نص السؤال

ادعاء أن ناقة صالح - عليه السلام - خرافة تتنافى مع العقل

المصدر: شبهات المشككين في الإسلام

الجواب التفصيلي

ادعاء أن ناقة صالح - عليه السلام - خرافة تتنافى مع العقل(*)

مضمون الشبهة:

يدعي بعض المتوهمين أن ناقة صالح - عليه السلام - خرافة غير معقولة؛ فليس من العقل أن تلد الصخرة ناقة تشرب كل ماء البئر ليوم كامل، ثم تسقي كل أهل المدينة من لبنها، ويرمون من وراء ذلك إلى التشكيك في معجزة صالح - عليه السلام - التي أيده الله تعالى بها وإنكار نبوته عليه السلام.

وجوه إبطال الشبهة:

1) ناقة صالح - عليه السلام - معجزة إلهية، والله - عزوجل - يؤيد رسله بالمعجزات، فلم العجب والمؤيد هو الله عزوجل؟

2) المعجزة أمر خارق للعادة، وهذا ما حدث في قصة الناقة، وهي كغيرها من معجزات الأنبياء، مثل إحياء الموتى وخلق الطائر الناتج عن النفخ فيه، وهما معجزتان لعيسى عليه السلام، ومثل تفجير الحجر عيونا وفلق البحر، وهما معجزتان لموسى عليه السلام.

3) التشكيك في معجزة صالح - عليه السلام - التي أيده الله بها مرده القصور في عقول المنكرين، ولو نظروا في الكون لأبصروا العجب العجاب، والتقدم العلمي الحديث خير دليل على قدرة الله تعالى.

التفصيل:

أولا. الناقة معجزة إلهية، والله يؤيد رسله بالمعجزات، فمن أين العجب والمؤيد هو الله عزوجل؟

إن الله - سبحانه وتعالى - يؤيد رسله بالمعجزة؛ فالرسل مبعوثون من قبله تعالى إلى الناس، ودعواهم النبوة ليست دعاوى معتاده؛ لأن رسالتهم أتت من مصدر سماوي، وليس من مصدر أرضي معتاد؛ لذا كان لا بد من معجزة تؤيدهم فيما يقولون، وتدل على صدقهم؛ فأيدهم الله - سبحانه وتعالى - بهذه المعجزات؛ لتكون برهانا واضحا على صدقهم، وحتى لا يجد الجاحد سبيلا إلا الإيمان

قال سبحانه وتعالى:

(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)

(الحج:46)

ومن هنا عرف العلماء المعجزة: بأنها أمر خارق للعادة، يظهره الله على يد من اصطفاه تصديقا له في دعوته، ولما كانت المعجزة فعلا من أفعال الله - عزوجل - فأي استحالة في وقوعها؟ إن وقوع المعجزة ليس أعجب من خلق السماوات والأرض وما فيها، وليس بأعجب من خلق الحياة المتجددة كل يوم.

وأي عجب في أن تخرج ناقة من صخرة على سبيل خرق العادة، ونحن نرى الكائنات الحية كالديدان تخرج من موات؟ ألا يقلب المرء صخرة أو يشق تمرة أو يقطع عودا من أعواد النبات، أو يضرب الأرض بفأس أو يشقها بمجراف فيجد في داخل هذه الأشياء ديدانا، وكائنات حية تخلقت من داخلها، ولم تأت في بدء أمرها من زوجين اثنين؟ إن الذي أوجد هذه الكائنات الحية الدقيقة في هذه الجمادات والنباتات، هو الذي يوجد كائنا حيا من صخرة، وليس في قدرته كبير وصغير، ومعلوم لدى العلماء أن الإعجاز والدقة في الكائن الصغير، لا تقل درجته عن الإعجاز والدقة في الكائن الكبير.

ومتى كان الشيء الغريب المخالف للمألوف مدعاة للحكم عليه بالاستحالة العقلية؟ إننا لو سلمنا بهذا؛ لحكمنا بالاستحالة العقلية على ما لم نألفه، بل لما ثبت شيء في الوجود أصلا!!، إذ كل واحد منا يعتاد أشياء لا يعتادها ولا يألفها الآخرون، وهكذا ينتهي بنا إنكار غير المألوف إلى إنكار كل شيء، فوجب علينا أن نثق ونؤمن بقصة الناقة؛ لأنها من فعل الله عزوجل.

ثانيا. الناقة معجزة الله تعالى لنبي الله صالح - عليه السلام - جاءت آية على صدق نبوته:

إن الله يؤيد أنبياءه بالبينات، والبينة هي: الدليل على الصدق في البلاغ عن الله تعالى، كما أنه - عزوجل - يؤيدهم بالمعجزات والمعجزة هي الأمر الخارق للعادة.

والله قد أيد صالحا - عليه السلام - بالناقة؛ فحين قام سيدنا صالح - عليه السلام - بدعوته، تحداه السادة من قومه، وقالوا: نقف نحن وأنت، نستنجد نحن بآلهتنا، وأنت تستنجد بإلهك، فإن غلبت آلهتنا تتبعنا، وإن غلب إلهك نتبعك، وجلسوا يدعون آلهتهم، فلم يحدث شيء من تلك الآلهة وهنا قالوا لسيدنا صالح: إن كنت صادقا في دعوتك، فهذه صخرة منفردة أمامك في الجبل، اسمها "الكاثبة" فليخرج ربك لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء كالبخت - أحسن أنواع الإبل - فدعا الله عزوجل، وانشقت الصخرة عن الناقة، وخروج الناقة من الصخرة لا يدع مجالا للشك في أنها آية من الله ظهرت أمامهم.

إنها البينة الواضحة لقد انشقت الصخرة عن الناقة، ووجدوها ناقة عشراء، وبراء - أي كثيرة الوبرـ يتحرك جنينها بين جنبيها، تم أخذها المخاض، فولدت فصيلا، وهكذا تتأكد الآية بدون أن يجرؤ أحد على التشكيك فيها[1].

قال تعالى:

(وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم)

(الأعراف:73)

وهي كغيرها من معجزات الأنبياء، مثل: إحياء الموتى، وخلق الطائر الناتج عن النفخ فيه وهما معجزتان لعيسى عليه السلام، ومثل: تفجير الحجر عيونا، وفلق البحر وهما معجزتان لموسى عليه السلام، وغير ذلك من معجزات الرسل، وإذا كان النصارى قد اغتروا بما أجرى الله على يد عيسى - عليه السلام - من معجزات، وبالغوا في ذلك حتى جعلوه إلها بسببها، فلم ينكرونها في حق نبي الله صالح عليه السلام، وهو رسول مثل عيسى - عليه السلام - صدقه الله بمعجزة الناقة؟!

وهل يقبل من كل أحد إنكاره - بلا دليل - معجزة من المعجزات أو كرامة من الكرامات، ويقول: إنها خرافة من الخرافات، لا لشيء إلا لأنها استحالت في عقله القاصر؟

ثالثا. التشكيك في معجزة صالح - عليه السلام - ناتج عن ضيق أفق هؤلاء المنكرين، وعجزهم عن إدراك الأمور على حقيقتها:

فلو نظروا في الكون لوجدوا أشياء كثيرة كنا نعدها مستحيلة ولكنها الآن متاحة، وهذا من فعل البشر، وهم عاجزون، فما بالك بفعل الله - عزوجل - القادر العلي المتعال.

إننا نرى اليوم أجهزة تتحدث، ولو كان هذا في زمن السابقين لحكموا على ما يرونه أمامهم بأنه ضرب من السحر.

ولا سبيل إلى إنكار معجزة صالح عليه السلام؛ لأن ما يثبت من معجزات الأنبياء كمعجزة عيسى - عليه السلام - يثبت لمعجزة صالح - عليه السلام - وغيره من الأنبياء - عليهم السلام - أجمعين، فإذا كان هناك من يشكك في معجزة الناقة، ويؤمن بمعجزة إحياء الموتى لعيسى عليه السلام، فإن هذا مما يتنافى مع العقل السليم ويدخل في باب الإيمان بالهوى

قال تعالى:

(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)

(البقرة: 85).

الخلاصة:

·إن معجزة الناقة كانت تأييدا من الله - عزوجل - لنبيه صالح عليه السلام، فكيف يكون العجب، والصانع هو الله عزوجل؟ أليس الله بقادر على كل شيء؟! وهو الذي خلق السماوات والأرض والجبال والأنهار، فمن ينكر خلق الناقة - وهي من فعل الله عزوجل - فهل يستطيع أن ينكر باقي أفعاله تبارك وتعالى؟ إنه في هذه الحالة سينكر وجود نفسه ولن يستطيع، فتثبت المعجزة لسيدنا صالح عليه السلام؛ لأنها فعل من أفعال الله تعالى، وقوعها ليس بأعجب من خلق السماوات والأرض وما فيها، وليس بأعجب من خلق الإنسان، كما أنه سبحانه هو الذي خلق أول ناقة، أليس بقادر على إخراج ناقة من الصخرة؟

·هل يقبل قول كل من ينكر شيئا - بغير دليل - لمجرد الإنكار والحكم بالخرافة؟ ولو كان ذلك مقبولا؛ لأدخلنا في نفق مظلم من الخرافات التي لا نهاية لها. ولكننا نذكر هؤلاء المنكرين بمقولة هي: إذا كنت مدعيا فأين الدليل، وإلا فكلامك محض افتراء لا فائدة منه.

·إن التطور العلمي في شتى المجالات، في عصرنا الحاضر ولا سيما في وسائل المواصلات والاتصالات لحري بأن يذهب بالألباب، وتنكره العقول لو كان في زمان الأولين، الذين لم يعهدوا مثل هذا قط، ولا خطر على بالهم طرفة عين، وليس ذلك إلا لقصور عقولهم عن تقدم البشر، فما بالنا بفعل الله - عزوجل - الذي خلق هؤلاء البشر؟

المراجع

  1. (*) موقع الكلمة. www.alkalema.net [1].
  2.  تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، أخبار اليوم، القاهرة، ط1، 1999م، ج7، ص4217، 4218.

الجواب التفصيلي

ادعاء أن ناقة صالح - عليه السلام - خرافة تتنافى مع العقل(*)

مضمون الشبهة:

يدعي بعض المتوهمين أن ناقة صالح - عليه السلام - خرافة غير معقولة؛ فليس من العقل أن تلد الصخرة ناقة تشرب كل ماء البئر ليوم كامل، ثم تسقي كل أهل المدينة من لبنها، ويرمون من وراء ذلك إلى التشكيك في معجزة صالح - عليه السلام - التي أيده الله تعالى بها وإنكار نبوته عليه السلام.

وجوه إبطال الشبهة:

1) ناقة صالح - عليه السلام - معجزة إلهية، والله - عزوجل - يؤيد رسله بالمعجزات، فلم العجب والمؤيد هو الله عزوجل؟

2) المعجزة أمر خارق للعادة، وهذا ما حدث في قصة الناقة، وهي كغيرها من معجزات الأنبياء، مثل إحياء الموتى وخلق الطائر الناتج عن النفخ فيه، وهما معجزتان لعيسى عليه السلام، ومثل تفجير الحجر عيونا وفلق البحر، وهما معجزتان لموسى عليه السلام.

3) التشكيك في معجزة صالح - عليه السلام - التي أيده الله بها مرده القصور في عقول المنكرين، ولو نظروا في الكون لأبصروا العجب العجاب، والتقدم العلمي الحديث خير دليل على قدرة الله تعالى.

التفصيل:

أولا. الناقة معجزة إلهية، والله يؤيد رسله بالمعجزات، فمن أين العجب والمؤيد هو الله عزوجل؟

إن الله - سبحانه وتعالى - يؤيد رسله بالمعجزة؛ فالرسل مبعوثون من قبله تعالى إلى الناس، ودعواهم النبوة ليست دعاوى معتاده؛ لأن رسالتهم أتت من مصدر سماوي، وليس من مصدر أرضي معتاد؛ لذا كان لا بد من معجزة تؤيدهم فيما يقولون، وتدل على صدقهم؛ فأيدهم الله - سبحانه وتعالى - بهذه المعجزات؛ لتكون برهانا واضحا على صدقهم، وحتى لا يجد الجاحد سبيلا إلا الإيمان

قال سبحانه وتعالى:

(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)

(الحج:46)

ومن هنا عرف العلماء المعجزة: بأنها أمر خارق للعادة، يظهره الله على يد من اصطفاه تصديقا له في دعوته، ولما كانت المعجزة فعلا من أفعال الله - عزوجل - فأي استحالة في وقوعها؟ إن وقوع المعجزة ليس أعجب من خلق السماوات والأرض وما فيها، وليس بأعجب من خلق الحياة المتجددة كل يوم.

وأي عجب في أن تخرج ناقة من صخرة على سبيل خرق العادة، ونحن نرى الكائنات الحية كالديدان تخرج من موات؟ ألا يقلب المرء صخرة أو يشق تمرة أو يقطع عودا من أعواد النبات، أو يضرب الأرض بفأس أو يشقها بمجراف فيجد في داخل هذه الأشياء ديدانا، وكائنات حية تخلقت من داخلها، ولم تأت في بدء أمرها من زوجين اثنين؟ إن الذي أوجد هذه الكائنات الحية الدقيقة في هذه الجمادات والنباتات، هو الذي يوجد كائنا حيا من صخرة، وليس في قدرته كبير وصغير، ومعلوم لدى العلماء أن الإعجاز والدقة في الكائن الصغير، لا تقل درجته عن الإعجاز والدقة في الكائن الكبير.

ومتى كان الشيء الغريب المخالف للمألوف مدعاة للحكم عليه بالاستحالة العقلية؟ إننا لو سلمنا بهذا؛ لحكمنا بالاستحالة العقلية على ما لم نألفه، بل لما ثبت شيء في الوجود أصلا!!، إذ كل واحد منا يعتاد أشياء لا يعتادها ولا يألفها الآخرون، وهكذا ينتهي بنا إنكار غير المألوف إلى إنكار كل شيء، فوجب علينا أن نثق ونؤمن بقصة الناقة؛ لأنها من فعل الله عزوجل.

ثانيا. الناقة معجزة الله تعالى لنبي الله صالح - عليه السلام - جاءت آية على صدق نبوته:

إن الله يؤيد أنبياءه بالبينات، والبينة هي: الدليل على الصدق في البلاغ عن الله تعالى، كما أنه - عزوجل - يؤيدهم بالمعجزات والمعجزة هي الأمر الخارق للعادة.

والله قد أيد صالحا - عليه السلام - بالناقة؛ فحين قام سيدنا صالح - عليه السلام - بدعوته، تحداه السادة من قومه، وقالوا: نقف نحن وأنت، نستنجد نحن بآلهتنا، وأنت تستنجد بإلهك، فإن غلبت آلهتنا تتبعنا، وإن غلب إلهك نتبعك، وجلسوا يدعون آلهتهم، فلم يحدث شيء من تلك الآلهة وهنا قالوا لسيدنا صالح: إن كنت صادقا في دعوتك، فهذه صخرة منفردة أمامك في الجبل، اسمها "الكاثبة" فليخرج ربك لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء كالبخت - أحسن أنواع الإبل - فدعا الله عزوجل، وانشقت الصخرة عن الناقة، وخروج الناقة من الصخرة لا يدع مجالا للشك في أنها آية من الله ظهرت أمامهم.

إنها البينة الواضحة لقد انشقت الصخرة عن الناقة، ووجدوها ناقة عشراء، وبراء - أي كثيرة الوبرـ يتحرك جنينها بين جنبيها، تم أخذها المخاض، فولدت فصيلا، وهكذا تتأكد الآية بدون أن يجرؤ أحد على التشكيك فيها[1].

قال تعالى:

(وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم)

(الأعراف:73)

وهي كغيرها من معجزات الأنبياء، مثل: إحياء الموتى، وخلق الطائر الناتج عن النفخ فيه وهما معجزتان لعيسى عليه السلام، ومثل: تفجير الحجر عيونا، وفلق البحر وهما معجزتان لموسى عليه السلام، وغير ذلك من معجزات الرسل، وإذا كان النصارى قد اغتروا بما أجرى الله على يد عيسى - عليه السلام - من معجزات، وبالغوا في ذلك حتى جعلوه إلها بسببها، فلم ينكرونها في حق نبي الله صالح عليه السلام، وهو رسول مثل عيسى - عليه السلام - صدقه الله بمعجزة الناقة؟!

وهل يقبل من كل أحد إنكاره - بلا دليل - معجزة من المعجزات أو كرامة من الكرامات، ويقول: إنها خرافة من الخرافات، لا لشيء إلا لأنها استحالت في عقله القاصر؟

ثالثا. التشكيك في معجزة صالح - عليه السلام - ناتج عن ضيق أفق هؤلاء المنكرين، وعجزهم عن إدراك الأمور على حقيقتها:

فلو نظروا في الكون لوجدوا أشياء كثيرة كنا نعدها مستحيلة ولكنها الآن متاحة، وهذا من فعل البشر، وهم عاجزون، فما بالك بفعل الله - عزوجل - القادر العلي المتعال.

إننا نرى اليوم أجهزة تتحدث، ولو كان هذا في زمن السابقين لحكموا على ما يرونه أمامهم بأنه ضرب من السحر.

ولا سبيل إلى إنكار معجزة صالح عليه السلام؛ لأن ما يثبت من معجزات الأنبياء كمعجزة عيسى - عليه السلام - يثبت لمعجزة صالح - عليه السلام - وغيره من الأنبياء - عليهم السلام - أجمعين، فإذا كان هناك من يشكك في معجزة الناقة، ويؤمن بمعجزة إحياء الموتى لعيسى عليه السلام، فإن هذا مما يتنافى مع العقل السليم ويدخل في باب الإيمان بالهوى

قال تعالى:

(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)

(البقرة: 85).

الخلاصة:

·إن معجزة الناقة كانت تأييدا من الله - عزوجل - لنبيه صالح عليه السلام، فكيف يكون العجب، والصانع هو الله عزوجل؟ أليس الله بقادر على كل شيء؟! وهو الذي خلق السماوات والأرض والجبال والأنهار، فمن ينكر خلق الناقة - وهي من فعل الله عزوجل - فهل يستطيع أن ينكر باقي أفعاله تبارك وتعالى؟ إنه في هذه الحالة سينكر وجود نفسه ولن يستطيع، فتثبت المعجزة لسيدنا صالح عليه السلام؛ لأنها فعل من أفعال الله تعالى، وقوعها ليس بأعجب من خلق السماوات والأرض وما فيها، وليس بأعجب من خلق الإنسان، كما أنه سبحانه هو الذي خلق أول ناقة، أليس بقادر على إخراج ناقة من الصخرة؟

·هل يقبل قول كل من ينكر شيئا - بغير دليل - لمجرد الإنكار والحكم بالخرافة؟ ولو كان ذلك مقبولا؛ لأدخلنا في نفق مظلم من الخرافات التي لا نهاية لها. ولكننا نذكر هؤلاء المنكرين بمقولة هي: إذا كنت مدعيا فأين الدليل، وإلا فكلامك محض افتراء لا فائدة منه.

·إن التطور العلمي في شتى المجالات، في عصرنا الحاضر ولا سيما في وسائل المواصلات والاتصالات لحري بأن يذهب بالألباب، وتنكره العقول لو كان في زمان الأولين، الذين لم يعهدوا مثل هذا قط، ولا خطر على بالهم طرفة عين، وليس ذلك إلا لقصور عقولهم عن تقدم البشر، فما بالنا بفعل الله - عزوجل - الذي خلق هؤلاء البشر؟

المراجع

  1. (*) موقع الكلمة. www.alkalema.net [1].
  2.  تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، أخبار اليوم، القاهرة، ط1، 1999م، ج7، ص4217، 4218.