نص السؤال

الزعم أن البخاري كان وضَّاعًا للأحاديث

عبارات مشابهة للسؤال

الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.

الجواب التفصيلي

الزعم أن البخاري كان وضاعا للأحاديث(*)

مضمون الشبهة:

يزعم بعض المغرضين أن الإمام البخاري كان من الوضاعين للحديث؛ وأنه إنما وضع الأحاديث لهدم الإسلام؛ انتقاما لقضاء الإسلام على الإمبراطورية الفارسية، وأنه لم يصنف جامعه إلا بعد أكثر من مائتي سنة من وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - متسائلين: هل عاشت الأمة بدون السنة مائتي عام، حتى جاء البخاري فجمع السنة من حيث لا نعلم؟!

رامين من وراء ذلك إلى الطعن في الإمام البخاري، والتقليل من مكانته العلمية الرفيعة وإثارة الشكوك حول صحة ما جمع من أحاديث.

وجها إبطال الشبهة:

1) إن الزعم بأن البخاري وضع الأحاديث انتقاما لقضاء الإسلام على الإمبراطورية الفارسية زعم لا دليل عليه؛ فالبخاري ليس فارسيا أصلا؛ وقد روى أحاديث كثيرة في مدح العرب ورفع شأنهم، وبيان فضلهم على غيرهم من الأمم، ولو كان الأمر كما يدعون لكان الأولى أن يضع أحاديث للحط من شأنهم، ومدح الفرس والثناء عليهم.

2) لقد خدمت السنة خدمة جيدة من قبل الإمام البخاري حتى جاء البخاري والمؤلفات في السنة قد كثرت وتعددت، فالسنة كان بعضها مكتوبا في صحائف منذ عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعضها كتب بعد ذلك قبل عهد البخاري، فكانت في عهده قد تعدت مرحلة الكتابة والتدوين إلى مرحلة التصنيف والترتيب.

التفصيل:

أولا. البخاري لم يكن فارسيا، وروى أحاديث كثيرة في مدح العرب:

إن القول بأن البخاري وضع الأحاديث على النبي - صلى الله عليه وسلم - انتقاما من الإسلام لقضائه على الإمبراطورية الفارسية قول غير صحيح عقلا ونقلا؛ وذلك لأن البخاري لم يكن فارسيا أصلا وإنما هو من بخارى الواقعة على نهر جيحون من بلاد ما وراء النهر، وبخارى الآن من بلاد جمهورية أوزبكستان في آسيا الوسطى، فلماذا ينتقم البخاري من انتصار الإسلام على إمبراطورية الفرس التي لا ينتمي إليها؟!

إن الإسلام لم يقض على إمبراطوريات - كما يتوهم هؤلاء - وإنما أسلم أهلها مختارين، ولهم أموالهم وديارهم، ولازالت بلاد فارس التي ذكروها لأهلها، بثرائها وخيراتها، ولازالت مصر لأصحابها، خيراتها لأصحابها وحكامها منها"[1]. ومن المعلوم أن أكثر أهل هذه البلاد قد عانوا كثيرا من ظلم حكامها، فلما سمعوا عن عدالة الإسلام وحكامه لم يقفوا حجر عثرة أمام حركة التوسع الإسلامي، بل رحبوا بالمسلمين وقدموا لهم ألوانا من الدعم حتى يتمكنوا من إتمام فتح تلك البلاد.

هذا عن الأسباب التي قد يتوهم بعض المغالطين أنها سبب في كره البخاري للإسلام، ولكن أليس من المعقول أنه لو كان البخاري يضع الأحاديث لهدم الإسلام انتقاما لقضائه على امبراطورية الفرس - لكان يضع الأحاديث في مدح الفرس وذم العرب؟!

إن هذا هو المتوقع، لكن النظر في صحيح البخاري يثبت عكس ذلك؛ إذ روى البخاري مدحا للعرب دون غيرهم، وإعلاء لهم على جميع الأمم، فذكر بابا لمناقب قريش، روى فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: 

«إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه، ما أقاموا الدين»

[2]

يعني أمر الخلافة.

وروى عن أنس رضي الله عنه «أن عثمان دعا زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا ذلك»[3].

وكان جديرا بالإمام البخاري أن يضع أحاديث ترفع من قدر الفرس وتحط من قدر العرب لو كان الأمر كما يزعمون؛ لكن هذا لم يحدث.

ودعما لهذه الحقيقة، فإن كون الإمام البخاري عالما بالجرح والتعديل ينأى به عن أن يكون وضاعا للحديث؛ وذلك لشدة تحريه واحتياطه في جرح الرواة.

قال بكر بن منير: "سمعت أبا عبد الله البخاري يقول: أرجو أن ألقى الله، ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا"[4].

قال الحافظ الذهبي: "ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس، وإنصافه فيمن يضعفه؛ فإنه أكثر ما يقول: منكر الحديث، سكتوا عنه، فيه نظر، ونحو هذا، وقل أن يقول: فلان كذاب، أو كان يضع الحديث، حتى إنه قال: إذا قلت: فلان في حديثه نظر، فهو متهم واه، وهذا معنى قوله: لا يحاسبني الله أني اغتبت أحدا، وهذا هو والله غاية الورع"[5].

لقد أنفق البخاري عمره في خدمة السنة تعلما وتعليما، حتى إن المرء لا يغالي إذا قال: إن السنة قد امتزجت بأنفاس الإمام، وخالطت منه اللحم والدم.

والناظر في سيرته - رحمه الله - يعلم كم كان متمسكا بالسنة، حتى في أدق الأمور، "فالرمي مع أنه ليس من اختصاص العلماء، ولكن لما كانت السنة قد وردت به كان الإمام البخاري يركب إلى الميدان للتدريب على الرمي، وكان من شدة مهارته لا يخطئ الهدف" [6].

"وكان أبو عبد الله يبني رباطا مما يلي بخارى فاجتمع بشر كثير يعينونه على ذلك، وكان ينقل اللبن، فكنت أقول له: يا أبا عبد الله إنك تكفى ذلك، فيقول: هذا الذي ينفعني"[7].

"ولا شك أنه كان يتأسى في ذلك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي شارك الصحابة الكرام في حفر الخندق، وكذلك بناء المسجد النبوي، وتقدم أنه كان يصلي في السحر إحدى عشرة ركعة، وكان يؤم أصحابه في صلاة التراويح في رمضان، كذا ما عرف عنه من زهد وورع وكرم أخلاق وسماحة نفس، لاشك أنه كان يقتدي في ذلك كله بخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم" [8].

ثانيا. السنة كتبت ودونت قبل الإمام البخاري:

كانت السنة موجودة، تعمل بها الأمة منذ بدء الوحي، وقد عاشت الأمة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمها السنة، وتقتدي به - صلى الله عليه وسلم - في سكناته وحركاته، وفي كل شيء.

ومن ثم، فلقد حفظت السنة على عهده - صلى الله عليه وسلم - في الصدور قبل السطور، وتناقلت الأمة أحاديثه - صلى الله عليه وسلم - جيلا بعد جيل، حتى جاء الإمام البخاري فوجد كتب السنة كثيرة وفيرة، منها ما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكتابته، وبعض كتبه - صلى الله عليه وسلم - ما زالت موجودة حتى الآن في كتب السنة، بل إن كتب الفقه - التي هي خلاصة التفسير والحديث - كانت قد ظهرت، مشتملة على كثير من نصوص السنة، وقد ظهرت كذلك كتب الحديث دراية.

ومن كتب السنة الكثيرة - التي كانت موجودة قبل البخاري - ما كتبه الصحابة أمام النبي - صلى الله عليه وسلم - كالصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو، وكتاب الفرائض لزيد بن ثابت، ومنها ما كتبه الصحابة لأنفسهم، ومنها ما كتبه التابعون كالصحيفة الصحيحة لهمام بن منبه، وقد طبعت وشاعت، وهي موجودة في ثنايا كتب السنة، ونسختها الخطية موجودة بالمكتبات.

وليس هذا فحسب، بل لقد كتب الإمام أبو حنيفة عشرين كتابا في الحديث والفقه، كانت قد شاعت وتداولها الناس، ومن المعلوم أن الإمام أبا حنيفة توفي قبل أن يولد الإمام البخاري بنصف قرن تقريبا (توفي أبو حنيفة 150هـ، وولد البخاري 194هـ)، ومذهبه الفقهي قد شاع وذاع في ذلك الوقت.

وقد ألف الإمام مالك كتابه الشهير "الموطأ" قبل أن يولد الإمام البخاري بنحو أربعة وخمسين عاما، أي في عام(140هـ)، وهو لم يهدف فيه لجمع السنة، وإنما هدف لتوطئتها، أي تقريبها للناس، كما هو واضح من اسم الكتاب، وقد شاع مذهبه الفقهي - المعتمد على الكتاب والسنة - في البلاد الإسلامية آنذاك.

وكذلك الإمام الشافعي له مؤلفات كثيرة، اعتمد فيها على الكتاب والسنة، منها: مسند الشافعي - سنن الشافعي - الأم في الفقه - الرسالة في أصول الفقه ومصطلح الحديث - جماع العلم في أصول الفقه ومصطلح الحديث - اختلاف الحديث في مصطلح الحديث، وهذه الكتب تدل على أن السنة تعدت طور الجمع والكتابة، إلى طور التدوين والتبويب، مع الاستنباط والتحقيق، وقد كتب الله تعالى لها الشيوع في الآفاق، فهي مليئة بأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبأصول الحديث، وهو ما يسمى بـ"مصطلح الحديث"، ومن المعلوم أن الإمام الشافعي مات سنة (204هـ)، حيث كان الإمام البخاري يبلغ من العمر عشر سنوات.

وكذلك الإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة (241 هـ) له كتاب مشهور يسمى "المسند"، قال فيه: "عملت هذا الكتاب إماما، إذا اختلف الناس في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجع إليه"، وجمع فيه أكثر من ثلاثين ألف حديث.

وقد بدأ الإمام أحمد في تأليف المسند سنة (180هـ)، وذلك قبل أن يولد الإمام البخاري بأربع عشرة سنة.

وعليه، فإن هؤلاء الأئمة الأربعة الفقهاء: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد كانوا قبل الإمام البخاري، بل إن الإمام البخاري لم يرو عن الثلاثة المتقدمين منهم، فإنهم ماتوا قبله، فروى عن تلامذتهم، وروى فقط عن الإمام أحمد، ولقد اقتدى بهم، واستفاد بعلمهم.

ولم يكن الأئمة الأربعة الفقهاء وحدهم هم الذين جمعوا وصنفوا في السنة النبوية، قبل الإمام البخاري، ولكن كان كثير من علماء الأمة كذلك، منهم:

·   معمر بن راشد المتوفى سنة (153هـ)، وهو من شيوخ البخاري، له كتاب يسمى بـ" الجامع"، وقد حقق هذا الكتاب غير أنه لم ينشر بعد.

·   وعبد الله بن المبارك المتوفى سنة (181هـ) له العديد من المؤلفات في السنة النبوية، وقد طبع وشاع كثير منها، وهو ليس من شيوخ البخاري، وإنما من شيوخ شيوخه، وقد حفظ الإمام البخاري كتب ابن المبارك وهو صغير.

·       وأبو يوسف، صاحب أبي حنيفة المتوفى سنة (189هـ)، له كتاب " الآثار".

·       ومحمد بن الحسن الشيباني، صاحب أبي حنيفة المتوفى سنة (204هـ)، له كتاب مطبوع وشائع يسمى بـ" المسند".

·   وعبد الرزاق الصنعاني المتوفى سنة (211هـ)، كان صاحب مؤلفات، من أشهرها "المصنف"، وهو مطبوع شائع، و"التفسير" وهو تفسير بالمأثور، وهو كذلك مطبوع شائع.

·   والحميدي عبد الله بن الزبير القرشي المتوفى سنة (219هـ)، له كتاب "المسند" وهو مطبوع، وكتاب " التفسير"، وله غير ذلك من المؤلفات، وهو أحد شيوخ البخاري.

·   وعلي بن الجعد بن عبيد الجوهري المتوفى سنة (230هـ)، له كتاب "المسند"، ويسمى " الأجزاء الجعديات"، وهو مطبوع، وهو أحد شيوخ البخاري.

·   وعبد الله بن محمد بن أبي شيبة، المتوفى سنة (235هـ)، كان صاحب مؤلفات، من أشهرها "المصنف" وهو مطبوع شائع[9].

·   وبالنظر إلى ما سبق، يتضح لنا أن السنة قد لقيت عناية كبيرة من العلماء والأئمة حتى جاء الإمام البخاري والمؤلفات في السنة قد تعدت مرحلة الكتابة، ومرحلة التدوين، وأصبحت في مرحلة التجميل، فصنفت السنة على كل وجه، وخدمت بكل سبيل، وفحصت ومحصت.

ومن هنا، فإن القول بأن السنة لم تكن موجودة إلى مائتي عام من بدء الأمة، حتى جاء البخاري فاختلقها، قول يفتقد الصحة والصواب، ويخالف المسلمات التاريخية.

الخلاصة:

·   إن البخاري ليس فارسيا، وإنما هو من بلاد بخارى على نهر جيحون من بلاد ما وراء النهر، فلماذا يحاول الانتقام من الإسلام - كما يدعي هؤلاء - لقضائه على الإمبراطورية الفارسية التي لا ينتمي هو إليها؟!

·   لو كان البخاري يضع الأحاديث لهدم الإسلام لقضائه على الفرس لكان أولى به أن يضع أحاديث في مدح الفرس ورفع شأنهم، وذم العرب والحط من قدرهم، لكن الواقع يثبت عكس ذلك؛ إذ روى أحاديث تمدح العرب وترفع من شأنهم دون غيرهم من الأمم.

·   إذا كان الإسلام قد قضى على الإمبراطورية الفارسية، فإنه لم يجبر أهلها على التحول إلى الإسلام، وإنما أسلم أهلها مختارين حبا في الإسلام وأهله، مع حفظ أراضيهم وأموالهم.

·   إن كون البخاري أميرا للمؤمنين في الحديث وفنونه، واعتراف علماء الحديث ونقاده بذلك قديما وحديثا ينأى به عن أن يكون وضاعا له.

·   لقد لاقت السنة من العناية والتدوين قبل البخاري شيئا كثيرا حتى جاء الإمام البخاري وقد كثرت المؤلفات في السنة وتعددت ما بين جمع، وتدوين، وتصنيف، مما يبين فساد هذه الشبهة.

·   لقد كتب جانب غير قليل من السنة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعد مماته أيضا قبل عهد البخاري؛ فنجد الصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو، وكتاب الفرائض لزيد بن ثابت، وصحيفة همام بن منبه، ونجد عشرين كتابا لأبي حنيفة في الحديث والفقه، وموطأ مالك، ومؤلفات كثيرة للشافعي في السنة، ومسند أحمد، وجامع معمر بن راشد، ومؤلفات عديدة لعبد الله بن المبارك، وكتاب "الآثار" للشيباني، و"المسند" لأبي داود الطيالسي، والمصنف لعبد الرزاق، وكل هؤلاء قد سبقوا البخاري، فهل يعقل بعد ذلك أن نقول: إن السنة لم تكن موجودة قبل البخاري، وقد جمعها البخاري من حيث لا ندري؟!

من خلال هذا العرض يتبين لنا فساد القول بأن البخاري من الوضاعين للحديث، وأنه لا ينهض على دليل، فهو مجرد زعم كاذب يفتقر إلى الصحة ويخالف الحقيقة التاريخية الثابتة.

 المراجع:


(*) دفع الشبهات عن السنة النبوية، د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، مكتبة الإيمان، القاهرة، 1421هـ/ 2001م.

[1]. دفع الشبهات عن السنة النبوية، د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، مكتبة الإيمان، القاهرة، 1421هـ/ 2001م، ص239.

[2]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: المناقب، باب: مناقب قريش، (6/616)، رقم (3500).

[3]. صحيح البخاري ( بشرح فتح الباري)، كتاب: المناقب، باب: نزل القرآن بلسان قريش، (6/621)، رقم (3506).

[4]. تاريخ بغداد، الخطيب البغدداي، دار الكتب العلمية، بيروت، د. ت، (2/13).

[5]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (12/439: 441).

[6]. الإمام البخاري وصحيحه الجامع، أحمد فريد، دار العقيدة، القاهرة، ط1، 1426هـ/ 2006م، ص38.

[7]. هدي الساري مقدمة فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان للتراث، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، ص505 .

[8]. الإمام البخاري وصحيحه الجامع، أحمد فريد، دار العقيدة، القاهرة، ط1، 1426هـ/ 2006م، ص29 .

[9]. دفع الشبهات عن السنة النبوية، د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، مكتبة الإيمان، القاهرة، 1421هـ/ 2001م، ص240: 243 بتصرف .