نص السؤال
هل تدحض نظرية التطور وجود الله تعالى؟
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
الحمد لله، نظرية التطور هي أن الكون ناشئ عن محض الصدفة، وليس بخلق ولا إرادة ولا تقدير، وأن الإنسان أصله خلية واحدة تطورت عبر ملايين السنين حتى وصلت إلى حلقة القِرَدَة العليا، ثم تطورت هذه بدورها حتى انتهت إلى التطور المشهود: الإنسان، وأنه لا يوجد خالق للإنسان، وتسمى نظرية دارون، وهو الباحث صاحب هذه النظرية المنتشرة في المجتمع الغربي، منذ عام 1858 تقريبًا، وهي نظرية عاجزة عن تفسير الحقائق الكونية بتفسير منطقي، بل يحيلون إلى الصدفة والفجأة، فكيف يقال إنها تدحض وجود الله تعالى، وهي أيضًا نظرية غير محايدة، فإن المناصرين لها ليس عندهم تجرد في البحث العلمي، لذلك فالتفسير المسبق لكل النتائج أن الكون ليس له إله، وكل شيء حصل صدفة، ولا بد من تطويع نتائج الدراسات لهذا الأمر وإلا استُبعدت الدراسة، فالثقة بما يقدمونه من إحصائيات ضعيفة، وقد انخدع بها بعض المسلمين؛ لسببين: الأول: ضعف اليقين بالكتاب والسنة والعلم الشرعي؛ نتيجة الاحتكاك بالمجتمع الملحد والانبهار بالتقدم الدنيوي عندهم، وهذا التقدم لا ارتباط له بصحة الاعتقاد، قال تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [الروم: 6 - 9]، الثاني: الجهل، سواء الجهل بحقيقة النظرية ولوازمها، أو الجهل بالحكم الشرعي لهذه النظرية، هذا، قد ردها كثير من الباحثين الغربيين أنفسهم، ونَشرتْ أبحاثَهم بعضُ المواقع، فلم تصل التطورية إلى اعتبارها حقيقة يقينية واقعية محسوسة، بل هي استنتاجات وتحليلات خالفتها دراسات أخرى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الرقم المُوحد: 2760