نص السؤال

دعوى أن ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - ما هو إلا شعر وأضغاث أحلام وما هو إلا شاعر أو كاهن

المصدر: شبهات المشككين في الإسلام

الجواب التفصيلي

دعوى أن ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - ما هو إلا شعر وأضغاث أحلام وما هو إلا شاعر أو كاهن(*)

مضمون الشبهة:

ادعى المشركون أن ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ما هو إلا شعر وأضغاث أحلام أو كهانة، وأن الشياطين تنزلت بهذا القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

قال سبحانه وتعالى:

(بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر)

(الأنبياء: ٥).

وجوه إبطال الشبهة:

1)  حيرة المشركين وتخبطهم في أمر القرآن دليل على جهلهم وضلالهم.

2)  القرآن كلام الله أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم.

3)  لو تقول محمد - صلى الله عليه وسلم - القرآن على الله لعاجله بالعقوبة.

4)  الشياطين لا تستطيع النزول بالقرآن.

التفصيل:

أولا. ضلال المشركين وجهلهم:

هذه المقولة تدل على تعنت المشركين وإلحادهم وتناقضهم واختلافهم فيما يصفون به القرآن وحيرتهم فيه وضلالهم عنه، فتارة يجعلونه سحرا،

قال سبحانه وتعالى:

(ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين)

(الأنعام:7)

قال سبحانه وتعالى:

(وقالوا إن هذا إلا سحر مبين)

(الصافات:15)

وقال أيضا:

(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين)

(الأحقاف:7)

وكذلك قوله سبحانه وتعالى:

(فقال إن هذا إلا سحر يؤثر)

(المدثر:24)

وتارة يجعلونه شعرا، كما قال سبحانه وتعالى:

(أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون)

(الطور:30)

وقال سبحانه وتعالى:

(بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر)

(الأنبياء: ٥)

وقال أيضا:

(ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون)

(الصافات:36)

وتارة يجعلونه أضغاث أحلام كما في آية سورة الأنبياء السابقة.

وتارة يجعلونه مفترى، كما قال سبحانه وتعالى:

(أم يقولون افتراه)

(يونس: ٣٨)

وقال أيضا:

(وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه)

(الفرقان: ٤).

وهكذا يتخبطون في وصف القرآن مما يدل على ضلالهم وافترائهم فيضربون له الأمثال ولا يستطيعون سبيلا؛ ولذا قال - عز وجل - في الرد عليهم مبينا جهلهم وتخبطهم وضلالهم:

(انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا)

(الإسراء:48)

ثانيا. القرآن كلام الله أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم:

من رد القرآن عليهم أن بين أن هذا القرآن هو تنزيل رب العالمين يبلغه رسول كريم، وليس بقول شيطان رجيم ولا شاعر ولا كاهن كما يدعون، وإنما هو من وحي الله وكلامه يبلغه جبريل - عليه السلام - لمحمد النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يبلغ عن الله عز وجل،

قال سبحانه وتعالى:

(وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون (41) ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون (42) تنزيل من رب العالمين (43)

(الحاقة).

ثالثا. لو تقول النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن على الله - عز وجل - لعاجله بالعقوبة:

يقول الله - عز وجل - بعد الآيات السابقة:

(ولو تقول علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثم لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحد عنه حاجزين (47)

(الحاقة).

والمعنى: لو تقول علينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كما يزعمون مفتريا علينا فزاد في الرسالة أو نقص منها أو قال شيئا من عنده فنسبه إلينا - وليس كذلك - لعاجلناه بالعقوبة، وما يقدر أحد منكم أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئا من ذلك، فعدم إهلاكه - صلى الله عليه وسلم - دال على أنه لم يتقول على الله شيئا، وبهذا يتبين أنه لو افتراه على الله وتقوله عليه لما أقره على ذلك، فدل على أنه صادق بار راشد؛ لأن الله - عز وجل - مقرر له ما يبلغه عنه، ومؤيد له بالمعجزات الباهرات والدلائل القاطعات، فما أتى به محمد ليس شعرا ولا سحرا، ولا كهانة ولا أضغاث أحلام، وإنما هو تنزيل من رب العالمين.

رابعا. الشياطين لا تستطيع النزول بالقرآن:

وأما فريتهم التي زعموا من أن الشياطين قد تنزلت بهذا القرآن الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - فما أوهاها من فرية، وما أسخفه من افتراء، وقد ذكر - عز وجل - أنه يمتنع على الشياطين ذلك من عدة وجوه:

1.   أنه ما ينبغي لهم، أي ليس هو من بغيتهم ولا من طلبتهم؛ لأن من سجاياهم الفساد وإضلال العباد، وهذا فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو نور وهدى وبرهان عظيم، فبينه وبين الشياطين منافاة عظيمة؛ ولذا

قال سبحانه وتعالى:

(وما ينبغي لهم)

(الشعراء: ٢١١).

2.   أنه لو انبغى لهم ذلك ما استطاعوه،

قال سبحانه وتعالى:

(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله)

(الحشر: ٢١).

ولهذا قال سبحانه وتعالى:

(وما يستطيعون)

(الشعراء: ٢١١).

3.    أنه لو انبغى لهم واستطاعوا حمله وتأديته لما وصلوا إلى ذلك؛ لأنهم بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله؛ لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا في مدة إنزال القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استماع حرف واحد منه لئلا يشتبه الأمر ويلتبس، وهذا من رحمة الله بعباده وحفظه لشرعه وتأييده لكتابه ورسوله،

ولهذا قال عز وجل:

(إنهم عن السمع لمعزولون)

(الشعراء:212)

وقال - سبحانه وتعالى - مخبرا عن الجن:

(وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا (8) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا (9)

(الجن).

وهذا خير رد على قولهم في النبي صلى الله عليه وسلم: إنه كاهن، وزعمهم أن الذي يأتيه شيطان، وكلام الكهان في مزاعمهم من إلقاء الجن والشياطين إليهم، وإنما هو خواطر نفوسهم ينسبونها إلى شياطينهم المزعومة، فنفى القرآن أن يكون من ذلك القبيل، فالكهان لا يجيش في نفوسهم كلام مثل القرآن، وما كان لشياطين الكهان أن يفيضوا على نفوس أوليائهم مثل هذا القرآن، فالكهانة هي كذب الكهان وتمويههم، وأخبار الكهان كلها أقاصيص وسعها الناقلون.

الخلاصة:

·هذه المقالة تدل على ضلال المشركين وصلفهم وكبرهم عن اتباع الحق؛ فالقرآن كلام الله أوحاه إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - وليس هو بالشعر ولا بالكهانة ولم يعرف عن نبيهم مثل ذلك قبل بعثته.

·لو تقول النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن على الله لعاجله بالعقوبة ولا يستطيع أحد أن يرفع عنه، وعدم إهلاكه - صلى الله عليه وسلم - دليل على أنه لم يتقوله ودليل على إقرار الله له.

·لا تستطيع الشياطين النزول بالقرآن؛ لأن ما جاء في القرآن لا يتناسب مع طبيعتهم التي تتسم بالفساد والشرور وهي نور وهدى ورحمة، كما أنهم عزلوا عن التسمع في السماء أثناء نزول القرآن.

المراجع

  1. (*) الآيات التي وردت فيها الشبهة: (الأنبياء/ 5، الصافات/ 36، الحاقة/ 41، 42، الطور/ 30). الآيات التي ورد فيها الرد على الشبهة: (النجم/ 2: 4، الحاقة. 41: 47، الشعراء/ 210: 212، الفرقان/ 9، التكوير/ 19: 21، 25، الإسراء/ 48).

الجواب التفصيلي

دعوى أن ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - ما هو إلا شعر وأضغاث أحلام وما هو إلا شاعر أو كاهن(*)

مضمون الشبهة:

ادعى المشركون أن ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - ما هو إلا شعر وأضغاث أحلام أو كهانة، وأن الشياطين تنزلت بهذا القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

قال سبحانه وتعالى:

(بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر)

(الأنبياء: ٥).

وجوه إبطال الشبهة:

1)  حيرة المشركين وتخبطهم في أمر القرآن دليل على جهلهم وضلالهم.

2)  القرآن كلام الله أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم.

3)  لو تقول محمد - صلى الله عليه وسلم - القرآن على الله لعاجله بالعقوبة.

4)  الشياطين لا تستطيع النزول بالقرآن.

التفصيل:

أولا. ضلال المشركين وجهلهم:

هذه المقولة تدل على تعنت المشركين وإلحادهم وتناقضهم واختلافهم فيما يصفون به القرآن وحيرتهم فيه وضلالهم عنه، فتارة يجعلونه سحرا،

قال سبحانه وتعالى:

(ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين)

(الأنعام:7)

قال سبحانه وتعالى:

(وقالوا إن هذا إلا سحر مبين)

(الصافات:15)

وقال أيضا:

(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين)

(الأحقاف:7)

وكذلك قوله سبحانه وتعالى:

(فقال إن هذا إلا سحر يؤثر)

(المدثر:24)

وتارة يجعلونه شعرا، كما قال سبحانه وتعالى:

(أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون)

(الطور:30)

وقال سبحانه وتعالى:

(بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر)

(الأنبياء: ٥)

وقال أيضا:

(ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون)

(الصافات:36)

وتارة يجعلونه أضغاث أحلام كما في آية سورة الأنبياء السابقة.

وتارة يجعلونه مفترى، كما قال سبحانه وتعالى:

(أم يقولون افتراه)

(يونس: ٣٨)

وقال أيضا:

(وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه)

(الفرقان: ٤).

وهكذا يتخبطون في وصف القرآن مما يدل على ضلالهم وافترائهم فيضربون له الأمثال ولا يستطيعون سبيلا؛ ولذا قال - عز وجل - في الرد عليهم مبينا جهلهم وتخبطهم وضلالهم:

(انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا)

(الإسراء:48)

ثانيا. القرآن كلام الله أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم:

من رد القرآن عليهم أن بين أن هذا القرآن هو تنزيل رب العالمين يبلغه رسول كريم، وليس بقول شيطان رجيم ولا شاعر ولا كاهن كما يدعون، وإنما هو من وحي الله وكلامه يبلغه جبريل - عليه السلام - لمحمد النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يبلغ عن الله عز وجل،

قال سبحانه وتعالى:

(وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون (41) ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون (42) تنزيل من رب العالمين (43)

(الحاقة).

ثالثا. لو تقول النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن على الله - عز وجل - لعاجله بالعقوبة:

يقول الله - عز وجل - بعد الآيات السابقة:

(ولو تقول علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثم لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحد عنه حاجزين (47)

(الحاقة).

والمعنى: لو تقول علينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كما يزعمون مفتريا علينا فزاد في الرسالة أو نقص منها أو قال شيئا من عنده فنسبه إلينا - وليس كذلك - لعاجلناه بالعقوبة، وما يقدر أحد منكم أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئا من ذلك، فعدم إهلاكه - صلى الله عليه وسلم - دال على أنه لم يتقول على الله شيئا، وبهذا يتبين أنه لو افتراه على الله وتقوله عليه لما أقره على ذلك، فدل على أنه صادق بار راشد؛ لأن الله - عز وجل - مقرر له ما يبلغه عنه، ومؤيد له بالمعجزات الباهرات والدلائل القاطعات، فما أتى به محمد ليس شعرا ولا سحرا، ولا كهانة ولا أضغاث أحلام، وإنما هو تنزيل من رب العالمين.

رابعا. الشياطين لا تستطيع النزول بالقرآن:

وأما فريتهم التي زعموا من أن الشياطين قد تنزلت بهذا القرآن الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - فما أوهاها من فرية، وما أسخفه من افتراء، وقد ذكر - عز وجل - أنه يمتنع على الشياطين ذلك من عدة وجوه:

1.   أنه ما ينبغي لهم، أي ليس هو من بغيتهم ولا من طلبتهم؛ لأن من سجاياهم الفساد وإضلال العباد، وهذا فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو نور وهدى وبرهان عظيم، فبينه وبين الشياطين منافاة عظيمة؛ ولذا

قال سبحانه وتعالى:

(وما ينبغي لهم)

(الشعراء: ٢١١).

2.   أنه لو انبغى لهم ذلك ما استطاعوه،

قال سبحانه وتعالى:

(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله)

(الحشر: ٢١).

ولهذا قال سبحانه وتعالى:

(وما يستطيعون)

(الشعراء: ٢١١).

3.    أنه لو انبغى لهم واستطاعوا حمله وتأديته لما وصلوا إلى ذلك؛ لأنهم بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله؛ لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا في مدة إنزال القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استماع حرف واحد منه لئلا يشتبه الأمر ويلتبس، وهذا من رحمة الله بعباده وحفظه لشرعه وتأييده لكتابه ورسوله،

ولهذا قال عز وجل:

(إنهم عن السمع لمعزولون)

(الشعراء:212)

وقال - سبحانه وتعالى - مخبرا عن الجن:

(وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا (8) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا (9)

(الجن).

وهذا خير رد على قولهم في النبي صلى الله عليه وسلم: إنه كاهن، وزعمهم أن الذي يأتيه شيطان، وكلام الكهان في مزاعمهم من إلقاء الجن والشياطين إليهم، وإنما هو خواطر نفوسهم ينسبونها إلى شياطينهم المزعومة، فنفى القرآن أن يكون من ذلك القبيل، فالكهان لا يجيش في نفوسهم كلام مثل القرآن، وما كان لشياطين الكهان أن يفيضوا على نفوس أوليائهم مثل هذا القرآن، فالكهانة هي كذب الكهان وتمويههم، وأخبار الكهان كلها أقاصيص وسعها الناقلون.

الخلاصة:

·هذه المقالة تدل على ضلال المشركين وصلفهم وكبرهم عن اتباع الحق؛ فالقرآن كلام الله أوحاه إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - وليس هو بالشعر ولا بالكهانة ولم يعرف عن نبيهم مثل ذلك قبل بعثته.

·لو تقول النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن على الله لعاجله بالعقوبة ولا يستطيع أحد أن يرفع عنه، وعدم إهلاكه - صلى الله عليه وسلم - دليل على أنه لم يتقوله ودليل على إقرار الله له.

·لا تستطيع الشياطين النزول بالقرآن؛ لأن ما جاء في القرآن لا يتناسب مع طبيعتهم التي تتسم بالفساد والشرور وهي نور وهدى ورحمة، كما أنهم عزلوا عن التسمع في السماء أثناء نزول القرآن.

المراجع

  1. (*) الآيات التي وردت فيها الشبهة: (الأنبياء/ 5، الصافات/ 36، الحاقة/ 41، 42، الطور/ 30). الآيات التي ورد فيها الرد على الشبهة: (النجم/ 2: 4، الحاقة. 41: 47، الشعراء/ 210: 212، الفرقان/ 9، التكوير/ 19: 21، 25، الإسراء/ 48).