نص السؤال

يقالُ: إن محمَّدًا وجَدَ وثيقةً قديمةً، فقام بتعديلِها، ثم سمَّاها قرآنًا.

المؤلف: باحثو مركز أصول

المصدر: مركز أصول

عبارات مشابهة للسؤال

مصدرُ القرآنِ الكريم.

القرآنُ كلامُ الله.

الكتُبُ السابقة.

الجواب التفصيلي

لا يُمكِنُ أن يكونَ القرآنُ الكريمُ وثيقةً قديمةً عثَرَ عليها النبيُّ ﷺ؛ لأدلَّةٍ كثيرةٍ عقليَّةٍ وتاريخيَّةٍ، منها:

أوَّلًا: أن القولَ بأن القرآنَ كان وثيقةً قديمةً، ولم يَجِدْها سوى النبيِّ الأمِّيِّ محمَّدٍ ﷺ، دون سائرِ البشَرِ، هو مجرَّدُ افتراءٍ عبَثيٍّ غيرِ مستنِدٍ لدليلٍ إلا مجرَّدَ الاحتمال، وهو خارجُ إطارِ المنطقِ والمعقولِ لمَن نظَرَ في سائرِ الأدلَّة.

وحتى لو قيل: «إن مَن وجَدَها هو أحدُ الأحبارِ أو الرُّهْبانِ، وهو مَن سلَّمها إلى نبيِّنا محمَّدٍ ﷺ»، فهو قولٌ متجاوَزٌ أيضًا، ويَطرَحُ العشَراتِ مِن التساؤُلاتِ الصالحةِ أمامَ هذا الطرحِ اللامَنْهَجيّ.

إذْ هو يَقفِزُ أوَّلًا إلى افتراضِ وجودِ إنسانٍ يجدُ وثيقةً لها هذه القِيمةُ العظيمة، ثم يصادِفُ أن يكونَ ذلك الإنسانُ متفهِّمًا لقيمةِ تلك الوثيقةِ في تلك الأزمانِ التي يَغلِبُ عليها الأمِّيَّةُ والجهلُ بشكلٍ ساحقٍ.

ثم هذا الإنسانُ: هل هو قارئٌ، أو ليس كذلك؟

فإنْ تنزَّلْنا وقلنا بكونِهِ قارئًا.

ثم تنزَّلْنا وقلنا: إن تلك الوثيقةَ باللغةِ العربيَّة.

ثم تنزَّلْنا بكونِ مَن وجَدَها عربيًّا، أو يَعرِفُ العربيَّةَ.

ثم تنزَّلْنا تنزُّلًا آخَرَ، وفرَضْنا أنه عرَفَ قيمةَ ما في تلك الوثائق:

فلماذا تنازَلَ عن شرَفِ نسبتِها إليه؟

وهذا الذي أعطاها للنبيِّﷺ: أين لَقِيَهُ النبيُّ ﷺ؟ ولماذا اختارَهُ هو مِن بينِ الناسِ؛ لينسُبَها لنفسِه؟

ثم يقومُ نبيُّنا محمَّدٌﷺ الصادقُ الأمينُ - والذي لم يُعرَفُ عنه كذبٌ قطُّ - بنسبةِ تلك الوثيقةِ إلى اللهِ سبحانه وتعالى، بدلًا مِن أن ينسُبَها إلى نفسِه؟!

أيُتصوَّرُ في رجُلٍ لم يَكذِبْ على بشَرٍ قطُّ: أن يَبدَأَ أوَّلَ كذبِهِ على ربِّ العالَمينَ مباشَرةً؟!

الرجُلُ الذي عُرِضتْ عليه الدنيا والمُلْكُ، فرفَضَها، وتعرَّض للأذى الشديدِ في سبيلِ ما يدعو إليه؟!

فأين المنطقُ في كلِّ هذا؟!

وإذا قال قائلٌ: إن الرسولَ الكريمَ ﷺ قد نسَبَ هذه الوثيقةَ إلى اللهِ تعالى؛ كي يُضفِيَ عليها قَدَاسةً خاصَّةً، تَرفَعُ مكانتَهُ هو أيضًا باعتبارِ أنه الرسولُ الذي يبلِّغُها، إلا أن هذا الزعمَ يتهاوى صريعًا كذلك إذا عَلِمْنا أن النبيَّ ﷺ قد نسَبَ إلى نفسِهِ الحديثَ الشريفَ، وكان بمقدورِهِ أن ينسُبَ الاثنَيْنِ إلى اللهِ تعالى، بحثًا عن مزيدٍ مِن العظَمةِ والقَدَاسة؛ وهذا ما لم يحدُثْ.

ثم إن ملوكَ الفصاحةِ مِن كفَّارِ قُريشٍ وقتَها، عرَفوا بلاغةَ القرآنِ، وشَهِدوا بفصاحتِهِ المطلَقةِ، وأقرُّوا بعجزِ أيِّ بشَرٍ أو جانٍّ عن الإتيانِ بمِثلِه؛ إذْ إنه صادرٌ مِن اللهِ تعالى، وهو المتكلِّمُ به، والفرقُ جليٌّ بين الكلامِ البشَريِّ للنبيِّ ﷺ، ونعني به الحديثَ الشريفَ، والكلامِ الإلهيِّ المعجِزِ المتمثِّلِ في القرآنِ الكريم.

ثانيًا: كان القرآنُ يَنزِلُ على النبيِّ ﷺ مِن السماءِ، ولم يكن ذلك الوحيُ في حَوْزتِهِ مُسبَقًا؛ ولذلك كانت تأتي عليه فَتَراتٌ ينتظِرُ فيها الوحيَ، والشواهدُ على ذلك كثيرةٌ؛ مِثلُ انتظارِهِ له في حادثةِ الإفكِ، مع ما في ذلك الانتظارِ مِن شدَّةٍ على نفسِهِ الشريفة، وكذلك: عندما هاجَرَ أصحابُهُ مِن مكَّةَ هربًا مِن وَحْشيَّةِ كفَّارِ قريشٍ، بينما قرَّر هو أن يَبْقى منتظِرًا للأمرِ له مِن السماءِ كي يهاجِرَ، بالرغمِ مِن الخطورةِ المترتِّبةِ على ذلك القرارِ على حياتِه.

ثالثًا: كيف يتأتَّى لإنسانٍ يَحمِلُ وثيقةً قديمةً أن ينكشِفَ له غيبُ المستقبَلِ، فيُخبِرَ بأمورٍ غيبيَّةٍ، وهو واثقٌ كلَّ الثقةِ في حدوثِها، وقد تحقَّق فعلًا ما تنبَّأ به؟!

بل إن بعضَ الحقائقِ العلميَّةِ قد ورَدتْ في القرآنِ، أي: قبلَ ألفٍ وأربعِ مِئةِ سنةٍ، واتَّضَحَ المقصودُ منها في زمنِنا هذا، وعرَفْنا بذلك - وباعترافِ علماءِ الغربِ - أن مصدرَ تلك الحقائقِ العلميَّةِ ليس بشَريًّا على الإطلاق.

رابعًا: كونُ المعارَضةِ وثيقةً أو غيرَها هو هروبٌ عن الحُجَجِ والبيِّناتِ التي تضمَّنها ذلك القرآنُ الكريم، والتي دلَّت على التوحيدِ، والشرعِ الحكيم، والموعِظةِ البليغة.


مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

يدورُ السؤالُ حولَ مصدرِ القرآن، وادِّعاءِ كونِ أصلِهِ وثيقةً سابقةً وجَدَها النبيُّ ﷺ، فقام بتعديلِها، وسمَّاها قرآنًا.

مختصَرُ الإجابة:

القولُ بأن القرآنَ وثيقةٌ قديمةٌ، ولم يَجِدْها سوى النبيِّ الأمِّيِّ محمَّدٍ ﷺ، دون سائرِ البشَرِ، هو: مجرَّدُ افتراءٍ، تنقضُهُ الشواهدُ الكثيرةُ؛ بتوافُقِ القرآنِ مع أسبابِ النزول، وكذلك: انتظارُ النبيِّ ﷺ للوحيِ في بعضِ الأحيانِ كي يأتيَهُ بجوابٍ؛ مِثلُ انتظارِهِ للوحيِ في حادثةِ الإفك، وكذلك: كيف يتأتَّى لإنسانٍ يَحمِلُ وثيقةً قديمةً أن ينكشِفَ له غيبُ المستقبَلِ؛ فيُخبِرَ بأمورٍ غيبيَّةٍ، وهو واثقٌ كلَّ الثقةِ في حدوثِها، وقد تحقَّق فعلًا ما تنبَّأ به؛ كبعضِ الحقائقِ العلميَّةِ، وغيرِها، وكذلك: فالحُجَّةُ قائمةٌ بالبيِّناتِ التي في القرآنِ الكريم؛ وكلُّ هذا يدُلُّ على أن مصدرَ هذا القرآنِ ليس بشَريًّا على الإطلاق.

مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

يدورُ السؤالُ حولَ مصدرِ القرآن، وادِّعاءِ كونِ أصلِهِ وثيقةً سابقةً وجَدَها النبيُّ ﷺ، فقام بتعديلِها، وسمَّاها قرآنًا.

مختصَرُ الإجابة:

القولُ بأن القرآنَ وثيقةٌ قديمةٌ، ولم يَجِدْها سوى النبيِّ الأمِّيِّ محمَّدٍ ﷺ، دون سائرِ البشَرِ، هو: مجرَّدُ افتراءٍ، تنقضُهُ الشواهدُ الكثيرةُ؛ بتوافُقِ القرآنِ مع أسبابِ النزول، وكذلك: انتظارُ النبيِّ ﷺ للوحيِ في بعضِ الأحيانِ كي يأتيَهُ بجوابٍ؛ مِثلُ انتظارِهِ للوحيِ في حادثةِ الإفك، وكذلك: كيف يتأتَّى لإنسانٍ يَحمِلُ وثيقةً قديمةً أن ينكشِفَ له غيبُ المستقبَلِ؛ فيُخبِرَ بأمورٍ غيبيَّةٍ، وهو واثقٌ كلَّ الثقةِ في حدوثِها، وقد تحقَّق فعلًا ما تنبَّأ به؛ كبعضِ الحقائقِ العلميَّةِ، وغيرِها، وكذلك: فالحُجَّةُ قائمةٌ بالبيِّناتِ التي في القرآنِ الكريم؛ وكلُّ هذا يدُلُّ على أن مصدرَ هذا القرآنِ ليس بشَريًّا على الإطلاق.

الجواب التفصيلي

لا يُمكِنُ أن يكونَ القرآنُ الكريمُ وثيقةً قديمةً عثَرَ عليها النبيُّ ﷺ؛ لأدلَّةٍ كثيرةٍ عقليَّةٍ وتاريخيَّةٍ، منها:

أوَّلًا: أن القولَ بأن القرآنَ كان وثيقةً قديمةً، ولم يَجِدْها سوى النبيِّ الأمِّيِّ محمَّدٍ ﷺ، دون سائرِ البشَرِ، هو مجرَّدُ افتراءٍ عبَثيٍّ غيرِ مستنِدٍ لدليلٍ إلا مجرَّدَ الاحتمال، وهو خارجُ إطارِ المنطقِ والمعقولِ لمَن نظَرَ في سائرِ الأدلَّة.

وحتى لو قيل: «إن مَن وجَدَها هو أحدُ الأحبارِ أو الرُّهْبانِ، وهو مَن سلَّمها إلى نبيِّنا محمَّدٍ ﷺ»، فهو قولٌ متجاوَزٌ أيضًا، ويَطرَحُ العشَراتِ مِن التساؤُلاتِ الصالحةِ أمامَ هذا الطرحِ اللامَنْهَجيّ.

إذْ هو يَقفِزُ أوَّلًا إلى افتراضِ وجودِ إنسانٍ يجدُ وثيقةً لها هذه القِيمةُ العظيمة، ثم يصادِفُ أن يكونَ ذلك الإنسانُ متفهِّمًا لقيمةِ تلك الوثيقةِ في تلك الأزمانِ التي يَغلِبُ عليها الأمِّيَّةُ والجهلُ بشكلٍ ساحقٍ.

ثم هذا الإنسانُ: هل هو قارئٌ، أو ليس كذلك؟

فإنْ تنزَّلْنا وقلنا بكونِهِ قارئًا.

ثم تنزَّلْنا وقلنا: إن تلك الوثيقةَ باللغةِ العربيَّة.

ثم تنزَّلْنا بكونِ مَن وجَدَها عربيًّا، أو يَعرِفُ العربيَّةَ.

ثم تنزَّلْنا تنزُّلًا آخَرَ، وفرَضْنا أنه عرَفَ قيمةَ ما في تلك الوثائق:

فلماذا تنازَلَ عن شرَفِ نسبتِها إليه؟

وهذا الذي أعطاها للنبيِّﷺ: أين لَقِيَهُ النبيُّ ﷺ؟ ولماذا اختارَهُ هو مِن بينِ الناسِ؛ لينسُبَها لنفسِه؟

ثم يقومُ نبيُّنا محمَّدٌﷺ الصادقُ الأمينُ - والذي لم يُعرَفُ عنه كذبٌ قطُّ - بنسبةِ تلك الوثيقةِ إلى اللهِ سبحانه وتعالى، بدلًا مِن أن ينسُبَها إلى نفسِه؟!

أيُتصوَّرُ في رجُلٍ لم يَكذِبْ على بشَرٍ قطُّ: أن يَبدَأَ أوَّلَ كذبِهِ على ربِّ العالَمينَ مباشَرةً؟!

الرجُلُ الذي عُرِضتْ عليه الدنيا والمُلْكُ، فرفَضَها، وتعرَّض للأذى الشديدِ في سبيلِ ما يدعو إليه؟!

فأين المنطقُ في كلِّ هذا؟!

وإذا قال قائلٌ: إن الرسولَ الكريمَ ﷺ قد نسَبَ هذه الوثيقةَ إلى اللهِ تعالى؛ كي يُضفِيَ عليها قَدَاسةً خاصَّةً، تَرفَعُ مكانتَهُ هو أيضًا باعتبارِ أنه الرسولُ الذي يبلِّغُها، إلا أن هذا الزعمَ يتهاوى صريعًا كذلك إذا عَلِمْنا أن النبيَّ ﷺ قد نسَبَ إلى نفسِهِ الحديثَ الشريفَ، وكان بمقدورِهِ أن ينسُبَ الاثنَيْنِ إلى اللهِ تعالى، بحثًا عن مزيدٍ مِن العظَمةِ والقَدَاسة؛ وهذا ما لم يحدُثْ.

ثم إن ملوكَ الفصاحةِ مِن كفَّارِ قُريشٍ وقتَها، عرَفوا بلاغةَ القرآنِ، وشَهِدوا بفصاحتِهِ المطلَقةِ، وأقرُّوا بعجزِ أيِّ بشَرٍ أو جانٍّ عن الإتيانِ بمِثلِه؛ إذْ إنه صادرٌ مِن اللهِ تعالى، وهو المتكلِّمُ به، والفرقُ جليٌّ بين الكلامِ البشَريِّ للنبيِّ ﷺ، ونعني به الحديثَ الشريفَ، والكلامِ الإلهيِّ المعجِزِ المتمثِّلِ في القرآنِ الكريم.

ثانيًا: كان القرآنُ يَنزِلُ على النبيِّ ﷺ مِن السماءِ، ولم يكن ذلك الوحيُ في حَوْزتِهِ مُسبَقًا؛ ولذلك كانت تأتي عليه فَتَراتٌ ينتظِرُ فيها الوحيَ، والشواهدُ على ذلك كثيرةٌ؛ مِثلُ انتظارِهِ له في حادثةِ الإفكِ، مع ما في ذلك الانتظارِ مِن شدَّةٍ على نفسِهِ الشريفة، وكذلك: عندما هاجَرَ أصحابُهُ مِن مكَّةَ هربًا مِن وَحْشيَّةِ كفَّارِ قريشٍ، بينما قرَّر هو أن يَبْقى منتظِرًا للأمرِ له مِن السماءِ كي يهاجِرَ، بالرغمِ مِن الخطورةِ المترتِّبةِ على ذلك القرارِ على حياتِه.

ثالثًا: كيف يتأتَّى لإنسانٍ يَحمِلُ وثيقةً قديمةً أن ينكشِفَ له غيبُ المستقبَلِ، فيُخبِرَ بأمورٍ غيبيَّةٍ، وهو واثقٌ كلَّ الثقةِ في حدوثِها، وقد تحقَّق فعلًا ما تنبَّأ به؟!

بل إن بعضَ الحقائقِ العلميَّةِ قد ورَدتْ في القرآنِ، أي: قبلَ ألفٍ وأربعِ مِئةِ سنةٍ، واتَّضَحَ المقصودُ منها في زمنِنا هذا، وعرَفْنا بذلك - وباعترافِ علماءِ الغربِ - أن مصدرَ تلك الحقائقِ العلميَّةِ ليس بشَريًّا على الإطلاق.

رابعًا: كونُ المعارَضةِ وثيقةً أو غيرَها هو هروبٌ عن الحُجَجِ والبيِّناتِ التي تضمَّنها ذلك القرآنُ الكريم، والتي دلَّت على التوحيدِ، والشرعِ الحكيم، والموعِظةِ البليغة.