نص السؤال

أَلَا يحتمِلُ وقوعُ الخطأِ أثناءَ تنقيطِ وشكلِ ألفاظِ القرآن، وهو ما وقَعَ متأخِّرًا عن زمنِ النبيِّ ^ والصحابةِ رضيَ اللهُ عنهم؟

المؤلف: باحثو مركز أصول

المصدر: مركز أصول

عبارات مشابهة للسؤال

القرآنُ كلامُ اللهِ تعالى.

تنقيطُ القرآن.

حِفظُ القرآن.

الجواب التفصيلي

إن تنقيطَ القرآنِ وشَكْلَ كلماتِهِ مَحمَدةٌ لمن قاموا بذلك، تُحسَبُ لهم، وهي مِن الطُّرُقِ التي حَفِظَ اللهُ بها كتابَهُ الكريمَ؛ وبيانُ ذلك كالتالي:

أوَّلًا: أن ما يميِّزُ القرآنَ الكريمَ عن غيرِهِ مِن الكُتُبِ السماويَّةِ: هو أن اللهَ كلَّف الأمَّةَ الإسلاميَّةَ بحفظِهِ، بخلافِ الأُمَمِ السابقةِ التي لم تُكلَّفْ بحفظِ كُتُبِها.

وبما أن العرَبَ في ذلك الزمانِ كانوا أميِّين، فلم يكن لدَيْهم وسيلةٌ لضمانِ حفظِ كتابِ اللهِ سوى التلقِّي الشَّفَهيِّ الذي يتطلَّبُ ذاكرةً قويَّةً؛ فالنبيُّ ^ تلقَّى القرآنَ مِن جِبرِيلَ عليه السلامُ،

 والصحابةُ رضيَ اللهُ عنهم أخَذوهُ سَماعًا مِن النبيِّ الكريمِ ^، وعن الصحابةِ أخَذهُ وتلقَّاه الآلافُ مِن التابِعين،،، وهكذا استمَرَّ التسلسُلُ إلى يومِنا هذا، مِن غيرِ زيادةٍ ولا نقصان.

لقد اعتمَدَ أولئك الذين قاموا بضبطِ المُصحَفِ بالشكلِ والنقطِ على التلقِّي الشِّفاهيِّ، والسماعِ مِن صدورِ القُرَّاءِ الحُفَّاظِ الذين تلقَّوُا القرآنَ بالتواتُرِ عن النبيِّ ^؛ لهذا تَمَّ هذا الضبطُ بمنتهى الدقَّةِ التي لا يُعرَفُ فيها إلى الخطأِ سبيلٌ.

ثانيًا: خلَتِ المصاحفُ العثمانيَّةُ مِن الإعجامِ - الشكلِ والنقطِ - إلى منتصَفِ القرنِ الأوَّلِ الهجريِّ تقريبًا، ولعلَّ ذلك يعُودُ إلى عدَمِ معرفتِهم بالإعجامِ عندما نُسِخَتْ، 

أو لعلَّ الصحابةَ رضيَ اللهُ عنهم تعمَّدوا أن يجرِّدوا مصاحفَهم مِن الإعجامِ حتى تشتمِلَ على الأحرُفِ السبعةِ التي أُنزِلَ بها القرآنُ الكريم؛

 على أنهم لم يكونوا في حاجةٍ إلى هذا الإعجامِ في أوَّلِ الأمرِ؛ لِمَا فُطِروا عليه مِن العربيَّةِ سليقةً، واستبشاعِ اللحن.

ثمَّ بعد اختلاطِ العرَبِ بالعجَمِ، وانتشارِ رُقْعةِ الإسلامِ: انتشَرتْ «ظاهرةُ شيوعِ اللحنِ في قراءةِ القرآنِ»، وهي ظاهرةٌ خطيرةٌ، خاصَّةً بين الصِّبيانِ والمولَّدين، وبدأ اللَّبْسُ والإشكالُ في قراءةِ المصاحفِ، إلى درَجةِ أن الكثيرين منهم لم يستطيعوا التمييزَ بين حروفِ القرآنِ وقراءاتِه؛ كما في

قولِهِ تعالى:

{نَنْشُرُهَا}، و{نُنْشِزُهَا}

[البقرة: 259]

،

وقولِهِ:

{فَتَبَيَّنُوا}، و{فَتَثَبَّتُوا}

[الحُجُرات: 6].

لذلك اتَّجَهَ المسلِمون منذُ منتصَفِ القرنِ الأوَّلِ الهجريِّ إلى ضبطِ المصاحفِ بالشكلِ والنقطِ الذي لا يُخِلُّ برسمِ المصحف؛ وإنما كان الهدَفُ مِن ورائِهِ تيسيرَ قراءةِ القرآن، بالإضافةِ إلى تزيينِ رسمِ المصاحف.

ثالثًا: لا يُوجَدُ مثالٌ صحيحٌ يُمكِنُ أن يشكِّكَ في صحَّةِ معاني القرآنِ الكريم؛ سواءٌ بالنقطِ أو الشكل.

ولو افتُرِضَ مثالٌ، فهو لا يَقدَحُ في أيِّ معنًى ثابتٍ في القرآنِ الكريمِ؛ فالاعتراضُ لا يَعْدو أن يكونَ افتراضًا عقليًّا - لا وجودَ له في الحقيقةِ والأعيان - أو جدَلًا للخصومة.

رابعًا: القرآنُ الكريمُ منقولٌ بالتواتُرِ بالحفظِ في الصدور؛ فهذا هو الأصلُ الذي تَرجِعُ إليه حتى المصاحِفُ؛ ولهذا لو لم يَبْقَ في الأرضِ مصحَفٌ مكتوبٌ، 

فالمحفوظُ في الصدورِ لا يُحتاجُ فيه إلى تنقيطٍ أصلًا؛ ولهذا فإن فائدةَ التنقيطِ ليست لحفظِ القرآنِ المنقولِ بالتواتُرِ، وإنما لتسهيلِ القراءةِ الصحيحةِ على العامَّةِ فحَسْبُ.

وختامًا: فالأصولُ الثابتةُ لا تُنقَضُ بالاحتمالاتِ العقليَّة.

وعلى مَن يَسعَوْنَ للوصولِ إلى الحقيقةِ: أن ينطلِقوا في طريقِ البحثِ معتمِدين على أنفُسِهم، لا على غيرِهم في تلقِّي المعلومات، وعليهم كذلك ألَّا يتبنَّوْا آراءَ غيرِهم دون بحثٍ وتدقيق.

مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

يَبحَثُ السؤالُ حولَ موضوعِ تنقيطِ القرآنِ ورسمِ الشكلِ عليه، 

واحتماليَّةِ أن يكونَ قد وقَعَ الخطأُ في ذلك، 

خصوصًا أن هذه العمليَّةَ تمَّت متأخِّرةً عن عهدِ الرسولِ ^، 

وصحابتِهِ رضيَ اللهُ عنهم

مختصَرُ الإجابة:

إن تنقيطَ القرآنِ وشَكْلَ كلماتِهِ مَحمَدةٌ لمن قاموا بذلك، تُحسَبُ لهم، وهي مِن الطُّرُقِ التي حَفِظَ اللهُ بها كتابَهُ الكريمَ؛ ويَظهَرُ ذلك بوجوه:

1- التواتُرُ ُ الشِّفاهيُّ عن النبيِّ ^ كان هو الأساسَ في ضبطِ المصحَفِ بالنَّقْطِ والشَّكْل؛ فالقرآنُ الكريمُ منقولٌ بالتواتُرِ بالحفظِ في الصدور؛ 

ولهذا لو لم يَبْقَ في الأرضِ مصحَفٌ مكتوبٌ، فالمحفوظُ في الصدورِ لا يُحتاجُ فيه إلى تنقيطٍ أصلًا.

2- لما كَثُرَ اللحنُ في كلامِ العرَبِ عند اختلاطِ العرَبِ بالعجَمِ منذُ منتصَفِ القرنِ الأوَّلِ الهجريِّ، 

توجَّب ضبطُ المصحَفِ بالشكلِ والنقطِ الذي لا يُخِلُّ برسمِ المصحف؛ كي يَقرَأَ الناسُ القرآنَ قراءةً صحيحةً بيسرٍ وسهولة.

3- لا يُوجَدُ مثالٌ صحيحٌ يُمكِنُ أن يشكِّكَ في صحَّةِ معاني القرآنِ الكريم؛ 

 سواءٌ بالنقطِ أو الشكل؛ وغايةُ ذلك: أن يكونَ افتراضًا عقليًّا - لا وجودَ له في الحقيقةِ والأعيان - أو جدَلًا للخصومة.

مختصر الجواب

مضمونُ السؤال:

يَبحَثُ السؤالُ حولَ موضوعِ تنقيطِ القرآنِ ورسمِ الشكلِ عليه، 

واحتماليَّةِ أن يكونَ قد وقَعَ الخطأُ في ذلك، 

خصوصًا أن هذه العمليَّةَ تمَّت متأخِّرةً عن عهدِ الرسولِ ^، 

وصحابتِهِ رضيَ اللهُ عنهم

مختصَرُ الإجابة:

إن تنقيطَ القرآنِ وشَكْلَ كلماتِهِ مَحمَدةٌ لمن قاموا بذلك، تُحسَبُ لهم، وهي مِن الطُّرُقِ التي حَفِظَ اللهُ بها كتابَهُ الكريمَ؛ ويَظهَرُ ذلك بوجوه:

1- التواتُرُ ُ الشِّفاهيُّ عن النبيِّ ^ كان هو الأساسَ في ضبطِ المصحَفِ بالنَّقْطِ والشَّكْل؛ فالقرآنُ الكريمُ منقولٌ بالتواتُرِ بالحفظِ في الصدور؛ 

ولهذا لو لم يَبْقَ في الأرضِ مصحَفٌ مكتوبٌ، فالمحفوظُ في الصدورِ لا يُحتاجُ فيه إلى تنقيطٍ أصلًا.

2- لما كَثُرَ اللحنُ في كلامِ العرَبِ عند اختلاطِ العرَبِ بالعجَمِ منذُ منتصَفِ القرنِ الأوَّلِ الهجريِّ، 

توجَّب ضبطُ المصحَفِ بالشكلِ والنقطِ الذي لا يُخِلُّ برسمِ المصحف؛ كي يَقرَأَ الناسُ القرآنَ قراءةً صحيحةً بيسرٍ وسهولة.

3- لا يُوجَدُ مثالٌ صحيحٌ يُمكِنُ أن يشكِّكَ في صحَّةِ معاني القرآنِ الكريم؛ 

 سواءٌ بالنقطِ أو الشكل؛ وغايةُ ذلك: أن يكونَ افتراضًا عقليًّا - لا وجودَ له في الحقيقةِ والأعيان - أو جدَلًا للخصومة.

الجواب التفصيلي

إن تنقيطَ القرآنِ وشَكْلَ كلماتِهِ مَحمَدةٌ لمن قاموا بذلك، تُحسَبُ لهم، وهي مِن الطُّرُقِ التي حَفِظَ اللهُ بها كتابَهُ الكريمَ؛ وبيانُ ذلك كالتالي:

أوَّلًا: أن ما يميِّزُ القرآنَ الكريمَ عن غيرِهِ مِن الكُتُبِ السماويَّةِ: هو أن اللهَ كلَّف الأمَّةَ الإسلاميَّةَ بحفظِهِ، بخلافِ الأُمَمِ السابقةِ التي لم تُكلَّفْ بحفظِ كُتُبِها.

وبما أن العرَبَ في ذلك الزمانِ كانوا أميِّين، فلم يكن لدَيْهم وسيلةٌ لضمانِ حفظِ كتابِ اللهِ سوى التلقِّي الشَّفَهيِّ الذي يتطلَّبُ ذاكرةً قويَّةً؛ فالنبيُّ ^ تلقَّى القرآنَ مِن جِبرِيلَ عليه السلامُ،

 والصحابةُ رضيَ اللهُ عنهم أخَذوهُ سَماعًا مِن النبيِّ الكريمِ ^، وعن الصحابةِ أخَذهُ وتلقَّاه الآلافُ مِن التابِعين،،، وهكذا استمَرَّ التسلسُلُ إلى يومِنا هذا، مِن غيرِ زيادةٍ ولا نقصان.

لقد اعتمَدَ أولئك الذين قاموا بضبطِ المُصحَفِ بالشكلِ والنقطِ على التلقِّي الشِّفاهيِّ، والسماعِ مِن صدورِ القُرَّاءِ الحُفَّاظِ الذين تلقَّوُا القرآنَ بالتواتُرِ عن النبيِّ ^؛ لهذا تَمَّ هذا الضبطُ بمنتهى الدقَّةِ التي لا يُعرَفُ فيها إلى الخطأِ سبيلٌ.

ثانيًا: خلَتِ المصاحفُ العثمانيَّةُ مِن الإعجامِ - الشكلِ والنقطِ - إلى منتصَفِ القرنِ الأوَّلِ الهجريِّ تقريبًا، ولعلَّ ذلك يعُودُ إلى عدَمِ معرفتِهم بالإعجامِ عندما نُسِخَتْ، 

أو لعلَّ الصحابةَ رضيَ اللهُ عنهم تعمَّدوا أن يجرِّدوا مصاحفَهم مِن الإعجامِ حتى تشتمِلَ على الأحرُفِ السبعةِ التي أُنزِلَ بها القرآنُ الكريم؛

 على أنهم لم يكونوا في حاجةٍ إلى هذا الإعجامِ في أوَّلِ الأمرِ؛ لِمَا فُطِروا عليه مِن العربيَّةِ سليقةً، واستبشاعِ اللحن.

ثمَّ بعد اختلاطِ العرَبِ بالعجَمِ، وانتشارِ رُقْعةِ الإسلامِ: انتشَرتْ «ظاهرةُ شيوعِ اللحنِ في قراءةِ القرآنِ»، وهي ظاهرةٌ خطيرةٌ، خاصَّةً بين الصِّبيانِ والمولَّدين، وبدأ اللَّبْسُ والإشكالُ في قراءةِ المصاحفِ، إلى درَجةِ أن الكثيرين منهم لم يستطيعوا التمييزَ بين حروفِ القرآنِ وقراءاتِه؛ كما في

قولِهِ تعالى:

{نَنْشُرُهَا}، و{نُنْشِزُهَا}

[البقرة: 259]

،

وقولِهِ:

{فَتَبَيَّنُوا}، و{فَتَثَبَّتُوا}

[الحُجُرات: 6].

لذلك اتَّجَهَ المسلِمون منذُ منتصَفِ القرنِ الأوَّلِ الهجريِّ إلى ضبطِ المصاحفِ بالشكلِ والنقطِ الذي لا يُخِلُّ برسمِ المصحف؛ وإنما كان الهدَفُ مِن ورائِهِ تيسيرَ قراءةِ القرآن، بالإضافةِ إلى تزيينِ رسمِ المصاحف.

ثالثًا: لا يُوجَدُ مثالٌ صحيحٌ يُمكِنُ أن يشكِّكَ في صحَّةِ معاني القرآنِ الكريم؛ سواءٌ بالنقطِ أو الشكل.

ولو افتُرِضَ مثالٌ، فهو لا يَقدَحُ في أيِّ معنًى ثابتٍ في القرآنِ الكريمِ؛ فالاعتراضُ لا يَعْدو أن يكونَ افتراضًا عقليًّا - لا وجودَ له في الحقيقةِ والأعيان - أو جدَلًا للخصومة.

رابعًا: القرآنُ الكريمُ منقولٌ بالتواتُرِ بالحفظِ في الصدور؛ فهذا هو الأصلُ الذي تَرجِعُ إليه حتى المصاحِفُ؛ ولهذا لو لم يَبْقَ في الأرضِ مصحَفٌ مكتوبٌ، 

فالمحفوظُ في الصدورِ لا يُحتاجُ فيه إلى تنقيطٍ أصلًا؛ ولهذا فإن فائدةَ التنقيطِ ليست لحفظِ القرآنِ المنقولِ بالتواتُرِ، وإنما لتسهيلِ القراءةِ الصحيحةِ على العامَّةِ فحَسْبُ.

وختامًا: فالأصولُ الثابتةُ لا تُنقَضُ بالاحتمالاتِ العقليَّة.

وعلى مَن يَسعَوْنَ للوصولِ إلى الحقيقةِ: أن ينطلِقوا في طريقِ البحثِ معتمِدين على أنفُسِهم، لا على غيرِهم في تلقِّي المعلومات، وعليهم كذلك ألَّا يتبنَّوْا آراءَ غيرِهم دون بحثٍ وتدقيق.