نص السؤال
إذا كان الإسلام دينًا عظيمًا كما تقولون، فلماذا نجد الكثير من المسلمين يتسمون بالخيانة وانعدام الأمانة والكسل؟
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
جاء الإسلام رسالة هداية من الله إلى كل الخليقة في وقت كان فيه الجهل والفساد منتشرين في العالم كله. لقد أنار الإسلام العقول والنفوس وشجعها على التعلم والتطور والنقاء والتحلي بمكارم الأخلاق. كانت إنجازات الفكر الإسلامي في تلك الفترة المبكرة كافية لبث العلم والنور والهداية في أنحاء العالم.
وبطبيعة الحال كما في كل المجتمعات الأخرى يوجد بالفعل بعض المسلمين الغافلين الفاسدين الأنانيين، ولكن وسائل الإعلام تقوم بتسليط الضوء على هذه الصورة النمطية لدى المسلمين بشكل خاص. يمكن الإشارة بسهولة إلى أنه عندما يرتكب أي معتنق لدين آخر أي جريمة، فإننا نادرًا ما نجد وسائل الإعلام تذكر ديانته، ولكن عندما يكون المسلم متورطًا، فإن الإسلام هو الذي يتم لومه وتصويره في صورة سلبية أمام الرأي العام.
لا يمكن إنكار حقيقة أن العديد من المسلمين اليوم لا يعون تعاليم دينهم، إما بسبب الافتقار إلى المعرفة الدينية أو بسبب الدوافع والمغريات الدنيوية المختلفة. لكن حتى لو اعترف المرء أن بعض المسلمين قد يكونون غير أمينين أو غير أخلاقيين أو يتصرفون بدافع الشهوة، فيجب عليه ألا يحكم على الإسلام من خلال أعضائه غير الملتزمين به والمطبقين لتعاليمه، بل لا يكون الحكم على الإسلام إلا من خلال تصرفات أولئك الذين يلتزمون بتعاليمه بوعي. بما أن الإسلام يحرم بشكل قاطع أنواع الشرور من الكذب والغش والإهمال، فلا بد من إلقاء اللوم على الجاني وليس على الدين. يجب على المرء بدلًا من ذلك فحص النظام نفسه وفهم مبادئه وتجاهل أفعال أولئك الذين لديهم عيوب خطيرة في معرفتهم ومعتقداتهم وممارساتهم.
صحيح أن المجتمعات الإسلامية في العصر الحالي ليست نموذجية ومثالية على الإطلاق، إلا أنها لا تزال تتمتع بأمور مثل الاستقرار الأسري نسبيًا، وغياب الانحراف وانخفاض معدلات الجريمة، وانخفاض تناول المخدرات وإدمان الخمر، فضلا عن دفء الأخوة والكرم والمساعدة المتبادلة. وقد يلاحظ أنه بشكل عام تقدّم الجماعة الإسلامية
أفضل المواطنين في أي مجتمع. فمن الالتزام الديني للمسلمين نجد أن غالبيتهم يتجنبون الخمر والمخدرات، مما يضمن القضاء على العديد من الجرائم ذات الصلة بالسُكر. والمسلمون هم الجماعة التي تعطي أكبر قدر من الصدقة في العالم. ولا يمكن لأي مجتمع أن يتساوي مع المسلمين فيما يتعلق بالتواضع والاعتدال والأخلاق الإنسانية.
يمكن تقييم الإسلام بصورة عادلة ومنصفة حسب ما تقرره مصادره الأصلية وكذلك حسب حياة وأفعال أشد الناس التزامًا بالدين: النبي محمد، وليس من خلال الصور النمطية السلبية التي تصورها وسائل الإعلام. كان هناك عدد من المؤرخين غير المسلمين المحايدين الذين أعلنوا أن محمدًا كان إنسانًا مثاليًا. إن حياته هي الأسوة الإسلامية الحقيقية والمثال الذي يجب أن يتبعه المسلمون.