نص السؤال

أَرغَبُ في دخولِ الإسلامِ بعدما وجَدتُّ أنه الدِّينُ الحقُّ الذي يتوافَقُ مع الفطرةِ، لكنَّ أهلي ومَعارِفي عندهم صورةٌ سيِّئةٌ، ومضلِّلةٌ عن الإسلام، وأَخْشى مِن تنمُّرِهم والسُّخرِيَةِ منِّي.

المؤلف: باحثو مركز أصول

المصدر: مركز أصول

عبارات مشابهة للسؤال

أسبابٌ تحُولُ دون الدخولِ في الإسلام.

الصُّورةُ المشوَّهةُ عن الإسلام. 

  السُّخرِيَةُ مِن المسلِمين. 

الجواب التفصيلي

مضمونُ السؤال:

صاحبُ هذا السؤالِ يَرَى أن الإسلامَ هو الدِّينُ الحقُّ الذي يتوافَقُ مع الفطرةِ، لكنَّ مَن حولَهُ عندهم صورةٌ مشوَّهةٌ عن الإسلام؛ فيَخْشى إن أسلَمَ أن يكونَ مَحَلَّ تنمُّرٍ وسُخْريَةٍ منهم.

مختصَرُ الإجابة:

إن الإسلامَ هو الدينُ الحقُّ الذي يتوافَقُ مع الفطرةِ، وإذا تجرَّد كلُّ إنسانٍ عن الهوى، فلا بدَّ وأن يَجزِمَ بذلك؛ فمَن وفَّقه اللهُ لهذه الحقيقةِ، لا بدَّ وأن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ، فإنَّ تمنِّيَ الإسلامِ ليس إسلامًا، ولا بدَّ وأن يَعلَمَ الإنسانُ أنه سيواجِهُ معارَضةً وسُخرِيَةً ممَّنِ انطمَستْ بصيرتُهم، أو مَن ترَكوا أنفُسَهم لوسائلِ الإعلامِ تشوِّهُ صورةَ الإسلامِ عندهم، وتَحرِمُهم مِن الهدايةِ والدخولِ في الإسلام.

فيجبُ على الإنسانِ أن يَعلَمَ أنه لا نجاةَ له إلا بالإسلامِ، فيحتسِبُ أجرَ ما يقَعُ عليه مِن أذًى وسُخرِيَةٍ؛ فهذا لاختبارِ صِدْقِه.

فعلى الإنسانِ أن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ؛ فإنه لا يَدْري فقد يجيءُ الموتُ قبل أن يُسلِمَ، فيَخسَرُ الدنيا والآخِرةَ.

وعليه أن يَحرِصَ على إظهارِ صورةٍ حسَنةٍ للإسلامِ، تَدفَعُ هذا التشويهَ؛ فربَّما يكونُ سببًا في هدايةِ غيرِهِ؛ فيكونون في مِيزانِ حسَناتِه.

الجوابُ التفصيليّ:

يُمكِنُ إزالةُ الإشكالِ الواردِ في السؤالِ مِن خلالِ النِّقاطِ التالية:

أوَّلًا: الإسلامُ دِينُ الفطرة:

الإسلامُ هو الدينُ الحقُّ الذي يتوافَقُ مع الفطرةِ؛

فإن اللهَ تعالى قد قال:

{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

[الروم: 30]،

ولمَّا تكلَّم سبحانه عن كلِّ نَفْسٍ،

قال:

{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}

[الشمس: 8- 10]،

فإذا تجرَّد كلُّ إنسانٍ عن الهوى، فلا بدَّ وأن يَجزِمَ بذلك؛ فمَن وفَّقه اللهُ لهذه الحقيقةِ، لا بُدَّ وأن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ؛ فإنه لا يَدْري فقد يجيءُ الموتُ قبل أن يُسلِمَ؛ فيَخسَرُ الدنيا والآخِرةَ.

ثانيًا: تمنِّي الإسلامِ ليس إسلامًا:

قد يَجزِمُ الإنسانُ في نفسِهِ أن الإسلامَ هو الدِّين الحقُّ، ولكنه يسوِّفُ، أو يَخْشى الناسَ؛ فلا بدَّ وأن يَعلَمَ أنه لم يَنْجُ بنفسِهِ بعدُ؛ فإن تمنِّيَ الإسلامِ ليس إسلامًا:

فهذا هِرَقْلُ عظيمُ الرومِ، قد جزَمَ بصدقِ النبيِّ ^، وهذا عندما قابَلَ أبا سُفْيانَ،

فقال له: 

«إِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُ فِيهِ حَقًّا، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّهُ مِنْكُمْ، وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ، لَأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ، لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ»

؛ متَّفَقٌ عليه، رواه البخاري (4553)، ومسلم (1773)،

وقد أراد أن يَتبَعَهُ، ولكنه خاف أن يزولَ مُلْكُهُ، فآثَرَ المُلْكَ:

قال النوَويُّ:

«عرَفَ صِدقَ النبيِّ ^، وإنما شَحَّ في المُلكِ، ورَغِبَ في الرِّياسةِ، فآثرَها على الإسلامِ ... ولو أراد اللهُ هدايتَهُ، لوفَّقهُ كما وفَّق النجاشيَّ، وما زالت عنه الرِّياسةُ».

«شرحُ النوَويِّ على مسلم» (12/ 107).

ثالثًا: لا بدَّ مِن الصبرِ في سبيلِ النجاة:

ولا بدَّ وأن يَعلَمَ الإنسانُ أنه سيواجِهُ معارَضةً وسُخرِيَةً ممَّنِ انطمَستْ بصيرتُهم، أو مَن ترَكوا أنفُسَهم لوسائلِ الإعلامِ تشوِّهُ صورةَ الإسلامِ عندهم، وتَحرِمُهم مِن الهدايةِ والدخولِ في الإسلام.

وما قد يقابِلُهُ الإنسانُ إذا أسلَمَ ليس غريبًا؛ فالدنيا دارُ ابتلاءٍ واختبارٍ؛

قال تعالى:

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}

[الملك: 1- 2]،

وقال تعالى:

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}

[العنكبوت: 2- 3].

ويجبُ على الإنسانِ أن يَعلَمَ أنه لا نجاةَ له إلا بالإسلامِ؛

فقد قال تعالى:

{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

[آل عمران: 85]،

فإذا عَلِمَ هذا، احتسَبَ أجرَ ما يقَعُ عليه مِن أذًى وسُخرِيَةً؛ فهذا لاختبارِ صِدْقِه، وهذا لا بدَّ منه في طريقِ الحقِّ.

وقد قال اللهُ تعالى:

{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}

[العصر: 2، 3]؛

فأثبَتَ الخسرانَ لجنسِ الإنسانِ، ثمَّ استثنى أهلَ الإيمانِ والعمَلِ الصالحِ، وذكَرَ أنهم تواصَوْا بالحقِّ: (الإيمانِ والتزامِ أحكامِ الإسلام)، وتواصَوْا بالصبرِ: (على ما أصابَهم في سبيلِ الإيمانِ، وصبَروا على أحكامِه)؛ فهؤلاءِ هم المفلِحون الناجُون مِن الخسران.

فعلى الإنسانِ أن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ، ويَحرِصَ على إظهارِ صورةٍ حسَنةٍ للإسلامِ، تَدفَعُ هذا التشويهَ؛ فربَّما يكونُ سببًا في هدايةِ غيرِهِ؛ فيكونون في مِيزانِ حسَناتِه.

مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

صاحبُ هذا السؤالِ يَرَى أن الإسلامَ هو الدِّينُ الحقُّ الذي يتوافَقُ مع الفطرةِ، لكنَّ مَن حولَهُ عندهم صورةٌ مشوَّهةٌ عن الإسلام؛ فيَخْشى إن أسلَمَ أن يكونَ مَحَلَّ تنمُّرٍ وسُخْريَةٍ منهم.

مختصَرُ الإجابة:

إن الإسلامَ هو الدينُ الحقُّ الذي يتوافَقُ مع الفطرةِ، وإذا تجرَّد كلُّ إنسانٍ عن الهوى، فلا بدَّ وأن يَجزِمَ بذلك؛ فمَن وفَّقه اللهُ لهذه الحقيقةِ، لا بدَّ وأن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ، فإنَّ تمنِّيَ الإسلامِ ليس إسلامًا، ولا بدَّ وأن يَعلَمَ الإنسانُ أنه سيواجِهُ معارَضةً وسُخرِيَةً ممَّنِ انطمَستْ بصيرتُهم، أو مَن ترَكوا أنفُسَهم لوسائلِ الإعلامِ تشوِّهُ صورةَ الإسلامِ عندهم، وتَحرِمُهم مِن الهدايةِ والدخولِ في الإسلام.

فيجبُ على الإنسانِ أن يَعلَمَ أنه لا نجاةَ له إلا بالإسلامِ، فيحتسِبُ أجرَ ما يقَعُ عليه مِن أذًى وسُخرِيَةٍ؛ فهذا لاختبارِ صِدْقِه.

فعلى الإنسانِ أن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ؛ فإنه لا يَدْري فقد يجيءُ الموتُ قبل أن يُسلِمَ، فيَخسَرُ الدنيا والآخِرةَ. وعليه أن يَحرِصَ على إظهارِ صورةٍ حسَنةٍ للإسلامِ، تَدفَعُ هذا التشويهَ؛ فربَّما يكونُ سببًا في هدايةِ غيرِهِ؛ فيكونون في مِيزانِ حسَناتِه.

مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

صاحبُ هذا السؤالِ يَرَى أن الإسلامَ هو الدِّينُ الحقُّ الذي يتوافَقُ مع الفطرةِ، لكنَّ مَن حولَهُ عندهم صورةٌ مشوَّهةٌ عن الإسلام؛ فيَخْشى إن أسلَمَ أن يكونَ مَحَلَّ تنمُّرٍ وسُخْريَةٍ منهم.

مختصَرُ الإجابة:

إن الإسلامَ هو الدينُ الحقُّ الذي يتوافَقُ مع الفطرةِ، وإذا تجرَّد كلُّ إنسانٍ عن الهوى، فلا بدَّ وأن يَجزِمَ بذلك؛ فمَن وفَّقه اللهُ لهذه الحقيقةِ، لا بدَّ وأن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ، فإنَّ تمنِّيَ الإسلامِ ليس إسلامًا، ولا بدَّ وأن يَعلَمَ الإنسانُ أنه سيواجِهُ معارَضةً وسُخرِيَةً ممَّنِ انطمَستْ بصيرتُهم، أو مَن ترَكوا أنفُسَهم لوسائلِ الإعلامِ تشوِّهُ صورةَ الإسلامِ عندهم، وتَحرِمُهم مِن الهدايةِ والدخولِ في الإسلام.

فيجبُ على الإنسانِ أن يَعلَمَ أنه لا نجاةَ له إلا بالإسلامِ، فيحتسِبُ أجرَ ما يقَعُ عليه مِن أذًى وسُخرِيَةٍ؛ فهذا لاختبارِ صِدْقِه.

فعلى الإنسانِ أن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ؛ فإنه لا يَدْري فقد يجيءُ الموتُ قبل أن يُسلِمَ، فيَخسَرُ الدنيا والآخِرةَ. وعليه أن يَحرِصَ على إظهارِ صورةٍ حسَنةٍ للإسلامِ، تَدفَعُ هذا التشويهَ؛ فربَّما يكونُ سببًا في هدايةِ غيرِهِ؛ فيكونون في مِيزانِ حسَناتِه.

الجواب التفصيلي

مضمونُ السؤال:

صاحبُ هذا السؤالِ يَرَى أن الإسلامَ هو الدِّينُ الحقُّ الذي يتوافَقُ مع الفطرةِ، لكنَّ مَن حولَهُ عندهم صورةٌ مشوَّهةٌ عن الإسلام؛ فيَخْشى إن أسلَمَ أن يكونَ مَحَلَّ تنمُّرٍ وسُخْريَةٍ منهم.

مختصَرُ الإجابة:

إن الإسلامَ هو الدينُ الحقُّ الذي يتوافَقُ مع الفطرةِ، وإذا تجرَّد كلُّ إنسانٍ عن الهوى، فلا بدَّ وأن يَجزِمَ بذلك؛ فمَن وفَّقه اللهُ لهذه الحقيقةِ، لا بدَّ وأن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ، فإنَّ تمنِّيَ الإسلامِ ليس إسلامًا، ولا بدَّ وأن يَعلَمَ الإنسانُ أنه سيواجِهُ معارَضةً وسُخرِيَةً ممَّنِ انطمَستْ بصيرتُهم، أو مَن ترَكوا أنفُسَهم لوسائلِ الإعلامِ تشوِّهُ صورةَ الإسلامِ عندهم، وتَحرِمُهم مِن الهدايةِ والدخولِ في الإسلام.

فيجبُ على الإنسانِ أن يَعلَمَ أنه لا نجاةَ له إلا بالإسلامِ، فيحتسِبُ أجرَ ما يقَعُ عليه مِن أذًى وسُخرِيَةٍ؛ فهذا لاختبارِ صِدْقِه.

فعلى الإنسانِ أن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ؛ فإنه لا يَدْري فقد يجيءُ الموتُ قبل أن يُسلِمَ، فيَخسَرُ الدنيا والآخِرةَ.

وعليه أن يَحرِصَ على إظهارِ صورةٍ حسَنةٍ للإسلامِ، تَدفَعُ هذا التشويهَ؛ فربَّما يكونُ سببًا في هدايةِ غيرِهِ؛ فيكونون في مِيزانِ حسَناتِه.

الجوابُ التفصيليّ:

يُمكِنُ إزالةُ الإشكالِ الواردِ في السؤالِ مِن خلالِ النِّقاطِ التالية:

أوَّلًا: الإسلامُ دِينُ الفطرة:

الإسلامُ هو الدينُ الحقُّ الذي يتوافَقُ مع الفطرةِ؛

فإن اللهَ تعالى قد قال:

{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

[الروم: 30]،

ولمَّا تكلَّم سبحانه عن كلِّ نَفْسٍ،

قال:

{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}

[الشمس: 8- 10]،

فإذا تجرَّد كلُّ إنسانٍ عن الهوى، فلا بدَّ وأن يَجزِمَ بذلك؛ فمَن وفَّقه اللهُ لهذه الحقيقةِ، لا بُدَّ وأن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ؛ فإنه لا يَدْري فقد يجيءُ الموتُ قبل أن يُسلِمَ؛ فيَخسَرُ الدنيا والآخِرةَ.

ثانيًا: تمنِّي الإسلامِ ليس إسلامًا:

قد يَجزِمُ الإنسانُ في نفسِهِ أن الإسلامَ هو الدِّين الحقُّ، ولكنه يسوِّفُ، أو يَخْشى الناسَ؛ فلا بدَّ وأن يَعلَمَ أنه لم يَنْجُ بنفسِهِ بعدُ؛ فإن تمنِّيَ الإسلامِ ليس إسلامًا:

فهذا هِرَقْلُ عظيمُ الرومِ، قد جزَمَ بصدقِ النبيِّ ^، وهذا عندما قابَلَ أبا سُفْيانَ،

فقال له: 

«إِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُ فِيهِ حَقًّا، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّهُ مِنْكُمْ، وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ، لَأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ، لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ»

؛ متَّفَقٌ عليه، رواه البخاري (4553)، ومسلم (1773)،

وقد أراد أن يَتبَعَهُ، ولكنه خاف أن يزولَ مُلْكُهُ، فآثَرَ المُلْكَ:

قال النوَويُّ:

«عرَفَ صِدقَ النبيِّ ^، وإنما شَحَّ في المُلكِ، ورَغِبَ في الرِّياسةِ، فآثرَها على الإسلامِ ... ولو أراد اللهُ هدايتَهُ، لوفَّقهُ كما وفَّق النجاشيَّ، وما زالت عنه الرِّياسةُ».

«شرحُ النوَويِّ على مسلم» (12/ 107).

ثالثًا: لا بدَّ مِن الصبرِ في سبيلِ النجاة:

ولا بدَّ وأن يَعلَمَ الإنسانُ أنه سيواجِهُ معارَضةً وسُخرِيَةً ممَّنِ انطمَستْ بصيرتُهم، أو مَن ترَكوا أنفُسَهم لوسائلِ الإعلامِ تشوِّهُ صورةَ الإسلامِ عندهم، وتَحرِمُهم مِن الهدايةِ والدخولِ في الإسلام.

وما قد يقابِلُهُ الإنسانُ إذا أسلَمَ ليس غريبًا؛ فالدنيا دارُ ابتلاءٍ واختبارٍ؛

قال تعالى:

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}

[الملك: 1- 2]،

وقال تعالى:

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}

[العنكبوت: 2- 3].

ويجبُ على الإنسانِ أن يَعلَمَ أنه لا نجاةَ له إلا بالإسلامِ؛

فقد قال تعالى:

{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

[آل عمران: 85]،

فإذا عَلِمَ هذا، احتسَبَ أجرَ ما يقَعُ عليه مِن أذًى وسُخرِيَةً؛ فهذا لاختبارِ صِدْقِه، وهذا لا بدَّ منه في طريقِ الحقِّ.

وقد قال اللهُ تعالى:

{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}

[العصر: 2، 3]؛

فأثبَتَ الخسرانَ لجنسِ الإنسانِ، ثمَّ استثنى أهلَ الإيمانِ والعمَلِ الصالحِ، وذكَرَ أنهم تواصَوْا بالحقِّ: (الإيمانِ والتزامِ أحكامِ الإسلام)، وتواصَوْا بالصبرِ: (على ما أصابَهم في سبيلِ الإيمانِ، وصبَروا على أحكامِه)؛ فهؤلاءِ هم المفلِحون الناجُون مِن الخسران.

فعلى الإنسانِ أن يسارِعَ للدخولِ في الإسلامِ، ويَحرِصَ على إظهارِ صورةٍ حسَنةٍ للإسلامِ، تَدفَعُ هذا التشويهَ؛ فربَّما يكونُ سببًا في هدايةِ غيرِهِ؛ فيكونون في مِيزانِ حسَناتِه.