نص السؤال
المصدر: شبهات المشككين في الإسلام
الجواب التفصيلي
التشكيك في صحة قصة نوح - عليه السلام - في القرآن (*)
مضمون الشبهة:
يشكك بعض المتوهمين في قصة نوح - عليه السلام - التي جاء ذكرها في القرآن الكريم؛ إذ يصفونها بالاضطراب، لأنه يذكر مرة أنه نجى نوحا وأهله في
قوله سبحانه وتعالى:
(ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم)
(الأنبياء)
ثم يذكر القرآن أن أحد أبناء نوح كان مصيره الغرق؛ وذلك في
قوله سبحانه وتعالى:
(قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين)
(هود:43)
وجه إبطال الشبهة:
ذكر القرآن الكريم أن الله تعالى نجى نوحا - عليه السلام - ومن آمن معه من أهله وقومه استجابة لدعوته عليه السلام، وأما الكافرون فالهلاك والغرق كان مصيرهم، وإن كانوا من أهله، ولا اضطراب ولا تناقض فيما أخبر به القرآن بشأن نوح - عليه السلام - وقصته.
التفصيل:
لم يقل القرآن الكريم إن أهل نوح - عليه السلام - نجوا جميعا، وذكره في بعض الآيات أن أهله نجوا لا يتنافى مع ذكره أن بعض أهله لم ينج،
قال سبحانه وتعالى:
(ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم)
(الأنبياء:76)
قال سبحانه وتعالى:
(ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون (75) ونجيناه وأهله من الكرب العظيم (76)
(الصافات)
وقال سبحانه وتعالى:
(ثم أغرقنا الآخرين)
(الصافات:82)
قال سبحانه وتعالى:
(حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل)
(هود:40)
وذكر القرآن أن من الذين لم يؤمنوا به ولم يتبعوه، ابنه وزوجته
قال سبحانه وتعالى:
(وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)
(هود:42)
قال سبحانه وتعالى:
(قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين)
(هود:43)
فالقرآن يفسر بعضه بعضا. والمطلق فيه يحمل على المقيد فلا تناقض إذن، فأهل نوح هم المتقون الذين آمنوا به، ومن لم يؤمن به - ولو كان ابنه - لم يستحق أن ينسب إليه
قال سبحانه وتعالى:
(قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين)
(هود:47)
ونسبة الإيمان تجعل من صاحبها أهلا للنبي، وإن لم يكن بينه وبين النبي نسب.
استجاب الله - عزوجل - لدعوة نبيه نوح - عليه السلام - ونجاته وأهله من الكرب العظيم:
قال سبحانه وتعالى:
(ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم)
(الأنبياء:76)
يخبر الله تعالى عن استجابته لعبده ورسوله نوح - عليه السلام - حين دعا من قبل إبراهيم ولوط ومحمد - عليهم أفضل الصلاة والسلام - أن يهلك الله قومه الذين كذبوا الله فيما توعدهم به من وعيد، وكذبوه فيما أتاهم به من الحق من عند ربه
قال سبحانه وتعالى:
(وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا)
(نوح:26)
(فاستجبنا له) دعاءه (ونجيناه وأهله) يعني بأهله أهل الإيمان من ولده وحلائلهم: )من الكرب العظيم (76)( أي العذاب الذي حل[1] بالمكذبين من الطوفان والغرق،
وقال سبحانه وتعالى:
(ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين)
(الأنبياء:77)
أي ونصرنا نوحا - عليه السلام - على القوم الذين كذبوا بحججنا وأدلتنا فأنجيناه منهم فأغرقناهم أجمعين إنهم كانوا قوم سوء، أي: يسيئون الأعمال فيعصون الله ويخالفون أمره[2].
الخلاصة:
·ذكر القرآن الكريم أهل نوح - عليه السلام - الحقيقيين وهم من آمن به، أما من انقطعت صلة الإيمان عنهم؛ فلا يستحقون أن ينسبوا إليه، أو أن يكونوا من أهله، قال سبحانه وتعالى: )ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم (76)( (الأنبياء). وقال سبحانه وتعالى: )قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين (46)( (هود). فنسبة الإيمان تجعل من صاحبها أهلا للنبي وإن لم يكن بينه وبين النبي نسب.
· استجاب الله - عزوجل - لدعوة نبيه نوح - عليه السلام - ونجاه وأهله من الكرب العظيم، )ونجيناه وأهله من الكرب العظيم (76)( (الصافات)، وقال سبحانه وتعالى: )ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين (77)( (الأنبياء)، أي: ونصرنا نوحا - عليه السلام - على القوم الذين كذبوا بحججنا وأدلتنا فأنجيناه منهم وأغرقناهم أجمعين إنهم كانوا قوم سوء فاسقين.
المراجع
- (*) Ebnmaryam.com. [1]. حل: نزل بهم.
- عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص258.
- وانظر: قصص الأنبياء، محمد متولي الشعراوي، دار القدس، القاهرة، ط1، 2006م ، ص26: 36.
- النبوة والأنبياء، محمد علي الصابوني، دار الصابوني، مكة المكرمة، 1390هـ، ص133: 144.
الجواب التفصيلي
التشكيك في صحة قصة نوح - عليه السلام - في القرآن (*)
مضمون الشبهة:
يشكك بعض المتوهمين في قصة نوح - عليه السلام - التي جاء ذكرها في القرآن الكريم؛ إذ يصفونها بالاضطراب، لأنه يذكر مرة أنه نجى نوحا وأهله في
قوله سبحانه وتعالى:
(ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم)
(الأنبياء)
ثم يذكر القرآن أن أحد أبناء نوح كان مصيره الغرق؛ وذلك في
قوله سبحانه وتعالى:
(قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين)
(هود:43)
وجه إبطال الشبهة:
ذكر القرآن الكريم أن الله تعالى نجى نوحا - عليه السلام - ومن آمن معه من أهله وقومه استجابة لدعوته عليه السلام، وأما الكافرون فالهلاك والغرق كان مصيرهم، وإن كانوا من أهله، ولا اضطراب ولا تناقض فيما أخبر به القرآن بشأن نوح - عليه السلام - وقصته.
التفصيل:
لم يقل القرآن الكريم إن أهل نوح - عليه السلام - نجوا جميعا، وذكره في بعض الآيات أن أهله نجوا لا يتنافى مع ذكره أن بعض أهله لم ينج،
قال سبحانه وتعالى:
(ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم)
(الأنبياء:76)
قال سبحانه وتعالى:
(ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون (75) ونجيناه وأهله من الكرب العظيم (76)
(الصافات)
وقال سبحانه وتعالى:
(ثم أغرقنا الآخرين)
(الصافات:82)
قال سبحانه وتعالى:
(حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل)
(هود:40)
وذكر القرآن أن من الذين لم يؤمنوا به ولم يتبعوه، ابنه وزوجته
قال سبحانه وتعالى:
(وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)
(هود:42)
قال سبحانه وتعالى:
(قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين)
(هود:43)
فالقرآن يفسر بعضه بعضا. والمطلق فيه يحمل على المقيد فلا تناقض إذن، فأهل نوح هم المتقون الذين آمنوا به، ومن لم يؤمن به - ولو كان ابنه - لم يستحق أن ينسب إليه
قال سبحانه وتعالى:
(قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين)
(هود:47)
ونسبة الإيمان تجعل من صاحبها أهلا للنبي، وإن لم يكن بينه وبين النبي نسب.
استجاب الله - عزوجل - لدعوة نبيه نوح - عليه السلام - ونجاته وأهله من الكرب العظيم:
قال سبحانه وتعالى:
(ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم)
(الأنبياء:76)
يخبر الله تعالى عن استجابته لعبده ورسوله نوح - عليه السلام - حين دعا من قبل إبراهيم ولوط ومحمد - عليهم أفضل الصلاة والسلام - أن يهلك الله قومه الذين كذبوا الله فيما توعدهم به من وعيد، وكذبوه فيما أتاهم به من الحق من عند ربه
قال سبحانه وتعالى:
(وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا)
(نوح:26)
(فاستجبنا له) دعاءه (ونجيناه وأهله) يعني بأهله أهل الإيمان من ولده وحلائلهم: )من الكرب العظيم (76)( أي العذاب الذي حل[1] بالمكذبين من الطوفان والغرق،
وقال سبحانه وتعالى:
(ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين)
(الأنبياء:77)
أي ونصرنا نوحا - عليه السلام - على القوم الذين كذبوا بحججنا وأدلتنا فأنجيناه منهم فأغرقناهم أجمعين إنهم كانوا قوم سوء، أي: يسيئون الأعمال فيعصون الله ويخالفون أمره[2].
الخلاصة:
·ذكر القرآن الكريم أهل نوح - عليه السلام - الحقيقيين وهم من آمن به، أما من انقطعت صلة الإيمان عنهم؛ فلا يستحقون أن ينسبوا إليه، أو أن يكونوا من أهله، قال سبحانه وتعالى: )ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم (76)( (الأنبياء). وقال سبحانه وتعالى: )قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين (46)( (هود). فنسبة الإيمان تجعل من صاحبها أهلا للنبي وإن لم يكن بينه وبين النبي نسب.
· استجاب الله - عزوجل - لدعوة نبيه نوح - عليه السلام - ونجاه وأهله من الكرب العظيم، )ونجيناه وأهله من الكرب العظيم (76)( (الصافات)، وقال سبحانه وتعالى: )ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين (77)( (الأنبياء)، أي: ونصرنا نوحا - عليه السلام - على القوم الذين كذبوا بحججنا وأدلتنا فأنجيناه منهم وأغرقناهم أجمعين إنهم كانوا قوم سوء فاسقين.
المراجع
- (*) Ebnmaryam.com. [1]. حل: نزل بهم.
- عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص258.
- وانظر: قصص الأنبياء، محمد متولي الشعراوي، دار القدس، القاهرة، ط1، 2006م ، ص26: 36.
- النبوة والأنبياء، محمد علي الصابوني، دار الصابوني، مكة المكرمة، 1390هـ، ص133: 144.