا يحاربون، وكثير من القرى والمدن في طريق الجيوش الإسلامية كانت تدخل في الإسلام في هذه المرحلة الأولى، فإذا رفض بعضهم الإسلام تأتي المرحلة الثانية، وهي الاتفاق على بذل الجزية والالتزام بشروط المسلمين مقابل الكف عن قتالهم وحمايتهم من أعدائهم الآخرين، فإذا تم الاتفاق على ذلك فالحمد لله، وإلا انتقل المسلمون للمرحلة الثالثة، وهي القتال، فهل هذا من السلام أم لا؟ ومن وسائل انتشار الإسلام الدعوة المباشرة بالبيان لعقيدة الإسلام وأحكامه، سواءً كانت دعوة من خليفة المسلمين لملوك الكفار للإسلام،كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، أو دعوة من أفراد المسلمين لأفراد الكفار، ومنها تطبيق العدل في الأحكام بين المسلمين وغيرهم،  لما فتح قتيبة بن مسلم سمرقند في عهد الدولة الأموية قال أهل سمرقند لسليمان بن أبي السري: (إن قتيبة غدر بنا، وظلمنا وأخذ بلادنا، وقد أظهر الله العدل والإنصاف، فائذن لنا فليفد منا وفد إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز يشكون ظَلامتنا، فإن كان لنا حق أعطيناه، فإن بنا إلى ذلك حاجة) فأذن لهم، فوجهوا منهم قومًا، فقدموا على عمر، فكتب لهم عمر إلى سليمان بن أبي السري: (إن أهل سمرقند قد شكوا إلي ظلمًا أصابهم وتحاملًا من قتيبة عليهم حتى أخرجهم من أرضهم، فإذا أتاك كتابي فأجلِسْ لهم القاضي، فلينظر في أمرهم، فإن قضى لهم فأخرجهم إلى معسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن ظهر عليهم قتيبة)، قال: فأجلس لهم سليمان جُميع بن حاضر القاضي الناجي، فقضى أن يخرج عرب سمرقند إلى معسكرهم وينابذوهم على سواء، فيكون صلحًا جديدًا أو ظفرًا عنوةً، أي انتصارًا بالغلبة، فقال أهل السُّغد: (بل نرضى بما كان، ولا نجدد حربًا) وتراضوا بذلك، فقال أهل الرأي منهم: (قد خالطنا هؤلاء القوم وأقمنا معهم، وأمنونا وأمناهم، فإن حكم لنا عُدنا إلى الحرب ولا ندري لمن يكون الظفر، وإلم يكن لنا كنا قد اجتلبنا عداوةً في المنازعة) فتركوا الأمر على ما كان، ورضوا ولم ينازعوا، فهذا من العدل الذي يحمل على الدخول في الإسلام، ومنها الدعوة بالأفعال بامتثال المسلمين الذين يخالطون الكفار لأحكام الإسلام وأخلاقه، فيكون سببًا في التأثير على الكفار ودخولهم الإسلام، ونُشر عام 1994 إحصائية في انتشار الديانات الرئيسية في العالم خلال 50 سنة، من 1934 إلى 1984، وكانت الديانة الأولى والأعلى في نسبة الانتشار هي الإسلام، بنسبة 235%، بينما كانت نسبة انتشار النصرانية 47%، فما هي الحرب جعلت الملايين من هؤلاء مسلمين؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك) 6/ 567-568.

الجواب التفصيلي

الحمد لله، انتشار الإسلام كان بعوامل متعددة، منها الجهاد، والجهاد كان صورة مشرقة للإسلام؛ لأنه لم يكن إبادة للناس ولا تقتيلًا وهمجيةً دمويةً، كما يفعله أعداء الإسلام اليوم ومِن قبلُ في حروبهم، وإنما كان دعوةً للإسلام، فالذين يدخلون في الإسلام لا يحاربون، وكثير من القرى والمدن في طريق الجيوش الإسلامية كانت تدخل في الإسلام في هذه المرحلة الأولى، فإذا رفض بعضهم الإسلام تأتي المرحلة الثانية، وهي الاتفاق على بذل الجزية والالتزام بشروط المسلمين مقابل الكف عن قتالهم وحمايتهم من أعدائهم الآخرين، فإذا تم الاتفاق على ذلك فالحمد لله، وإلا انتقل المسلمون للمرحلة الثالثة، وهي القتال، فهل هذا من السلام أم لا؟ ومن وسائل انتشار الإسلام الدعوة المباشرة بالبيان لعقيدة الإسلام وأحكامه، سواءً كانت دعوة من خليفة المسلمين لملوك الكفار للإسلام،كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، أو دعوة من أفراد المسلمين لأفراد الكفار، ومنها تطبيق العدل في الأحكام بين المسلمين وغيرهم،  لما فتح قتيبة بن مسلم سمرقند في عهد الدولة الأموية قال أهل سمرقند لسليمان بن أبي السري: (إن قتيبة غدر بنا، وظلمنا وأخذ بلادنا، وقد أظهر الله العدل والإنصاف، فائذن لنا فليفد منا وفد إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز يشكون ظَلامتنا، فإن كان لنا حق أعطيناه، فإن بنا إلى ذلك حاجة) فأذن لهم، فوجهوا منهم قومًا، فقدموا على عمر، فكتب لهم عمر إلى سليمان بن أبي السري: (إن أهل سمرقند قد شكوا إلي ظلمًا أصابهم وتحاملًا من قتيبة عليهم حتى أخرجهم من أرضهم، فإذا أتاك كتابي فأجلِسْ لهم القاضي، فلينظر في أمرهم، فإن قضى لهم فأخرجهم إلى معسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن ظهر عليهم قتيبة)، قال: فأجلس لهم سليمان جُميع بن حاضر القاضي الناجي، فقضى أن يخرج عرب سمرقند إلى معسكرهم وينابذوهم على سواء، فيكون صلحًا جديدًا أو ظفرًا عنوةً، أي انتصارًا بالغلبة، فقال أهل السُّغد: (بل نرضى بما كان، ولا نجدد حربًا) وتراضوا بذلك، فقال أهل الرأي منهم: (قد خالطنا هؤلاء القوم وأقمنا معهم، وأمنونا وأمناهم، فإن حكم لنا عُدنا إلى الحرب ولا ندري لمن يكون الظفر، وإلم يكن لنا كنا قد اجتلبنا عداوةً في المنازعة) فتركوا الأمر على ما كان، ورضوا ولم ينازعوا، فهذا من العدل الذي يحمل على الدخول في الإسلام، ومنها الدعوة بالأفعال بامتثال المسلمين الذين يخالطون الكفار لأحكام الإسلام وأخلاقه، فيكون سببًا في التأثير على الكفار ودخولهم الإسلام، ونُشر عام 1994 إحصائية في انتشار الديانات الرئيسية في العالم خلال 50 سنة، من 1934 إلى 1984، وكانت الديانة الأولى والأعلى في نسبة الانتشار هي الإسلام، بنسبة 235%، بينما كانت نسبة انتشار النصرانية 47%، فما هي الحرب جعلت الملايين من هؤلاء مسلمين؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك) 6/ 567-568.