نص السؤال

ما هو مفهوم السعادة في الإسلام؟

عبارات مشابهة للسؤال

الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.

الجواب التفصيلي

الحمد لله، السعادة في الإسلام تكون بتحقيق الإيمان والالتزام التام بالإسلام، وبها تحصل السعادة في الدنيا والآخرة، والسعادة الحقيقية هي المنبعثة من القلب، والملازمة لصاحبها، وليست العبرةُ بالفرحِ العارض الظاهري الذي لا يستقر ولا يدوم إذا حصل لكافر أو فاجر بعيد عن الله تعالى، فهذا كما يعرض للمؤمن حزنٌ عارضٌ أو خوفٌ طبيعيٌّ، ثم يرجع كلُّ واحدٍ لمعدنه، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، والضنك الضيق، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ» رواه مسلم (2956)، والمعنى أنه مهما فرح المؤمن في الدنيا وتلذذ فإن هذا بالنسبة لما ينتظره من نعيم الجنة سجنٌ، ومهما أصاب الكافر في الدنيا من بؤس وشقاء وفقر وعناء فهو بالنسبة لما ينتظره في الآخرة من العذاب جنةٌ، وقال صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ. وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ» رواه مسلم (2807)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.