نص السؤال
المؤلف: ذاكر نايك
المصدر: مؤسسة البحوث الإسلامية
الجواب التفصيلي
كان الكحول آفة المجتمع البشري منذ الأزل. وما زال يكلف حياة عدد لا يحصى من البشر، ويسبب البؤس الرهيب للملايين عبر العالم. الكحول هو السبب الأساسي للعديد من المشاكل التي تواجه المجتمع. الإحصاءات التي تشير إلى ارتفاع معدلات الجريمة، وزيادة حالات الأمراض العقلية، وملايين البيوت المفككة في جميع أنحاء العالم تحمل شهادة صامتة على القوة المدمرة للكحول.
1. تحريم الخمر في القرآن
يحرم القرآن الكريم شرب الخمر في الآية التالية:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
[القرآن 5: 90]
2. تحريم الخمر في الكتاب المقدس
يحرم الكتاب المقدس شرب الكحول في الآيات التالية:
(أ) "الخمر مستهزئة. المسكر عجاج، ومن يترنح بهما فليس بحكيم". [سفر الأمثال 20: 1]
(ب) "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة" [رسالة إلى أفسس 5: 18]
3. يعطل الكحول عمل مركز الكبح في الدماغ
يمتلك البشر مركزًا مثبطًا في أدمغتهم. هذا المثبط يمنع المركز الشخص من القيام بالأمور التي يعتبرها خاطئة. على سبيل المثال لا يستخدم الشخص عادة لغة وقحة أثناء مخاطبة والديه أو الكبار في السن. إذا كان عليه أن يقضي حاجته فسيقوم مركزه المثبط بمنعه من القيام بذلك أمام الملأ، ويذهب إلى المرحاض لقضاء حاجته.
عندما يشرب شخص ما الكحول، يتم تثبيط المركز المثبط نفسه. هذا هو بالضبط السبب في أن الشخص الثمل غالبًا ما يمارس سلوكًا غير معتاد على الإطلاق منه. على سبيل المثال، نجد السكران يستخدم لغة وقحة وبذيئة، ولا يدرك خطأه حتى لو كان يخاطب والديه. بل إن الكثير منهم يتبولون في ملابسهم، ولا يتكلمون ولا يمشون بشكل طبيعي ويسيئون التصرف.
4 - تكثر عند مدمني الكحول حالات الزنا والاغتصاب وسفاح القربى والإيدز
ووفقًا لإحصاءات مكتب العدل الوطني لضحايا الجرائم (وزارة العدل الأمريكية) في عام 1996 وحده فقد حدث كل يوم ما متوسطه 2713 حالة اغتصاب. تقول لنا الإحصائيات أن غالبية المغتصبين كانوا مخمورين أثناء ارتكاب الجريمة. وينطبق الشيء نفسه على حالات التحرش الجنسي. وفقًا للإحصاءات، يرتكب 8٪ من الأمريكيين سفاح القربى، أي أن واحدًا من كل اثني عشر إلى 13 شخصًا في أمريكا متورط في سفاح القربى. ترجع جميع حالات سفاح القربى تقريبًا إلى سكر أحد الشخصين المشاركين في الجريمة أو كليهما.
يعد إدمان الكحول من العوامل الرئيسية المرتبطة بانتشار الإيدز الذي هو من أسوأ الأمراض.
5. كل مدمن على الكحول كان بداية يشرب القليل في المناسبات
قد يجادل الكثير دفاعًا عن الخمر بتسمية أنفسهم "ممن يشرب في المناسبات فقط". يزعمون أن يتناولون فقط كأسًا أو كأسين وأنهم يتحكمون في أنفسهم، وبالتالي لا يسكرون أبدًا. تكشف التحريات أن كل مدمن على الكحول كان قد بدأ يشرب الكحول في المناسبات فقط. ولا يبدأ أي شخص كحولي أو سكير بالشرب فورًا بقصد أن يصبح مدمن كحول وسكيرًا. لا يمكن لأي شخص يشرب في المناسبات، أن يقول إنني أشرب الكحول منذ عدة سنوات وأنا على قدر عال من ضبط النفس، ولم أعاني من حالة سكر ولو لمرة واحدة.
6. إذا سكر الشخص مرة واحدة وارتكب شيئًا مخجلًا سيبقى معه مدى الحياة.
لنفترض أن من يشرب في المناسبات الاجتماعية فقد السيطرة على نفسه مرة واحدة فقط، وفي حالة السكر اغتصب أو ارتكب سفاح القربى. حتى لو ندم على الفعل في وقت لاحق، فمن المرجح أن يحمل الإنسان عبء الذنب طوال حياته. سيتضرر كل من الجاني والضحية بشكل لا يمكن إصلاحه ولا رجعة فيه.
7. الكحول محرم في أحاديث النبي
قال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم:
(أ) في سنن ابن ماجه المجلد 3، كتاب الأشربة، الفصل 30 حديث رقم 3371.
"الخمر أم الفواحش، وأكبر الكبائر."
(ب) في سنن ابن ماجه المجلد 3، كتاب الأشربة، الفصل 30 حديث رقم 3392
" مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ." وبالتالي ليس هناك عذر لتذوقه أو شرب كأس صغيرة.
(ج) ليس فقط أولئك الذين يشربون الكحول ملعونين ولكن أيضًا أولئك الذين يتعاملون معه
يلعنهم الله بشكل مباشر أو غير مباشر. حسب ما ورد في سنن ابن ماجة، المجلد 3، كتاب الأشربة، الفصل 30 الحديث رقم 3380.
عن أنس رضي الله عنه أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم):
"لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ."
8. الأمراض المرتبطة بإدمان الكحول
هناك عدة أسباب علمية لحظر استهلاك المسكرات، أي الكحول. أعلى رقم لعدد الوفيات في العالم المرتبط بأي سبب محدد هو رقم الوفيات الناجمة عن استهلاك الكحول. يموت ملايين البشر كل عام نتيجة تناول الكحول فقط. ولا حاجة لنخوض في تفاصيل كل الآثار الضارة للكحول لأن معظمها معروف بشكل شائع. وفيما يلي أدناه قائمة بسيطة ببعض الأمراض المتعلقة بالكحول:
1. تليف الكبد هو أكثر الأمراض المعروفة ارتباطًا بالكحول.
2. من الأمراض الأخرى سرطان المريء، سرطان الرأس والرقبة، سرطان الكبد، سرطان الأمعاء، إلخ.
3. يرتبط شرب الكحول بالتهاب المريء والتهاب المعدة والتهاب البنكرياس والتهاب الكبد.
4. يرتبط الإسراف في شرب الكحول باعتلال عضلة القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين التاجية، والذبحة الصدرية، والنوبات القلبية.
5. يرتبط شرب الكحول بالجلطات الدماغية، والسكتة، والنوبات، ويرتبط بأنواع مختلفة من الشلل.
6. اعتلال الأعصاب المحيطية، وضمور القشرة الدماغية، وضمور المخيخ متلازمات مرضية مشهورة تنجم عن استهلاك الكحول.
7. متلازمة فيرنيك – كورساكوف Wernicke – Korsakoff مع فقدان ذاكرة الأحداث الأخيرة، وهذيانات، والاحتفاظ بذاكرة الأحداث القديمة فقط، مع أنواع مختلفة من الشلل، تحدث بشكل رئيسي من نقص فيتامين الثيامين نتيجة الإفراط في شرب الكحول.
8. يشيع مرض البري بري وأنواع أخرى من القصور عند مدمني الكحول. بل يحدث عندهم حتى مرض البلاجرا.
9. الهذيان الارتعاشي Delerium Tremens من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث نتيجة تكرار العدوى عند مدمني الخمر أو بعد إجراء جراحة لهم. كما قد يحدث أثناء مرحلة الامتناع كأثر لانسحاب الكحول. وهو حالة خطيرة للغاية قد تسبب الوفاة وإن عولجت في مراكز مجهزة تجهيزًا جيدًا.
10. ارتبط العديد من اضطرابات الغدد الصماء بإدمان الكحول تتراوح من وذمة مخاطية، إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، ومتلازمة كوشينغ.
11- الآثار الضارة على الدم متنوعة وطويلة. لكن نقص حمض الفوليك هو أكثر مظاهر تعاطي الكحول شيوعًا ويؤدي إلى فقر الدم ضخم الأرومات. متلازمة زيف Zeive وهي ثالوث من فقر الدم الانحلالي واليرقان وفرط شحميات الدم، تحدث بعد الإسراف في شرب الكحول.
12. ليس من النادر مشاهدة قلة الصفيحات وتشوهات أخرى للصفيحات ليست نادرة في مدمنو الكحول.
13. دواء الميترونيدازول (فلاجيل) شائع الاستخدام يتفاعل سلبيًا مع الكحول.
14- تشيع الالتهابات المتكررة عند مدمني الكحول المزمنين، وتكون مقاومتهم للأمراض ونظام المناعة لديهم ضعيفين نتيجة تناول الكحول.
15. التهابات الصدر شديدة في مدمني الكحول. ذات الرئة، خراج الرئة، انتفاخ الرئة، والسل الرئوي كلها شائعة في مدمني الكحول.
16. أثناء حالة السكر الحاد بالكحول يتقيأ الشخص المخمور عادة، ويكون منعكس السعال الذي يؤمن الوقاية معطلًا، وهكذا يمر القيء بسهولة إلى الرئة مسببة الالتهاب الرئوي أو خراج الرئة. وقد يسبب أحيانًا الاختناق والموت.
17- تستحق الآثار السيئة لاستهلاك الكحول عند النساء إشارةً خاصة. فالإناث أكثر عرضة لتليف الكبد الكحولي من الرجال. ويكون لشرب الكحول أثناء الحمل تأثير ضار شديد على الجنين. وباتت متلازمة الكحول الجنينية معروفة أكثر في ممارسة الطب.
18- وترتبط الأمراض الجلدية أيضًا بتعاطي الكحول.
19. الأكزيما، داء الثعلبة، ضمور الأظافر، الالتهاب حول الأظافر، والتهاب زاوية الفم، هي من أمراض الشائعة بين مدمني الكحول.
9. يقولون إن إدمان الكحول "مرض"
اتخذ الأطباء حاليًا توجه ليبرالي في النظر إلى مدمني الكحول، فصاروا يدعون أن إدمان الكحول مرض، وليس إدمانًا.
نشرت مؤسسة البحوث الإسلامية كراسة تقول:
إن كان الكحولُ مرضًا، فهو المرض الوحيد الذي
- يباع في زجاجات
- يتم الإعلان عنه في الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون
- له منافذ مرخصة لنشره
- ينتج عائدات للحكومة
- يسبب وفيات عنيفة على الطرق السريعة
- يدمر الحياة الأسرية ويزيد الجريمة
- ليس له سبب بكتيري أو فيروسي
إدمان الكحول ليس مرضًا – بل هو شيء من صنع الشيطان
حذرنا الله (سبحانه وتعالى) بحكمته اللامتناهية من فخ الشيطان هذا. يدعى الإسلام "دين الفطرة" أو دين الإنسان الطبيعي. تهدف كل أوامره إلى الحفاظ على الحالة الطبيعية للإنسان. الكحول هو انحراف عن هذه الحالة الطبيعية للفرد والمجتمع. إنه يحط قدر الإنسان إلى مستوى أقل من الوحوش التي يدعي أنه متفوق عليها. ولذلك يحرم شرب الكحول في الإسلام.
الجواب التفصيلي
كان الكحول آفة المجتمع البشري منذ الأزل. وما زال يكلف حياة عدد لا يحصى من البشر، ويسبب البؤس الرهيب للملايين عبر العالم. الكحول هو السبب الأساسي للعديد من المشاكل التي تواجه المجتمع. الإحصاءات التي تشير إلى ارتفاع معدلات الجريمة، وزيادة حالات الأمراض العقلية، وملايين البيوت المفككة في جميع أنحاء العالم تحمل شهادة صامتة على القوة المدمرة للكحول.
1. تحريم الخمر في القرآن
يحرم القرآن الكريم شرب الخمر في الآية التالية:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
[القرآن 5: 90]
2. تحريم الخمر في الكتاب المقدس
يحرم الكتاب المقدس شرب الكحول في الآيات التالية:
(أ) "الخمر مستهزئة. المسكر عجاج، ومن يترنح بهما فليس بحكيم". [سفر الأمثال 20: 1]
(ب) "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة" [رسالة إلى أفسس 5: 18]
3. يعطل الكحول عمل مركز الكبح في الدماغ
يمتلك البشر مركزًا مثبطًا في أدمغتهم. هذا المثبط يمنع المركز الشخص من القيام بالأمور التي يعتبرها خاطئة. على سبيل المثال لا يستخدم الشخص عادة لغة وقحة أثناء مخاطبة والديه أو الكبار في السن. إذا كان عليه أن يقضي حاجته فسيقوم مركزه المثبط بمنعه من القيام بذلك أمام الملأ، ويذهب إلى المرحاض لقضاء حاجته.
عندما يشرب شخص ما الكحول، يتم تثبيط المركز المثبط نفسه. هذا هو بالضبط السبب في أن الشخص الثمل غالبًا ما يمارس سلوكًا غير معتاد على الإطلاق منه. على سبيل المثال، نجد السكران يستخدم لغة وقحة وبذيئة، ولا يدرك خطأه حتى لو كان يخاطب والديه. بل إن الكثير منهم يتبولون في ملابسهم، ولا يتكلمون ولا يمشون بشكل طبيعي ويسيئون التصرف.
4 - تكثر عند مدمني الكحول حالات الزنا والاغتصاب وسفاح القربى والإيدز
ووفقًا لإحصاءات مكتب العدل الوطني لضحايا الجرائم (وزارة العدل الأمريكية) في عام 1996 وحده فقد حدث كل يوم ما متوسطه 2713 حالة اغتصاب. تقول لنا الإحصائيات أن غالبية المغتصبين كانوا مخمورين أثناء ارتكاب الجريمة. وينطبق الشيء نفسه على حالات التحرش الجنسي. وفقًا للإحصاءات، يرتكب 8٪ من الأمريكيين سفاح القربى، أي أن واحدًا من كل اثني عشر إلى 13 شخصًا في أمريكا متورط في سفاح القربى. ترجع جميع حالات سفاح القربى تقريبًا إلى سكر أحد الشخصين المشاركين في الجريمة أو كليهما.
يعد إدمان الكحول من العوامل الرئيسية المرتبطة بانتشار الإيدز الذي هو من أسوأ الأمراض.
5. كل مدمن على الكحول كان بداية يشرب القليل في المناسبات
قد يجادل الكثير دفاعًا عن الخمر بتسمية أنفسهم "ممن يشرب في المناسبات فقط". يزعمون أن يتناولون فقط كأسًا أو كأسين وأنهم يتحكمون في أنفسهم، وبالتالي لا يسكرون أبدًا. تكشف التحريات أن كل مدمن على الكحول كان قد بدأ يشرب الكحول في المناسبات فقط. ولا يبدأ أي شخص كحولي أو سكير بالشرب فورًا بقصد أن يصبح مدمن كحول وسكيرًا. لا يمكن لأي شخص يشرب في المناسبات، أن يقول إنني أشرب الكحول منذ عدة سنوات وأنا على قدر عال من ضبط النفس، ولم أعاني من حالة سكر ولو لمرة واحدة.
6. إذا سكر الشخص مرة واحدة وارتكب شيئًا مخجلًا سيبقى معه مدى الحياة.
لنفترض أن من يشرب في المناسبات الاجتماعية فقد السيطرة على نفسه مرة واحدة فقط، وفي حالة السكر اغتصب أو ارتكب سفاح القربى. حتى لو ندم على الفعل في وقت لاحق، فمن المرجح أن يحمل الإنسان عبء الذنب طوال حياته. سيتضرر كل من الجاني والضحية بشكل لا يمكن إصلاحه ولا رجعة فيه.
7. الكحول محرم في أحاديث النبي
قال نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم:
(أ) في سنن ابن ماجه المجلد 3، كتاب الأشربة، الفصل 30 حديث رقم 3371.
"الخمر أم الفواحش، وأكبر الكبائر."
(ب) في سنن ابن ماجه المجلد 3، كتاب الأشربة، الفصل 30 حديث رقم 3392
" مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ." وبالتالي ليس هناك عذر لتذوقه أو شرب كأس صغيرة.
(ج) ليس فقط أولئك الذين يشربون الكحول ملعونين ولكن أيضًا أولئك الذين يتعاملون معه
يلعنهم الله بشكل مباشر أو غير مباشر. حسب ما ورد في سنن ابن ماجة، المجلد 3، كتاب الأشربة، الفصل 30 الحديث رقم 3380.
عن أنس رضي الله عنه أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم):
"لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ."
8. الأمراض المرتبطة بإدمان الكحول
هناك عدة أسباب علمية لحظر استهلاك المسكرات، أي الكحول. أعلى رقم لعدد الوفيات في العالم المرتبط بأي سبب محدد هو رقم الوفيات الناجمة عن استهلاك الكحول. يموت ملايين البشر كل عام نتيجة تناول الكحول فقط. ولا حاجة لنخوض في تفاصيل كل الآثار الضارة للكحول لأن معظمها معروف بشكل شائع. وفيما يلي أدناه قائمة بسيطة ببعض الأمراض المتعلقة بالكحول:
1. تليف الكبد هو أكثر الأمراض المعروفة ارتباطًا بالكحول.
2. من الأمراض الأخرى سرطان المريء، سرطان الرأس والرقبة، سرطان الكبد، سرطان الأمعاء، إلخ.
3. يرتبط شرب الكحول بالتهاب المريء والتهاب المعدة والتهاب البنكرياس والتهاب الكبد.
4. يرتبط الإسراف في شرب الكحول باعتلال عضلة القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين التاجية، والذبحة الصدرية، والنوبات القلبية.
5. يرتبط شرب الكحول بالجلطات الدماغية، والسكتة، والنوبات، ويرتبط بأنواع مختلفة من الشلل.
6. اعتلال الأعصاب المحيطية، وضمور القشرة الدماغية، وضمور المخيخ متلازمات مرضية مشهورة تنجم عن استهلاك الكحول.
7. متلازمة فيرنيك – كورساكوف Wernicke – Korsakoff مع فقدان ذاكرة الأحداث الأخيرة، وهذيانات، والاحتفاظ بذاكرة الأحداث القديمة فقط، مع أنواع مختلفة من الشلل، تحدث بشكل رئيسي من نقص فيتامين الثيامين نتيجة الإفراط في شرب الكحول.
8. يشيع مرض البري بري وأنواع أخرى من القصور عند مدمني الكحول. بل يحدث عندهم حتى مرض البلاجرا.
9. الهذيان الارتعاشي Delerium Tremens من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث نتيجة تكرار العدوى عند مدمني الخمر أو بعد إجراء جراحة لهم. كما قد يحدث أثناء مرحلة الامتناع كأثر لانسحاب الكحول. وهو حالة خطيرة للغاية قد تسبب الوفاة وإن عولجت في مراكز مجهزة تجهيزًا جيدًا.
10. ارتبط العديد من اضطرابات الغدد الصماء بإدمان الكحول تتراوح من وذمة مخاطية، إلى فرط نشاط الغدة الدرقية، ومتلازمة كوشينغ.
11- الآثار الضارة على الدم متنوعة وطويلة. لكن نقص حمض الفوليك هو أكثر مظاهر تعاطي الكحول شيوعًا ويؤدي إلى فقر الدم ضخم الأرومات. متلازمة زيف Zeive وهي ثالوث من فقر الدم الانحلالي واليرقان وفرط شحميات الدم، تحدث بعد الإسراف في شرب الكحول.
12. ليس من النادر مشاهدة قلة الصفيحات وتشوهات أخرى للصفيحات ليست نادرة في مدمنو الكحول.
13. دواء الميترونيدازول (فلاجيل) شائع الاستخدام يتفاعل سلبيًا مع الكحول.
14- تشيع الالتهابات المتكررة عند مدمني الكحول المزمنين، وتكون مقاومتهم للأمراض ونظام المناعة لديهم ضعيفين نتيجة تناول الكحول.
15. التهابات الصدر شديدة في مدمني الكحول. ذات الرئة، خراج الرئة، انتفاخ الرئة، والسل الرئوي كلها شائعة في مدمني الكحول.
16. أثناء حالة السكر الحاد بالكحول يتقيأ الشخص المخمور عادة، ويكون منعكس السعال الذي يؤمن الوقاية معطلًا، وهكذا يمر القيء بسهولة إلى الرئة مسببة الالتهاب الرئوي أو خراج الرئة. وقد يسبب أحيانًا الاختناق والموت.
17- تستحق الآثار السيئة لاستهلاك الكحول عند النساء إشارةً خاصة. فالإناث أكثر عرضة لتليف الكبد الكحولي من الرجال. ويكون لشرب الكحول أثناء الحمل تأثير ضار شديد على الجنين. وباتت متلازمة الكحول الجنينية معروفة أكثر في ممارسة الطب.
18- وترتبط الأمراض الجلدية أيضًا بتعاطي الكحول.
19. الأكزيما، داء الثعلبة، ضمور الأظافر، الالتهاب حول الأظافر، والتهاب زاوية الفم، هي من أمراض الشائعة بين مدمني الكحول.
9. يقولون إن إدمان الكحول "مرض"
اتخذ الأطباء حاليًا توجه ليبرالي في النظر إلى مدمني الكحول، فصاروا يدعون أن إدمان الكحول مرض، وليس إدمانًا.
نشرت مؤسسة البحوث الإسلامية كراسة تقول:
إن كان الكحولُ مرضًا، فهو المرض الوحيد الذي
- يباع في زجاجات
- يتم الإعلان عنه في الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون
- له منافذ مرخصة لنشره
- ينتج عائدات للحكومة
- يسبب وفيات عنيفة على الطرق السريعة
- يدمر الحياة الأسرية ويزيد الجريمة
- ليس له سبب بكتيري أو فيروسي
إدمان الكحول ليس مرضًا – بل هو شيء من صنع الشيطان
حذرنا الله (سبحانه وتعالى) بحكمته اللامتناهية من فخ الشيطان هذا. يدعى الإسلام "دين الفطرة" أو دين الإنسان الطبيعي. تهدف كل أوامره إلى الحفاظ على الحالة الطبيعية للإنسان. الكحول هو انحراف عن هذه الحالة الطبيعية للفرد والمجتمع. إنه يحط قدر الإنسان إلى مستوى أقل من الوحوش التي يدعي أنه متفوق عليها. ولذلك يحرم شرب الكحول في الإسلام.