توهم تناقض القرآن الكريم حول نجاة ابن نوح عليه السلام

توهم تناقض القرآن الكريم حول نجاة ابن نوح عليه السلام (*)

مضمون الشبهة: 

يتوهم بعض المغالطين وجود تناقض بين

ويتساءلون: كيف يذكر القرآن أن الله نجا نوحا وأهله من الغرق في موضع، ثم يذكر غرق ابنه في موضع آخر؟! هادفين من وراء ذلك إلى الطعن في عصمة القرآن من التناقض. 

وجه إبطال الشبهة: 

المراد بأهل نوح الذين نجوا من الغرق ومن آمن منهم فقط، وابنه ليس من أهله؛ لأنه لم يؤمن. وعليه ف

أي: الموعود بنجاتهم. 

التفصيل: 

المراد بأهل نوح - عليه السلام - من آمن منهم فقط، أماابنه فهو ليس من أهله؛ لأنه لم يؤمن بدعوته: 

إن المراد بأهل سيدنا نوح - عليه السلام -

، هو من آمن منهم فقط، حيث أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قال لسيدنا نوح:

فقد أمره الله تعالى أن يحمل أهله معه في السفينة التي أمره الله بصنعها لينجو فيها من الغرق، إلا من سبق القول من الله بهلاكهم، وكان قد سبق في علم الله أن يهلك ابنه مع الهالكين؛ لأنه لم يكن مؤمنا، ولم يكتب الله لأحد النجاة مع نوح إلا أهل الإيمان فقط، وابنه لم يكن مؤمنا. 
وعلى هذا يفهم

فالله تعالى استثنى من الغرق من شملته رحمته، ورحمته تعالى شملت المؤمنين، وابن سيدنا نوح لم يؤمن، ومن ثم لم تشمله الرحمة، أي: النجاة من الغرق، فالاستثناء أسلوب معروف في لغة العرب، فيذكر المتكلم المستثنى منه على وجه العموم، ثم يخرج منهم من أراد إخراجه. 
ومعنى

أي: ليس من الموعود بنجاتهم في

؛ لأنه كافر لا مؤمن، وقول سيدنا نوح:

يظنه مسلما من جملة المسلمين الناجين،

وقد شهد الله تعالى بأنه ابنه،

إلا أنه أخبره بأن هذا الابن عمل غير صالح لكفره، فليس من الأهل الموعود بنجاتهم، وإن كان من جملة الأهل نسبا( [1]). 

الخلاصة: 

إن توهم تناقض القرآن بشأن غرق ابن نوح - عليه السلام - ونجاته توهم لا أساس له؛ إذ إن: المراد بأهل سيدنا نوح في

: من آمن منهم فقط، وأطاع نوحا وركب معه في السفينة، وهم المقصودون من الاستثناء في

، وعليه، فإن معنـى

أي: ليس من أهلك الموعود بنجاتهم؛ لأنه كافر غير مؤمن.