نص السؤال

هل الملائكةُ كائناتٌ حقيقيَّةٌ، أم معنويَّةٌ مجازيَّة؟

المؤلف: باحثو مركز أصول

المصدر: مركز أصول

عبارات مشابهة للسؤال

هل عالَمُ الملائكةِ عالَمٌ حقيقيٌّ؟

مَن هم الملائكة؟

ما حقيقةُ الملائكة؟

وجودُ الملائكة.

الجواب التفصيلي

الملائكةُ مخلوقاتٌ ماديَّةٌ حقيقيَّةٌ محسوسةٌ، كلَّفَهم اللهُ بمهامَّ يقومون بها، وهُم مِن عبادِ اللهِ المُكرَمِين، ولا يَصِحُّ تفسيرُ ذلك على أنهم معانٍ عن الخيرِ، أو قُوًى للصلاحِ، ونحوُ ذلك، يؤكِّدُ ذلك مجموعةٌ مِن الأدلَّةِ، منها:

1- ذكَرَ اللهُ تعالى بعضَ صفاتِهم في القرآنِ الكريم:

2- تكليفُهم بأعمالٍ يدُلُّ على حقيقتِهم؛ فلا يُمكِنُ أن يُؤمَرَ المعنى أو المجازُ:

3- وصفُهم بأنهم عبادٌ لله، ولا يُمكِنُ أن يكونَ ذلك إلا ولهم حقيقةٌ قائمةٌ:

4- ورودُ ما ينُصُّ على أن لهم حيِّزًا؛ وهذا لا يكونُ إلا في مخلوقاتٍ حقيقيَّةٍ محسوسةٍ:

5- لا يُوجَدُ ما يدُلُّ على أنَّهم مجازٌ أو معنًى:

6- تأويلُ الملائكةِ بكونِها قُوًى معنويَّةً للخيرِ، هو مِن قَبيلِ تحريفِ اللفظِ على غيرِ مرادِ الشارعِ، وليس عليه دليلٌ:

وهذا يدُلُّ على أنهم مخلوقاتٌ حقيقيَّةٌ، لها وجودٌ حقيقيٌّ محسوسٌ؛ قال تعالى:

{الْحَمْدُ لِلهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

[فاطر:1]،

ولا يُمكِنُ أن يُوصَفَ المعنويُّ بأنه «أُولِي أَجنِحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ»، وقال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}

[التحريم:6]

فذكَرَ مِن صفاتِهم الغِلْظةَ والشدَّةَ، وهذه أوصافٌ لمخلوقاتٍ حقيقيَّةٍ.

ومِن ذلك قولُهُ تعالى:

{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}

[الأنفال:12].

جاء ذلك في مَعرِضِ الردِّ على بعضِ مزاعمِ المشرِكين؛ فمِن ذلك قولُهُ تعالى:

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}

[الأنبياء:26- 27].

مِن ذلك قولُ النبيِّ ﷺ:

«أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقٌّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ لِلهِ سَاجِدًا»؛ ر

واه التِّرمِذي (2312)

فخطابُ القرآنِ ظاهرٌ في مخاطَبتِهِ مخلوقاتٍ حقيقيَّةً محسوسةً، تَسمَعُ وتُسمَعُ، وتُطيعُ وتعبُدُ.

والمقصودُ: أن عالَمَ الملائكةِ عالَمٌ غيبيٌّ حقيقيٌّ محسوسٌ، ذكَرَ اللهُ بعضَ مهامِّهم وأعمالِهم وعباداتِهم في كتابِهِ الكريم، يُطِيعون ربَّهم ولا يعصُونه، ويَفعَلون ما يُؤمَرون، ومِن أعمالِهم تلك: حفظُ المسلِمِ ومعاوَنتُهُ وكتابةُ أعمالِه. فعلى المسلِمِ: أن يستشعِرَ قُرْبَهم منه، وتأييدَهم بأمرِ اللهِ له، وأن يُدرِكَ أنهم عالَمٌ غيبيٌّ مُدرَكٌ بالحِسِّ، له خَصُوصيَّتُه؛ فيُؤمِنُ بما ذكَرَ اللهُ ورسولُهُ فيهم واضحًا جليًّا، ويبتعِدُ عن حملِ الكلامِ على غيرِ وجهِهِ الظاهر.

مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

السؤالُ حول خلقِ الملائكة: هل هم مخلوقاتٌ موجودةٌ حقيقيَّة، أم معنويَّةٌ مجازيَّةٌ يرادُ بها التعبيرُ عن الخيرِ والصلاح؟

مختصَرُ الإجابة:

الملائكةُ مخلوقاتٌ ماديَّةٌ حقيقيَّةٌ تُدرَكُ بالحواسِّ، وليست مخلوقاتٍ معنويَّةً مجازيَّةً تدُلُّ على الخيرِ أو الصلاحِ، دَلَّ على ذلك الكتابُ والسنَّةُ، وقد خاطبَهم اللهُ بناءً على ذلك، وقد وصَفَهم اللهُ بأمورٍ لا يُمكِنُ أن يكونوا معها إلا ولهم حقيقةٌ قائمةٌ مدرَكةٌ بالحواسّ، وكلَّفهم بمَهَامَّ لا تقومُ بها إلا مخلوقاتٌ حقيقيَّةٌ محسوسةٌ. وأما تأويلُ الملائكةِ بكونِها قُوًى معنويَّةً للخيرِ والصلاحِ، فهو مِن قَبيلِ تحريفِ اللفظِ على غيرِ مرادِ الشارعِ، وليس عليه دليلٌ عقليٌّ أو نقليٌّ، بل الأدلَّةُ على خلافِه.


مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

السؤالُ حول خلقِ الملائكة: هل هم مخلوقاتٌ موجودةٌ حقيقيَّة، أم معنويَّةٌ مجازيَّةٌ يرادُ بها التعبيرُ عن الخيرِ والصلاح؟

مختصَرُ الإجابة:

الملائكةُ مخلوقاتٌ ماديَّةٌ حقيقيَّةٌ تُدرَكُ بالحواسِّ، وليست مخلوقاتٍ معنويَّةً مجازيَّةً تدُلُّ على الخيرِ أو الصلاحِ، دَلَّ على ذلك الكتابُ والسنَّةُ، وقد خاطبَهم اللهُ بناءً على ذلك، وقد وصَفَهم اللهُ بأمورٍ لا يُمكِنُ أن يكونوا معها إلا ولهم حقيقةٌ قائمةٌ مدرَكةٌ بالحواسّ، وكلَّفهم بمَهَامَّ لا تقومُ بها إلا مخلوقاتٌ حقيقيَّةٌ محسوسةٌ. وأما تأويلُ الملائكةِ بكونِها قُوًى معنويَّةً للخيرِ والصلاحِ، فهو مِن قَبيلِ تحريفِ اللفظِ على غيرِ مرادِ الشارعِ، وليس عليه دليلٌ عقليٌّ أو نقليٌّ، بل الأدلَّةُ على خلافِه.


الجواب التفصيلي

الملائكةُ مخلوقاتٌ ماديَّةٌ حقيقيَّةٌ محسوسةٌ، كلَّفَهم اللهُ بمهامَّ يقومون بها، وهُم مِن عبادِ اللهِ المُكرَمِين، ولا يَصِحُّ تفسيرُ ذلك على أنهم معانٍ عن الخيرِ، أو قُوًى للصلاحِ، ونحوُ ذلك، يؤكِّدُ ذلك مجموعةٌ مِن الأدلَّةِ، منها:

1- ذكَرَ اللهُ تعالى بعضَ صفاتِهم في القرآنِ الكريم:

2- تكليفُهم بأعمالٍ يدُلُّ على حقيقتِهم؛ فلا يُمكِنُ أن يُؤمَرَ المعنى أو المجازُ:

3- وصفُهم بأنهم عبادٌ لله، ولا يُمكِنُ أن يكونَ ذلك إلا ولهم حقيقةٌ قائمةٌ:

4- ورودُ ما ينُصُّ على أن لهم حيِّزًا؛ وهذا لا يكونُ إلا في مخلوقاتٍ حقيقيَّةٍ محسوسةٍ:

5- لا يُوجَدُ ما يدُلُّ على أنَّهم مجازٌ أو معنًى:

6- تأويلُ الملائكةِ بكونِها قُوًى معنويَّةً للخيرِ، هو مِن قَبيلِ تحريفِ اللفظِ على غيرِ مرادِ الشارعِ، وليس عليه دليلٌ:

وهذا يدُلُّ على أنهم مخلوقاتٌ حقيقيَّةٌ، لها وجودٌ حقيقيٌّ محسوسٌ؛ قال تعالى:

{الْحَمْدُ لِلهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

[فاطر:1]،

ولا يُمكِنُ أن يُوصَفَ المعنويُّ بأنه «أُولِي أَجنِحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ»، وقال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}

[التحريم:6]

فذكَرَ مِن صفاتِهم الغِلْظةَ والشدَّةَ، وهذه أوصافٌ لمخلوقاتٍ حقيقيَّةٍ.

ومِن ذلك قولُهُ تعالى:

{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}

[الأنفال:12].

جاء ذلك في مَعرِضِ الردِّ على بعضِ مزاعمِ المشرِكين؛ فمِن ذلك قولُهُ تعالى:

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}

[الأنبياء:26- 27].

مِن ذلك قولُ النبيِّ ﷺ:

«أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقٌّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ لِلهِ سَاجِدًا»؛ ر

واه التِّرمِذي (2312)

فخطابُ القرآنِ ظاهرٌ في مخاطَبتِهِ مخلوقاتٍ حقيقيَّةً محسوسةً، تَسمَعُ وتُسمَعُ، وتُطيعُ وتعبُدُ.

والمقصودُ: أن عالَمَ الملائكةِ عالَمٌ غيبيٌّ حقيقيٌّ محسوسٌ، ذكَرَ اللهُ بعضَ مهامِّهم وأعمالِهم وعباداتِهم في كتابِهِ الكريم، يُطِيعون ربَّهم ولا يعصُونه، ويَفعَلون ما يُؤمَرون، ومِن أعمالِهم تلك: حفظُ المسلِمِ ومعاوَنتُهُ وكتابةُ أعمالِه. فعلى المسلِمِ: أن يستشعِرَ قُرْبَهم منه، وتأييدَهم بأمرِ اللهِ له، وأن يُدرِكَ أنهم عالَمٌ غيبيٌّ مُدرَكٌ بالحِسِّ، له خَصُوصيَّتُه؛ فيُؤمِنُ بما ذكَرَ اللهُ ورسولُهُ فيهم واضحًا جليًّا، ويبتعِدُ عن حملِ الكلامِ على غيرِ وجهِهِ الظاهر.