نص السؤال
المؤلف: مجموعة مؤلفي بيان الإسلام
المصدر: موسوعة بيان الإسلام
الجواب التفصيلي
دعوى التناقض في أسلوب الخطاب في القرآن الكريم(*)
مضمون الشبهة:
يدعي بعض المغالطين وجود تناقض في أسلوب الخطاب في القرآن الكريم، ويستدلون على ذلك
بقوله تعالى:
(إياك نعبد وإياك نستعين (5))
(الفاتحة)
، وقوله تعالى:
(بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (117))
(البقرة)،
وقوله تعالى:
(وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم (163))
(البقرة).
ويتساءلون: كيف يمكن اعتبار القرآن وحيا من الله، وفي نفس الوقت نجد هذه الآيات العديدة التي جاءت على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - أليس هذا دليلا على أن القرآن من كلام محمد - صلى الله عليه وسلم - نفسه؟
وجها إبطال الشبهة:
1) لا تناقض في أسلوب الخطاب القرآني؛ لاعتماده على أسلوب الالتفات وهو أحد أساليب البلاغة والبيان في لغة العرب.
2) لقد بلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما أوحي إليه من ربه حرفيا، والدليل على ذلك:
• احتفاظ القرآن بالتعابير الدالة على حرفيته.
• نصوص العتاب والمن والتحذير من الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم.
التفصيل:
أولا. الالتفات من أساليب العرب البلاغية:
إن الزاعم لا يعرف أساليب اللغة العربية، ولا طرائق البلغاء في الكلام، ولا منهجهم في البيان.
فمن أساليب العرب في البيان: أن يتحدث المتكلم عن نفسه تارة بضمير المتكلم، وتارة بضمير الغائب، كأن يقول المتكلم: فعلت كذا وكذا، وذهبت، وآمرك يا فلان أن تفعل كذا، وتارة يقول عن نفسه أيضا: إن فلانا - يعني نفسه - يأمركم بكذا وكذا، وينهاكم عن كذا، ويحب منكم أن تفعلوا كذا. كأن يقول أمير أو ملك لشعبه وقومه وهو المتكلم: إن الأمير يطلب منكم كذا وكذا، وهو يشير بذلك إلى أن أمره لهم من واقع أنه أمير أو ملك، وهذا أبلغ وأكمل من أن يقول لهم: إنني الملك وآمركم بكذا وكذا.
وقد جاء القرآن بهذا النوع من البيان، كما في الآيات التي اعترض بها أصحاب هذا الزعم على أسلوب القرآن في الخطاب، فظنوا أن هذا لا يمكن أن يكون من كلام الله سبحانه وتعالى،
نحو قوله تعالى:
(وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم (163))
(البقرة)
، وقوله تعالى:
(الم (1) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2) نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل (3))
(آل عمران)،
فظن هؤلاء أن الله لا يمكن أن يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب، وأنه كان لا بد وأن يقول: نزلت عليك يا محمد الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه... ونحو ذلك، وهذا جهل بأساليب اللغة العربية وموقعها في البيان والبلاغة.
وأما الالتفات في الخطاب من الحضور إلى الغيبة والعكس، كأن تخاطب المخاطب بضميره فتقول: إنك فعلت كذا وكذا، ثم تخاطبه تارة أخرى بضمير الغائب فتقول له: فعل فلان كذا وكذا، وأنت تعنيه. فهذا أسلوب من أساليب البلاغة أيضا،
كقوله تعالى:
(عبس وتولى (1) أن جاءه الأعمى (2))
(عبس)
، ولا شك أن النبي هو المقصود، ثم حول الله الخطاب إليه قائلا:
(وما يدريك لعله يزكى (3) أو يذكر فتنفعه الذكرى (4))
(عبس).
ولأن القرآن كتاب تعليم وتوجيه، فقد جاء ليعلم المسلمين ماذا يقولون في صلاتهم، وبماذا يدعون ربهم، فقد أنزل الله سورة الفاتحة لتكون دعاء وصلاة للمسلمين يتلونها في كل ركعة،
وفيها:
(بسم الله الرحمن الرحيم (1) الحمد لله رب العالمين (2) الرحمن الرحيم (3) مالك يوم الدين (4))
(الفاتحة)
، وهذا كلام الله عن نفسه سبحانه، يصف نفسه بهذه الصفات الجليلة العظيمة، ثم يعلم المسلمين أن يقولوا في صلاتهم ودعائهم:
(إياك نعبد وإياك نستعين (5) اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (7))
(الفاتحة).
ففي هذه السورة العديد من مظاهر البلاغة والإعجاز والمعاني، ولو أن عالما بالعربية تدبرها كفته إعجازا وشهادة أن هذا القرآن منزل من الله - سبحانه وتعالى - وليس من كلام بشر [1].
ثانيا. بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أوحي إليه من ربه حرفيا:
هناك العديد من الأدلة التي تنفي كون القرآن من عند غير الله تعالى، منها:
1. احتفاظ القرآن الكريم بالتعابير الدالة على حرفيته:
لقد بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أوحي إليه من ربه حرفيا، وليس أدل على ذلك من هذه الآيات الكثيرة من سور القرآن الكريم التي تحتوي على كلمات مثل: قل، وبشر، وأنذر، وألم تر... إلخ.
ولم نعلم في أي لغة من لغات العالم الأسلوب الذي يقول فيه المرسل للرسول مثلا: "اذهب إلى أحمد وأخبره أنني سأزوره غدا"، فيذهب الرسول ويقول لأحمد: "اذهب إلى أحمد وأخبره أنني سأزوره غدا".
وقد ورد لفظ "قل" في القرآن مكثفا، فنجد أن جميع السور في القرآن خلال ثلاثة وعشرين جزءا تحتوي على كلمة "قل" في بعض آياته، وبأعداد مختلفة تتراوح بين مرة واحدة إلى خمس وأربعين مرة كما في سورة الأنعام [2]، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على التبليغ الحرفي لآيات القرآن الكريم من قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذه الصيغ لا يمكن لأحد أن يكتبها على لسانه، وإن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - هو قائلها، لحذف هذه الصيغ التي أشرنا إليها.
2. نصوص العتاب والمن والتحذير من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم:
هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تحتوي على عتاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك آيات تدل على من الله على رسوله، وآيات بها تحذير من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم. وكل هذه الآيات تدل على أن القرآن من كلام الله تعالى، ويستحيل أن يكون كلام محمد صلى الله عليه وسلم.
فمن الآيات الدالـة على العتـاب
قولـه تعالـى:
(عبس وتولى (1) أن جاءه الأعمى (2))
(عبس)
، وقوله:
(يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم (1))
(التحريم)
، ومن الآيات التي تدل على من الله على رسوله،
قوله تعالى:
(ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم)
(النساء: 113)،
ومن الآيات التي تدل على تحذير الله للنبي - صلى الله عليه وسلم -
قوله تعالى:
(ولو تقول علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثم لقطعنا منه الوتين (46))
(الحاقة)
. فمن هذه الآيات تبين لنا أنه لو كان محمد - صلى الله عليه وسلم - هو كاتب هذا الكلام لخفف هذه الصيغ أو حذفها، ومن هنا يتبين لنا أن القرآن رسالة من الله للبشر قد نقلها النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أخذها عن ربه [3].
الخلاصة:
• إن أسلوب الالتفات في الخطاب من أساليب العرب في البيان، فتارة يتحدث المتكلم عن نفسه بضمير المتكلم، وتارة بضمير الغائب، ولا ينكر ذلك إلا جاهل بأساليب العرب البيانية، وحين يستخدم القرآن هذا الأسلوب إنما يستخدمه لما فيه من مقاصد بلاغية عديدة مثل: استحضار المشهد، أو تنبيه السامع، أو تخفيف العتاب، ونحو ذلك من مقاصد البلغاء.
• لقد بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أوحي إليه من ربه تبليغا حرفيا، وليس أدل على ذلك من هذه الصيغ التي تشير إلى عدم تدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - في النص القرآني مثل: قل، وبشر، وأنذر، وألم تر... وغيرها، وكذلك الآيات التي تحتوي على عتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من الله عليه، أو تحذير الله له، فالقرآن رسالة من الله للبشر نقلها النبي كما أخذها عن ربه.
المراجع
- . موقع روح الإسلام.
- يقولون عن الإسلام، د. عبد الحافظ سلامة حامد، مركز الكتاب للنشر، القاهرة، ط1، 2007م، ص100.
- يقولون عن الإسلام، د. عبد الحافظ سلامة حامد، مركز الكتاب للنشر، القاهرة، ط1، 2007م ، ص101: 103 بتصرف.
الجواب التفصيلي
دعوى التناقض في أسلوب الخطاب في القرآن الكريم(*)
مضمون الشبهة:
يدعي بعض المغالطين وجود تناقض في أسلوب الخطاب في القرآن الكريم، ويستدلون على ذلك
بقوله تعالى:
(إياك نعبد وإياك نستعين (5))
(الفاتحة)
، وقوله تعالى:
(بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (117))
(البقرة)،
وقوله تعالى:
(وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم (163))
(البقرة).
ويتساءلون: كيف يمكن اعتبار القرآن وحيا من الله، وفي نفس الوقت نجد هذه الآيات العديدة التي جاءت على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - أليس هذا دليلا على أن القرآن من كلام محمد - صلى الله عليه وسلم - نفسه؟
وجها إبطال الشبهة:
1) لا تناقض في أسلوب الخطاب القرآني؛ لاعتماده على أسلوب الالتفات وهو أحد أساليب البلاغة والبيان في لغة العرب.
2) لقد بلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما أوحي إليه من ربه حرفيا، والدليل على ذلك:
• احتفاظ القرآن بالتعابير الدالة على حرفيته.
• نصوص العتاب والمن والتحذير من الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم.
التفصيل:
أولا. الالتفات من أساليب العرب البلاغية:
إن الزاعم لا يعرف أساليب اللغة العربية، ولا طرائق البلغاء في الكلام، ولا منهجهم في البيان.
فمن أساليب العرب في البيان: أن يتحدث المتكلم عن نفسه تارة بضمير المتكلم، وتارة بضمير الغائب، كأن يقول المتكلم: فعلت كذا وكذا، وذهبت، وآمرك يا فلان أن تفعل كذا، وتارة يقول عن نفسه أيضا: إن فلانا - يعني نفسه - يأمركم بكذا وكذا، وينهاكم عن كذا، ويحب منكم أن تفعلوا كذا. كأن يقول أمير أو ملك لشعبه وقومه وهو المتكلم: إن الأمير يطلب منكم كذا وكذا، وهو يشير بذلك إلى أن أمره لهم من واقع أنه أمير أو ملك، وهذا أبلغ وأكمل من أن يقول لهم: إنني الملك وآمركم بكذا وكذا.
وقد جاء القرآن بهذا النوع من البيان، كما في الآيات التي اعترض بها أصحاب هذا الزعم على أسلوب القرآن في الخطاب، فظنوا أن هذا لا يمكن أن يكون من كلام الله سبحانه وتعالى،
نحو قوله تعالى:
(وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم (163))
(البقرة)
، وقوله تعالى:
(الم (1) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2) نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل (3))
(آل عمران)،
فظن هؤلاء أن الله لا يمكن أن يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب، وأنه كان لا بد وأن يقول: نزلت عليك يا محمد الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه... ونحو ذلك، وهذا جهل بأساليب اللغة العربية وموقعها في البيان والبلاغة.
وأما الالتفات في الخطاب من الحضور إلى الغيبة والعكس، كأن تخاطب المخاطب بضميره فتقول: إنك فعلت كذا وكذا، ثم تخاطبه تارة أخرى بضمير الغائب فتقول له: فعل فلان كذا وكذا، وأنت تعنيه. فهذا أسلوب من أساليب البلاغة أيضا،
كقوله تعالى:
(عبس وتولى (1) أن جاءه الأعمى (2))
(عبس)
، ولا شك أن النبي هو المقصود، ثم حول الله الخطاب إليه قائلا:
(وما يدريك لعله يزكى (3) أو يذكر فتنفعه الذكرى (4))
(عبس).
ولأن القرآن كتاب تعليم وتوجيه، فقد جاء ليعلم المسلمين ماذا يقولون في صلاتهم، وبماذا يدعون ربهم، فقد أنزل الله سورة الفاتحة لتكون دعاء وصلاة للمسلمين يتلونها في كل ركعة،
وفيها:
(بسم الله الرحمن الرحيم (1) الحمد لله رب العالمين (2) الرحمن الرحيم (3) مالك يوم الدين (4))
(الفاتحة)
، وهذا كلام الله عن نفسه سبحانه، يصف نفسه بهذه الصفات الجليلة العظيمة، ثم يعلم المسلمين أن يقولوا في صلاتهم ودعائهم:
(إياك نعبد وإياك نستعين (5) اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (7))
(الفاتحة).
ففي هذه السورة العديد من مظاهر البلاغة والإعجاز والمعاني، ولو أن عالما بالعربية تدبرها كفته إعجازا وشهادة أن هذا القرآن منزل من الله - سبحانه وتعالى - وليس من كلام بشر [1].
ثانيا. بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أوحي إليه من ربه حرفيا:
هناك العديد من الأدلة التي تنفي كون القرآن من عند غير الله تعالى، منها:
1. احتفاظ القرآن الكريم بالتعابير الدالة على حرفيته:
لقد بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أوحي إليه من ربه حرفيا، وليس أدل على ذلك من هذه الآيات الكثيرة من سور القرآن الكريم التي تحتوي على كلمات مثل: قل، وبشر، وأنذر، وألم تر... إلخ.
ولم نعلم في أي لغة من لغات العالم الأسلوب الذي يقول فيه المرسل للرسول مثلا: "اذهب إلى أحمد وأخبره أنني سأزوره غدا"، فيذهب الرسول ويقول لأحمد: "اذهب إلى أحمد وأخبره أنني سأزوره غدا".
وقد ورد لفظ "قل" في القرآن مكثفا، فنجد أن جميع السور في القرآن خلال ثلاثة وعشرين جزءا تحتوي على كلمة "قل" في بعض آياته، وبأعداد مختلفة تتراوح بين مرة واحدة إلى خمس وأربعين مرة كما في سورة الأنعام [2]، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على التبليغ الحرفي لآيات القرآن الكريم من قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - فهذه الصيغ لا يمكن لأحد أن يكتبها على لسانه، وإن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - هو قائلها، لحذف هذه الصيغ التي أشرنا إليها.
2. نصوص العتاب والمن والتحذير من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم:
هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تحتوي على عتاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك آيات تدل على من الله على رسوله، وآيات بها تحذير من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم. وكل هذه الآيات تدل على أن القرآن من كلام الله تعالى، ويستحيل أن يكون كلام محمد صلى الله عليه وسلم.
فمن الآيات الدالـة على العتـاب
قولـه تعالـى:
(عبس وتولى (1) أن جاءه الأعمى (2))
(عبس)
، وقوله:
(يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم (1))
(التحريم)
، ومن الآيات التي تدل على من الله على رسوله،
قوله تعالى:
(ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم)
(النساء: 113)،
ومن الآيات التي تدل على تحذير الله للنبي - صلى الله عليه وسلم -
قوله تعالى:
(ولو تقول علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثم لقطعنا منه الوتين (46))
(الحاقة)
. فمن هذه الآيات تبين لنا أنه لو كان محمد - صلى الله عليه وسلم - هو كاتب هذا الكلام لخفف هذه الصيغ أو حذفها، ومن هنا يتبين لنا أن القرآن رسالة من الله للبشر قد نقلها النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أخذها عن ربه [3].
الخلاصة:
• إن أسلوب الالتفات في الخطاب من أساليب العرب في البيان، فتارة يتحدث المتكلم عن نفسه بضمير المتكلم، وتارة بضمير الغائب، ولا ينكر ذلك إلا جاهل بأساليب العرب البيانية، وحين يستخدم القرآن هذا الأسلوب إنما يستخدمه لما فيه من مقاصد بلاغية عديدة مثل: استحضار المشهد، أو تنبيه السامع، أو تخفيف العتاب، ونحو ذلك من مقاصد البلغاء.
• لقد بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أوحي إليه من ربه تبليغا حرفيا، وليس أدل على ذلك من هذه الصيغ التي تشير إلى عدم تدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - في النص القرآني مثل: قل، وبشر، وأنذر، وألم تر... وغيرها، وكذلك الآيات التي تحتوي على عتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من الله عليه، أو تحذير الله له، فالقرآن رسالة من الله للبشر نقلها النبي كما أخذها عن ربه.
المراجع
- . موقع روح الإسلام.
- يقولون عن الإسلام، د. عبد الحافظ سلامة حامد، مركز الكتاب للنشر، القاهرة، ط1، 2007م، ص100.
- يقولون عن الإسلام، د. عبد الحافظ سلامة حامد، مركز الكتاب للنشر، القاهرة، ط1، 2007م ، ص101: 103 بتصرف.