نص السؤال

ما الحكمةُ مِن قيامِ الملائكةِ بأعمالِها، مع قدرةِ اللهِ أن يقولَ للشيءِ: كُنْ، فيكون؟

المؤلف: باحثو مركز أصول

المصدر: مركز أصول

عبارات مشابهة للسؤال

الملائكة،

عالَمُ الملائكة،

الملائكةُ مخلوقاتٌ حقيقيَّة.

الجواب التفصيلي

إن الملائكةَ - كما هو معنى اسمِهم - هم رُسُلُ اللهِ سبحانه وتعالى - فإن معنى «ملائكة»: أي: رُسُلٌ - ينفِّذون أمرَهُ بقدرتِهِ؛ فهو الذي خلَقَهم وخلَقَ فيهم القدرةَ والقوَّةَ على إمضاءِ أوامرِه،

{لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} و{لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}

[الأنبياء: 27]، [التحريم: 6]،

وهو - مع هذا - خالِقُهم وخالقُ أفعالِهم وقدرتِهم، وهو غنيٌّ عنهم.

ومِن حِكَمِ اللهِ سبحانه وتعالى في تكليفِ الملائكةِ بهذه الأعمال:

أوَّلًا: أن اللهَ جعَلَ لكلِّ أمرٍ سببًا:

فكما يُجْري سبحانه الكونَ على أسبابٍ طبيعيَّةٍ موصِلةٍ، مع كونِها غيرَ خارجةٍ عن مرادِهِ؛ لحِكَمٍ، كذلك يَجعَلُ الأفعالَ التي تقومُ بها الملائكةُ أسبابًا محقِّقةً لما كُلِّفوا به.

ثانيًا: كمالُ كِبْريائِهِ وعَظَمتِه:

فإن وجودَ الأعوانِ مع كونِهم لا حاجةَ لهم، هو دليلُ عظمةٍ وقوَّةٍ.

والوسائطُ التي بين الملوكِ وبين الناسِ: يكونون على أحدِ وجوهٍ ثلاثةٍ:

1- إما لإخبارِهم مِن أحوالِ الناسِ بما لا يَعرِفونه.

2- أن يكونَ المَلِكُ عاجزًا عن تدبيرِ رعيَّتِهِ ودفعِ أعدائِه - إلا بأعوانٍ يُعِينونه - فلا بدَّ له مِن أنصارٍ وأعوانٍ لذُلِّهِ وعجزِه.

3- أن يكونَ المَلِكُ ليس مُريدًا لنفعِ رعيَّتِهِ والإحسانِ إليهم ورحمتِهم إلا بمحرِّكٍ يحرِّكُهُ مِن خارجٍ، فإذا خاطَبَ المَلِكَ مَن يَنصَحُهُ ويعظِّمُهُ، أو مَن يدُلُّ عليه؛ بحيثُ يرجُوهُ ويخافُه -: تحرَّكتْ إرادةُ المَلِكِ وهِمَّتُهُ في قضاءِ حوائجِ رعيَّتِه.

واللهُ غنيٌّ عن ذلك؛ يَعلَمُ السِّرَّ وأخفى، لا تَخْفى عليه خافيةٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، وهو السميعُ البصير.

واللهُ سبحانه ليس له ظهيرٌ ولا وليٌّ مِن الذُّلِّ؛ فهو العظيمُ القادرُ القويُّ.

واللهُ تعالى هو ربُّ كلِّ شيءٍ ومليكُهُ، وهو أرحمُ بعبادِهِ مِن الوالدةِ بولَدِها، وكلُّ الأشياءِ إنما تكونُ بإرادتِهِ ومشيئتِه؛ فما شاء كان، وما لم يشأْ لم يكن.

فهذه الأوجهُ الثلاثةُ ممتنِعةٌ عن اللهِ سبحانه وتعالى؛ فهو يَعلَمُ كلَّ شيءٍ عن عبادِهِ بلا واسطةٍ، وقادرٌ على تدبيرِ مُلكِهِ وخَلقِه، ومُحِبٌّ لنفعِ عبادِهِ والتفضُّلِ عليهم، وخَلقُهُ للملائكةِ وتكليفُهم بهذه المهامِّ هو نفسُهُ مَظهَرٌ مِن مظاهرِ القدرةِ الإلهيَّة، والخَلقِ والتدبيرِ الربَّانيّ.

ثالثًا: أنه سبحانه هو الخالقُ:

لأنهم إنما فعَلوا ذلك بعِلمِهِ ومشيئتِهِ وقدرتِهِ وأمرِه؛ فلهذا:

- يُضيفُ التدبيرَ إلى الملائكةِ تارَةً؛ لكونِهم هم المباشِرينَ للتدبيرِ؛ كقولِهِ:

{فَالْمُدَبِّراتِ أَمْرًا}

[النازعات: 5].

- ويُضيفُ التدبيرَ إليه تارَاتٍ؛ كقولِهِ:

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}

[يونس: 3]

وقولِهِ:

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ}

[يونس: 31]

فهو المدبِّرُ أمرًا وإذنًا ومشيئةً، والملائكةُ المدبِّراتُ مباشَرةً وامتثالًا. والمقصودُ: أن أمرَ اللهِ تعالى للملائكةِ بمباشَرةِ تدبيرِ أمرِ الكونِ، لا يتعارَضُ مع قدرةِ اللهِ تعالى وتفرُّدِهِ بالخلقِ والأمرِ، بل هو مِن مظاهِرِ قدرتِهِ وكبريائِه؛ فإنه خالِقُهم وخالقُ القدرةِ فيهم؛ لمباشَرةِ ما أوكَلَهم به، وهم يَرجِعون إليه سبحانه في معرفةِ ما خَفِيَ عليهم عِلمُهُ وحِكمَتُه.

مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

البحثُ عن الحِكمةِ مِن تكليفِ الملائكةِ بالأعمالِ الموكَلةِ إليهم، في حينِ أن اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، يقولُ للشيءِ: كُن، فيكون.

مختصَرُ الإجابة:

اللهُ سبحانه وتعالى غنيٌّ عن الملائكةِ وعن غيرِهم مِن المخلوقاتِ، قادرٌ على إنفاذِ أمرِهِ بِكُنْ، فيكون؛ فاللهُ سبحانه هو الخالقُ، والملائكةُ إنما فعَلوا ذلك بعِلمِهِ ومشيئتِهِ وقدرتِهِ وأمرِه؛ فتكليفُ الملائكةِ مِن تَمَامِ مُلكِهِ وكِبْريائِهِ وعظَمتِه، وليس ناتجًا عن جهلٍ أو عجزٍ أو حاجةٍ، تعالى اللهُ عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا؛ فإنه سبحانه خالِقُ الملائكةِ وخالقُ القدرةِ فيهم؛ لمباشَرةِ ما أوكَلَهم به، وهم يَرجِعون إليه سبحانه في معرفةِ ما خَفِيَ عليهم عِلمُهُ وحِكمَتُه.


مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

البحثُ عن الحِكمةِ مِن تكليفِ الملائكةِ بالأعمالِ الموكَلةِ إليهم، في حينِ أن اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، يقولُ للشيءِ: كُن، فيكون.

مختصَرُ الإجابة:

اللهُ سبحانه وتعالى غنيٌّ عن الملائكةِ وعن غيرِهم مِن المخلوقاتِ، قادرٌ على إنفاذِ أمرِهِ بِكُنْ، فيكون؛ فاللهُ سبحانه هو الخالقُ، والملائكةُ إنما فعَلوا ذلك بعِلمِهِ ومشيئتِهِ وقدرتِهِ وأمرِه؛ فتكليفُ الملائكةِ مِن تَمَامِ مُلكِهِ وكِبْريائِهِ وعظَمتِه، وليس ناتجًا عن جهلٍ أو عجزٍ أو حاجةٍ، تعالى اللهُ عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا؛ فإنه سبحانه خالِقُ الملائكةِ وخالقُ القدرةِ فيهم؛ لمباشَرةِ ما أوكَلَهم به، وهم يَرجِعون إليه سبحانه في معرفةِ ما خَفِيَ عليهم عِلمُهُ وحِكمَتُه.


الجواب التفصيلي

إن الملائكةَ - كما هو معنى اسمِهم - هم رُسُلُ اللهِ سبحانه وتعالى - فإن معنى «ملائكة»: أي: رُسُلٌ - ينفِّذون أمرَهُ بقدرتِهِ؛ فهو الذي خلَقَهم وخلَقَ فيهم القدرةَ والقوَّةَ على إمضاءِ أوامرِه،

{لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} و{لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}

[الأنبياء: 27]، [التحريم: 6]،

وهو - مع هذا - خالِقُهم وخالقُ أفعالِهم وقدرتِهم، وهو غنيٌّ عنهم.

ومِن حِكَمِ اللهِ سبحانه وتعالى في تكليفِ الملائكةِ بهذه الأعمال:

أوَّلًا: أن اللهَ جعَلَ لكلِّ أمرٍ سببًا:

فكما يُجْري سبحانه الكونَ على أسبابٍ طبيعيَّةٍ موصِلةٍ، مع كونِها غيرَ خارجةٍ عن مرادِهِ؛ لحِكَمٍ، كذلك يَجعَلُ الأفعالَ التي تقومُ بها الملائكةُ أسبابًا محقِّقةً لما كُلِّفوا به.

ثانيًا: كمالُ كِبْريائِهِ وعَظَمتِه:

فإن وجودَ الأعوانِ مع كونِهم لا حاجةَ لهم، هو دليلُ عظمةٍ وقوَّةٍ.

والوسائطُ التي بين الملوكِ وبين الناسِ: يكونون على أحدِ وجوهٍ ثلاثةٍ:

1- إما لإخبارِهم مِن أحوالِ الناسِ بما لا يَعرِفونه.

2- أن يكونَ المَلِكُ عاجزًا عن تدبيرِ رعيَّتِهِ ودفعِ أعدائِه - إلا بأعوانٍ يُعِينونه - فلا بدَّ له مِن أنصارٍ وأعوانٍ لذُلِّهِ وعجزِه.

3- أن يكونَ المَلِكُ ليس مُريدًا لنفعِ رعيَّتِهِ والإحسانِ إليهم ورحمتِهم إلا بمحرِّكٍ يحرِّكُهُ مِن خارجٍ، فإذا خاطَبَ المَلِكَ مَن يَنصَحُهُ ويعظِّمُهُ، أو مَن يدُلُّ عليه؛ بحيثُ يرجُوهُ ويخافُه -: تحرَّكتْ إرادةُ المَلِكِ وهِمَّتُهُ في قضاءِ حوائجِ رعيَّتِه.

واللهُ غنيٌّ عن ذلك؛ يَعلَمُ السِّرَّ وأخفى، لا تَخْفى عليه خافيةٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، وهو السميعُ البصير.

واللهُ سبحانه ليس له ظهيرٌ ولا وليٌّ مِن الذُّلِّ؛ فهو العظيمُ القادرُ القويُّ.

واللهُ تعالى هو ربُّ كلِّ شيءٍ ومليكُهُ، وهو أرحمُ بعبادِهِ مِن الوالدةِ بولَدِها، وكلُّ الأشياءِ إنما تكونُ بإرادتِهِ ومشيئتِه؛ فما شاء كان، وما لم يشأْ لم يكن.

فهذه الأوجهُ الثلاثةُ ممتنِعةٌ عن اللهِ سبحانه وتعالى؛ فهو يَعلَمُ كلَّ شيءٍ عن عبادِهِ بلا واسطةٍ، وقادرٌ على تدبيرِ مُلكِهِ وخَلقِه، ومُحِبٌّ لنفعِ عبادِهِ والتفضُّلِ عليهم، وخَلقُهُ للملائكةِ وتكليفُهم بهذه المهامِّ هو نفسُهُ مَظهَرٌ مِن مظاهرِ القدرةِ الإلهيَّة، والخَلقِ والتدبيرِ الربَّانيّ.

ثالثًا: أنه سبحانه هو الخالقُ:

لأنهم إنما فعَلوا ذلك بعِلمِهِ ومشيئتِهِ وقدرتِهِ وأمرِه؛ فلهذا:

- يُضيفُ التدبيرَ إلى الملائكةِ تارَةً؛ لكونِهم هم المباشِرينَ للتدبيرِ؛ كقولِهِ:

{فَالْمُدَبِّراتِ أَمْرًا}

[النازعات: 5].

- ويُضيفُ التدبيرَ إليه تارَاتٍ؛ كقولِهِ:

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}

[يونس: 3]

وقولِهِ:

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ}

[يونس: 31]

فهو المدبِّرُ أمرًا وإذنًا ومشيئةً، والملائكةُ المدبِّراتُ مباشَرةً وامتثالًا. والمقصودُ: أن أمرَ اللهِ تعالى للملائكةِ بمباشَرةِ تدبيرِ أمرِ الكونِ، لا يتعارَضُ مع قدرةِ اللهِ تعالى وتفرُّدِهِ بالخلقِ والأمرِ، بل هو مِن مظاهِرِ قدرتِهِ وكبريائِه؛ فإنه خالِقُهم وخالقُ القدرةِ فيهم؛ لمباشَرةِ ما أوكَلَهم به، وهم يَرجِعون إليه سبحانه في معرفةِ ما خَفِيَ عليهم عِلمُهُ وحِكمَتُه.