نص السؤال

كيف يحرِّمُ الإسلامُ لَحْمَ الخِنزِيرِ، مع أنه حيوانٌ شهيُّ الطعم؟

المؤلف: باحثو مركز أصول

المصدر: مركز أصول

عبارات مشابهة للسؤال

الحكمةُ مِن تحريمِ لَحْمِ الخِنزِير.

الجواب التفصيلي


إن الأوجُهَ التي تتبيَّنُ بها حكمةُ الشريعةِ الإسلاميَّةِ في تحريمِ لحمِ الخنزيرِ كثيرةٌ، ويتبيَّنُ ذلك بما يلي:

1- لحمُ الخنزيرِ نجسٌ:

قال تعالى:

{قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ}

[الأنعام: 145]

، والرِّجْسُ: النَّجِسُ، والمستقذَرُ، والنَّتْنُ.

فمِن خلالِ بعضِ الأبحاثِ العلميَّةِ: تبيَّن أن جِسمَ الخنزيرِ يحتوي على كمِّيَّاتٍ كبيرةٍ مِن حامضِ البُولِيكِ (98%)، ولا يَفرِزُ منه سوى (2%)، في حينِ يَفرِزُ الإنسانُ أكثرَ مِن (90%) مِن حمضِ البُولِيك، ونظرًا لهذه النسبةِ العاليةِ مِن حمضِ البُولِيك؛ فإن آكلي لحمِ الخنزيرِ يشتكون عادةً مِن أمراضٍ كثيرةٍ، منها: آلامُ الروماتيزمِ، والتهابُ المفاصلِ، ومشاكلُ في الكُلَى.

وبهذا يكونُ تحريمُ لحمِ الخنزيرِ لعلَّةٍ ذاتيَّة، وطبيعةٍ خاصَّةٍ فيه، وليس لِمَا يأكُلُهُ مِن القاذورات؛ فيحرُمُ أكلُ لحمِهِ حتى لو تَمَّ تغذيتُهُ على عَلَفٍ طاهر.

ومرَّةً أخرى نقولُ: إن طاعةَ اللهِ في هذا الأمرِ هي الدافعُ الأساسيُّ؛ حيثُ حُرِّمَ لحمُ الخنزيرِ وذُكِرَ أنه نجسٌ: في القرآن، وكذلك في الكتابِ المقدَّسِ الذي بين يدَيِ النصارى اليومَ.

2- الغذاءُ - طيِّبًا أو فاسدًا - يَصيرُ جزءًا مِن جوهرِ المغتذي:

فلا بدَّ أن يحصُلَ للمغتذي أخلاقٌ وصفاتٌ مِن جنسِ ما كان حاصلًا في الغذاء، والخنزيرُ مطبوعٌ على حرصٍ شديدٍ، ورغبةٍ شديدةٍ في المشتهَيات؛ فحَرُمَ أكلُهُ على الإنسان؛ لئلا يتكيَّفَ بتلك الكيفيَّة، ولقد أشار النبيُّ ^ إلى أثَرِ الطعامِ في خُلُقِ آكِليهِ؛ فقال ^: «... وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَصْحَابِ الْإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَصْحَابِ الشَّاءِ»؛ رواه البخاري (4388).

قال بعضُهم: «أكَلَتِ الأعرابُ لحمَ الإبلِ، فاكتسَبوا الغِلْظةَ، وأكَلَ الأتراكُ لحمَ الفَرَسِ، فاكتسَبوا الشَّراسةَ، وأكَلَ الإِفْرَنْجُ لحمَ الخِنزِيرِ، فاكتسَبوا الدِّياثةَ».

وتصديقُ هذا الكلامِ تجدُهُ اليومَ في الأُمَمِ التي اعتادَتْ أكلَ لحمِ الخنزيرِ؛ فإنك تجدُ عندها مِن قِلَّةِ الحياءِ والدِّياثةِ ما لا يُوجَدُ في غيرِهم؛ كتبادُلِ الزوجاتِ وغيرِه.

إن المواظَبةَ على أكلِ الخنزيرِ يُورِثُ حرصًا عظيمًا، ورغبةً شديدةً في المنهيَّات، وعدمَ الغَيْرة؛ فإن الخنزيرَ يَرَى الذكَرَ مِن جنسِهِ يَنْزُو على أُنْثاهُ، ولا يتعرَّضُ له؛ لعدمِ غَيْرتِه، بخلافِ الغنَمِ ونحوِها؛ فإنها ذواتٌ عارِيَةٌ عن جميعِ الأخلاقِ الذميمة؛ فلذلك لا يحصُلُ للإنسانِ بسببِ أكلِها كيفيَّةٌ خارجةٌ عن أغراضِهِ وأحوالِه.

3- لحمُ الخنزيرِ يُورِثُ لآكِلِهِ عامَّةَ الأخلاقِ الخبيثةِ لبغيِهِ وعدوانِهِ، وما كان كذلك، فهو محرَّمٌ:

كما حرَّم اللهُ تعالى كلَّ ذي نابٍ مِن السباع؛ لأنها باغِيَةٌ عادِيَةٌ، والغاذي شبيهٌ بالمغتذي، فإذا تولَّد اللحمُ منها، صار في الإنسانِ خُلُقُ البغيِ والعَدَاء.

ويؤكِّدُ أحدُ الباحِثين: أن الذين يأكُلون لحومَ الحيواناتِ الكاسِرةِ عادةً مَّا تكونُ طباعُهم شِرِّيرةً، ويكونون غيرَ متسامِحين، ويَمِيلون إلى ارتكابِ الجرائمِ والآثام.

4- أن للخِنزِيرِ نابًا يفترِسُ به؛ ففيه صفةٌ سَبُعيَّةٌ:

وقد «نَهَى النَّبِيُّ ^ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ»؛ رواه البخاري (5530).

مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

صاحبُ هذا السؤالِ يَرَى لذَّةً لطعمِ لحمِ الخنزيرِ؛ فهو مِن أجلِ ذلك يتساءَلُ عن سببِ تحريمِ الشريعةِ الإسلاميَّةِ له.

مختصَرُ الإجابة:

إن تحريمَ لحمِ الخِنزِيرِ تحقيقٌ للصحَّةِ السليمة، والعافيةِ للمرءِ في حياتِه؛ وهذا يحقِّقُ مَقصِدَ الشرعِ الحنيفِ في حفظِ النَّفْس؛ وهو مِن الضروريَّاتِ الخَمْس.

فالخِنزِيرُ: حيوانٌ خبيثٌ، كريهُ المَنظَر، وهو ذو أنياب، يتغذَّى على اللحوم، ولا يهتمُّ إن كانت فاسدةً أو لا، وهو مفترِسٌ يأكُلُ الجُرُذَ والفِئْرانَ، ويتَّسِمُ بقلَّةِ الغَيْرة؛ فهو الحيوانُ الوحيدُ الذي لا يشعُرُ بالغَيْرة، والغاذي شبيهٌ بالمغتذي، أي: أن مَن يأكُلون لحمَ الخنزيرِ يكتسِبون صفاتِه؛ فلا يَغَارُون على أعراضِهم؛ كما أشار إلى ذلك عالِمُ الاجتماعِ المسلِمُ الشهيرُ ابنُ خَلْدون.

مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

صاحبُ هذا السؤالِ يَرَى لذَّةً لطعمِ لحمِ الخنزيرِ؛ فهو مِن أجلِ ذلك يتساءَلُ عن سببِ تحريمِ الشريعةِ الإسلاميَّةِ له.

مختصَرُ الإجابة:

إن تحريمَ لحمِ الخِنزِيرِ تحقيقٌ للصحَّةِ السليمة، والعافيةِ للمرءِ في حياتِه؛ وهذا يحقِّقُ مَقصِدَ الشرعِ الحنيفِ في حفظِ النَّفْس؛ وهو مِن الضروريَّاتِ الخَمْس.

فالخِنزِيرُ: حيوانٌ خبيثٌ، كريهُ المَنظَر، وهو ذو أنياب، يتغذَّى على اللحوم، ولا يهتمُّ إن كانت فاسدةً أو لا، وهو مفترِسٌ يأكُلُ الجُرُذَ والفِئْرانَ، ويتَّسِمُ بقلَّةِ الغَيْرة؛ فهو الحيوانُ الوحيدُ الذي لا يشعُرُ بالغَيْرة، والغاذي شبيهٌ بالمغتذي، أي: أن مَن يأكُلون لحمَ الخنزيرِ يكتسِبون صفاتِه؛ فلا يَغَارُون على أعراضِهم؛ كما أشار إلى ذلك عالِمُ الاجتماعِ المسلِمُ الشهيرُ ابنُ خَلْدون.

الجواب التفصيلي


إن الأوجُهَ التي تتبيَّنُ بها حكمةُ الشريعةِ الإسلاميَّةِ في تحريمِ لحمِ الخنزيرِ كثيرةٌ، ويتبيَّنُ ذلك بما يلي:

1- لحمُ الخنزيرِ نجسٌ:

قال تعالى:

{قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ}

[الأنعام: 145]

، والرِّجْسُ: النَّجِسُ، والمستقذَرُ، والنَّتْنُ.

فمِن خلالِ بعضِ الأبحاثِ العلميَّةِ: تبيَّن أن جِسمَ الخنزيرِ يحتوي على كمِّيَّاتٍ كبيرةٍ مِن حامضِ البُولِيكِ (98%)، ولا يَفرِزُ منه سوى (2%)، في حينِ يَفرِزُ الإنسانُ أكثرَ مِن (90%) مِن حمضِ البُولِيك، ونظرًا لهذه النسبةِ العاليةِ مِن حمضِ البُولِيك؛ فإن آكلي لحمِ الخنزيرِ يشتكون عادةً مِن أمراضٍ كثيرةٍ، منها: آلامُ الروماتيزمِ، والتهابُ المفاصلِ، ومشاكلُ في الكُلَى.

وبهذا يكونُ تحريمُ لحمِ الخنزيرِ لعلَّةٍ ذاتيَّة، وطبيعةٍ خاصَّةٍ فيه، وليس لِمَا يأكُلُهُ مِن القاذورات؛ فيحرُمُ أكلُ لحمِهِ حتى لو تَمَّ تغذيتُهُ على عَلَفٍ طاهر.

ومرَّةً أخرى نقولُ: إن طاعةَ اللهِ في هذا الأمرِ هي الدافعُ الأساسيُّ؛ حيثُ حُرِّمَ لحمُ الخنزيرِ وذُكِرَ أنه نجسٌ: في القرآن، وكذلك في الكتابِ المقدَّسِ الذي بين يدَيِ النصارى اليومَ.

2- الغذاءُ - طيِّبًا أو فاسدًا - يَصيرُ جزءًا مِن جوهرِ المغتذي:

فلا بدَّ أن يحصُلَ للمغتذي أخلاقٌ وصفاتٌ مِن جنسِ ما كان حاصلًا في الغذاء، والخنزيرُ مطبوعٌ على حرصٍ شديدٍ، ورغبةٍ شديدةٍ في المشتهَيات؛ فحَرُمَ أكلُهُ على الإنسان؛ لئلا يتكيَّفَ بتلك الكيفيَّة، ولقد أشار النبيُّ ^ إلى أثَرِ الطعامِ في خُلُقِ آكِليهِ؛ فقال ^: «... وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَصْحَابِ الْإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَصْحَابِ الشَّاءِ»؛ رواه البخاري (4388).

قال بعضُهم: «أكَلَتِ الأعرابُ لحمَ الإبلِ، فاكتسَبوا الغِلْظةَ، وأكَلَ الأتراكُ لحمَ الفَرَسِ، فاكتسَبوا الشَّراسةَ، وأكَلَ الإِفْرَنْجُ لحمَ الخِنزِيرِ، فاكتسَبوا الدِّياثةَ».

وتصديقُ هذا الكلامِ تجدُهُ اليومَ في الأُمَمِ التي اعتادَتْ أكلَ لحمِ الخنزيرِ؛ فإنك تجدُ عندها مِن قِلَّةِ الحياءِ والدِّياثةِ ما لا يُوجَدُ في غيرِهم؛ كتبادُلِ الزوجاتِ وغيرِه.

إن المواظَبةَ على أكلِ الخنزيرِ يُورِثُ حرصًا عظيمًا، ورغبةً شديدةً في المنهيَّات، وعدمَ الغَيْرة؛ فإن الخنزيرَ يَرَى الذكَرَ مِن جنسِهِ يَنْزُو على أُنْثاهُ، ولا يتعرَّضُ له؛ لعدمِ غَيْرتِه، بخلافِ الغنَمِ ونحوِها؛ فإنها ذواتٌ عارِيَةٌ عن جميعِ الأخلاقِ الذميمة؛ فلذلك لا يحصُلُ للإنسانِ بسببِ أكلِها كيفيَّةٌ خارجةٌ عن أغراضِهِ وأحوالِه.

3- لحمُ الخنزيرِ يُورِثُ لآكِلِهِ عامَّةَ الأخلاقِ الخبيثةِ لبغيِهِ وعدوانِهِ، وما كان كذلك، فهو محرَّمٌ:

كما حرَّم اللهُ تعالى كلَّ ذي نابٍ مِن السباع؛ لأنها باغِيَةٌ عادِيَةٌ، والغاذي شبيهٌ بالمغتذي، فإذا تولَّد اللحمُ منها، صار في الإنسانِ خُلُقُ البغيِ والعَدَاء.

ويؤكِّدُ أحدُ الباحِثين: أن الذين يأكُلون لحومَ الحيواناتِ الكاسِرةِ عادةً مَّا تكونُ طباعُهم شِرِّيرةً، ويكونون غيرَ متسامِحين، ويَمِيلون إلى ارتكابِ الجرائمِ والآثام.

4- أن للخِنزِيرِ نابًا يفترِسُ به؛ ففيه صفةٌ سَبُعيَّةٌ:

وقد «نَهَى النَّبِيُّ ^ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ»؛ رواه البخاري (5530).