نص السؤال

هل ضاع شيءٌ مِن القرآنِ الذي سَمِعَهُ الصحابةُ مِن النبيِّ ﷺ؛ بسببِ جمعِ عثمانَ للقرآن؟

المؤلف: باحثو مركز أصول

المصدر: مركز أصول

عبارات مشابهة للسؤال

ألم يكن في إلزامِ عثمانَ للصحابةِ بمصحَفٍ واحدٍ، وتركِ ما بأيديهم، تركٌ لما سَمِعوهُ مِن النبيِّ على أنه قرآن؟

الجواب التفصيلي

جَمْعُ القرآنِ على مصحفٍ واحدٍ إنما كان لمصلحةٍ عظيمةٍ، ونحن مأمورونَ باتِّباعِ السابِقين مِن الصحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم، الذين زكَّاهم اللهُ تعالى، الذي يَعلَمُ مستقبَلَهم، وما سيقومون به.

ويُمكِنُ الجوابُ عن هذه الدعوى مِن وجهَيْن:

الوجهُ الأوَّلُ: ما كان الصحابةُ رضوانُ اللهِ عليهم، والذين عُرِفَ عنهم تضحيتُهم بأرواحِهم مِن أجلِ دِينِ اللهِ وكتابِه، لِيَسْكُتوا - أبدًا - لو أن أحدًا منهم أتى برأيٍ فيه ضرَرٌ على القرآنِ الكريمِ، حتى ولو كان عثمانَ رضيَ اللهُ عنه؛ فهم لم يكونوا يَخشَوْنَ في اللهِ لَوْمةَ لائمٍ.

فكيف لو عَرَفْنا أن قرارَ الجَمْعِ أصلًا، لم ينفرِدْ به عثمانُ وَحْدَه، وإنما تسرُدُ الوقائعُ التاريخيَّةُ: أن الفِكْرةَ كانت فِكْرةَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنه، ثم استشار عثمانُ جمعًا مِن الصحابةِ الأمناءِ العدولِ في ذلك، واقترَحَ أن يَتِمَّ جمعُ المسلِمينَ على مصحفٍ واحدٍ، فلم تأخُذْ تلك الفكرةُ طريقَها للتنفيذِ إلا بعد موافَقةِ أولئك الصحابةِ، وإقرارِهم بصوابِها.

فاختار عثمانُ رضيَ اللهُ عنه جماعةً مِن الصحابة؛ ليقوموا بتلك المهمَّةِ العظيمةِ، وكان دَوْرُهُ الإشرافَ عليهم فقطْ، وبعد استلامِ الصُّحُفِ التي كُتِبَتْ في عهدِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضيَ اللهُ عنه، مِن أمِّ المؤمِنين حفصةَ رضيَ اللهُ عنها -: بدَأتْ عمليَّةُ توحيدِها في مصحفٍ واحد.

وتميَّزَتْ تلك العمليَّةُ بعدَّةِ مَزَايا؛ منها:

- أن يقتصِرَ الجمعُ على ما ثبَتَ في العَرْضةِ الأخيرة.

- عدمُ جَمْعِ ما نُسِخَتْ تلاوتُه.

- جميعُ مَن شَهِدَ الجمعَ مِن الصحابةِ شارَكوا فيه.

- يدخُلُ في الجمعِ ما ثبَتَ بالتواتُرِ فحَسْبُ، وأُهمِلَتْ رواياتُ الآحاد.

- تَمَّ ترتيبُ السُّوَرِ والآياتِ على الصورةِ التي لدينا الآنَ.

وغيرُ ذلك مِن المزايا التي جعَلتْ ذلك العمَلَ مِن أهمِّ الأعمالِ وأكثَرِها قِيمةً في تاريخِ الإسلام.

الوجهُ الثاني: بعد انتشارِ الإسلامِ، واتِّساعِ رُقْعةِ البلادِ الإسلاميَّةِ: توزَّع حُفَّاظُ القرآنِ مِن الصحابةِ في كلِّ أرجاءِ الدولةِ الإسلاميَّةِ؛ ينشُرون العِلمَ بين الناسِ، ويعلِّمونهم القرآنَ؛ فتعلَّم الناسُ القرآنَ بقراءةِ الصحابيِّ الذي تعلَّموا منه؛ فكان أهلُ الشامِ مثلًا يَقرَؤون بقراءةِ أُبَيِّ بنِ كعبٍ، وأهلُ الكوفةِ يَقرَؤون بقراءةِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ،،، وهكذا.

وبعد غزوِ أَرمِينيَّةَ وأَذْرَبِيجانَ التَقَى بعضُ أهلِ الشامِ مع أناسٍ مِن الكوفةِ، فاختلَفوا في قراءتِهم للقرآن، وأدَّى ذلك إلى تخطِئةِ بعضِهم بعضًا، وظهَرَتْ بوادرُ فتنةٍ خطيرةٍ، يُمكِنُ لخطَرِها أن يهدِّدَ دولةَ الإسلامِ كلَّها؛ فكانت تلك الحادثةُ مِن أكبرِ الأسبابِ التي أَدَّتْ إلى توحيدِ مصاحفِ المسلِمينَ على مصحفٍ واحدٍ يَمنَعُ اختلافَهم.

وبهذا يتَّضِحُ لنا: أن جمعَ القرآنِ تَمَّ وَفْقَ معاييرَ صارمةٍ، وكان لأسبابٍ وجيهةٍ، وتتَّضِحُ لنا براءةُ عثمانَ رضيَ اللهُ عنه مما ورَدَ في السؤالِ أعلاه.

وختامًا نقولُ: إن الصحابةَ رضوانُ اللهِ عليهم - بما فيهم عثمانُ - قاموا بخِدْمةٍ جليلةٍ وعظيمةٍ، يُدرِكُ قِيمتَها كُلُّ باحثٍ ثاقبِ النظَرِ، يَقرَأُ التاريخَ وهو يَضَعُ نُصْبَ عينَيْهِ الإنصافَ والحياديَّةَ، والتجرُّدَ للحقِّ وَحْدَه.

مختصر الجواب

مختصَرُ الإجابة:

- لم ينفرِدْ عثمانُ بنُ عفَّانَ رضيَ اللهُ عنه بقرارِ جمعِ المسلِمينَ على مصحَفٍ واحدٍ؛ بل كان القرارُ باجتماعِ عددٍ مِن الصحابةِ العدولِ الثقات، وقد وافَقهُ على ذلك وأقَرَّهُ بقيَّةُ الصحابةِ؛ وعلى هذا سارتِ الأمَّةُ الإسلاميَّة.

 - وقد كان الغرضُ مِن ذلك الجمعِ: هو منعَ انتشارِ الفتنةِ بين المسلِمينَ نتيجةَ اختلافِ قراءاتِهم للقرآن؛ وهذه مصلحةٌ عظيمة.

ولذلك: فقد تَمَّ جمعُ القرآنِ لأسبابٍ وجيهةٍ، وكان وَفْقَ معاييرَ صارمةٍ؛ وهو ما تميَّزَتْ به تلك العمليَّةُ مِن مَزَايا؛ ومنها:

- أن يقتصِرَ الجمعُ على ما ثبَتَ في العَرْضةِ الأخيرة.

- عدمُ جَمْعِ ما نُسِخَتْ تلاوتُه.

- جميعُ مَن شَهِدَ الجمعَ مِن الصحابةِ شارَكوا فيه.

- يدخُلُ في الجمعِ ما ثبَتَ بالتواتُرِ فحَسْبُ، وأُهمِلَتْ رواياتُ الآحاد.

- تَمَّ ترتيبُ السُّوَرِ والآياتِ على الصورةِ التي لدينا الآنَ.

وغيرُ ذلك مِن المزايا التي جعَلتْ ذلك العمَلَ مِن أهمِّ الأعمالِ وأكثَرِها قِيمةً في تاريخِ الإسلام.

مختصر الجواب

مختصَرُ الإجابة:

- لم ينفرِدْ عثمانُ بنُ عفَّانَ رضيَ اللهُ عنه بقرارِ جمعِ المسلِمينَ على مصحَفٍ واحدٍ؛ بل كان القرارُ باجتماعِ عددٍ مِن الصحابةِ العدولِ الثقات، وقد وافَقهُ على ذلك وأقَرَّهُ بقيَّةُ الصحابةِ؛ وعلى هذا سارتِ الأمَّةُ الإسلاميَّة.

 - وقد كان الغرضُ مِن ذلك الجمعِ: هو منعَ انتشارِ الفتنةِ بين المسلِمينَ نتيجةَ اختلافِ قراءاتِهم للقرآن؛ وهذه مصلحةٌ عظيمة.

ولذلك: فقد تَمَّ جمعُ القرآنِ لأسبابٍ وجيهةٍ، وكان وَفْقَ معاييرَ صارمةٍ؛ وهو ما تميَّزَتْ به تلك العمليَّةُ مِن مَزَايا؛ ومنها:

- أن يقتصِرَ الجمعُ على ما ثبَتَ في العَرْضةِ الأخيرة.

- عدمُ جَمْعِ ما نُسِخَتْ تلاوتُه.

- جميعُ مَن شَهِدَ الجمعَ مِن الصحابةِ شارَكوا فيه.

- يدخُلُ في الجمعِ ما ثبَتَ بالتواتُرِ فحَسْبُ، وأُهمِلَتْ رواياتُ الآحاد.

- تَمَّ ترتيبُ السُّوَرِ والآياتِ على الصورةِ التي لدينا الآنَ.

وغيرُ ذلك مِن المزايا التي جعَلتْ ذلك العمَلَ مِن أهمِّ الأعمالِ وأكثَرِها قِيمةً في تاريخِ الإسلام.

الجواب التفصيلي

جَمْعُ القرآنِ على مصحفٍ واحدٍ إنما كان لمصلحةٍ عظيمةٍ، ونحن مأمورونَ باتِّباعِ السابِقين مِن الصحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم، الذين زكَّاهم اللهُ تعالى، الذي يَعلَمُ مستقبَلَهم، وما سيقومون به.

ويُمكِنُ الجوابُ عن هذه الدعوى مِن وجهَيْن:

الوجهُ الأوَّلُ: ما كان الصحابةُ رضوانُ اللهِ عليهم، والذين عُرِفَ عنهم تضحيتُهم بأرواحِهم مِن أجلِ دِينِ اللهِ وكتابِه، لِيَسْكُتوا - أبدًا - لو أن أحدًا منهم أتى برأيٍ فيه ضرَرٌ على القرآنِ الكريمِ، حتى ولو كان عثمانَ رضيَ اللهُ عنه؛ فهم لم يكونوا يَخشَوْنَ في اللهِ لَوْمةَ لائمٍ.

فكيف لو عَرَفْنا أن قرارَ الجَمْعِ أصلًا، لم ينفرِدْ به عثمانُ وَحْدَه، وإنما تسرُدُ الوقائعُ التاريخيَّةُ: أن الفِكْرةَ كانت فِكْرةَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنه، ثم استشار عثمانُ جمعًا مِن الصحابةِ الأمناءِ العدولِ في ذلك، واقترَحَ أن يَتِمَّ جمعُ المسلِمينَ على مصحفٍ واحدٍ، فلم تأخُذْ تلك الفكرةُ طريقَها للتنفيذِ إلا بعد موافَقةِ أولئك الصحابةِ، وإقرارِهم بصوابِها.

فاختار عثمانُ رضيَ اللهُ عنه جماعةً مِن الصحابة؛ ليقوموا بتلك المهمَّةِ العظيمةِ، وكان دَوْرُهُ الإشرافَ عليهم فقطْ، وبعد استلامِ الصُّحُفِ التي كُتِبَتْ في عهدِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضيَ اللهُ عنه، مِن أمِّ المؤمِنين حفصةَ رضيَ اللهُ عنها -: بدَأتْ عمليَّةُ توحيدِها في مصحفٍ واحد.

وتميَّزَتْ تلك العمليَّةُ بعدَّةِ مَزَايا؛ منها:

- أن يقتصِرَ الجمعُ على ما ثبَتَ في العَرْضةِ الأخيرة.

- عدمُ جَمْعِ ما نُسِخَتْ تلاوتُه.

- جميعُ مَن شَهِدَ الجمعَ مِن الصحابةِ شارَكوا فيه.

- يدخُلُ في الجمعِ ما ثبَتَ بالتواتُرِ فحَسْبُ، وأُهمِلَتْ رواياتُ الآحاد.

- تَمَّ ترتيبُ السُّوَرِ والآياتِ على الصورةِ التي لدينا الآنَ.

وغيرُ ذلك مِن المزايا التي جعَلتْ ذلك العمَلَ مِن أهمِّ الأعمالِ وأكثَرِها قِيمةً في تاريخِ الإسلام.

الوجهُ الثاني: بعد انتشارِ الإسلامِ، واتِّساعِ رُقْعةِ البلادِ الإسلاميَّةِ: توزَّع حُفَّاظُ القرآنِ مِن الصحابةِ في كلِّ أرجاءِ الدولةِ الإسلاميَّةِ؛ ينشُرون العِلمَ بين الناسِ، ويعلِّمونهم القرآنَ؛ فتعلَّم الناسُ القرآنَ بقراءةِ الصحابيِّ الذي تعلَّموا منه؛ فكان أهلُ الشامِ مثلًا يَقرَؤون بقراءةِ أُبَيِّ بنِ كعبٍ، وأهلُ الكوفةِ يَقرَؤون بقراءةِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ،،، وهكذا.

وبعد غزوِ أَرمِينيَّةَ وأَذْرَبِيجانَ التَقَى بعضُ أهلِ الشامِ مع أناسٍ مِن الكوفةِ، فاختلَفوا في قراءتِهم للقرآن، وأدَّى ذلك إلى تخطِئةِ بعضِهم بعضًا، وظهَرَتْ بوادرُ فتنةٍ خطيرةٍ، يُمكِنُ لخطَرِها أن يهدِّدَ دولةَ الإسلامِ كلَّها؛ فكانت تلك الحادثةُ مِن أكبرِ الأسبابِ التي أَدَّتْ إلى توحيدِ مصاحفِ المسلِمينَ على مصحفٍ واحدٍ يَمنَعُ اختلافَهم.

وبهذا يتَّضِحُ لنا: أن جمعَ القرآنِ تَمَّ وَفْقَ معاييرَ صارمةٍ، وكان لأسبابٍ وجيهةٍ، وتتَّضِحُ لنا براءةُ عثمانَ رضيَ اللهُ عنه مما ورَدَ في السؤالِ أعلاه.

وختامًا نقولُ: إن الصحابةَ رضوانُ اللهِ عليهم - بما فيهم عثمانُ - قاموا بخِدْمةٍ جليلةٍ وعظيمةٍ، يُدرِكُ قِيمتَها كُلُّ باحثٍ ثاقبِ النظَرِ، يَقرَأُ التاريخَ وهو يَضَعُ نُصْبَ عينَيْهِ الإنصافَ والحياديَّةَ، والتجرُّدَ للحقِّ وَحْدَه.