نص السؤال

دعوى أن في ضرب الله الأمثال بالشيء المحتقر كالبعوضة والذباب منقصة من قدره

عبارات مشابهة للسؤال

الإنسانُ لا يكونُ حُرًّا إلا إذا أنكَرَ وجودَ الله؛ فإنه ما دام يُثبِتُ وجودَ اللهِ، فلا بُدَّ مِن اتِّباعِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهيه.

الجواب التفصيلي

 دعوى أن في ضرب الله الأمثال بالشيء المحتقر كالبعوضة والذباب منقصةمن قدره(*)

مضمون الشبهة:

يعترض المنافقون والمشركون على بعض الأمثال التي ضربها الحق - عز وجل - ويقولون: الله أعلى وأجل من أن يضرب الأمثال بهذه الأشياء الصغيرة المحتقرة

قال سبحانه وتعالى:

(إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين)

(البقرة)

وجوه إبطال الشبهة:

1)  الله خالق كل شيء وهو أعلم بخلقه.

2)  الأمثال التي ضربها الله - عز وجل - تحمل الكثير من الحكم والمواعظ ومنها:

· ابتلاء من الله للناس لتمييز المصدقين من المكذبين.

·تقريب الفكرة إلى ذهن السامع.

·تمييز العالمين الذين يعقلونها من غيرهم.

·الاتعاظ والاعتبار.

3)  في الأشياء التي يظن أنها صغيرة وتافهة حكم عظيمة.

التفصيل:

أولا. الله خالق كل شيء وهو أعلم بخلقه:

لقد أنكر المشركون والمنافقون واليهود على الله - عز وجل - ضربه الأمثال بالمحقرات كالذباب والعنكبوت، محتجين بأنه لا يليق بالله - عز وجل - ضرب الأمثال بهذه الأشياء الحقيرة.

وقد دحض الله شبهتهم هذه، وأوضح أنه لا يستحي أن يمثل بأي شيء صغيرا كان أو كبيرا؛ لأن الله - عز وجل - خالق كل شيء، ولله في خلقه شئون،

وهو أعلم بمن خلق:

(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)

(الملك:14)

فيجعل ما شاء من المنفعة والفائدة فيما شاء ومن شاء من خلقه، ويضربه مثلا للناس يهتدون به، وليس هذا نقصا في جانب الألوهية فيستحيي من ضربه مثلا، بل إن من الكمال والفضل أن يجعل الله في المخلوقات الضعيفة والمحتقرة في العرف كالبعوض وغيره فوائد ومنافع.

قال الله تعالى رادا عليهم زعمهم وادعاءهم هذا:

(إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها)

(البقرة: ٢٦)

والبعوضة هي صغيرة البق، والمراد بـ (فما فوقها)؛ أي: ما هو أكبر منها، وقيل: ما دونها في الصغر.

ومعنى الآية: إنه تعالى لا يترك ضرب المثل بالبعوضة، ترك من يستحي أن يتمثل بها لحقارتها؛ أي لا يستصغر شيئا يضرب به مثلا، ولو كان في الحقارة والصغر كالبعوضة؛ فهو كما لا يستنكف[1] عن خلقها، لا يستنكف عن ضرب المثل بها، والأمر ليس مقصورا على البعوض فحسب، فقد ضرب الله المثل بالذباب والعنكبوت أيضا وذلك في قوله:

(يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب)

(الحج:73)

وقال سبحانه وتعالى:

(مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)

(العنكبوت:41)

وغير ذلك من أمثال الكتاب العزيز، فما استنكره السفهاء وأهل العناد والمراء، واستغربوه - من أن تكون المحقرات من الأشياء مضروبا بها المثل - ليس بموضع للاستنكار والاستغراب، فالتمثيل إنما يصار إليه لما فيه من كشف المعنى، ورفع الحجاب عن الغرض المطلوب، وتقريب المتوهم من المشاهد، فإن كان المتمثل له عظيما كان المتمثل به مثله، وإن كان حقيرا كان المتمثل به كذلك، فليس العظم والحقارة في المضروب به المثل، إلا أمرا تستدعيه حال المتمثل له ومن ثم يعمل الضارب للمثل على حسب تلك القضية، ألا ترى إلى الحق لما كان واضحا جليا أبلج[2]، كيف تمثل له بالضياء والنور؟ وإلى الباطل لما كان بضد صفته كيف تمثل له بالظلمة[3].

وهذا كله معلوم لدى القوم ولكنه العجز والعناد؛ إذ إن الآيات السابقة اشتملت على تحدي البلغاء بأن يأتوا بسورة من مثل القرآن، فلما عجزوا عن معارضة النظم سلكوا في المعارضة طريقة الطعن في المعاني فلبسوا على الناس بأن في القرآن من سخيف المعنى ما ينزه عنه كلام الله؛ ليصلوا بذلك إلى إبطال أن يكون القرآن من عند الله، وذلك بإلقاء الشك في نفوس المؤمنين، وبذر الخصيب في نفوس المشركين والمنافقين.

 واستنكار ضرب المثل بالذباب والعنكبوت وغير ذلك من الأشياء المحقرة إنما كان على لسان اليهود والمشركين؛ فاليهود قالوا ذلك حسدا وحقدا ومكابرة وتجاهلا؛ لأنهم كانوا أشد المعاندين، وقد شاع بينهم التشاؤم والغلو في الحذر من مدلولات الألفاظ، لذلك

قال سبحانه وتعالى:

(وما يضل به إلا الفاسقين (26) الذين ينقضون عهد الله)

(البقرة)

وهذه صفة اليهود، وأما مشركو العرب، فقد استنكروا ذلك مع علمهم بوقوع مثله في كلام بلغائهم، كقولهم: أجرأ من ذبابة، وأسمع من قراد، وأطيش من فراشة، وأضعف من بعوضة. وما ذلك إلا مكابرة ومعاندة، فإنهم لما غلبوا بالتحدي وعجزوا عن الإتيان بسورة من مثله تعلقوا في معاذيرهم بهذه السفاسف، والمكابر يقول ما لا يعتقد، والمحجوج المبهوت يستعوج المستقيم ويخفي الواضح[4].

ثانيا. فوائد ضرب الأمثال في القرآن:

1.    ابتلاء الناس لتمييز المصدقين من المكذبين: يوضح الله - عز وجل - أن ضرب الأمثال في القرآن صغيرها وكبيرها، إنما هو ابتلاء من الله للناس واختبار لهم؛ ليميز أهل الإيمان والتصديق من أهل الضلالة والكفر، فهو إضلال لقوم وهداية لآخرين،

قال سبحانه وتعالى:

(فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين)

(البقرة:26)

 فالمثل إذا جاء في كتاب الله - عز وجل - ازداد به المؤمن هداية وتوفيقا وإيمانا بإذن الله؛ حيث يصدقه المؤمن ويعلم أنه من عند الله، وأما الكافر والمنافق والفاسق، فإذا ضرب الله - عز وجل - المثل ارتاب فيه وتحير وتردد في أمره واعترض، فينصرف عن القرآن؛ فيصرف الله قلبه عنه،

كما قال سبحانه وتعالى:

(ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون)

(التوبة:127)

وبهذا يتضح خطأ قول المنافقين واليهود وقبح ما نطقوا به؛ إذ هو ضلال وفسق.

2.    تقريب الفكرة إلى ذهن السامع: بحيث يتصور أن هذا الأمر الذي يسمعه كأنه مجسد أمامه، فالأمثال تبرز المعقول في صورة المحسوس الذي يلمسه الناس فيتقبله العقل؛ لأن المعاني المعقولة تستقر في الذهن إذا صيغت في صورة حسية قريبة الفهم.

وهذا نراه كثيرا في القرآن الكريم والسنة النبوية، فكلما أراد الحق - سبحانه وتعالى - أن يبين شيئا ضرب له مثلا، وكلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يوضح شيئا لأصحابه أو لغيرهم ضرب لهم مثلا.

ومن ذلك ما ضربه الله مثلا لحال المنفق رياء؛ حيث لا يحصل من إنفاقه هذا على شيء من الثواب،

فقال سبحانه وتعالى:

(فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا)

(البقرة: ٢٦٤).

وهكذا تقرب الأمثال الفكرة إلى ذهن السامع وتكشف الحقائق وتعرض الغائب في معرض الحاضر،

كقوله سبحانه وتعالى:

(الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)

(البقرة: ٢٧٥)[5].

3. معرفة العالم والعاقل من غيره: فالذين يعقلون الأمثال هم العالمون،

قال سبحانه وتعالى:

(وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)

(العنكبوت:41)

وقال أيضا:

(وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)

(الحشر:21)

وقد كان بعض السلف يقول: إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي؛ لأن الله

قال:

(وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)

(العنكبوت:41)

فكونه لا يفهم المثل معناه أنه ليس من العالمين.

4.    ومن فوائد المثل أيضا أنه يضرب للعظة والتذكرة: فالأمثال أوقع في النفس وأبلغ في الوعظ وأقوى في الزجر، وأقوم في الإقناع، وقد أكثر الله - سبحانه وتعالى - من ذكر الأمثال في القرآن للتذكرة والعبرة،

قال سبحانه وتعالى:

(ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون)

(الزمر:27)

وقد تمثل النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه بكثير من الأمثال، واستعان بها الداعون إلى الله في كل عصر لنصرة الحق وإقامة الحجة، كما يستعين بها المربون ويتخذونها من وسائل الإيضاح والتشويق، كما يعدونها من وسائل التربية؛ حيث استخدامها في الترغيب أو التنفير، وفي المدح والذم[6].

فالمثل في كلام رب العالمين ليس نقصا في جانبه سبحانه وتعالى، وإنما هو حق؛ لأنه مبين للحق ومقرر له وسائق إلى الأخذ به بما له من التأثير في النفس، وذلك أن المعاني الكلية تعرض للذهن مجملة مبهمة؛ فيصعب عليه أن يحيط بها وينفذ فيها فيستخرج سرها، والمثل هو الذي يفصل إجمالها ويوضح إبهامها، فهو ميزان البلاغة وقسطاسها ومشكاة الهداية ونبراسها[7].

ثالثا. في الأشياء التي يظن أنها حقيرة وتافهة حكم عظيمة:

إن الله لا يضرب المثل بشيء تافه أو حقير كما يظن هؤلاء بنظرهم القاصر، ولو أنهم تفكروا في هذا المخلوق الضعيف لأبصروا فيه طلاقة قدرة الله تعالى التي لا حدود لها؛ ولبيان ذلك علينا أن ننظر إلى المثل الذي ضربه الله في

قوله سبحانه وتعالى:

(إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها)

(البقرة: ٢٦)

فالبعوضة قيل: هي صغيرة البق، وتطلق أيضا على الناموس المعروف عند الناس، والبق حيوان صغير شديد اللسع منتن الرائحة، ضعيف جدا قد يقتل بمجرد اللمس، ويكون بجدران بعض الدور وفي فرشها، وإذا ضغط عليه بضاغط انفجر دما، وهو من عجيب خلق الله عز وجل، فإنه في غاية الصغر، وله ست أرجل وأربعة أجنحة وذنب وخرطوم مجوف، وهو مع صغره يغوص خرطومه في جلد الفيل والجاموس والجمل فيبلغ منه الغاية، "فكان يجب أن يفطنوا إلى أن هذه البعوضة دقيقة الحجم خلقها معجزة؛ لأن هذا المخلوق الدقيق وضع الله - سبحانه وتعالى - فيه كل الأجهزة اللازمة له في حياته.. فالحق - سبحانه وتعالى - حينما ضرب المثل بالبعوضة فما فوقها؛ أي: بما هو أقل منها حجما أراد أن يلفتنا إلى دقة الخلق.. فكلما لطف الشيء وصغر حجمه احتاج إلى دقة الخلق"[8].

"فالله رب الصغير والكبير، وخالق النحلة والفيل، والمعجزة في البعوضة هي ذاتها المعجزة في الفيل: إنها معجزة الحياة.. معجزة السر المغلق الذي لا يعلمه إلا الله، على أن العبرة في المثل ليست في الحجم والشكل، إنما الأمثال أدوات للتنوير والتبصير، وليس في ضرب الأمثال ما يعاب وما من شأنه الاستحياء من ذكره، والله جلت حكمته يريد اختبار القلوب وامتحان النفوس"[9].

وعلى الرغم من أن الله - عز وجل - قد مثل بالذباب - وهو من أضعف مخلوقاته، فإن الإنسان يعجز عن مقاومته والانتصار منه لو سلبه شيئا،

قال سبحانه وتعالى:

(وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب)

(الحج:73)

وخلق الذباب مستحيل شأنه شأن خلق الجمل والفيل؛ لأن الذباب هو الآخر يحتوي على ذلك السر المعجز، سر الحياة فاستوى في استحالة خلقه مع غيره؛ ولكن الأسلوب القرآني المعجز يختار الذباب الحقير؛ لأن العجز عن خلقه يلقي في الحس ظل الضعف أكثر مما يلقيه العجز عن خلق الجمل والفيل، وذلك دون إخلال بالحقيقة في التعبير. وهذا من بدائع الأسلوب القرآني العجيب.. ثم يخطو القرآن خطوة أوسع في إبراز ضعفهم المزري: )وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه(، فالآلهة المدعاة لا تملك استنقاذ شيء من الذباب حين يسلبها إياه... وكم من شيء يسلبه الذباب من الناس، فلا يملكون رده. وقد اختير الذباب بالذات لأنه ضعيف محتقر، وهو في الوقت ذاته يحمل أخطر الأمراض ويسلب أغلى النفائس، يسلب العيون والجوارح، وقد يسلب الحياة والأرواح.. إنه يحمل ميكروب السل والتيفود والدوسنتاريا والرمد.

ويسلب ما لا سبيل إلى استنقاذه وهو الضعيف الصغير... ولو قال: وإن تسلبهم السباع شيئا لا يستنقذوه منها؛ لأوحى ذلك بالقوة أمام الضعف، والسباع لا تسلب شيئا أعظم مما يسلبه الذباب، ولكنه الأسلوب القرآني العجيب الذي بين ضعف كل،

قال تعالى:

(ضعف الطالب والمطلوب (73) ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز (74)

(الحج)[10].

ثم انظر مثلا إلى الأموال الطائلة التي تنفق في مكافحة هذه البعوضة وغيرها مما هو أصغر حجما منها، ومع ذلك لم يستطع المسئولون بأجهزتهم وأموالهم ووسائلهم القضاء عليها، فهل بعد ذلك ينكر هؤلاء المنافقون والمشركون واليهود ضرب الأمثال في القرآن الكريم؟!

الخلاصة:

·المولى - عز وجل - هو الخالق لكل شيء، وهو أعلم بما يصلح هذا الخلق وما يفسده، وفي خلق الأشياء التي يظن أنها حقيرة وتافهة حكم عظيمة.

·الأمثال التي ضربها الله - عز وجل - في القرآن تحمل الكثير من الحكم والمواعظ، ومن ذلك:

.الاتعاظ وتقريب الفكرة وتمييز العالمين الذين يعقلونها من غيرهم.

.تمييز أهل التصديق من أهل التكذيب ساعة ابتلاء الله للناس.

.بيان طلاقة قدرة الله - عز وجل - التي لا حدود لها.

المراجع

  1. (*) الآيات التي ورد فيها الرد على الشبهة: (البقرة/ 26، العنكبوت/ 43، الحج/ 73، الحشر/ 21).
  2. يستنكف: يمتنع أنفة وحمية واستكبارا. 
  3. أبلج: بيين سافر، وفي المثل: الحق أبلج والباطل لجلج. 
  4. محاسن التأويل، القاسمي، دار الحديث، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م، ج1، ص307. 
  5.  التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، مج1، ج1، ص357: 359 بتصرف. 
  6. مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، مكتبة وهبة، القاهرة، ط13، 1425هـ/ 2004م، ص281. 
  7. مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، مكتبة وهبة، القاهرة، ط13، 1425هـ/ 2004م، ص283. 
  8.  تفسير المنار، محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت، ط2، ج1، ص227 وما بعدها. 
  9.  تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، أخبار اليوم، القاهرة، ط1، 1999م، ج1، ص211 بتصرف. 
  10.  في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، مصر، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج1، ص50 بتصرف. 
  11.  في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، مصر، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج4، ص2444 بتصرف.