نص السؤال
الزعم أن الله - عز وجل - هو المسيح ابن مريم
عبارات مشابهة للسؤال
الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.
الجواب التفصيلي
الزعم أن الله - عز وجل - هو المسيح ابن مريم(*)
مضمون الشبهة:
يغالي كثير من النصارى في المسيح ابن مريم - عليه السلام - وهو عبد من عباد الله وخلق من خلقه - ويدعون أنه هو الله، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، وربما أوقعهم في هذا الوهم تلك المعجزات التي أجراها الله - عز وجل - على يديه؛ من إحياء الموتى وشفاء الأكمه والأبرص.. وغيرها، وكذلك معجزة مولده - عليه السلام - من أم دون أب
قال سبحانه وتعالى:
(وقالت النصارى المسيح ابن الله)
(التوبة: ٣٠).
وجوه إبطال الشبهة:
1) هذه الدعوى من أكبر الأدلة على ضلال النصارى.
2) إقرار المسيح - عليه السلام - نفسه بالعبودية لله - عز وجل - في مهده ويوم القيامة، مما يدل على إفكهم.
3) المسيح - عليه السلام - رسول الله يأكل الطعام، فكيف يكون إلها؟!
4) لا أحد يقدر على منع الله أن يهلك المسيح وأمه ومن في الأرض جميعا.
5) الخوارق التي حدثت مع عيسى - عليه السلام - كانت بإذن من الله تعالى لتصديق نبوته، ولم تكن من صنع عيسى - عليه السلام - وذلك على لسانه في القرآن.
6) مثل عيسى - عليه السلام - في معجزة خلقه كمثل آدم عليه السلام، ولم يقل أحد بألوهية آدم عليه السلام.
التفصيل:
أولا. هذه الدعوى دليل على ضلال النصارى:
هذه الدعوى من فضائح أهل الكتاب من النصارى، فقالت فرقة منهم وهي اليعقوبية[1]: إن مريم ولدت إلها، وقالت الملكانية[2]: إن الله - عز وجل - حل في عيسى - عليه السلام - واتحد بذاته، وقد رد الله عليهم
بقول عيسى عليه السلام:
(يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)
(المائدة:72)
فالحال أن سيدنا المسيح هو الذي رد عليهم بهذه المقالة، فكيف يدعون الألوهية لمن يعترف على نفسه بأنه عبد مثلهم؟! وتلك حجة قاطعة على فساد قول النصارى؛ وذلك لأنه - عليه السلام - لم يفرق بين نفسه وبين غيره، وأنه عبد من عباد الله عز وجل، ولذا كان أول شيء نطق به - عليه السلام - حين تكلم في المهد أن
قال:
(إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا )
(مريم:30)
ولم يقل: إني أنا الله أو ابن الله، بل أثبت عبوديته الخالصة لله، والنبوة لنفسه.
ثانيا. إقرار المسيح - عليه السلام - نفسه بالعبودية لله عز وجل:
إن الله - عز وجل - يوم القيامة سيسأل المسيح على رءوس الأشهاد بحضرة من اتخذه وأمه إلهين من دون الله، فيقول له - عز وجل - وهو أعلم بالجواب:
(أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب (116) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد (117)
(المائدة).
وقد ورد في "التحرير والتنوير": "قوله: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس) قول يقوله يوم القيامة، وهذا مبدأ تقريع النصارى بعد أن فرغ من تقريع اليهود، فتقريع النصارى هو المقصود من هذه الآيات التي تبدأ من
قوله تعالى:
(يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب)
(المائدة: ١٠٩)
فالاستفهام هنا كالاستفهام في قوله تعالى للرسل: (ماذا أجبتم)، والله يعلم أن عيسى - عليه السلام - لم يقل ذلك، ولكن أريد إعلان كذب من كفر من النصارى.
والمعنى أنه إن لم يكن هو قائل ذلك فلا عذر لمن قاله؛ لأنهم زعموا أنهم يتبعون أقوال عيسى وتعاليمه، فلو كان هو القائل لقال: اتخذوني وأمي، ولذلك جاء التعبير بهذين اللفظين في الآية، والمراد بالناس: أهل دينه..
وجواب عيسى - عليه السلام - بقوله: (سبحانك) تنزيه لله تعالى عن مضمون تلك المقالة، وكانت المبادرة بتنزيه الله تعالى أهم من تبرئته نفسه على أنها مقدمة للتبري؛ لأنه إذا كان ينزه الله عن ذلك، فلا جرم أنه لا يأمر به أحدا..
ثم برأ نفسه عليه السلام، فقال: (ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق)، فجملة: (ما يكون لي أن أقول) مستأنفة؛ لأنها جواب السؤال، وجملة: (سبحانك) تمهيد، وقوله: (ما يكون لي) مبالغة في التبرئة من ذلك؛ أي: ما يوجد لدي قول ما ليس لي بحق، فاللام في قوله: (ما يكون لي) للاستحقاق؛ أي: ما يوجد حق أن أقول. وذلك أبلغ من: "لم أقله"؛ لأنه نفى أن يوجد استحقاقه ذلك القول.
والباء في قوله: (بحق) زائدة في خبر (ليس)؛ لتأكيد النفي الذي دلت عليه (ليس). وقد أفاد الكلام تأكيد كون ذلك ليس حقا له بطريق المذهب الكلامي؛ لأنه نفى أن يباح له أن يقول ما لا يحق له، فعلم أن ذلك ليس حقا له وأنه لم يقله لأجل كونه كذلك، فهذا تأكيد في غاية البلاغة والتفنن.
ثم ارتقى - عليه السلام - في التبرؤ فقال: (إن كنت قلته فقد علمته)، فالجملة مستأنفة؛ لأنها دليل وحجة لمضمون الجملة التي قبلها، فكانت كالبيان، فلذلك فصلت، فاستدل على انتفاء أن يقوله بأن الله يعلم أنه لم يقله؛ وذلك لأنه يتحقق أنه لم يقله، فلذلك أحال على علم الله تعالى، وهذا كقول العرب: يعلم الله أني لم أفعل، كما قال الحارث بن عباد:
لم أكن من جناتها علم الله
وأني لـحرها اليوم صال
ولذلك قال: )تعلم ما في نفسي(، فجملة: )تعلم ما في نفسي( بيان لجملة الشرط: )إن كنت قلته فقد علمته(، فلذلك فصلت.. والمعنى هنا: تعلم ما أعتقده؛ أي: تعلم ما أعلمه؛ لأن النفس مقر العلوم في المتعارف.
وقوله: )ولا أعلم ما في نفسك( اعتراض نشأ عن )تعلم ما في نفسي( لقصد الجمع بين الأمرين في الوقت الواحد وفي كل حال، وذلك مبالغة في التنزيه، وليس له أثر في التبرؤ والتنصل؛ فلذلك تكون الواو اعتراضية. وقوله: )إنك أنت علام الغيوب( علة لقوله )تعلم ما في نفسي(؛ ولذلك جيء بـ "إن" المفيدة التعليل، وقد جمع فيه أربع مؤكدات وطريقة حصر؛ فضمير الفصل أفاد الحصر، وإن وصيغة الحصر، وجمع الغيوب، وأداة الاستغراب.
وبعد أن تبرأ عيسى - عليه السلام - من أن يكون أمر أمته بما اختلقوه، انتقل فبين أنه أمرهم بعكس ذلك حسبما أمره الله تعالى، فقال: )ما قلت لهم إلا ما أمرتني به(، فقوله: )ما قلت لهم( ارتقاء في الجواب، فهو استئناف بمنزلة الجواب الأول، وهو )ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق(، إلا أنه صرح هنا بما قاله؛ لأن الاستفهام عن مقاله، والمعنى: ما تجاوزت فيما قلت حد التبليغ لما أمرتني به.
و )أن( مفسرة لـ )أمرتني(؛ لأن الأمر فيه معنى القول دون حروفه، وجملة )اعبدوا الله ربي وربكم( تفسيرية لـ )أمرتني(. واختير )أمرتني( على "قلت لي" مبالغة في الأدب.
ثم تبرأ - عليه السلام - من تبعتهم، فقال: )وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم(؛ أي: كنت مشاهدا لهم ورقيبا يمنعهم من أن يقولوا مثل هذه المقالة الشنعاء، والمعنى: أنك لما توفيتني قد صارت الوفاة حائلا بيني وبينهم، فلم يكن لي أن أنكر عليهم ضلالهم؛ ولذلك قال: )كنت أنت الرقيب عليهم(، فجاء بضمير الفصل الدال على القصر؛ أي: كنت أنت الرقيب لا أنا؛ إذ لم يبق بيني وبين الدنيا اتصال، والمعنى أنك تعلم أمرهم وترسل إليهم من يهديهم متى شئت. وقد أرسل إليهم محمدا - صلى الله عليه وسلم - وهداهم بكل وجوه الاهتداء، وأقصى وجوه الاهتداء إبلاغهم ما سيكون في شأنهم يوم القيامة[3].
ثالثا. عيسى - عليه السلام - عبد مخلوق كان يأكل الطعام:
أكد القرآن الكريم أن عيسى - عليه السلام - رسول قد خلت من قبله الرسل، وأنه عبد مخلوق من عباد الله، وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ويحتاجان إليه،
قال سبحانه وتعالى:
(ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون)
(المائدة:75)
فمن كان حاله كذلك فهل يكون إلها؟! وهل يكون إلها من يحتاج إلى الطعام ليقوم به بدنه؟! إن الإله الحق غني عن جميع الأشياء، لا يحتاج إلى شيء، وليس كمثله شيء، ومن أحسن ما قيل في ذلك، ولله در قائله:
أعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه مـمن وعاه
إذا مات الإله بصنع قوم أماتوه فهل هذا إله؟!
ويا عجبا لقبر ضم ربا وأعجب منه بطن قد حواه
أقام هناك تسعا من شهور لدى الظلمات من حيض غذاه
ويأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازم ذا فهل هذا إله؟!
تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه
رابعا. مصير المسيح - عليه السلام - وأمه بيد الله - عز وجل - وحده يقرره كيفما يشاء:
إن الله - عز وجل - إذا أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه، ومن في الأرض جميعا، فلا يملك أحد أن يتدخل في إرادة الله عز وجل، وإذا لم يقدر أحد أن يمنعه - عز وجل - من ذلك فلا إله إلا الله، ولا رب غيره، ولا معبود بحق سواه، ولو كان المسيح إلها كما تزعم النصارى لكان له من الأمر شيء، ولقدر على أن يدفع عن نفسه أقل حال، ولم يقدر على أن يدفع عن نفسه وأمه الضرر،
قال سبحانه وتعالى:
(قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير)
(المائدة:17)
خامسا. معجزات المسيح - عليه السلام - حدثت بإذن الله عز وجل:
لقد وضح القرآن على لسان عيسى - عليه السلام - أن تلك المعجزات التي حدثت معه - عليه السلام - كانت بإذن الله ولم يكن لعيسى فيها أي دخل سوى أنها جرت على يديه، قال - سبحانه وتعالى - على لسان سيدنا عيسى عليه السلام:
(ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (49) ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون (50) إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم (51)
(آل عمران).
فقد حرص القرآن على أن يذكر على لسان المسيح - عليه السلام - كما هو مقدر في غيب الله عند البشارة لمريم، وكما تحقق بعد ذلك على لسان عيسى - علهي السلام - أن كل خارقة من هذه الخوارق التي جاءهم بها إنما هي من عند الله، وذكر )بإذن الله( بعد كل واحدة منها تفصيلا وتحديدا؛ ولم يدع القول يتم إلا وذكر في نهايته )بإذن الله( زيادة في الاحتياط.
وفى نهاية الآيات يقول:
(إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم)
(آل عمران)
وهكذا يعلن سيدنا عيسى - عليه السلام - حقيقة التصور الاعتقادي التي قام عليها دين الله كله؛ فالمعجزات التي جاءهم بها لم يجئ بها من عند نفسه، فما له قدرة عليها فهو بشر؛ إنما جاءهم بها من عند الله تعالى ودعوته تقوم ابتداء على تقوى الله وطاعته.. ثم يؤكد ربوبية الله له ولهم على السواء - فما هو برب إنما هو عبد - ويدعوهم أن يتوجهوا بالعبادة للرب الواحد، فلا عبودية إلا لله... ويختم قوله بالحقيقة الشاملة.. فتوحيد الرب وعبادته، وطاعته فيما أمر به ونهى عنه هذا صراط مستقيم، وما عداه عوج وانحراف[4].
سادسا. مثل عيسى - عليه السلام - كمثل آدم عليه السلام:
بين القرآن الكريم حقيقة سيدنا عيسى عليه السلام،
فقال:
(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)
(آل عمران:59).
إن كانت ولادة عيسى عجيبة حقا بالقياس إلى مألوف البشر، فأية غرابة فيها حين تقاس إلى خلق آدم أبي البشر؟! وأهل الكتاب الذين كانوا يناظرون ويجادلون حول عيسى - بسبب مولده - ويصوغون حوله الأوهام والأساطير بسبب أنه نشأ من غير أب؛ فهؤلاء أنفسهم يقرون بنشأة آدم من التراب، وأن النفخة من روح الله هي التي جعلت منه هذا الكائن الإنساني... دون أن يصوغوا حول آدم الأساطير التي صاغوها حول عيسى... ودون أن يقولوا عن آدم: إن له طبيعة لاهوتية، في حين أن العنصر الذي صار به آدم إنسانا هو ذاته العنصر الذي به ولد عيسى من غير أب؛ إنه عنصر النفخة الإلهية في هذا وذاك، وما هي إلا الكلمة: )كن( فتنشئ ما يريد الله له النشأة )فيكون( وهكذا تتجلى بساطة هذه الحقيقة... حقيقة عيسى وحقيقة آدم وحقيقة الخلق كله، وتدخل إلى النفس في يسر ووضوح، حتى ليعجب الإنسان ويتساءل: كيف ثار الجدل حول هذا الحادث وهو جار وفق السنة الكبرى، سنة الخلق والنشأة جميعا، وهذه هي طريقة "الذكر الحكيم" في مخاطبة الفطرة بالمنطق الفطري الواقعي البسيط، حتى في أعقد القضايا فتبدو بعد هذا الخطاب وكأنها اليسر الميسور[5].
الخلاصة:
·القول بألوهية المسيح من أكبر الأدلة على ضلال النصارى؛ وذلك لأن كلام المسيح - عليه السلام - ودلائل بشريته المؤكدة تنفي هذا الزعم من الأساس.
·إقرار المسيح - عليه السلام - نفسه بالعبودية لله - عز وجل - في مهده ويوم القيامة ينفي هذا الادعاء؛ لأنه لا يتفق مقام الألوهية مع مقتضيات البشرية والإقرار بالعبودية لله عز وجل.
·المسيح - عليه السلام - رسول الله يأكل الطعام، فكيف يكون إلها؟
·لا أحد يقدر على منع الله - عز وجل - أن يهلك المسيح - عليه السلام - وأمه ومن في الأرض جميعا، فمصيره هو وأمه وكل مخلوقات الله - عز وجل - بيد الله وحده.
المراجع
- (*) الآيتان اللتان وردت فيهما الشبهة: (المائدة/ 17، 72). الآيات التي ورد فيها الرد على الشبهة: (المائدة/ 17، مريم/ 30، آل عمران/ 59، 64).
- اليعقوبية: فرقة من النصارى، وهم أتباع يعقوب البراذعي الذي عاش في الشام في القرن السادس الميلادي، ويقولون باتحاد اللاهوت والناسوت، ويعرفون بـ "أصحاب الطبيعة الواحدة".
- الملكانية: فرقة أخرى من النصارى، وهم أتباع ملك الروم، وهم يقولون: إن الله اسم لثلاثة معان، وإن المسيح له طبيعتان: طبيعة بشرية وطبيعة إلهية(ناسوت ولاهوت)
- التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، مج4، ج7، ص112: 117 بتصرف.
- في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، مصر، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج1، ص399، 400 بتصرف.
- في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، مصر، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج1، ص404، 405.