نص السؤال
ألا تملك جميع أديان العالم أهدافًا مماثلة؟
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
تتفق الأديان في العديد من المجالات لكن بينها أيضًا اختلافات لاهوتية وعملية كبيرة. ولا شك أن المرء سيجد في كل دين أقوال حكيمة، وقيمًا أخلاقية عالية، وتحذيرات من الشرور، وتشجيعًا على الأعمال الصالحة، لكن ما يميز الإسلام عن الأديان الأخرى أنه يتجاوز مجرد حث الناس على أن يكونوا كريمين ومستقيمين أخلاقيًا؛ فيحدد الإسلام المشكلات الإنسانية ويصف لها حلولًا عملية تصلح أن يطبقها الفرد والجماعة.
على الرغم من وجود مجموعة متنوعة من المجتمعات الدينية في العالم، ترضى كل منها بنسختها الخاصة من "الحق"، إلا أن الإسلام يمثل اكتمال الدين الموحى به والشريعة القانونية النهائية للبشرية. لهذا السبب يقول القرآن الكريم:
"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ"
3:19
إن الرسائل الإلهية التي أوحاها الله قبل رسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تدعو جميعها إلى عبادة الله وحده وتضمنت بعض التشريعات، إلا أن تلك الرسائل كلها كانت مخصَّصة لأشخاص بعينهم في فترة زمنية محددة من أجل معالجة مشاكل وظروف معينة، مثل التدهور الأخلاقي والظلم الاقتصادي والمادية المفرطة وإساءة استخدام السلطة والقمع السياسي. أما رسالة الإسلام الخاتمة فتتناول هذه الشرور الاجتماعية نفسها كجزء من برنامج شامل لتعديل وإصلاح كل أمة وكل مجتمع وكل فرد إلى قيام الساعة.
لقد آذنت بعثة النبي محمد ببدء حقبة أصبح فيها الإرشاد الإلهي عالميًا بشكل صريح وأكثر شمولًا في نطاقه ودقة في تفاصيله. تعتمد مسؤولية مصير الإنسان وحاله الأخلاقية كليًا على إرادته الحرة ومبادرته الراغبة في الاستجابة لدعوة خالقه.