نص السؤال

إنكار البعث والمعاد وإحياء الخلق يوم القيامة مرة أخرى واعتبار ذلك أسطورة وسحرًا

المصدر: شبهات المشككين في الإسلام

الجواب التفصيلي

إنكار البعث والمعاد وإحياء الخلق يوم القيامة مرة أخرى واعتبار ذلك أسطورة وسحرا(*)

مضمون الشبهة:

ينكر الدهريون[1] ومن وافقهم من مشركي العرب البعث والمعاد، ويؤيد هذا بعض الفلاسفة فينكرون البداءة والمعاد، ويعتبرون إحياء الخلق مرة أخرى من قبيل الأسطورة والخرافة، كما زعمت طائفة أخرى أن البعث يكون للأرواح دون الأجساد.

قال سبحانه وتعالى:

(وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون)

(الجاثية:24)

وجوه إبطال الشبهة:

1)  البعث حقيقة مؤكدة ومحددة بأجل معدود.

2)  الذي قدر على بدء الحياة قادر على إعادتها.

3)  القادر على خلق ما هو عظيم قادر على خلق ما هو دونه.

4)  قدرته - سبحانه وتعالى - على تحويل الخلق من حال إلى حال دليل على قدرته على البعث والإحياء بعد الإماتة.

5)  قصة من أنكر البعث خير دليل على قدرة الله تعالى على البعث والنشور يوم القيامة.

6)  إحياء بعض الأموات في هذه الحياة دليل واقعي على قدرته - عز وجل - على البعث البعث.

7)  ضرب المثل بإحياء الأرض بالماء وكذلك دورة النبات؛ للاستدلال على صحة البعث.

8)  حكمة الله وعدله يقتضيان بعث العباد للجزاء والحساب.

9)  اتفاق جميع الأنبياء على الإخبار بالمعاد.

10) ضلال منكري البعث؛ حيث لا دليل لهم ولا برهان.

التفصيل:

هذه شبهة داحضة أكثر المشركون مقولتها، وهي من أكثر مزاعمهم وشبههم تردادا وتكرارا في القرآن، فهم يزعمون أنهم لن يبعثوا، ويستبعدون المعاد والقيامة من الأجداث بعد صيرورة الأجسام ترابا، ويعتبرون ذلك أسطورة وسحرا، وقد حكى القرآن عنهم وذلك في غير موضع،

قال سبحانه وتعالى:

(وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر)

(الجاثية: ٢4)

وقال - سبحانه وتعالى - حاكيا عنهم قولهم:

(إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين)

(المؤمنون:37*

وقال عز وجل:

(زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا)

(التغابن: ٧)

وقال أيضًا:

(ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين)

(هود:7)

وقال - سبحانه وتعالى - أيضا:

(وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة)

(سبأ:٣)

ومثل ذلك كثير في القرآن.

وهؤلاء المنكرون للبعث الذين أخبر القرآن عنهم ليسوا فرقة واحدة، بل يمكن تصنيفهم - من خلال ردود القرآن عليهم - إلى ثلاثة أصناف:

الأول: الملاحدة الذين ينكرون وجود الخالق، ومن هؤلاء كثير من الفلاسفة الدهرية الطبائعية، ومثلهم الشيوعيون[2] في عصرنا، وهؤلاء ينكرون صدور الخلق عن خالق؛ فهم منكرون للنشأة الأولى والثانية، ومنكرون لوجود الخالق أصلا. وهؤلاء ناقشهم الله - عز وجل - أولا في وجود الخالق ووحدانيته - كما سبق أن بينا - ثم يأتي بعد ذلك إثبات المعاد؛ لأن الإيمان بالمعاد فرع الإيمان بالله.

الثاني: الذين يعترفون بوجود الخالق، ولكنهم يكذبون بالبعث والنشور، ومن هؤلاء العرب الذين

قال الله فيهم:

(ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون)

(لقمان:25)

فهم مع اعترافهم بوجود الخالق - عز وجل - ينكرون البعث والنشور يوم القيامة، وقد حكى القرآن عنهم ذلك،

حيث قالوا:

(أإذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون (67) لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين (68)

(النمل).

وهؤلاء يدعون أنهم يؤمنون بالله، ولكنهم - في الوقت نفسه - يدعون أن قدرة الله عاجزة عن إحيائهم بعد إماتتهم! وهم الذين ضرب الله لهم الأمثال، وساق لهم الحجج والبراهين لبيان قدرته على البعث والنشور، وأنه لا يعجزه شيء، ومن هؤلاء طائفة من اليهود يسمون "الصادوقيون"[3] يزعمون أنهم يؤمنون بتوراة موسى، وهم يكذبون بالبعث والنشور والجنة والنار!

الثالث: الذين يؤمنون بالمعاد على غير الصفة التي جاءت بها الشرائع السماوية من النصارى، وهؤلاء هم الذين يعتقدون أن الذي ينعم أو يعذب يوم القيامة إنما هو الروح فحسب، وقال بقولهم كثير من الفلاسفة والفرق الضالة[4].

وقد رد القرآن على هؤلاء المنكرين للبعث المكذبين بالمعاد ما زعموه في غير موضع من آياته بالأدلة والبراهين القاطعة المثبتة للبعث والنشور، ومن ذلك:

أولا. بين القرآن الكريم أن البعث حقيقة مؤكدة ومحددة بأجل معدود:

لقد نوع الحق - سبحانه وتعالى - أساليب الإخبار عن تلك الحقيقة، فتارة يجزم المولى - عز وجل - بوقوع ذلك اليوم

ومن ذلك قوله:

(إن الساعة آتية أكاد أخفيها)

(طه: ١٥)

وقوله:

(إن الساعة لآتية لا ريب فيها)

(غافر: ٥٩)

وقوله:

(إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين)

(الأنعام:134)

وقوله:

(إنما توعدون لصادق)

(الذاريات:5)

وفي بعض الأحيان يخبر عن اقترابه،

ومنه قوله عز وجل:

(إنهم يرونه بعيدا (6) ونراه قريبا (7)

(المعارج)

وقوله:

(اقتربت الساعة وانشق القمر)

(القمر:1)

وفي مواضع أخرى يقسم الله تعالى على وقوعه ومجيئه،

ومنه قوله تعالى:

(الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا)

(النساء:87)

أو يأمر رسوله بالإقسام على وقوع البعث وتحققه وذلك في معرض الرد على المكذبين به المنكرين له[5].

ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى:

(ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين)

(يونس:53)

ونظير هذه الآية قوله سبحانه وتعالى:

(وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب)

(سبأ: ٣)

ويؤكد القرآن أن يوم القيامة يوم محدد لا يزاد في موعده ولا ينقص،

قال سبحانه وتعالى:

(قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون)

(سبأ:30)

إذن فهو ميعاد معدود محرر لا يزاد في موعده ولا ينقص،

قال سبحانه وتعالى:

(إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر)

(نوح: ٤)

فذلك وعد صادق، وخبر لازم، وأجل لا شك فيه،

قال:

(ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود (103) وما نؤخره إلا لأجل معدود (104)

(هود).

ثانيا. ومن الأدلة العقلية المفحمة التي برهن بها القرآن على البعث والمعاد أنه استدل على النشأة الأخرى بالنشأة الأولى:

نشاهد كل يوم حياة جديدة تخلق: أطفال يولدون، وطيور تخرج من بيضها، وحيوانات تلدها أمهاتها، وأسماك تملأ البحر والنهر، يرى الإنسان ذلك كله بأم عينيه، ثم ينكر أن يقع مثل ذلك مرة أخرى بعد أن يبيد الله هذه الحياة. إن الذين يطلبون دليلا على البعث يغفلون عن أن خلقهم على هذا النحو أعظم دليل على ذلك، فالقادر على خلقهم ابتداء، قادر على إعادة خلقهم مرة أخرى [6].

وقد أخبر الله - عز وجل - أن الإنسان نفسه يتعجب ويستبعد إعادته بعد موته،

قال سبحانه وتعالى:

(ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا)

(مريم)

ويبرهن - عز وجل - بالبداءة على الإعادة، يعني أنه - عز وجل - قد خلق الإنسان ولم يك شيئا، أفلا يمكنه - عز وجل - إعادته ثانية وقد صار شيئا موجودا؟!

قال سبحانه وتعالى:

(أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا)

(مريم:67)

وهذا بيان لهؤلاء، مفاده أن الذي قدر على البدء قادر على الإعادة، وهذا بطريق الأولى والأحرى،

قال سبحانه وتعالى:

(قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه)

(الجاثية:٢٦)

فكما هو قادر على أن يخرجكم من العدم إلى الوجود، فهو قادر على إعادة الأبدان بعد فنائها وتفرقها،

قال سبحانه وتعالى:

(وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه)

(الروم: ٢٧)

وقال - سبحانه وتعالى - أيضا:

(فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة)

(الإسراء:٥١)

أي: فالذي خلقكم ولم تكونوا شيئا مذكورا ثم صرتم بشرا تنتشرون قادر على إعادتكم مهما تكن حالتكم.

ويذكرنا القرآن الكريم في موضع آخر بالخلق الأول للإنسان، فأبونا آدم خلقه الله من تراب؛ فالقادر على جعل التراب بشرا سويا، لا يعجزه أن يعيده بشرا سويا مرة أخرى بعد موته، كما يذكرنا بخلقتنا نحن - ذرية آدم - فإنه خلقنا من سلالة من ماء مهين، تحول هذا الماء فأصبح نطفة، ثم صارت النطفة علقة، ثم تحولت إلى مضغة.

إلى أن نفخ فيها الروح وجعلها إنسانا سويا، فالقادر على الخلق المشاهد المعلوم قادر على إعادته وإحيائه بعد موته،

قال سبحانه وتعالى:

(يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج (5) ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير (6) وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور (7)

(الحج) [7].

ثالثا. ومن الأدلة القوية في هذا الصدد ما ساقه القرآن دليلا للعقل أن يتفكر فيه، إذ بين أن من جملة خلقه تعالى ما هو أعظم من خلق الناس؛ فالقادر على خلق الأعظم لا شك قادر على خلق ما هو دونه:

لقد نبه الله - عز وجل - كل من له عقل - يعي به - على قدرته على إعادة الخلق مرة أخرى، وذلك بدليل أنه خلق السماوات والأرض، فقدرته على إعادة الخلق أسهل من خلقه السماوات والأرض،

قال تعالى:

(لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس)

(غافر: ٥٧)

وقال سبحانه وتعالى:

(أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى)

(الأحقاف: ٣٣)

وقال أيضا:

(أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه)

(الإسراء: ٩٩)

وقال أيضا:

(أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم)

(يس:81)

ويوضح ذلك قول ابن تيمية بعد أن ساق هذه النصوص -: "فإنه من المعلوم ببداهة العقول أن خلق السماوات والأرض أعظم من خلق أمثال بني آدم، والقدرة عليه أبلغ وأن هذا الأيسر أولى بالإمكان والقدرة من ذلك"[8].

رابعا. ومن ردود القرآن على منكري البعث أيضا ما بينه الحق - سبحانه وتعالى - برهانا للعقل البشري أن يتدبره من أن قدرته - سبحانه وتعالى - على تحويل الخلق من حال إلى حال لا يعجزها إعادة الخلق بعد الممات:

إن من تمام ألوهيته وربوبيته تعالى قدرته سبحانه على تحويل الخلق من حال إلى حال، فهو يميت ويحيي، ويخرج الحي من الميت، والميت من الحي، ويخلق ويفني،

قال سبحانه وتعالى:

(إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون (95) فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم (96)

(الأنعام)

فمن الحبة الجامدة الصماء يخرج نبتة غضة خضراء تزهر وتثمر، ثم تعطي هذه النبتة الحية حبوبا جامدة، ومن الطيور الحية يخرج البيض الميت، ومن البيض الميت تخرج الطيور المتحركة المغردة التي تنطلق في أجواز الفضاء!

إن تقلب العباد: موت فحياة فموت فحياة، دليل عظيم على قدرة الله التي تجعل النفوس تخضع لعظمته وسلطانه، ولذلك

يقول المولى عز وجل:

(كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)

(البقرة:28) [9].

المراجع

  1. (*) الآيات التي وردت فيها الشبهة: (سبأ/ 3، 7، 29، 35، التغابن/ 7، يونس/ 53، الملك/ 25، ق/ 3، 15، الدخان/ 35، الجاثية/ 24، 32، يس/ 48، 78، الصافات/ 16، 17، 53، السجدة/ 10، 28، النمل/ 67، 68، 71، المؤمنون/ 35، 37، 82، 83، الأنبياء/ 38، مريم/ 66، الكهف/ 36، الإسراء/ 49، 51، 98، النحل/ 38، الرعد/ 5، هود/ 7، الشعراء/ 138، الواقعة/ 47، 48، النازعات/ 10، 12). الآيات التي ورد فيها الرد على الشبهة: (سبأ/ 3، يونس/ 53، 54، التغابن/ 7، سبأ/ 8، 30، الجاثية/ 26، الإسراء/ 5، 52، 99، النحل/ 38، 40، هود/ 8، الأعراف/ 25، طه/ 55، الواقعة/ 49، 50، الحج/ 5، 7، الشورى/ 18، الصافات/ 18، 19، يس/ 79: 83، السجدة/ 29، 30، الأنبياء/ 39، 40، مريم/ 67، الكهف/ 21، 37، الروم/ 27). 
  2.  الدهريون: جمع دهري، وهو الملحد الذي لا يؤمن بالآخرة، ويقول ببقاء الدنيا، أو بأن العالم موجود أزلا وأبدا ولا صانع له. 
  3.  الشيوعيون: هم من يعتنقون المذهب الشيوعي، مذهب كارل ماركس، وهو نظام اجتماعي وسياسي واقتصادي يقوم على الإنتاج الجماعي وإشاعة الملكية وإزالة الطبقات الاجتماعية، وأن يعمل الفرد على قدر طاقته ويأخذ على قدر حاجته. 
  4. الصادوقيون: جماعة قليلة العدد نسبيا، ولكن معظمها كان من المثقفين والأعيان، واسمها مشتق من صادوق رئيس الكهنة في أيام داود وسليمان ـ عليهما السلام ـ وقد حصروا تعليمهم في الكتاب المقدس فقط، زاعمين أن حرف الناموس المكتوب وحده هو الملزم، وينكرون القيامة. 
  5.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص61، 62، 84 بتصرف. 
  6.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص63: 66 بتصرف. 
  7.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص66 بتصرف. 
  8.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص67. 
  9.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص68. 
  10.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص69، 70. 
  11.  صحيح: أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب التفسير، باب تفسير سورة يس (3606)، وصححه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 
  12.  الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، ج14، ص45 بتصرف.
  13.  ركائز الإيمان، محمد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص387. 
  14. القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص75، 76. 
  15. الوجودي: القائل بمذهب الوجود أو الوجودية، وهو مذهب فلسفي يرى أن الوجود سابق على الماهية، وأن الإنسان حر يستطيع أن يصنع نفسه، ويتخذ موقفه كما يبدو له؛ تحقيقا لوجوده الكامل. 
  16.  ركائز الإيمان، محمد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص390. 
  17.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص77: 81 بتصرف.


الجواب التفصيلي

إنكار البعث والمعاد وإحياء الخلق يوم القيامة مرة أخرى واعتبار ذلك أسطورة وسحرا(*)

مضمون الشبهة:

ينكر الدهريون[1] ومن وافقهم من مشركي العرب البعث والمعاد، ويؤيد هذا بعض الفلاسفة فينكرون البداءة والمعاد، ويعتبرون إحياء الخلق مرة أخرى من قبيل الأسطورة والخرافة، كما زعمت طائفة أخرى أن البعث يكون للأرواح دون الأجساد.

قال سبحانه وتعالى:

(وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون)

(الجاثية:24)

وجوه إبطال الشبهة:

1)  البعث حقيقة مؤكدة ومحددة بأجل معدود.

2)  الذي قدر على بدء الحياة قادر على إعادتها.

3)  القادر على خلق ما هو عظيم قادر على خلق ما هو دونه.

4)  قدرته - سبحانه وتعالى - على تحويل الخلق من حال إلى حال دليل على قدرته على البعث والإحياء بعد الإماتة.

5)  قصة من أنكر البعث خير دليل على قدرة الله تعالى على البعث والنشور يوم القيامة.

6)  إحياء بعض الأموات في هذه الحياة دليل واقعي على قدرته - عز وجل - على البعث البعث.

7)  ضرب المثل بإحياء الأرض بالماء وكذلك دورة النبات؛ للاستدلال على صحة البعث.

8)  حكمة الله وعدله يقتضيان بعث العباد للجزاء والحساب.

9)  اتفاق جميع الأنبياء على الإخبار بالمعاد.

10) ضلال منكري البعث؛ حيث لا دليل لهم ولا برهان.

التفصيل:

هذه شبهة داحضة أكثر المشركون مقولتها، وهي من أكثر مزاعمهم وشبههم تردادا وتكرارا في القرآن، فهم يزعمون أنهم لن يبعثوا، ويستبعدون المعاد والقيامة من الأجداث بعد صيرورة الأجسام ترابا، ويعتبرون ذلك أسطورة وسحرا، وقد حكى القرآن عنهم وذلك في غير موضع،

قال سبحانه وتعالى:

(وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر)

(الجاثية: ٢4)

وقال - سبحانه وتعالى - حاكيا عنهم قولهم:

(إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين)

(المؤمنون:37*

وقال عز وجل:

(زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا)

(التغابن: ٧)

وقال أيضًا:

(ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين)

(هود:7)

وقال - سبحانه وتعالى - أيضا:

(وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة)

(سبأ:٣)

ومثل ذلك كثير في القرآن.

وهؤلاء المنكرون للبعث الذين أخبر القرآن عنهم ليسوا فرقة واحدة، بل يمكن تصنيفهم - من خلال ردود القرآن عليهم - إلى ثلاثة أصناف:

الأول: الملاحدة الذين ينكرون وجود الخالق، ومن هؤلاء كثير من الفلاسفة الدهرية الطبائعية، ومثلهم الشيوعيون[2] في عصرنا، وهؤلاء ينكرون صدور الخلق عن خالق؛ فهم منكرون للنشأة الأولى والثانية، ومنكرون لوجود الخالق أصلا. وهؤلاء ناقشهم الله - عز وجل - أولا في وجود الخالق ووحدانيته - كما سبق أن بينا - ثم يأتي بعد ذلك إثبات المعاد؛ لأن الإيمان بالمعاد فرع الإيمان بالله.

الثاني: الذين يعترفون بوجود الخالق، ولكنهم يكذبون بالبعث والنشور، ومن هؤلاء العرب الذين

قال الله فيهم:

(ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون)

(لقمان:25)

فهم مع اعترافهم بوجود الخالق - عز وجل - ينكرون البعث والنشور يوم القيامة، وقد حكى القرآن عنهم ذلك،

حيث قالوا:

(أإذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون (67) لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين (68)

(النمل).

وهؤلاء يدعون أنهم يؤمنون بالله، ولكنهم - في الوقت نفسه - يدعون أن قدرة الله عاجزة عن إحيائهم بعد إماتتهم! وهم الذين ضرب الله لهم الأمثال، وساق لهم الحجج والبراهين لبيان قدرته على البعث والنشور، وأنه لا يعجزه شيء، ومن هؤلاء طائفة من اليهود يسمون "الصادوقيون"[3] يزعمون أنهم يؤمنون بتوراة موسى، وهم يكذبون بالبعث والنشور والجنة والنار!

الثالث: الذين يؤمنون بالمعاد على غير الصفة التي جاءت بها الشرائع السماوية من النصارى، وهؤلاء هم الذين يعتقدون أن الذي ينعم أو يعذب يوم القيامة إنما هو الروح فحسب، وقال بقولهم كثير من الفلاسفة والفرق الضالة[4].

وقد رد القرآن على هؤلاء المنكرين للبعث المكذبين بالمعاد ما زعموه في غير موضع من آياته بالأدلة والبراهين القاطعة المثبتة للبعث والنشور، ومن ذلك:

أولا. بين القرآن الكريم أن البعث حقيقة مؤكدة ومحددة بأجل معدود:

لقد نوع الحق - سبحانه وتعالى - أساليب الإخبار عن تلك الحقيقة، فتارة يجزم المولى - عز وجل - بوقوع ذلك اليوم

ومن ذلك قوله:

(إن الساعة آتية أكاد أخفيها)

(طه: ١٥)

وقوله:

(إن الساعة لآتية لا ريب فيها)

(غافر: ٥٩)

وقوله:

(إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين)

(الأنعام:134)

وقوله:

(إنما توعدون لصادق)

(الذاريات:5)

وفي بعض الأحيان يخبر عن اقترابه،

ومنه قوله عز وجل:

(إنهم يرونه بعيدا (6) ونراه قريبا (7)

(المعارج)

وقوله:

(اقتربت الساعة وانشق القمر)

(القمر:1)

وفي مواضع أخرى يقسم الله تعالى على وقوعه ومجيئه،

ومنه قوله تعالى:

(الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا)

(النساء:87)

أو يأمر رسوله بالإقسام على وقوع البعث وتحققه وذلك في معرض الرد على المكذبين به المنكرين له[5].

ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى:

(ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين)

(يونس:53)

ونظير هذه الآية قوله سبحانه وتعالى:

(وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب)

(سبأ: ٣)

ويؤكد القرآن أن يوم القيامة يوم محدد لا يزاد في موعده ولا ينقص،

قال سبحانه وتعالى:

(قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون)

(سبأ:30)

إذن فهو ميعاد معدود محرر لا يزاد في موعده ولا ينقص،

قال سبحانه وتعالى:

(إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر)

(نوح: ٤)

فذلك وعد صادق، وخبر لازم، وأجل لا شك فيه،

قال:

(ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود (103) وما نؤخره إلا لأجل معدود (104)

(هود).

ثانيا. ومن الأدلة العقلية المفحمة التي برهن بها القرآن على البعث والمعاد أنه استدل على النشأة الأخرى بالنشأة الأولى:

نشاهد كل يوم حياة جديدة تخلق: أطفال يولدون، وطيور تخرج من بيضها، وحيوانات تلدها أمهاتها، وأسماك تملأ البحر والنهر، يرى الإنسان ذلك كله بأم عينيه، ثم ينكر أن يقع مثل ذلك مرة أخرى بعد أن يبيد الله هذه الحياة. إن الذين يطلبون دليلا على البعث يغفلون عن أن خلقهم على هذا النحو أعظم دليل على ذلك، فالقادر على خلقهم ابتداء، قادر على إعادة خلقهم مرة أخرى [6].

وقد أخبر الله - عز وجل - أن الإنسان نفسه يتعجب ويستبعد إعادته بعد موته،

قال سبحانه وتعالى:

(ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا)

(مريم)

ويبرهن - عز وجل - بالبداءة على الإعادة، يعني أنه - عز وجل - قد خلق الإنسان ولم يك شيئا، أفلا يمكنه - عز وجل - إعادته ثانية وقد صار شيئا موجودا؟!

قال سبحانه وتعالى:

(أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا)

(مريم:67)

وهذا بيان لهؤلاء، مفاده أن الذي قدر على البدء قادر على الإعادة، وهذا بطريق الأولى والأحرى،

قال سبحانه وتعالى:

(قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه)

(الجاثية:٢٦)

فكما هو قادر على أن يخرجكم من العدم إلى الوجود، فهو قادر على إعادة الأبدان بعد فنائها وتفرقها،

قال سبحانه وتعالى:

(وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه)

(الروم: ٢٧)

وقال - سبحانه وتعالى - أيضا:

(فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة)

(الإسراء:٥١)

أي: فالذي خلقكم ولم تكونوا شيئا مذكورا ثم صرتم بشرا تنتشرون قادر على إعادتكم مهما تكن حالتكم.

ويذكرنا القرآن الكريم في موضع آخر بالخلق الأول للإنسان، فأبونا آدم خلقه الله من تراب؛ فالقادر على جعل التراب بشرا سويا، لا يعجزه أن يعيده بشرا سويا مرة أخرى بعد موته، كما يذكرنا بخلقتنا نحن - ذرية آدم - فإنه خلقنا من سلالة من ماء مهين، تحول هذا الماء فأصبح نطفة، ثم صارت النطفة علقة، ثم تحولت إلى مضغة.

إلى أن نفخ فيها الروح وجعلها إنسانا سويا، فالقادر على الخلق المشاهد المعلوم قادر على إعادته وإحيائه بعد موته،

قال سبحانه وتعالى:

(يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج (5) ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير (6) وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور (7)

(الحج) [7].

ثالثا. ومن الأدلة القوية في هذا الصدد ما ساقه القرآن دليلا للعقل أن يتفكر فيه، إذ بين أن من جملة خلقه تعالى ما هو أعظم من خلق الناس؛ فالقادر على خلق الأعظم لا شك قادر على خلق ما هو دونه:

لقد نبه الله - عز وجل - كل من له عقل - يعي به - على قدرته على إعادة الخلق مرة أخرى، وذلك بدليل أنه خلق السماوات والأرض، فقدرته على إعادة الخلق أسهل من خلقه السماوات والأرض،

قال تعالى:

(لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس)

(غافر: ٥٧)

وقال سبحانه وتعالى:

(أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى)

(الأحقاف: ٣٣)

وقال أيضا:

(أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه)

(الإسراء: ٩٩)

وقال أيضا:

(أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم)

(يس:81)

ويوضح ذلك قول ابن تيمية بعد أن ساق هذه النصوص -: "فإنه من المعلوم ببداهة العقول أن خلق السماوات والأرض أعظم من خلق أمثال بني آدم، والقدرة عليه أبلغ وأن هذا الأيسر أولى بالإمكان والقدرة من ذلك"[8].

رابعا. ومن ردود القرآن على منكري البعث أيضا ما بينه الحق - سبحانه وتعالى - برهانا للعقل البشري أن يتدبره من أن قدرته - سبحانه وتعالى - على تحويل الخلق من حال إلى حال لا يعجزها إعادة الخلق بعد الممات:

إن من تمام ألوهيته وربوبيته تعالى قدرته سبحانه على تحويل الخلق من حال إلى حال، فهو يميت ويحيي، ويخرج الحي من الميت، والميت من الحي، ويخلق ويفني،

قال سبحانه وتعالى:

(إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون (95) فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم (96)

(الأنعام)

فمن الحبة الجامدة الصماء يخرج نبتة غضة خضراء تزهر وتثمر، ثم تعطي هذه النبتة الحية حبوبا جامدة، ومن الطيور الحية يخرج البيض الميت، ومن البيض الميت تخرج الطيور المتحركة المغردة التي تنطلق في أجواز الفضاء!

إن تقلب العباد: موت فحياة فموت فحياة، دليل عظيم على قدرة الله التي تجعل النفوس تخضع لعظمته وسلطانه، ولذلك

يقول المولى عز وجل:

(كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون)

(البقرة:28) [9].

المراجع

  1. (*) الآيات التي وردت فيها الشبهة: (سبأ/ 3، 7، 29، 35، التغابن/ 7، يونس/ 53، الملك/ 25، ق/ 3، 15، الدخان/ 35، الجاثية/ 24، 32، يس/ 48، 78، الصافات/ 16، 17، 53، السجدة/ 10، 28، النمل/ 67، 68، 71، المؤمنون/ 35، 37، 82، 83، الأنبياء/ 38، مريم/ 66، الكهف/ 36، الإسراء/ 49، 51، 98، النحل/ 38، الرعد/ 5، هود/ 7، الشعراء/ 138، الواقعة/ 47، 48، النازعات/ 10، 12). الآيات التي ورد فيها الرد على الشبهة: (سبأ/ 3، يونس/ 53، 54، التغابن/ 7، سبأ/ 8، 30، الجاثية/ 26، الإسراء/ 5، 52، 99، النحل/ 38، 40، هود/ 8، الأعراف/ 25، طه/ 55، الواقعة/ 49، 50، الحج/ 5، 7، الشورى/ 18، الصافات/ 18، 19، يس/ 79: 83، السجدة/ 29، 30، الأنبياء/ 39، 40، مريم/ 67، الكهف/ 21، 37، الروم/ 27). 
  2.  الدهريون: جمع دهري، وهو الملحد الذي لا يؤمن بالآخرة، ويقول ببقاء الدنيا، أو بأن العالم موجود أزلا وأبدا ولا صانع له. 
  3.  الشيوعيون: هم من يعتنقون المذهب الشيوعي، مذهب كارل ماركس، وهو نظام اجتماعي وسياسي واقتصادي يقوم على الإنتاج الجماعي وإشاعة الملكية وإزالة الطبقات الاجتماعية، وأن يعمل الفرد على قدر طاقته ويأخذ على قدر حاجته. 
  4. الصادوقيون: جماعة قليلة العدد نسبيا، ولكن معظمها كان من المثقفين والأعيان، واسمها مشتق من صادوق رئيس الكهنة في أيام داود وسليمان ـ عليهما السلام ـ وقد حصروا تعليمهم في الكتاب المقدس فقط، زاعمين أن حرف الناموس المكتوب وحده هو الملزم، وينكرون القيامة. 
  5.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص61، 62، 84 بتصرف. 
  6.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص63: 66 بتصرف. 
  7.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص66 بتصرف. 
  8.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص67. 
  9.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص68. 
  10.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص69، 70. 
  11.  صحيح: أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب التفسير، باب تفسير سورة يس (3606)، وصححه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. 
  12.  الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1405هـ/ 1985م، ج14، ص45 بتصرف.
  13.  ركائز الإيمان، محمد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص387. 
  14. القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص75، 76. 
  15. الوجودي: القائل بمذهب الوجود أو الوجودية، وهو مذهب فلسفي يرى أن الوجود سابق على الماهية، وأن الإنسان حر يستطيع أن يصنع نفسه، ويتخذ موقفه كما يبدو له؛ تحقيقا لوجوده الكامل. 
  16.  ركائز الإيمان، محمد قطب، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص390. 
  17.  القيامة الكبرى، د. عمر سليمان الأشقر، دار السلام، القاهرة، 1426هـ/ 2005م، ص77: 81 بتصرف.