نص السؤال
المؤلف: مجموعة مؤلفي بيان الإسلام
المصدر: موسوعة بيان الإسلام
الجواب التفصيلي
توهم تناقض القرآن بشأن ولاية الله للكافرين
مضمون الشبهة:
يزعم بعض المتوهمين أن هناك تناقضا بين
قوله - سبحانه وتعالى -:
(ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق)
(الأنعام: ٦٢)
، وبين قوله - سبحانه وتعالى -:
(وأن الكافرين لا مولى لهم (11))
(محمد)
، ويتساءلون: إذا كان القرآن من عند الله حقا، فلماذا يقرر في موضع أن الله مولى الكافرين، ثم يخالف ذلك في موضع آخر مقررا أن الكافرين لا مولى لهم؟! ويرمون من وراء ذلك إلى القول بـبشرية القرآن وعدم عصمته.
وجه إبطال الشبهة:
الولاية في الآية الأولى تعني: المالك والمتصرف، أما الولاية في الآية الثانية فتعني: الناصر والمعين.
التفصيل:
الولاية في الآية الأولى تعني: المالك المتصرف، وفي الآية الثانية تعني: الناصر المعين:
معنى "مولاهم" في الآية الأولى: أن الله - سبحانه وتعالى - هو خالق كل شيء ومالكه ووليه، ولا ينكر هذا إلا ملحد أو مشرك، أو معاند يعلم الحق ويأبى عناده إلا أن يكتمه ليحترق به قلبه ولا يظهره، ففي كل صغيرة وكبيرة في الكون دلالة على أنه الواحد الأحد المالك المهيمن.
الشمس والبدر من أنوار حكمته
والبر والبحر فيض من عطاياه
السبع قدسه والطير سبحه
والموج كبره والحوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصم قدسه
والنحل يهتف حمدا في خلاياه
والناس يعصونه جهرا فيسترهم
والعبد ينسى وربي ليس ينساه
إله بتلك الصفات الحميدة الرفيعة العزيزة، تكون العزة والشرف لمن يخضع لكبريائه، ولا شك أن كل شيء خاضع له شاء أم أبى. فكيف إذا لا يكون وليا، مالكا للمؤمنين والكافرين على السواء؟!
ويفهم لمن قرأ سورة محمد - لأول وهلة -
أن السورة منذ بدأت إلى قوله:
(ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم (11))
(محمد)
تتحدث عن الكافرين الذين صدوا عن سبيل الله؛ فأضل الله أعمالهم، وعن حال اللقاء، ثم جزاء من ينصر الله، وعقاب من يكفر به جل وعلا، ثم بيان سبب نصر الله للمؤمنين وخزيه للكافرين.
فمن خلال موضوع السورة نستطيع أن نحدد معنى ألفاظها؛
فمعنى قوله سبحانه وتعالى:
(ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا)
(محمد: 11)،
أي: ناصرهم.
(وأن الكافرين لا مولى لهم (11))
(محمد)
، أي: لا ناصر لهم يدفع عنهم، فمعنى كونه تعالى مولى الكافرين في الآية الأولى: أي المتصرف فيهم بما شاء، ومعنى كونه مولى المؤمنين دون الكافرين في الآية الثانية: ولاية المحبة والتوفيق والنصر.
قال ابن عاشور:
فقوله:
(وأن الكافرين لا مولى لهم (11))
(محمد)
، أفاد شيئين: أن الله لا ينصرهم، وأنه إذ لم ينصرهم فلا ناصر لهم، وأما إثبات المولى للمشركين
في قوله سبحانه وتعالى:
(ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق)
(الأنعام: ٦٢)
، فذلك المولى بمعنى آخر، وهو معنى: المالك والرب، فلا تعارض بينهما [1].
الخلاصة:
• بهذا البيان بطل الزعم القائل بوجود تعارض بين آيات القرآن بشأن ولاية الله للكافرين وعدم ولايته لهم؛ وذلك لما يلي:
•
المراد بقوله تعالى::
(ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق)
(الأنعام: ٦٢)
، أن الله خالقهم ومالكهم ووليهم.
• أما المراد
بقوله - سبحانه وتعالى -:
(ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم (11))
(محمد)،
أن الله - عز وجل - ناصر المؤمنين، ومعينهم على أعدائهم، وأن الكافرين لا مولى ولا ناصر ولا معين لهم.
المراجع
- () البيان في درء التعارض المتوهم بين آيات القرآن، د. عاطف المليجي، مكتبة اقرأ، القاهرة، ط1، 2004م. أسئلة بلا أجوبة، صموئيل عبد المسيح، موقع الكلمة. هل القرآن معصوم؟ عبد الله الفادي، موقع إسلاميات. www.islameyat.com [1]. التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، دار سحنون للنشر والتوزيع، تونس، د. ت، مج12، ج26،ص89 بتصرف.
الجواب التفصيلي
توهم تناقض القرآن بشأن ولاية الله للكافرين
مضمون الشبهة:
يزعم بعض المتوهمين أن هناك تناقضا بين
قوله - سبحانه وتعالى -:
(ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق)
(الأنعام: ٦٢)
، وبين قوله - سبحانه وتعالى -:
(وأن الكافرين لا مولى لهم (11))
(محمد)
، ويتساءلون: إذا كان القرآن من عند الله حقا، فلماذا يقرر في موضع أن الله مولى الكافرين، ثم يخالف ذلك في موضع آخر مقررا أن الكافرين لا مولى لهم؟! ويرمون من وراء ذلك إلى القول بـبشرية القرآن وعدم عصمته.
وجه إبطال الشبهة:
الولاية في الآية الأولى تعني: المالك والمتصرف، أما الولاية في الآية الثانية فتعني: الناصر والمعين.
التفصيل:
الولاية في الآية الأولى تعني: المالك المتصرف، وفي الآية الثانية تعني: الناصر المعين:
معنى "مولاهم" في الآية الأولى: أن الله - سبحانه وتعالى - هو خالق كل شيء ومالكه ووليه، ولا ينكر هذا إلا ملحد أو مشرك، أو معاند يعلم الحق ويأبى عناده إلا أن يكتمه ليحترق به قلبه ولا يظهره، ففي كل صغيرة وكبيرة في الكون دلالة على أنه الواحد الأحد المالك المهيمن.
الشمس والبدر من أنوار حكمته
والبر والبحر فيض من عطاياه
السبع قدسه والطير سبحه
والموج كبره والحوت ناجاه
والنمل تحت الصخور الصم قدسه
والنحل يهتف حمدا في خلاياه
والناس يعصونه جهرا فيسترهم
والعبد ينسى وربي ليس ينساه
إله بتلك الصفات الحميدة الرفيعة العزيزة، تكون العزة والشرف لمن يخضع لكبريائه، ولا شك أن كل شيء خاضع له شاء أم أبى. فكيف إذا لا يكون وليا، مالكا للمؤمنين والكافرين على السواء؟!
ويفهم لمن قرأ سورة محمد - لأول وهلة -
أن السورة منذ بدأت إلى قوله:
(ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم (11))
(محمد)
تتحدث عن الكافرين الذين صدوا عن سبيل الله؛ فأضل الله أعمالهم، وعن حال اللقاء، ثم جزاء من ينصر الله، وعقاب من يكفر به جل وعلا، ثم بيان سبب نصر الله للمؤمنين وخزيه للكافرين.
فمن خلال موضوع السورة نستطيع أن نحدد معنى ألفاظها؛
فمعنى قوله سبحانه وتعالى:
(ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا)
(محمد: 11)،
أي: ناصرهم.
(وأن الكافرين لا مولى لهم (11))
(محمد)
، أي: لا ناصر لهم يدفع عنهم، فمعنى كونه تعالى مولى الكافرين في الآية الأولى: أي المتصرف فيهم بما شاء، ومعنى كونه مولى المؤمنين دون الكافرين في الآية الثانية: ولاية المحبة والتوفيق والنصر.
قال ابن عاشور:
فقوله:
(وأن الكافرين لا مولى لهم (11))
(محمد)
، أفاد شيئين: أن الله لا ينصرهم، وأنه إذ لم ينصرهم فلا ناصر لهم، وأما إثبات المولى للمشركين
في قوله سبحانه وتعالى:
(ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق)
(الأنعام: ٦٢)
، فذلك المولى بمعنى آخر، وهو معنى: المالك والرب، فلا تعارض بينهما [1].
الخلاصة:
• بهذا البيان بطل الزعم القائل بوجود تعارض بين آيات القرآن بشأن ولاية الله للكافرين وعدم ولايته لهم؛ وذلك لما يلي:
•
المراد بقوله تعالى::
(ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق)
(الأنعام: ٦٢)
، أن الله خالقهم ومالكهم ووليهم.
• أما المراد
بقوله - سبحانه وتعالى -:
(ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم (11))
(محمد)،
أن الله - عز وجل - ناصر المؤمنين، ومعينهم على أعدائهم، وأن الكافرين لا مولى ولا ناصر ولا معين لهم.
المراجع
- () البيان في درء التعارض المتوهم بين آيات القرآن، د. عاطف المليجي، مكتبة اقرأ، القاهرة، ط1، 2004م. أسئلة بلا أجوبة، صموئيل عبد المسيح، موقع الكلمة. هل القرآن معصوم؟ عبد الله الفادي، موقع إسلاميات. www.islameyat.com [1]. التحرير والتنوير، الطاهر ابن عاشور، دار سحنون للنشر والتوزيع، تونس، د. ت، مج12، ج26،ص89 بتصرف.