نص السؤال

دعوى أن القرآن الكريم جمع بسبب ما أصابه من تحريف

عبارات مشابهة للسؤال

الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.

الجواب التفصيلي

دعوى أن القرآن الكريم جمع بسبب ما أصابه من تحريف (*)


مضمون الشبهة: 


يزعم بعض المتقولين أن القرآن الكريم أصابه من التحريف، والتبديل، والتغيير؛ ما دفع المسلمين إلى محاولة جمعه وترتيبه، وتوحيد نصه في كتاب واحد ويرمون من وراء ذلك إلى وصم القرآن بالتزييف والتحريف.


وجوه إبطال الشبهة: 


1) جمع القرآن على معنيين: الأول: الحفظ، والثاني: الكتابة، والجمع بمعنييه - الحفظ والكتابة - ثابت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
2) لم يكن جمع القرآن - في عهد أبي بكر - رضي الله عنه - بسبب تحريفه أو تغييره، وإنما بسبب الخوف من مجرد وقوع التحريف، أو التغيير فيه، ولهذا الخوف أسباب، منها: 
3)  لحوق النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرفيق الأعلى والتأكد من انقطاع الوحي وتمام الشريعة بتمام نزوله.
4)  كثرة الشهداء من القراء في موقعة اليمامة؛ حتى خيف نفادهم.
5) كذلك لم يكن جمع القرآن الكريم - في عهد عثمان - رضي الله عنه - بسبب تحريفه؛ وإنما كان لجمع أمر المسلمين على مصحف إمام، واجتثاث جذور الفتن؛ حيث كانت بلاد المسلمين قد اتسعت وتفرق الصحابة فيها بعلومهم، وحيث كان اجتماع الشاميين والعراقيين في غزو أرمينية وأذربيجان.
6)  ثمة ثلاثة براهين رياضية أثبتها العلم الحديث تؤكد على أن القرآن الكريم لم يحرف.


التفصيل: 


أولا. القرآن جمع في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - حفظا وكتابة: 


ومعلوم أن الجمع هنا على معنيين؛ هما: 
1. الحفظ: وقد جمع القرآن بهذا المعنى على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يترقب نزول الوحي عليه بشوق، فيحفظه ويفهمه، مصداقا لوعد الله عز وجل: (إن علينا جمعه وقرآنه (17)) (القيامة)، فكان - صلى الله عليه وسلم - بذلك أول الحفاظ، ولصحابته فيه الأسوة الحسنة؛ شغفا بأصل الدين ومصدر الرسالة، والأمة العربية كانت بسجيتها قوية الذاكرة، تستعيض عن أميتها في كتابة أخبارها وأشعارها وأنسابها بسجل صدورها. وقد أورد البخاري في صحيحه سبعة من الحفاظ، هم: عبد الله بن مسعود، وسالم بن معقل مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد بن السكن، وأبو الدرداء.


2. الكتابة: وقد جمع القرآن بهذا المعنى أيضا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث اتخذ - صلى الله عليه وسلم - كتابا للوحي من أجلاء الصحابة؛ كعلي، ومعاوية، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، تنزل الآية فيأمرهم بكتابتها، ويرشدهم إلى موضعها من سورتها، حتى تظاهر الكتابة في السطور، الجمع في الصدور [1]، ولم يجمع القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في مصحف واحد لعدم توافر الدواعي، ولورود الموانع.


بقي أن نشير إلى أن عمليات الحفظ والكتابة - والاهتمام بكل جزء من أجزاء القرآن - قد أولاها المسلمون عنايتهم البالغة منذ الأيام الأولى للدعوة الإسلامية، فمن المعروف أن كتاب الوحي قد سجلوا القرآن تحت الإشراف المباشر للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يكتب - صلى الله عليه وسلم - لأميته، فكان يكتفي بأن يملي عليهم، ثم يعيدوا قراءة ما كتبوه [2].


ثانيا. لم يجمع القرآن في عهد أبي بكر - رضي الله عنه - بسبب تحريفه، وإنما كان جمعه لأسباب أخرى: 


ومعلوم أن القرآن بما كتب له من الحفظ الإلهي لم يصبه تحريف ألبتة، وإنما جمعه أبو بكر - رضي الله عنه - خوفا عليه من وقوع التحريف فيه بتوالي أحداث عدة من شأنها أن تذهب بحفظته، ويمكننا أن نجمل أهم هذه الأسباب حسبما أوردها د. محمد شرعي في رسالته عن جمع القرآن - فيما يأتي: 
1. لحوق النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرفيق الأعلى: 
كان وجود النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المسلمين، أمانا لهم من حصول الخلاف فيما بينهم، كما كان وجوده - صلى الله عليه وسلم - أمانا من ضياع شيء من القرآن، ومع انتقاله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى توقف الوحي، فانتفى المانع الذي من أجله لم يجمع القرآن في مصحف واحد في زمنه صلى الله عليه وسلم. 


2. انقضاء زمن نزول القرآن وأمن النسخ: 
من المعروف أن القرآن الكريم لم يجمع في كتاب واحد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لما كان يترقبه من نزول الوحي، ومعلوم أن الوحي إنما كان ينزل مفرقا على ما يناسب الحوادث والمسائل، وقد كان ينسخ من السورة الآيات، أو تزاد عليها، فلو أن القرآن جمع في كتاب واحد، ثم طرأ نسخ أو زيادة لزم إعادة الكتابة مرة أخرى، فحصل بذلك مشقة عظيمة، فلما انقطع بوفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - خبر السماء، أمن نزول شيء من القرآن يتغير معه ترتيب الآيات في السور؛ وبذلك يكون انقضاء نزول القرآن سببا لجمعه في كتاب واحد؛ حفاظا عليه من الضياع والتبديل.


3. موقعة اليمامة: 
بعد أن توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنع الزكاة من منع، وارتد عن الإسلام من ارتد، ثم اتبع مدعي النبوة: مسيلمة الكذاب، وكان قومه بنو حنيفة قد التفوا حوله واتبعوه أيضا، وكانوا يسكنون اليمامة، فأرسل إليهم أبو بكر جيشا بقيادة عكرمة بن أبي جهل، وأمده بشرحبيل بن حسنة، وانهزم عكرمة أول الأمر، ثم جاءهم خالد بن الوليد بمدد وقاد الجيش إلى النصر، وكانت موقعة اليمامة سنة إحدى عشرة من الهجرة، وقتل فيها مسيلمة الكذاب وكثير ممن كان معه، وقتل - فيما ذكره سعيد بن المسيب - من الأنصار يومها سبعون، ولا شك أن الكثير منهم كان ممن حفظ القرآن، إما كله أو بعضه، فهال ذلك عمر - رضي الله عنه - فدخل على أبي بكر - رضي الله عنه - وأشار عليه بجمع القرآن وكتابته، خشية الضياع قائلا: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، ومع موت كثير من الحفاظ، يصبح من المحتمل أن تفقد إحدى القطع التي كتب القرآن عليها بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن المحتمل أن يستشهد الذين يحفظون المكتوب في هذه القطعة؛ فيترتب على الأمرين معا ضياع المكتوب فيها.
 وبذلك تكون موقعة اليمامة أهم الأسباب التي اكتملت بها الحاجة إلى جمع القرآن، ودفعت الصحابة إلى هذا العمل، لما رأوا أن مصلحة الدين، وحفظ الكتاب الحكيم لا تتم إلا به. 


ثالثا. جمع القرآن في عهد عثمان - رضي الله عنه - ونسخه للأمصار، كان بهدف اجتثاث الفتن لا لكون التحريف قد أصابه: 


حدثت في زمن عثمان - رضي الله عنه - أحداث عظيمة، أدت إلى التفكير في جمع القرآن مرة ثانية، وإرسال نسخ منه إلى الأمصار، ونجمل أهم أسباب هذا الجمع حسبما أوردها د. محمد شرعي فيما يأتي: 
1. اتساع بلاد المسلمين وتفرق الصحابة فيها: 
كانت رقعة بلاد المسلمين قد اتسعت في أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حتى وصلت إلى بلاد ما وراء النهر شرقا، وإلى طرابلس غربا، وامتدت الفتوحات التي ابتدأها عمر بن الخطاب في أيام عثمان بن عفان - رضي الله عنهما -، فاستمرت طيلة فترة خلافته تفتح بلادا جديدة، وتوطد للمسلمين فيما فتح من قبل من البلدان، وباتساع دولة الإسلام كثر المسلمون، وتفرق الصحابة في الأمصار يدعون إلى الله، ويعلمون العلم، ويقرأون القرآن. وكان الناس يقرأون كما علموا؛ فأهل الشام يقرءون بقراءة أبي بن كعب، وأهل الكوفة يقرءون بقراءة ابن مسعود، وأهل البصرة يقرءون بقراءة أبي موسى الأشعري، وهكذا.
 وانتشرت حلقات تعليم القرآن فانتقل الخلاف إلى الغلمان والمعلمين، فخطأ بعضهم بعضا، وأنكر بعضهم قراءة بعض؛ فعن علي بن أبي طالب أن عثمان - رضي الله عنهما - قال: قد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرا، قلنا: فماذا ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف، فلا تكون. 
وعن أبي قلابة قال: لما كان في خلافة عثمان - رضي الله عنه - جعل المعلم يعلم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون، حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين، قال: حتى كفر بعضهم بقراءة بعض، فبلغ ذلك عثمان - رضي الله عنه - فقام خطيبا، فقال: أنتم عندي تختلفون وتلحنون، فمن نأى عني من الأمصار أشد فيه اختلافا لنا، اجتمعوا يا أصحاب محمد، فاكتبوا للناس إماما.
والظاهر أن هذه الأحداث كانت قبل فتح أرمينية وأذربيجان، ولما وقع الخلاف الشديد، والفتنة العظيمة بين المسلمين في فتح أرمينية وأذربيجان، تأكدت الحاجة إلى جمع جديد للقرآن، يلم به شمل المسلمين، وتجتث به جذور تلك الفتنة.


2. اجتماع الشاميين والعراقيين في فتح أرمينية وأذربيجان: 
في عام خمس وعشرين من الهجرة النبوية اجتمع أهل الشام، وأهل العراق، في فتح أرمينية، وأذربيجان، قال الذهبي: جاشت الروم، حتى استمد أمراء الشام من عثمان مددا، فأمدهم بثمانية آلاف من العراق، وكان أهل الشام يقرءون بقراء أبي بن كعب، وكان أهل العراق يقرءون بقراءة عبد الله بن مسعود، فتنازع أهل الشام وأهل العراق في القراءة، حتى خطأ بعضهم بعضا، وأظهر بعضهم إكفار بعض والبراءة منه، وكادت تكون فتنة عظيمة، وكان السبب وراء هذا الخلاف عدم مشاهدة هؤلاء نزول القرآن، وبعدهم عن معاينة إباحة قراءته بأوجه مختلفة، فظن كل منهم أن ما يقرأ به غيره خطأ لا يجوز في كتاب الله، فكادت تكون تلك الفتنة.
وعن زيد بن ثابت أن حذيفة بن اليمان قدم من غزوة غزاها، فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان - رضي الله عنه - فقال: يا أمير المؤمنين أدرك الناس، فقال عثمان: وما ذاك؟ 
قال: غزوت خرج أرمينية، فحضرها أهل العراق، وأهل الشام، فإذا أهل الشام يقرءون بقراءة أبي، فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، فيكفرهم أهل العراق، وإذا بأهل العراق يقرأون بقراءة ابن مسعود، فيأتون بما لم يسمع أهل الشام، فيكفرهم أهل الشام، قال زيد: فأمرني عثمان أن أكتب له مصحفا. فكانت هذه الحادثة أهم الأسباب التي بعثت على جمع القرآن في عهد عثمان، فقد أكدت ما ظنه - رضي الله عنه - من أن أهل الأمصار أشد اختلافا ممن كان بدار الخلافة بالمدينة وما حولها.
وبهذا البيان يتضح أن جمع القرآن كان لأسباب عظيمة دعت إلى جمعه على اختلافها في زمني أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، وجمعه الصحابة بسبب الخوف من مجرد وقوع التحريف فيه، وليس - كما يدعى - بسبب تحريفه أو تغيره.


رابعا. إن في احتواء القرآن الكريم على منظومة رقمية معقدة، ما ينفي أن يكون دخله تحريف أو تبديل: 


أنزل الله القرآن وتعهد بحفظه؛ ولذلك وضع فيه نظاما لضمان عدم التحريف، وليكون هذا النظام بمثابة الدليل المادي لكل من يشك في أن القرآن محفوظ. ولنفرض أن هذا القرآن تغيرت منه سور وآيات منذ زمن نزوله حتى يومنا هذا، فلو تم هذا ماذا سيحدث؟
بالطبع سوف يختل النظام الموجود في هذا الكتاب، فلو كان لدينا كتاب بعدد صفحات محدد، وعدد فصول محددة، وعدد جمل محددة، وعدد كلمات محددة... هكذا، ثم طرأ تغيير على هذا الكتاب، مثل إضافة فصل لفصوله أو حذف فصل منه، فإن جميع الأعداد السابقة ستتغير، ولو فرضنا أن هذا الكتاب فيه نظام رقمي لأعداد جمله وفصوله وصفحاته، فإن هذا النظام سيختفي بمجرد أن نقوم بتحريف أو تغيير بعض جمل من هذا الكتاب.
ولذلك فإن مجرد وجود نظام رقمي في القرآن دليل كاف على أن القرآن لم يحرف، ولغة الرقم تضمن لنا أن الكتاب لم يتبدل، فمن عظمة القرآن أن الله تعالى لم يخبرنا أن عدد سور كتابه سيكون 114 سورة، ولم يخبرنا أن عدد آيات كتابه ستكون 6236 آية، ولم يخبرنا أنه سينزل هذا الكتاب في حقبة من الزمن هي 23 سنة، وهذه الأعداد لم يعرفها الناس إلا بعد وفاة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - عندما اكتمل نزول القرآن وتوقف الوحي.
لقد ترك الله لنا باب التدبر مفتوحا، بل أمرنا أن نتدبر فقال:

(أفلا يتدبرون القرآن)

(النساء: 82)

، ولكن لماذا نتدبر القرآن ونبحث فيه ونفتش عن عجائبه وأسراره؟ والإجابة في قوله تعالى: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (82)) (النساء)، وكأن الله - عز وجل - يشير إلى وجود نظام في القرآن علينا أن نكتشفه، وبالمقابل فإن هناك اختلافا واضطرابا وعشوائية في كتب البشر، وعندما نقارن كتاب الله مع كتب البشر نخرج بنتيجة، هي: أن هذا القرآن يستحيل أن يكون تأليفا بشريا، بل هو كلام رب البشر سبحانه وتعالى.


وفيما يأتي نقدم ثلاثة براهين رقمية دامغة، اخترناها لك أيها القارئ الكريم من بين آلاف البراهين الرقمية في كتاب الله تعالى، لشدة وضوحها: 
البرهان الأول: يتعلق باسم مؤلف الكتاب، فلو تأملنا في كل كتب العالم فإننا نلاحظ أن هناك ميزة لا تتوافر إلا في كتاب واحد فقط، وميزة هذا الكتاب أن الكلمة الأكثر تكرارا فيه هي اسم منزل الكتاب! لو فتشنا في جميع الكتب في العالم - وهي تعد بالمليارات - لن نجد كتابا واحدا يتكرر في داخله اسم مؤلف الكتاب إلا على غلاف الكتاب وفي المقدمة أو الخاتمة، أي على أعلى تقدير ثلاث مرات أو أربع مرات، ولكن ماذا عن القرآن وهو كتاب من الله - عز وجل - ولله المثل الأعلى؟
إن القرآن فيه ميزة رائعة، هي: أن اسم منزل هذا الكتاب قد تكرر 2699 مرة!! فإذا ما جاء أعظم مؤلف وألف كتابا وكرر اسمه مائة مرة، فلن تجد أحدا يقرأ هذا الكتاب. لماذا؟ لأن الناس سيقولون: إن هذا الرجل مغرور ولا يستحق أن ينظر في كتابه، بينما نجد في كتاب الله الذي يبلغ 600 صفحة، أن اسم (الله) يرد 2699 مرة، أي بمعدل أربع أو خمس مرات في كل صفحة، فما دلالة ذلك وكيف نفسره؟


ثم إن الله - عز وجل - قد اختار هذا العدد أي 2699 بالذات، لأنه عدد أولي مفرد يعبر عن وحدانية الله، فهو لا ينقسم إلا على نفسه وعلى واحد لأن الله واحد!
والعجيب أن الرقم الأكثر تكرارا في القرآن هو الرقم واحد، فهل جاء هذا التوافق بالمصادفة، ولو أن تحريفا طرأ على هذا الكتاب هل ستبقى هذه النسب كما هي أم أنها ستختل؟
إذن يمكن القول: إن الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي تكون فيه الكلمة الأكثر تكرارا بين جميع كلماته هي اسم صاحب هذا الكتاب، هو القرآن؛ ولذلك نقول: (كتاب الله)!! ولو قمنا بإحصاء لجميع كتب البشر فلن نجد أي كتاب تكون فيه الكلمة الأكثر تكرارا هي اسم صاحب الكتاب إلا كتاب واحد هو كتاب الله!


وهذا إثبات مادي على أن القرآن كتاب الله، وليس كتاب محمد - صلى الله عليه وسلم - كما يدعي المشككون، لأن اسم (محمد) لم يتكرر في القرآن إلا أربع مرات فقط فتأمل!!
البرهان الثاني: يتعلق بمواصفات الكتاب من حيث عدد الفصول وعدد الجمل وعدد السنوات التي كتب فيها الكتاب، فلو جئنا بكل ما كتب في التاريخ من كتب وقصائد شعر ونصوص أدبية وغير ذلك، وقمنا بإجراء إحصاء لعدد فصول كل كتاب، وعدد الجمل التي يتضمنها هذا الكتاب، والمدة التي كتب فيها هذا الكتاب، إذن نحن نريد ثلاثة أعداد فقط، فلو طبقنا هذا على جميع كتب العالم لن نجد كتابا واحدا تتناسق أرقامه مع الرقم المميز في هذا الكتاب! لنشرح هذا الدليل بتفصيل أكثر، ونختار قراءة حفص عن عاصم ميدانا للتطبيق عليها: 
لو قمنا بعد آيات القرآن الكريم وجدناها 6236 آية، ولو قمنا بعد سور القرآن الكريم وجدناها 114 سورة، ولو سألنا علماءنا عن المدة التي كتب فيها القرآن أو مدة نزول القرآن وجدناها 23 سنة، ولو تأملنا هذه الأعداد بشكل سطحي لا نكاد نجد أي تناسق أو ترابط بينها.


والآن إذا توجهنا بسؤال لأي مؤمن عن العدد المميز في القرآن لأجابنا بأنه العدد سبعة، لأن هذا العدد يتكرر في مناسبات كثيرة، فهو عدد مبارك يمثل السماوات السبع، وأيام الأسبوع، وعدد أبواب جهنم، وغير ذلك، ويكفي أن نعلم أن هذا الرقم المميز هو أول رقم ذكر في القرآن.
إذا قلنا الآن إن الأعداد الثلاثة التي تميز القرآن ترتبط بشكل رياضي مع العدد الأكثر تميزا في القرآن وهو العدد سبعة، فماذا تكون النتيجة؟ لنتأمل ذلك!
من العلوم الرياضية الحديثة والمعقدة جدا ما يسمى بالسلاسل الرقمية، وهناك نوع من هذه السلاسل، هو السلاسل العشرية، أي التي تعتمد العدد 10 أساسا لها، وبما أن القرآن معجزة لكل العصور ومهما تطور العلم، فإن الله - عز وجل - نظم أرقامه بشكل مميز ومحكم، ولا يمكن أن نجد مثل هذا النظام في أي كتاب آخر مهما بحثنا.
وتعتمد هذه السلاسل القرآنية على صف الأرقام بجانب بعضها، ومن ثم قراءة العدد الكامل لنجد أنه دائما يتعلق بالرقم سبعة، أي الرقم المميز في القرآن. 
والآن نعود إلى الأرقام الثلاثة: 
•      عدد آيات القرآن 6236.
•      عدد سور القرآن 114.
•      عدد سنوات نزول القرآن 23.
هذه الأرقام اختارها الله بالذات لتشكل بناء رياضيا محكما وعجيبا، ولا يوجد مثله إلا في القرآن، ومن لا يصدق فبإمكانه أن يبحث في كتب الدنيا ليقتنع بأن هذه الأرقام محكمة ومحفوظة بأمر الله تعالى، ولو نقصت آية واحدة أو زادت لانهار هذا البناء بالكامل، وإليكم الدليل الرياضي: 


إن هذه الأعداد يرتبط بعضها مع بعض بنظام متسلسل: الأكبر فالأصغر، أي أننا إذا وضعنا كل عددين بجانب بعضهما؛ الأكبر فالأصغر لتشكلت أعداد دائما لها علاقة بالرقم المميز سبعة.
المعادلة الأولى: إن القرآن يتألف من 6236 آية وهذه الآيات تشكل 114 سورة: 
لو اختصرنا الكلمات من هذه الجملة وأبقينا الأعداد فسنجد العددين: 6236 و 114 وعندما نرتب ونصف هذين العددين ينتج عدد جديد، هو 1146236، إن هذا العدد وهو مليون ومئة وستة وأربعون ألفا ومئتان وستة وثلاثون، هذا العدد يرتبط بالرقم سبعة؛ إذ إنه من مضاعفاته.
ولكي نتأكد من ذلك نلجأ إلى عملية القسمة على سبعة، فعندما نقسم هذا العدد على سبعة نجد أنه يقبل القسمة ولا يبقى شيء، أي أن ناتج القسمة هو عدد صحيح، لنتأكد من ذلك: 
1146236÷ 7 = 163748 الناتج هو عدد صحيح.
وهناك ارتباط آخر، هو أننا إذا قرأنا العدد ذاته (1146236) بالعكس، فإنه يصبح 6326411، ويبقى قابلا للقسمة على سبعة، لنتأكد من ذلك:
6326411 ÷ 7 = 903773 الناتج عدد صحيح.


المعادلة الثانية: إن القرآن يتألف من 6236 آية، هذه الآيات نزلت في 23 سنة: 
لو اختصرنا الكلمات من هذه الجملة وأبقينا الأعداد فسنجد العددين: 6236 و 23 وعندما نرتب ونصف هذين العددين ينتج عدد جديد هو 236236. إن هذا العدد يرتبط بالرقم سبعة؛ إذ إنه من مضاعفاته.
ولكي نتأكد من ذلك نلجأ إلى عملية القسمة على سبعة، فعندما نقسم هذا العدد على سبعة نجد أنه يقبل القسمة ولا يبقى شيء، أي أن ناتج القسمة هو عدد صحيح، لنتأكد من ذلك: 
236236 ÷ 7 = 33748 الناتج هو عدد صحيح.
وهناك ارتباط آخر هو أننا إذا قرأنا العدد ذاته (236236) بالعكس، فإنه يصبح 632632، ويبقى قابلا للقسمة على سبعة، لنتأكد من ذلك: 
632632 ÷ 7 = 90376 الناتج هو عدد صحيح.


المعادلة الثالثة: إن القرآن يتألف من 114 سورة وهذه السور نزلت في 23 سنة: 
لو اختصرنا الكلمات من هذه الجملة وأبقينا الأعداد فسنجد العددين: 114 و 23 وعندما نرتب ونصف هذين العددين ينتج عدد جديد هو 23114. إن هذا العدد يرتبط بالرقم سبعة؛ إذ إنه من مضاعفاته.
ولكي نتأكد من ذلك نلجأ إلى عملية القسمة على سبعة، فعندما نقسم هذا العدد على سبعة نجد أنه يقبل القسمة ولا يبقى شيء، أي أن ناتج القسمة هو عدد صحيح، لنتأكد من ذلك: 
23114÷ 7 = 3302 الناتج هو عدد صحيح.
هناك ارتباط آخر، هو أننا إذا قرأنا العدد ذاته (23114) بالعكس، فإنه يصبح 41132 ويبقى قابلا للقسمة على سبعة، لنتأكد من ذلك: 
41132 ÷ 7 = 5876 الناتج هو عدد صحيح.
إذن الأعداد الثلاثة 1146236 و 236236 و 23114 وهي الأرقام المميزة للقرآن قبلت القسمة على الرقم المميز في القرآن وهو الرقم سبعة، وبالاتجاهين أي أننا كيفما قرأنا العدد وجدناه قابلا للقسمة على سبعة، والآن لنطرح هذه التساؤلات: 


هل يمكن أن تكون جميع المعادلات المحكمة هذه قد أتت بالمصادفة العمياء؟
هل يمكن أن تكون هذه الأرقام من صنع محمد - صلى الله عليه وسلم - أو أحد جاء بعده مثلا؟ ولماذا لم ينسبها إلى نفسه؟ ولماذا لم يفتخر بها كما يفتخر كل العلماء بإبداعاتهم؟
لو أن القرآن محرف أو تغيرت منه آيات أو أضيفت إليه آيات، فهل سيبقى هذا النظام كما هو دون أن يختل؟
 إننا لو غيرنا عدد سور القرآن فجعلناها 113 سورة مثلا لاختل هذا البناء الرياضي، ولانهارت هذه المعادلات السباعية؛ لأن عملية القسمة هي عملية حساسة جدا لأي تغيير.
إذن ما التفسير المنطقي لوجود هذه التناسقات السباعية بين أعداد تميز القرآن (آياته وسوره وسنوات نزوله) وبين العدد الأكثر تميزا في القرآن (الرقم سبعة)؟
هل يمكن أن نجد مثل هذا النظام الرقمي في كتاب واحد في العالم؟ ولو كان هذا الكتاب موجودا فأين هو؟


ولذلك نقول: إن هذه المعادلات تشكل دليلا رياضيا على أن القرآن كتاب منزل من الله الواحد الأحد، وأنه لم يحرف ولم يتبدل أو يتغير، ومن لم يقتنع بهذا المنطق الرياضي، فليأتنا بكتاب تتحقق فيه مثل هذه المعادلات الإلهية المحكمة، ونقول كما قال سبحانه لأولئك الذين شككوا في القرآن زمن نزوله عندما قال الله عنهم: (أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون (33)) (الطور)، ونكرر لهم بعد أربعة عشر قرنا التحدي الإلهي في

قول الحق سبحانه وتعالى:

(فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين (34))

(الطور).


البرهان الثالث: ويتعلق هذا البرهان بالرقم سبعة ذاته، فلو تأملنا جميع الكتب البشرية فلن نجد أي نظام رقمي فيها، لأن وجود النظام يعني وجود من وضع هذا النظام، ولا نعلم أحدا من المؤلفين حتى الآن حاول أن يجعل عدد كلمات كتابه من مضاعفات رقم ما، أو أن يجلس ويعد الحروف والكلمات والجمل ويقول: إنني سأكتب كتابا تأتي جميع كلماته منضبطة ومتناسقة مع عدد ما.
والسبب في عدم إقدام أحد من المؤلفين على هذا العمل - أي تأليف كتاب تتكرر كلماته وفصوله وجمله بنظام رقمي محدد - هو أن هذا الكتاب سيفشل؛ لأن المؤلف عندما يكتب نصا أدبيا فإنه يعطي كل تفكيره لما سيكتبه والمعاني التي سيحققها، ولكن إذا قام بعد الكلمات والفصول والجمل فإن النص سيكون هزيلا وأشبه بالكلمات المتقاطعة!! بل لن يحقق أية فائدة من ذلك.
ولكن الله - عز وجل - الذي أحكم كل شيء في القرآن، قد أودع فيه نظاما دقيقا لكل كلمة وكل حرف، ويستطيع القارئ متابعة أبحاث الرقم سبعة ليكتشف هذا النظام المبهر، ونكتفي هنا أن نضرب مثالا يسيرا عن الرقم الأكثر تميزا في القرآن هو الرقم سبعة.


ولن ندرس تكرار هذا الرقم في القرآن فإن ذلك يحتاج لبحث خاص، ونكتفي بأول مرة ورد فيها الرقم سبعة في القرآن وآخرمرة، لقد ورد ذكر الرقم سبعة في القرآن الكريم لأول مرة في سورة البقرة في

قوله سبحانه وتعالى:

(هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم (29))

(البقرة).

وآخر مرة ورد فيها ذكر هذا الرقم في القرآن في سورة النبأ من

قوله سبحانه وتعالى:

(وبنينا فوقكم سبعا شدادا (12))

(النبأ).


والآن: ما عدد السور من السورة الأولى حتى الأخيرة، أي من سورة البقرة حيث ورد الرقم 7 أول مرة حتى سورة النبأ حيث ورد الرقم 7 آخر مرة؟
بإحصاء بسيط نجد أن عدد السور هو 77 سورة!! إنها نتيجة مذهلة أن نجد عدد السور من السورة الأولى حيث ذكر الرقم 7، إلى السورة الأخيرة حيث ذكر الرقم 7، هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة وهو 77: 
77 ÷ 7 = 11 الناتج عدد صحيح.
وتأمل معي أن العدد 77 يتألف من 7 و 7، كإشارة إلى الرقم 7 الأول والرقم 7 الأخير، إن هذا التناسق مبهر فعلا، ولكنه لا يكفي لنقرر أنه لا يوجد كتاب في العالم فيه مثل هذا التناسق؛ لأنه قد يتصادف أن نجد كتابا لو بحثنا فيه عن الرقم 9 مثلا أن نجد عدد فصول الكتاب من أول مرة ذكر فيها الرقم 9 ولآخر مرة ذكر فيها الرقم 9 أن نجد عدد الفصول 99 مثلا، أو من مضاعفات الرقم 9.


ولذلك لا بد من وجود تناسقات أخرى تثبت أن العملية لا تتم عن طريق المصادفة، إنما هي حسابات إلهية محكمة؛ ولذلك نطرح سؤالا: إذا كان عدد السور من مضاعفات الرقم 7 فماذا عن عدد الآيات، وهل يمكن أن يكون من مضاعفات الرقم 7 أيضا؟
سندهش عندما نعلم أن عدد الآيات من الآية الأولى حتى الآية الأخيرة، أي من

قوله سبحانه وتعالى:

(فسواهن سبع سماوات)

(البقرة: 29)

إلى قوله سبحانه وتعالى:

(وبنينا فوقكم سبعا شدادا (12))

(النبأ)،

هي 5649 آية، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، فهو يساوي: 
5649 ÷ 7 = 807 الناتج عدد صحيح.
وتظهر المفاجأة الثانية عندما نتأمل سورة البقرة حيث ورد الرقم 7 لأول مرة، وسورة النبأ حيث ورد الرقم 7 لآخر مرة، فإننا نجد أن عدد الآيات التي تسبق الآية الأولى، أي: (فسواهن سبع سماوات) هو 28 آية، وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة: 
28 ÷ 7 = 4 عدد صحيح.
أي أن هنالك 28 آية من بداية سورة البقرة، ثم تأتي الآية التي يذكر فيها الرقم سبعة أول مرة في القرآن. 
والمذهل فعلا أن نجد النتيجة ذاتها في سورة النبأ! فبعد الآيات التي تلي الآية:

(وبنينا فوقكم سبعا شدادا (12))

نجد بالتمام والكمال 28 آية، بنفس العدد السابق، وهذا يعني أنه يوجد بعد المرة الأخيرة التي يذكر فيها الرقم 7 يوجد 28 آية (28 ÷ 7 = 4).
وبالنتيجة نجد الحقيقة الرائعة وهي أن عدد السور هو 77 سورة وعدد الآيات من الآية الأولى حتى الأخيرة هو 5649 آية، ولو قمنا بعد الآيات من أول البقرة حتى نهاية سورة النبأ، فإننا نجدها 5705 آية وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، ولا ننسى أن الآيتين تتحدثان عن الرقم سبعة: 
5705 ÷ 7 = 815 عدد صحيح.


والآن يمكننا أن نعتبر أن هذا الدليل حقيقي ولا يمكن أن يأتي بالمصادفة، إذن هو بتقدير من الله الذي أحصى كل شيء عددا، والذي أودع هذه العجائب الرقمية في كتابه لنكتشفها اليوم في عصر الأرقام لتكون برهانا ماديا ملموسا على أن القرآن كتاب الله، أنزله بعلمه، وحفظه لنا بقدرته، ونظمه بحكمته سبحانه وتعالى.
وأخيرا نطرح هذه النتائج: 
1. لقد قدمنا ثلاثة براهين رقمية ثابتة لا يتطرق إليها الشك أو الخلل، ونقول: إن القرآن هو الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي يحوي منظومة رقمية معقدة تتضمن آلاف البراهين ورأينا ثلاثة منها فقط!
2. يستطيع أي إنسان أن يتأكد من صدق هذه الأرقام بسهولة، وما عليه إلا أن يحضر نسخة من المصحف الشريف (برواية حفص عن عاصم أو ما يسمى مصحف المدينة المنورة) ويدقق هذه الأرقام بنفسه.
3. وكل من يدعي أن هذه التناسقات السباعية جاءت بالمصادفة؛ فعليه أن يقدم البرهان المادي كما قدمناه نحن في هذا البحث، وأن يأتينا بكتاب تتحقق فيه مثل هذه الأرقام، وهيهات أن يجد مثل هذا الكتاب.


الخلاصة: 


•  تشهد قرائن الواقع لكتاب الله العزيز أنه محفوظ من التحريف، وقد أتيح له في عهد نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يجمع - بمعنيي الجمع: الحفظ والكتابة -،

مصداق قوله سبحانه وتعالى:

(إن علينا جمعه وقرآنه (17))

(القيامة)،

وقوله سبحانه وتعالى:

(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (9))

(الحجر)،

فحفظه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيض له - سبحانه وتعالى - بعد وفاة النبي رجالا حققوا له مقتضى الوعد الإلهي فدون في السطور وحفظ في الصدور. 
•  إن الغرض الذي من أجله جمع القرآن الكريم منحصر في خوف الصحابة - رضوان الله عليهم - من مجرد التحريف أو التغيير أو التبديل، وبخاصة بعد ما لحق النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرفيق الأعلى، وانقطع نزول الوحي؛ فانتفت الأسباب التي من أجلها لم يجمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهم من كل ذلك، استشهاد كثير من الحفاظ والقراء الثقات في الفتوحات الإسلامية.
•  وأدى اختلاف الأمصار في القراءة، وتخطئة بعضهم بعضا، بل تكفير من يخالفهم في القراءة، إلى جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
•  لقد ارتأى أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن يجمع المسلمين على نسخة واحدة هي المصحف الإمام؛ فجمعه ثانية بعد جمع أبي بكر - رضي الله عنه - الأول ونسخه وأرسله للأمصار، فاجتث بذلك الفتنة؛ وكان هذا سبب الجمع الثاني للقرآن الكريم، وليس تحريفه كما يحلو لبعضهم أن يدعي.
•  في القرآن الكريم كثير من البراهين الرياضية الرقمية التي تثبت أن هذا الكتاب مصون محفوظ من التحريف أو التبديل أو التغيير أو الزيادة أو النقصان؛ وثمة ثلاثة براهين نذكرها في هذا المضمار نكتفي بها، هي: 
o      تكرار اسم الله - عز وجل - في القرآن (2699) مرة، وهو عدد لا يقبل القسمة إلا على نفسه وعلى واحد؛ ليدل على أن الله واحد لا شريك له.
o      الأعداد التي تمثل عدد آيات القرآن وعدد سور القرآن وعدد السنوات التي نزل القرآن فيها، كلها تقبل القسمة على العدد المميز في القرآن وهو العدد سبعة، وذلك إذا ضمت إلى بعضها، وذلك من الاتجاهين اليمين واليسار.
o                 العدد سبعة ومضعفاته في القرآن الكريم.
•  العقل حاكم بناء على هذه البراهين الرقمية الثابتة، التي لا يتطرق إليها الشك أو الخلل - بأن هذا الكتاب كتاب الله وليس من تأليف أحد من البشر.

المراجع

  1. (*)الاستشراق والقرآن العظيم، د. محمد خليفة، نقله: مروان عبد الصبور شاهين، دار الاعتصام، القاهرة، ط1، 1994م. البرهان على سلامة القرآن من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان، د. أحمد بن منصور آل سبالك. مركز البحث العلمي للدراسات وإحياء التراث الإسلامي، مصر، ط1، 1427هـ/ 2006م. مدخل إلى القرآن الكريم، محمد عبد الله دراز، دار القلم للنشر والتوزيع، الكويت، ط1، 1424هـ/ 2003م. المدخل لدراسة القرآن الكريم، د. محمد بن محمد أبو شهبة، مكتبة السنة، القاهرة، ط2، 1423هـ / 2003م. مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، مكتبة وهبة، القاهرة، ط13، 1425هـ/2004م. بحوث منهجية في علوم القرآن الكريم، موسى إبراهيم الإبراهيمي، دار عمار، عمان، ط2، 1996م. دراسات في علوم القرآن، د. محمد بكر إسماعيل، دار المنار، القاهرة، ط1، 1991م. بحوث في علوم القرآن، محمد نبيل غنايم، دار الهداية، القاهرة، ط1، 1413هـ/ 1993م. جمع القرآن في مراحله التاريخية من العصر النبوي إلى العصر الحديث، د. محمد شرعي أبو زيد، رسالة ماجستير، كلية الشريعة، الكويت، د. ت. [1]. مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، مكتبة وهبة، القاهرة، ط13، 1425هـ/2004م، ص 114: 118 بتصرف.
  2.   انظر: الاستشراق والقرآن العظيم، د. محمد خليفة، نقله: مروان عبد الصبور شاهين، دار الاعتصام، القاهرة، ط1، 1994م، ص81: 79.