نص السؤال

يذكُرُ القرآنُ أن الشمسَ تغرُبُ في عينِ ماءٍ في الأرضِ، والشمسُ أكبرُ بكثيرٍ مِن الأرض.

المؤلف: باحثو مركز أصول

المصدر: مركز أصول

عبارات مشابهة للسؤال

أخطاءٌ علميَّةٌ في القرآنِ أثبَتَها العلمُ الحديث.

الجواب التفصيلي

أوَّلًا: العاقلُ قبل أن يتَّخِذَ موقفًا يراجِعُ أصولَه:

والقرآنُ الكريمُ ثبَتتْ صحَّتُهُ بالأدلَّةِ الكثيرةِ المتنوِّعة، وبأوجُهٍ غيرِ محصورةٍ مِن الدلالة، وقد نقَلَ صحَّةَ القرآنِ العقلاءُ عن العقلاء، وهم نقَلوا كذلك هذه الآيةَ وغيرَها، فينبغي استحضارُ ذلك، والبحثُ عن المعنى قبل الطعنِ فيه.

ثانيًا: ولا ريبَ أن سقوطَ كوكبِ الشمسِ في عَيْنٍ حَمِئةٍ على الحقيقة، هو أمرٌ بعيدٌ كلَّ البعدِ عن المعارفِ التي قرَّرها القرآنُ الكريمُ نفسُه:

فقد قرَّر القرآنُ أن الشمسَ والقمَرَ والكواكبَ تَسبَحُ في أفلاكِها في السماء؛ كما في

قولِهِ تعالى:

{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}

[الأنبياء: 33]

؛ فلكلٍّ فلَكُهُ الخاصُّ الذي يدُورُ فيه بلا تداخُلٍ؛ فكيف يسُوغُ بعد ذلك أن يُنسَبَ إلى القرآنِ القولُ بغروبِ الشمسِ في عينِ ماءٍ؟!

ثالثًا: القرآنُ الكريمُ قال: إن ذا القرنَيْنِ وجَدَ الشمسَ تغرُبُ في عينٍ حَمِئةٍ؛ فهذا الذي بدا للناظِرِ أيِّ ناظرٍ، وهو هنا «ذو القرنَيْنِ»، ولم يقلِ القرآن: إن الشمسَ تغرُبُ في عينٍ حَمِئةٍ هكذا على الحقيقة:

وهذا التفسيرُ معلومٌ مستقِرٌّ عند السلَفِ، وليس وليدَ اللحظة، ولا مجاراةً للعلمِ الحديث:

فهذا الإمامُ القفَّالُ (المتوفَّى ٥٠٧هـ) ينقُلُ عن أئمَّةِ التفسيرِ تأويلَ هذه الآية؛ فيقولُ: «ليس المرادُ: أنه انتهى إلى الشمسِ مَغرِبًا ومَشرِقًا، حتى وصَلَ إلى جِرْمِها ومَسِّها؛ لأنها تدورُ مع السماءِ حول الأرضِ، مِن غيرِ أن تلتصِقَ بالأرضِ، وهي أعظمُ مِن أن تدخُلَ في عينٍ مِن عيونِ الأرض، بل هي أكبَرُ مِن الأرضِ أضعافًا مضاعَفةً، بل المرادُ: أنه انتهى إلى آخِرِ العِمارةِ؛ مِن جهةِ المغربِ، ومِن جهةِ المشرقِ؛ فوجَدَها - في رأيِ العينِ - تغرُبُ في عينٍ حَمِئةٍ، كما أنا نشاهِدُها في الأرضِ الملساءِ، كأنها تدخُلُ في الأرض»؛ نقَلهُ القُرطُبيُّ في « تفسيرِهِ» (13/ 370).

وقال ابنُ كَثِيرٍ رحمه اللهُ في تفسيرِهِ لهذه الآيةِ (9/ 185):

«{وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}

[الكهف: 86]

، أي: رأى الشمسَ في مَنظَرِهِ تغرُبُ في البحرِ المحيطِ، وهذا شأنُ كلِّ مَنِ انتهى إلى ساحِلِهِ؛ يَرَاها كأنها تغرُبُ فيه، وهي لا تفارِقُ الفلَكَ الرابعَ الذي هي مُثبَتةٌ فيه لا تفارِقُه». اهـ.

فالآيةُ حكايةٌ عن مشهدِ الغروبِ في نظَرِ الرائي، وليس أن الشمسَ تغرُبُ في عينٍ على الحقيقة.

كما أنك لو كُنْتَ متَّجِهًا غربًا بسيَّارتِك، وأمامَكَ جبَلٌ، فإنك سوف تجدُ الشمسَ تغرُبُ خلفَ الجبَلِ، وهذا لا يعني - بالطبعِ - أن الشمسَ تختبِئُ خلفَ الجبَل، ولكنَّ هذا الغروبَ خلفَ الجبَلِ هو بالنسبةِ إليك، وفي نظَرِك، لا أنه هكذا على الحقيقة.

ولذا: فليس هناك أدنى تعارُضٍ بين النصِّ القرآنيِّ وبين الحقائقِ الكونيَّة.

مختصر الجواب

القرآنُ الكريمُ ثبَتَتْ صحَّتُهُ بالأدلَّةِ الكثيرةِ المتنوِّعة، ونقَلَ ذلك العقلاءُ عن العقلاء؛ فينبغي استحضارُ ذلك قبل الطعنِ فيه.

ولا ريبَ أن سقوطَ كوكبِ الشمسِ في عَيْنٍ حَمِئةٍ على الحقيقة، هو أمرٌ بعيدٌ كلَّ البعدِ عن المعارفِ التي قرَّرها القرآنُ الكريمُ نفسُه.

وإنما الآيةُ حكايةٌ عن مَنظَرِ الغروب؛ فذو القرنَيْنِ وجَدَ الشمسَ، أي: «رآها»، تغرُبُ وكأنها تسقُطُ في عينٍ حَمِئةٍ، وهي المحيطُ، وهذا أمرٌ معلومٌ بَدَهيٌّ لأيِّ إنسانٍ يشاهِدُ الغروبَ وهو على ساحلِ البحر.

فلو وقَفَ أحدُنا على شاطئِ البحرِ، ونظَرَ إلى الشمسِ ساعةَ الغروبِ -: لَوجَدَها كأنها تسقُطُ في البحرِ، مع أن الحقيقةَ غيرُ ذلك، وأن الشمسَ تدُورُ في فلَكِها الخاصِّ.

فالآيةُ حكايةٌ عن مشهدِ الغروبِ في نظَرِ الرائي، وليس أن الشمسَ تغرُبُ في عينِ ماءٍ على الحقيقة؛ وهذا ما ذكَرهُ المفسِّرون قديمًا.

فليس هناك أدنى تعارُضٍ بين النصِّ القرآنيِّ وبين الحقائقِ الكونيَّة.

مختصر الجواب

القرآنُ الكريمُ ثبَتَتْ صحَّتُهُ بالأدلَّةِ الكثيرةِ المتنوِّعة، ونقَلَ ذلك العقلاءُ عن العقلاء؛ فينبغي استحضارُ ذلك قبل الطعنِ فيه.

ولا ريبَ أن سقوطَ كوكبِ الشمسِ في عَيْنٍ حَمِئةٍ على الحقيقة، هو أمرٌ بعيدٌ كلَّ البعدِ عن المعارفِ التي قرَّرها القرآنُ الكريمُ نفسُه.

وإنما الآيةُ حكايةٌ عن مَنظَرِ الغروب؛ فذو القرنَيْنِ وجَدَ الشمسَ، أي: «رآها»، تغرُبُ وكأنها تسقُطُ في عينٍ حَمِئةٍ، وهي المحيطُ، وهذا أمرٌ معلومٌ بَدَهيٌّ لأيِّ إنسانٍ يشاهِدُ الغروبَ وهو على ساحلِ البحر.

فلو وقَفَ أحدُنا على شاطئِ البحرِ، ونظَرَ إلى الشمسِ ساعةَ الغروبِ -: لَوجَدَها كأنها تسقُطُ في البحرِ، مع أن الحقيقةَ غيرُ ذلك، وأن الشمسَ تدُورُ في فلَكِها الخاصِّ.

فالآيةُ حكايةٌ عن مشهدِ الغروبِ في نظَرِ الرائي، وليس أن الشمسَ تغرُبُ في عينِ ماءٍ على الحقيقة؛ وهذا ما ذكَرهُ المفسِّرون قديمًا.

فليس هناك أدنى تعارُضٍ بين النصِّ القرآنيِّ وبين الحقائقِ الكونيَّة.

الجواب التفصيلي

أوَّلًا: العاقلُ قبل أن يتَّخِذَ موقفًا يراجِعُ أصولَه:

والقرآنُ الكريمُ ثبَتتْ صحَّتُهُ بالأدلَّةِ الكثيرةِ المتنوِّعة، وبأوجُهٍ غيرِ محصورةٍ مِن الدلالة، وقد نقَلَ صحَّةَ القرآنِ العقلاءُ عن العقلاء، وهم نقَلوا كذلك هذه الآيةَ وغيرَها، فينبغي استحضارُ ذلك، والبحثُ عن المعنى قبل الطعنِ فيه.

ثانيًا: ولا ريبَ أن سقوطَ كوكبِ الشمسِ في عَيْنٍ حَمِئةٍ على الحقيقة، هو أمرٌ بعيدٌ كلَّ البعدِ عن المعارفِ التي قرَّرها القرآنُ الكريمُ نفسُه:

فقد قرَّر القرآنُ أن الشمسَ والقمَرَ والكواكبَ تَسبَحُ في أفلاكِها في السماء؛ كما في

قولِهِ تعالى:

{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}

[الأنبياء: 33]

؛ فلكلٍّ فلَكُهُ الخاصُّ الذي يدُورُ فيه بلا تداخُلٍ؛ فكيف يسُوغُ بعد ذلك أن يُنسَبَ إلى القرآنِ القولُ بغروبِ الشمسِ في عينِ ماءٍ؟!

ثالثًا: القرآنُ الكريمُ قال: إن ذا القرنَيْنِ وجَدَ الشمسَ تغرُبُ في عينٍ حَمِئةٍ؛ فهذا الذي بدا للناظِرِ أيِّ ناظرٍ، وهو هنا «ذو القرنَيْنِ»، ولم يقلِ القرآن: إن الشمسَ تغرُبُ في عينٍ حَمِئةٍ هكذا على الحقيقة:

وهذا التفسيرُ معلومٌ مستقِرٌّ عند السلَفِ، وليس وليدَ اللحظة، ولا مجاراةً للعلمِ الحديث:

فهذا الإمامُ القفَّالُ (المتوفَّى ٥٠٧هـ) ينقُلُ عن أئمَّةِ التفسيرِ تأويلَ هذه الآية؛ فيقولُ: «ليس المرادُ: أنه انتهى إلى الشمسِ مَغرِبًا ومَشرِقًا، حتى وصَلَ إلى جِرْمِها ومَسِّها؛ لأنها تدورُ مع السماءِ حول الأرضِ، مِن غيرِ أن تلتصِقَ بالأرضِ، وهي أعظمُ مِن أن تدخُلَ في عينٍ مِن عيونِ الأرض، بل هي أكبَرُ مِن الأرضِ أضعافًا مضاعَفةً، بل المرادُ: أنه انتهى إلى آخِرِ العِمارةِ؛ مِن جهةِ المغربِ، ومِن جهةِ المشرقِ؛ فوجَدَها - في رأيِ العينِ - تغرُبُ في عينٍ حَمِئةٍ، كما أنا نشاهِدُها في الأرضِ الملساءِ، كأنها تدخُلُ في الأرض»؛ نقَلهُ القُرطُبيُّ في « تفسيرِهِ» (13/ 370).

وقال ابنُ كَثِيرٍ رحمه اللهُ في تفسيرِهِ لهذه الآيةِ (9/ 185):

«{وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}

[الكهف: 86]

، أي: رأى الشمسَ في مَنظَرِهِ تغرُبُ في البحرِ المحيطِ، وهذا شأنُ كلِّ مَنِ انتهى إلى ساحِلِهِ؛ يَرَاها كأنها تغرُبُ فيه، وهي لا تفارِقُ الفلَكَ الرابعَ الذي هي مُثبَتةٌ فيه لا تفارِقُه». اهـ.

فالآيةُ حكايةٌ عن مشهدِ الغروبِ في نظَرِ الرائي، وليس أن الشمسَ تغرُبُ في عينٍ على الحقيقة.

كما أنك لو كُنْتَ متَّجِهًا غربًا بسيَّارتِك، وأمامَكَ جبَلٌ، فإنك سوف تجدُ الشمسَ تغرُبُ خلفَ الجبَلِ، وهذا لا يعني - بالطبعِ - أن الشمسَ تختبِئُ خلفَ الجبَل، ولكنَّ هذا الغروبَ خلفَ الجبَلِ هو بالنسبةِ إليك، وفي نظَرِك، لا أنه هكذا على الحقيقة.

ولذا: فليس هناك أدنى تعارُضٍ بين النصِّ القرآنيِّ وبين الحقائقِ الكونيَّة.