نص السؤال

دعوى أن القرآن أساطير الأولين وقصص السابقين

المصدر: شبهات المشككين في الإسلام

الجواب التفصيلي

دعوى أن القرآن أساطير الأولين وقصص السابقين(*)

مضمون الشبهة:                       

يزعم المشركون أن القرآن الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - ما هو إلا أساطير الأولين ومن قصص السابقين الأوائل، استنسخها محمد - صلى الله عليه وسلم - وهي تملى عليه أول النهار وآخره.

قال سبحانه وتعالى:

(وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا)

(الفرقان:5)

وجوه إبطال الشبهة:

1)  هذا الادعاء منشؤه الكفر والعناد.

2)  التذكير بنظير القرآن من الكتب السابقة.

3)  شهادة الشهود من بني إسرائيل والكتب السابقة بصحة القرآن وصدقه.

4)  تدبر آيات القرآن تؤكد خلوه من الإفك والاختلاف؛ لأنه من عند الله.

5)  كبر المشركين وجدالهم بغير علم في آيات الله - عز وجل - يمنعهم من اتباع الحق.

التفصيل:

أولا. عناد المشركين وكفرهم هو مصدر مثل هذا الادعاء:

يرمي المشركون والكفار القرآن بأنه أساطير اقتبسها محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهو يتعلم منها ويتلوها على الناس، وهو كذب صراح وافتراء محض وادعاء بحت، وقد تكررت منهم هذه المقالة في كثير من آيات القرآن،

فهم يقولون:

(وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا)

(الفرقان:5)

وتارة يقولون:

(هذا إفك قديم)

(الأحقاف:11)

وقد رد الله عليهم افتراءاتهم هذه مبينا أن هذه الادعاءات ناشئة عن كفرهم وعنادهم واستكبارهم،

دل على ذلك قوله سبحانه وتعالى:

(وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم)

(الأحقاف:11)

وهذا من الغرور الواضح والجهل الناتج عن حقدهم على الإسلام والمسلمين.

ثانيا. تصديق القرآن للكتب السابقة:

من إبطال القرآن لمزاعمهم تذكيره لهم بنظير القرآن ومثيله من كتب الله عز وجل، وهو مشهور عندهم، وهو التوراة، مع التنويه بالقرآن ومزيته والنعي عليهم إذا حرموا أنفسهم الانتفاع بها،

قال سبحانه وتعالى:

(ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين)

(الأحقاف:12)

وقد كان في التوراة نعت النبي - صلى الله عليه وسلم - والإيمان به فتركوا ذلك ولم يهتدوا به عنادا وكبرا، بل حرفوا هذه الكتب المقدسة ليضلوا بها ويضلوا غيرهم من بني إسرائيل عن صحة القرآن الكريم.

ثالثا. شهادة الشهود:

ومن ردود القرآن عليهم أيضا ما أثبته من شهادة الكتب السابقة، وشهادة الشهود من بني إسرائيل بصدقه وصحته،

قال سبحانه وتعالى:

(وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)

(الأحقاف:10)

فأهل الكتاب يؤمنون بوقوع الرسالات ونزول الكتب على الرسل، وكان اليهود يخبرون المشركين ببعض الأخبار عن رسالة موسى وكتابه، وفي هذا إبطال لمزاعم المشركين بالتأكيد على أن الوحي سنة إلهية سابقة معلومة أشهره كتاب موسى وهو التوراة، وقد بلغتهم نبوءتها من اليهود؛ لذا قال سبحانه وتعالى: (ومن قبله كتاب موسى).

رابعا. القرآن تنزيل من الله الذي يعلم السر في السماوات والأرض:

إن القرآن نفسه يخالف ظاهره ما يرمونه به، فالقرآن ليس فيه شيء من الإفك، ولا يستطيع أحد منهم أن يأتي بكلام عربي مبين بليغ ومرتق إلى حد الإعجاز، ولذا لقن الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - الجواب لرد بهتان المفترين بأن الله أنزل القرآن على رسوله؛ لأنه يعلم كل سر في كل مكان،

قال سبحانه وتعالى:

(قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض)

(الفرقان: ٦).

وفي ذلك إيقاظ لهم بأن يتدبروا في هذا الذي زعموه إفكا أو أساطير الأولين؛ ليظهر لهم اشتماله على الحقائق الناصعة التي لا يحيط بها إلا الله الذي يعلم السر في السموات والأرض، فيوقنوا أن القرآن لا يكون إلا من إنزاله، وليعلموا براءة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الاستعانة بمن زعموهم يعينونه.

خامسا. كبر المشركين وجدالهم بغير علم يمنعهم عن اتباع الحق:

من ردود القرآن على هؤلاء الذين يطعنون في القرآن ويزعمون أنه أساطير الأولين: أنهم يحاولون في آيات الله بغير حجة ولا برهان، وإنما يدفعهم إلى ذلك كبر في نفوسهم عن الحق وهم أصغر وأضأل من هذا الكبر،

قال سبحانه وتعالى:

(ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد)

(غافر:4)

وقال سبحانه وتعالى:

(إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه)

(غافر:٥٦).

 إن الإنسان ليجادل في آيات الله ويكابر وهي ظاهرة ناطقة معبرة للفطرة بلسان الفطرة وهو يزعم لنفسه وللناس أنه إنما ينافس لأنه لم يقتنع، ويجادل لأنه غير مستيقن، والله العليم بعباده، السميع البصير المطلع على السرائر يقرر أنه الكبر، والكبر وحده هو الذي يحيك في الصدر وهو الذي يدعو صاحبه إلى الجدال فيما لا جدال فيه، الكبر والتطاول إلى ما هو أكبر من حقيقته، ومحاولة أخذ مكان ليس له، ولا تؤهله له حقيقته، وليست له حجة يجادل بها، ولا برهان يصدع به، إنما هو ذلك الكبر وحده[1].

فالحق واضح، ولكن الذين كفروا يجادلون بالباطل؛ ليغلبوا به الحق ويبطلوه، وهم حين يطلبون الخوارق ويستعجلون بالعذاب، إنما هم يستهزئون بالآيات والنذر ويسخرون،

قال سبحانه وتعالى:

(ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا (56) ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا (57)

(الكهف)

فهؤلاء الذين يستهزئون بآيات الله ونذره لا يرجى منهم أن يفقهوا هذا القرآن، ولا أن ينتفعوا به؛ لذلك جعل الله على قلوبهم أغطية تحول دون فقهه، وجعل في آذانهم كالصمم فلا يستمعون إليه، وقدر عليهم الضلال - بسبب استهزائهم وإعراضهم - فلن يهتدوا إذن أبدا فللهدى قلوب متفتحة مستعدة للتلقي[2].

قال عز وجل:

(ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون (58) كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون (59)

(الروم).

فالقرآن فيه من كل مثل، وفيه من كل نمط من أنماط الخطاب، وفيه من كل وسيلة لإيقاظ القلوب والعقول، وفيه من شتى اللمسات الموحية العميقة التأثير وهو يخاطب كل قلب وكل عقل في كل بيئة وكل محيط، وهو يخاطب النفس البشرية في كل حالاتها وفي كل طور من أطوارها، ولكنهم - بعد ذلك كله - يكذبون بكل آية، ولا يكتفون بالتكذيب، بل يتطاولون؛ لذلك يعقب على هذا الكفر والتطاول:

(كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون)

(الروم:59) [3].

الخلاصة:

·هذه المقالة ناشئة عن كفر الكافرين وعنادهم واستكبارهم عن الحق. بلا برهان ولا دليل يؤيدها.

·القرآن مصدق للكتب السابقة فهو مثلها ومؤكد لها ومهيمن عليها.

·شهادة الشهود من بني إسرائيل ببشاراته - صلى الله عليه وسلم - في الكتب السابقة تدل على أنه من عند الله عز وجل. 

·كيف يكون القرآن إفك وأساطير وقد أنزله الذي يعلمه السر في السماوات والأرض، فمن تدبره حقا لا يجد بدا من الاعتراف بأنه من عند الله عز وجل.

المراجع

  1. (*) الآيات التي وردت فيها الشبهة: (القلم/ 15، الأحقاف/ 11، 17، النحل/ 24، الفرقان/ 5، الأنفال/ 31، المؤمنون/ 83، الأنعام/ 25). الآيتان اللتان ورد فيهما الرد على الشبهة: (الفرقان/ 6، الأحقاف/ 12). 
  2. في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، مصر، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج5، ص3089. 
  3.  في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، مصر، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج4، ص2276.
  4.  في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، مصر، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج5، ص2778.

الجواب التفصيلي

دعوى أن القرآن أساطير الأولين وقصص السابقين(*)

مضمون الشبهة:                       

يزعم المشركون أن القرآن الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - ما هو إلا أساطير الأولين ومن قصص السابقين الأوائل، استنسخها محمد - صلى الله عليه وسلم - وهي تملى عليه أول النهار وآخره.

قال سبحانه وتعالى:

(وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا)

(الفرقان:5)

وجوه إبطال الشبهة:

1)  هذا الادعاء منشؤه الكفر والعناد.

2)  التذكير بنظير القرآن من الكتب السابقة.

3)  شهادة الشهود من بني إسرائيل والكتب السابقة بصحة القرآن وصدقه.

4)  تدبر آيات القرآن تؤكد خلوه من الإفك والاختلاف؛ لأنه من عند الله.

5)  كبر المشركين وجدالهم بغير علم في آيات الله - عز وجل - يمنعهم من اتباع الحق.

التفصيل:

أولا. عناد المشركين وكفرهم هو مصدر مثل هذا الادعاء:

يرمي المشركون والكفار القرآن بأنه أساطير اقتبسها محمد صلى الله عليه وسلم؛ فهو يتعلم منها ويتلوها على الناس، وهو كذب صراح وافتراء محض وادعاء بحت، وقد تكررت منهم هذه المقالة في كثير من آيات القرآن،

فهم يقولون:

(وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا)

(الفرقان:5)

وتارة يقولون:

(هذا إفك قديم)

(الأحقاف:11)

وقد رد الله عليهم افتراءاتهم هذه مبينا أن هذه الادعاءات ناشئة عن كفرهم وعنادهم واستكبارهم،

دل على ذلك قوله سبحانه وتعالى:

(وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم)

(الأحقاف:11)

وهذا من الغرور الواضح والجهل الناتج عن حقدهم على الإسلام والمسلمين.

ثانيا. تصديق القرآن للكتب السابقة:

من إبطال القرآن لمزاعمهم تذكيره لهم بنظير القرآن ومثيله من كتب الله عز وجل، وهو مشهور عندهم، وهو التوراة، مع التنويه بالقرآن ومزيته والنعي عليهم إذا حرموا أنفسهم الانتفاع بها،

قال سبحانه وتعالى:

(ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين)

(الأحقاف:12)

وقد كان في التوراة نعت النبي - صلى الله عليه وسلم - والإيمان به فتركوا ذلك ولم يهتدوا به عنادا وكبرا، بل حرفوا هذه الكتب المقدسة ليضلوا بها ويضلوا غيرهم من بني إسرائيل عن صحة القرآن الكريم.

ثالثا. شهادة الشهود:

ومن ردود القرآن عليهم أيضا ما أثبته من شهادة الكتب السابقة، وشهادة الشهود من بني إسرائيل بصدقه وصحته،

قال سبحانه وتعالى:

(وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)

(الأحقاف:10)

فأهل الكتاب يؤمنون بوقوع الرسالات ونزول الكتب على الرسل، وكان اليهود يخبرون المشركين ببعض الأخبار عن رسالة موسى وكتابه، وفي هذا إبطال لمزاعم المشركين بالتأكيد على أن الوحي سنة إلهية سابقة معلومة أشهره كتاب موسى وهو التوراة، وقد بلغتهم نبوءتها من اليهود؛ لذا قال سبحانه وتعالى: (ومن قبله كتاب موسى).

رابعا. القرآن تنزيل من الله الذي يعلم السر في السماوات والأرض:

إن القرآن نفسه يخالف ظاهره ما يرمونه به، فالقرآن ليس فيه شيء من الإفك، ولا يستطيع أحد منهم أن يأتي بكلام عربي مبين بليغ ومرتق إلى حد الإعجاز، ولذا لقن الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - الجواب لرد بهتان المفترين بأن الله أنزل القرآن على رسوله؛ لأنه يعلم كل سر في كل مكان،

قال سبحانه وتعالى:

(قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض)

(الفرقان: ٦).

وفي ذلك إيقاظ لهم بأن يتدبروا في هذا الذي زعموه إفكا أو أساطير الأولين؛ ليظهر لهم اشتماله على الحقائق الناصعة التي لا يحيط بها إلا الله الذي يعلم السر في السموات والأرض، فيوقنوا أن القرآن لا يكون إلا من إنزاله، وليعلموا براءة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الاستعانة بمن زعموهم يعينونه.

خامسا. كبر المشركين وجدالهم بغير علم يمنعهم عن اتباع الحق:

من ردود القرآن على هؤلاء الذين يطعنون في القرآن ويزعمون أنه أساطير الأولين: أنهم يحاولون في آيات الله بغير حجة ولا برهان، وإنما يدفعهم إلى ذلك كبر في نفوسهم عن الحق وهم أصغر وأضأل من هذا الكبر،

قال سبحانه وتعالى:

(ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد)

(غافر:4)

وقال سبحانه وتعالى:

(إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه)

(غافر:٥٦).

 إن الإنسان ليجادل في آيات الله ويكابر وهي ظاهرة ناطقة معبرة للفطرة بلسان الفطرة وهو يزعم لنفسه وللناس أنه إنما ينافس لأنه لم يقتنع، ويجادل لأنه غير مستيقن، والله العليم بعباده، السميع البصير المطلع على السرائر يقرر أنه الكبر، والكبر وحده هو الذي يحيك في الصدر وهو الذي يدعو صاحبه إلى الجدال فيما لا جدال فيه، الكبر والتطاول إلى ما هو أكبر من حقيقته، ومحاولة أخذ مكان ليس له، ولا تؤهله له حقيقته، وليست له حجة يجادل بها، ولا برهان يصدع به، إنما هو ذلك الكبر وحده[1].

فالحق واضح، ولكن الذين كفروا يجادلون بالباطل؛ ليغلبوا به الحق ويبطلوه، وهم حين يطلبون الخوارق ويستعجلون بالعذاب، إنما هم يستهزئون بالآيات والنذر ويسخرون،

قال سبحانه وتعالى:

(ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا (56) ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا (57)

(الكهف)

فهؤلاء الذين يستهزئون بآيات الله ونذره لا يرجى منهم أن يفقهوا هذا القرآن، ولا أن ينتفعوا به؛ لذلك جعل الله على قلوبهم أغطية تحول دون فقهه، وجعل في آذانهم كالصمم فلا يستمعون إليه، وقدر عليهم الضلال - بسبب استهزائهم وإعراضهم - فلن يهتدوا إذن أبدا فللهدى قلوب متفتحة مستعدة للتلقي[2].

قال عز وجل:

(ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون (58) كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون (59)

(الروم).

فالقرآن فيه من كل مثل، وفيه من كل نمط من أنماط الخطاب، وفيه من كل وسيلة لإيقاظ القلوب والعقول، وفيه من شتى اللمسات الموحية العميقة التأثير وهو يخاطب كل قلب وكل عقل في كل بيئة وكل محيط، وهو يخاطب النفس البشرية في كل حالاتها وفي كل طور من أطوارها، ولكنهم - بعد ذلك كله - يكذبون بكل آية، ولا يكتفون بالتكذيب، بل يتطاولون؛ لذلك يعقب على هذا الكفر والتطاول:

(كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون)

(الروم:59) [3].

الخلاصة:

·هذه المقالة ناشئة عن كفر الكافرين وعنادهم واستكبارهم عن الحق. بلا برهان ولا دليل يؤيدها.

·القرآن مصدق للكتب السابقة فهو مثلها ومؤكد لها ومهيمن عليها.

·شهادة الشهود من بني إسرائيل ببشاراته - صلى الله عليه وسلم - في الكتب السابقة تدل على أنه من عند الله عز وجل. 

·كيف يكون القرآن إفك وأساطير وقد أنزله الذي يعلمه السر في السماوات والأرض، فمن تدبره حقا لا يجد بدا من الاعتراف بأنه من عند الله عز وجل.

المراجع

  1. (*) الآيات التي وردت فيها الشبهة: (القلم/ 15، الأحقاف/ 11، 17، النحل/ 24، الفرقان/ 5، الأنفال/ 31، المؤمنون/ 83، الأنعام/ 25). الآيتان اللتان ورد فيهما الرد على الشبهة: (الفرقان/ 6، الأحقاف/ 12). 
  2. في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، مصر، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج5، ص3089. 
  3.  في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، مصر، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج4، ص2276.
  4.  في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، مصر، ط13، 1407هـ/ 1987م، ج5، ص2778.