نص السؤال
المصدر: شبهات المشككين في الإسلام
الجواب التفصيلي
ادعاء أن موسى - عليه السلام - قتل قبطيا لمجرد أن رجلا من شيعته استنصر به عليه (*)
مضمون الشبهة:
ينكر بعض المتوهمين عصمة موسى عليه السلام، ويستدلون على زعمهم بقوله سبحانه وتعالى: )ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين (15) قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم (16)( (القصص). ففي ظنهم أن موسى - عليه السلام - قتل قبطيا لمجرد أن رجلا من شيعته[1]استنصر به عليه.
وجها إبطال الشبهة:
1) القبطي كان ظالما معتديا على الإسرائيلي، فتدخل موسى - عليه السلام - دفعا للظلم عن المظلوم لا أكثر.
2) ما وقع من موسى - عليه السلام - كان قبل النبوة، فلا يطعن به في عصمته باعتباره نبيا من أنبياء الله.
التفصيل:
قبل الإجابة عن الشبهة نبين معنى الوكز، والدافع إليه، ومعنى الآيتين:
1. معنى الوكز: الضرب بالكف مضمومة أصابعها. وقيل: الوكز: الدفع بأطراف الأصابع. وفي القاموس: الوكز: الدفع، والطعن والضرب بمجمع الكف، وعلى هذا فالوكز ليس من باب الضرب المؤثر قتلا وإهلاكا، ومن يريد أن يقتل فإنه لا يكتفي بالوكز سبيلا موصلا إليه، وإنما يستخدم وسائل الضرب الأخرى، وأدواته المؤثرة مما يحقق القتل.
2. الدافع إلى الوكز: هو دفع ظلم هذا الذي من عدوه، فهو - كما قيل - كان يريد تسخير الإسرائيلي في حمل الحطب إلى مطبخ فرعون، وصنيع فرعون وقومه مع بني إسرائيل كان يتمثل فيه الظلم الصارخ لهم، فقد كان فرعون يستضعف بني إسرائيل، فيذبح أبناءهم، ويستحيي نساءهم[2] كما
حكى القرآن الكريم:
(إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين)
(القصص:4).
أولا. القبطي كال ظالما معتديا على الإسرائيلي، فتدخل موسى - عليه السلام - دفعا للظلم عن المظلوم لا أكثر:
لما شب موسى وعقل أخذ يتكلم بالحق، وينكر على فرعون أعماله فأخافوه من فرعون، فكان لا يدخل المدينة إلا وأهلها في غفلة، وذات مرة وجد رجلين يقتتلان أحدهما من بني إسرائيل، والآخر من القبط، فطلب الإسرائيلي من موسى غوثه ونصره على القبطي الذي يظلمه ويكلفه حمل الحطب إلى مطبخ فرعون، فحاول موسى - عليه السلام - كف القبطي عن عدوانه، لكنه تمادى وقال لموسىعليه السلام: لقد هممت أن أحمله - الحطب - عليك، فاشتد غضب موسى - عليه السلام - فوكز القبطي - الذي تعدى أولا على الإسرائيلي، وأغضب موسى - عليه السلام - ثانيا - فوكزه موسى - عليه السلام - فقتله، فندم موسى - عليه السلام - وتضرع إلى الله، ليغفر له ذنبه إنه هو الغفور الرحيم.
إذن رأى موسى - عليه السلام - نفسه إزاء معتد لا يرعوي ولا يكف عن ظلمه، فرأى أن الوكز وسيلة مناسبة لدفعه، ذلك لأنه رجل لا تنفع معه النصيحة، ولا تردعه الملامة، ولا يكفه اللين ولا يجدي معه. والوكز كما أسلفنا ليس من باب الضرب المؤثر قتلا وإهلاكا، ومن يريد أن يقتل إنسانا، فإنه لا يكتفي بالوكز سبيلا موصلا إليه، وإنما يستخدم من وسائل الضرب الأخرى، وأدواته المؤثرة ما يحقق القتل. فما ترتب على الوكز من القتل غير مقصود، إنما المقصود دفع ظلم القبطي بوسيلة رآها موسى - عليه السلام - مناسبة؛ لم يجد معه أقل منها، ولا تؤدي في أصلها إلى القتل[3]. على أن موسى - عليه السلام - قد ندم؛ وقال: هذا القتل الحاصل بغير قصد من تزيين الشيطان الذي هو عدو ظاهر العداوة والإضلال ثم تضرع موسى إلى الله - عز وجل - طالبا مغفرة زلته، فغفرها الله له، فإنه هو الغفور الرحيم.
ثانيا. ما وقع من موسى - عليه السلام - كان قبل النبوة، فلا يطعن به على عصمته - عليه السلام - باعتباره نبيا من أنبياء الله:
· يدل سياق الآيات على أن هذه الفعلة كانت قبل فرار موسى - عليه السلام - من مصر، وهجرته إلى مدين، تلك الهجرة التي تم فيها التعرف بشيخها الكبير، في أعقاب سقايته لبنتيه، ثم اتفاقهما على أن يعمل موسى - عليه السلام - أجيرا عنده ثماني حجج أو عشرا صداقا لإحدى ابنتيه وأتم موسى - عليه السلام - الأجل ورحل بزوجه، فإذا بالنداء من شاطئ وادي الطور الأيمن في البقعة المباركة من قبل الله - عز وجل - يحمله الرسالة، ويكلفه بدعوة فرعون وملئه إليه - عز وجل ـفيذكر موسى - عليه السلام - أنه قتل منهم نفسا، ويخشى أن يقتلوه به، فيؤمنه الله ويطمئنه بأنهم لن يقتلوه.
قال سبحانه وتعالى:
(قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون (33) وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون (34) قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون (35)
(القصص).
وقوله - سبحانه وتعالى - حكاية عن موسى عليه السلام:
(ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين)
(الشعراء).
· وعلى ذلك فإن ما وقع من موسى - عليه السلام - من الوكز الذي لا يقتل غالبا والذي كان لدفع الظلم والعدوان، فترتب عليه القتل خطأ قد وقع قبل النبوة فلا يطعن به على موسى - عليه السلام - سواء كان خلاف الأولى أو معصية صغيرة.
· وأما وصفه نفسه بالكفر والضلال في فعلته هذه في
قوله سبحانـه وتعالـى:
(وفعلـت فعلتـك التي فعلـت وأنـت مـن الكافريـن (19) قال فعلتها إذا وأنا من الضالين (20)
(الشعراء).
فإن معنى:(وأنت من الكافرين (19)( (الشعراء) أي لنعمتي، وحق تربيتي، فإن موسى - عليه السلام - قد تربى في بيت فرعون إلى أن كبر وبلغ.
· ومعنى: (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين (20)( (الشعراء) أي الذاهلين عن أن الوكزة تأتي على النفس، أو أن المدافعة تفضي إلى القتل، وقد يوصف الذاهل عن الشيء بأنه ضال عنه، أو من المخطئين، أي لم أتعمد القتل. ومع أن الوكز ليس ذنبا إلا أن موسى - عليه السلام - استعظمه نظرا لعلو شأنه فاستغفر منه، واعتذر به في مقام الشفاعة يوم القيامة.
قال القرطبي: لم يزل - عليه السلام - يعد ذلك على نفسه مع علمه بأنه قد غفر له حتى إنه في القيامة يقول:«إني قد قتلت نفسا لم أؤمر بقتلها»[4]. وإنما عده على نفسه ذنبا من أجل أنه لا ينبغي لنبي أن يقتل حتى يؤمر، وأيضا: فإن الأنبياء يشفقون مما لا يشفق منه غيرهم[5].
الخلاصة:
· القبطي كان ظالما معتديا على الإسرائيلي، فتدخل موسى - عليه السلام - دفعا للظلم عن المظلوم لا أكثر. فلم تنفع معه النصيحة، ولم تردعه الملامة، ولم يكفه اللين، فارتأى موسى إزاء معتد لا يرعوي ولا يكف عن ظلمه - أن الوكز وسيلة مناسبة لدفعه. فقتل القبطي بالوكزة دون قصد ولا عمد وندم على تلك الزلة، فغفرها الله له، فإنه هو الغفور الرحيم.
· ما وقع من موسى - عليه السلام - كان قبل النبوة، بدليل سياق الآيات التي وردت فيه الآية "ودخل المدينة... "، فلا يطعن بهذه الزلة في عصمته - عليه السلام - باعتبارلاه نبيا من أنبياء الله.
المراجع
- (*)عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م.
- الشيعة: الأتباع.
- عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص337.
- عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص338، 339.
- أخرجـه البخـاري في صحيحـه، كتـاب التفسيـر، بـاب سـورة بنـي إسرائيـل (2435)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (501).
- عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص339، 340.
الجواب التفصيلي
ادعاء أن موسى - عليه السلام - قتل قبطيا لمجرد أن رجلا من شيعته استنصر به عليه (*)
مضمون الشبهة:
ينكر بعض المتوهمين عصمة موسى عليه السلام، ويستدلون على زعمهم بقوله سبحانه وتعالى: )ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين (15) قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم (16)( (القصص). ففي ظنهم أن موسى - عليه السلام - قتل قبطيا لمجرد أن رجلا من شيعته[1]استنصر به عليه.
وجها إبطال الشبهة:
1) القبطي كان ظالما معتديا على الإسرائيلي، فتدخل موسى - عليه السلام - دفعا للظلم عن المظلوم لا أكثر.
2) ما وقع من موسى - عليه السلام - كان قبل النبوة، فلا يطعن به في عصمته باعتباره نبيا من أنبياء الله.
التفصيل:
قبل الإجابة عن الشبهة نبين معنى الوكز، والدافع إليه، ومعنى الآيتين:
1. معنى الوكز: الضرب بالكف مضمومة أصابعها. وقيل: الوكز: الدفع بأطراف الأصابع. وفي القاموس: الوكز: الدفع، والطعن والضرب بمجمع الكف، وعلى هذا فالوكز ليس من باب الضرب المؤثر قتلا وإهلاكا، ومن يريد أن يقتل فإنه لا يكتفي بالوكز سبيلا موصلا إليه، وإنما يستخدم وسائل الضرب الأخرى، وأدواته المؤثرة مما يحقق القتل.
2. الدافع إلى الوكز: هو دفع ظلم هذا الذي من عدوه، فهو - كما قيل - كان يريد تسخير الإسرائيلي في حمل الحطب إلى مطبخ فرعون، وصنيع فرعون وقومه مع بني إسرائيل كان يتمثل فيه الظلم الصارخ لهم، فقد كان فرعون يستضعف بني إسرائيل، فيذبح أبناءهم، ويستحيي نساءهم[2] كما
حكى القرآن الكريم:
(إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين)
(القصص:4).
أولا. القبطي كال ظالما معتديا على الإسرائيلي، فتدخل موسى - عليه السلام - دفعا للظلم عن المظلوم لا أكثر:
لما شب موسى وعقل أخذ يتكلم بالحق، وينكر على فرعون أعماله فأخافوه من فرعون، فكان لا يدخل المدينة إلا وأهلها في غفلة، وذات مرة وجد رجلين يقتتلان أحدهما من بني إسرائيل، والآخر من القبط، فطلب الإسرائيلي من موسى غوثه ونصره على القبطي الذي يظلمه ويكلفه حمل الحطب إلى مطبخ فرعون، فحاول موسى - عليه السلام - كف القبطي عن عدوانه، لكنه تمادى وقال لموسىعليه السلام: لقد هممت أن أحمله - الحطب - عليك، فاشتد غضب موسى - عليه السلام - فوكز القبطي - الذي تعدى أولا على الإسرائيلي، وأغضب موسى - عليه السلام - ثانيا - فوكزه موسى - عليه السلام - فقتله، فندم موسى - عليه السلام - وتضرع إلى الله، ليغفر له ذنبه إنه هو الغفور الرحيم.
إذن رأى موسى - عليه السلام - نفسه إزاء معتد لا يرعوي ولا يكف عن ظلمه، فرأى أن الوكز وسيلة مناسبة لدفعه، ذلك لأنه رجل لا تنفع معه النصيحة، ولا تردعه الملامة، ولا يكفه اللين ولا يجدي معه. والوكز كما أسلفنا ليس من باب الضرب المؤثر قتلا وإهلاكا، ومن يريد أن يقتل إنسانا، فإنه لا يكتفي بالوكز سبيلا موصلا إليه، وإنما يستخدم من وسائل الضرب الأخرى، وأدواته المؤثرة ما يحقق القتل. فما ترتب على الوكز من القتل غير مقصود، إنما المقصود دفع ظلم القبطي بوسيلة رآها موسى - عليه السلام - مناسبة؛ لم يجد معه أقل منها، ولا تؤدي في أصلها إلى القتل[3]. على أن موسى - عليه السلام - قد ندم؛ وقال: هذا القتل الحاصل بغير قصد من تزيين الشيطان الذي هو عدو ظاهر العداوة والإضلال ثم تضرع موسى إلى الله - عز وجل - طالبا مغفرة زلته، فغفرها الله له، فإنه هو الغفور الرحيم.
ثانيا. ما وقع من موسى - عليه السلام - كان قبل النبوة، فلا يطعن به على عصمته - عليه السلام - باعتباره نبيا من أنبياء الله:
· يدل سياق الآيات على أن هذه الفعلة كانت قبل فرار موسى - عليه السلام - من مصر، وهجرته إلى مدين، تلك الهجرة التي تم فيها التعرف بشيخها الكبير، في أعقاب سقايته لبنتيه، ثم اتفاقهما على أن يعمل موسى - عليه السلام - أجيرا عنده ثماني حجج أو عشرا صداقا لإحدى ابنتيه وأتم موسى - عليه السلام - الأجل ورحل بزوجه، فإذا بالنداء من شاطئ وادي الطور الأيمن في البقعة المباركة من قبل الله - عز وجل - يحمله الرسالة، ويكلفه بدعوة فرعون وملئه إليه - عز وجل ـفيذكر موسى - عليه السلام - أنه قتل منهم نفسا، ويخشى أن يقتلوه به، فيؤمنه الله ويطمئنه بأنهم لن يقتلوه.
قال سبحانه وتعالى:
(قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون (33) وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون (34) قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون (35)
(القصص).
وقوله - سبحانه وتعالى - حكاية عن موسى عليه السلام:
(ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين)
(الشعراء).
· وعلى ذلك فإن ما وقع من موسى - عليه السلام - من الوكز الذي لا يقتل غالبا والذي كان لدفع الظلم والعدوان، فترتب عليه القتل خطأ قد وقع قبل النبوة فلا يطعن به على موسى - عليه السلام - سواء كان خلاف الأولى أو معصية صغيرة.
· وأما وصفه نفسه بالكفر والضلال في فعلته هذه في
قوله سبحانـه وتعالـى:
(وفعلـت فعلتـك التي فعلـت وأنـت مـن الكافريـن (19) قال فعلتها إذا وأنا من الضالين (20)
(الشعراء).
فإن معنى:(وأنت من الكافرين (19)( (الشعراء) أي لنعمتي، وحق تربيتي، فإن موسى - عليه السلام - قد تربى في بيت فرعون إلى أن كبر وبلغ.
· ومعنى: (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين (20)( (الشعراء) أي الذاهلين عن أن الوكزة تأتي على النفس، أو أن المدافعة تفضي إلى القتل، وقد يوصف الذاهل عن الشيء بأنه ضال عنه، أو من المخطئين، أي لم أتعمد القتل. ومع أن الوكز ليس ذنبا إلا أن موسى - عليه السلام - استعظمه نظرا لعلو شأنه فاستغفر منه، واعتذر به في مقام الشفاعة يوم القيامة.
قال القرطبي: لم يزل - عليه السلام - يعد ذلك على نفسه مع علمه بأنه قد غفر له حتى إنه في القيامة يقول:«إني قد قتلت نفسا لم أؤمر بقتلها»[4]. وإنما عده على نفسه ذنبا من أجل أنه لا ينبغي لنبي أن يقتل حتى يؤمر، وأيضا: فإن الأنبياء يشفقون مما لا يشفق منه غيرهم[5].
الخلاصة:
· القبطي كان ظالما معتديا على الإسرائيلي، فتدخل موسى - عليه السلام - دفعا للظلم عن المظلوم لا أكثر. فلم تنفع معه النصيحة، ولم تردعه الملامة، ولم يكفه اللين، فارتأى موسى إزاء معتد لا يرعوي ولا يكف عن ظلمه - أن الوكز وسيلة مناسبة لدفعه. فقتل القبطي بالوكزة دون قصد ولا عمد وندم على تلك الزلة، فغفرها الله له، فإنه هو الغفور الرحيم.
· ما وقع من موسى - عليه السلام - كان قبل النبوة، بدليل سياق الآيات التي وردت فيه الآية "ودخل المدينة... "، فلا يطعن بهذه الزلة في عصمته - عليه السلام - باعتبارلاه نبيا من أنبياء الله.
المراجع
- (*)عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م.
- الشيعة: الأتباع.
- عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص337.
- عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص338، 339.
- أخرجـه البخـاري في صحيحـه، كتـاب التفسيـر، بـاب سـورة بنـي إسرائيـل (2435)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (501).
- عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم، د. محمد أبو النور الحديدي، مطبعة الأمانة، القاهرة، 1399هـ/ 1979م، ص339، 340.