نص السؤال
المصدر: شبهات المشككين في الإسلام
الجواب التفصيلي
دعوى المنافقين أن المؤمنين بالرسول - صلى الله عليه وسلم - سفهاء (*)
مضمون الشبهة:
زعم المنافقون أن السبب في عدم إيمانهم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم امتثالهم لأوامره هو أن المؤمنين به سفهاء، ويقولون: كيف نصير نحن وهؤلاء بمنزلة واحدة وعلى طريقة واحدة وهم سفهاء؟!
قال تعالى:
(وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء)
(البقرة: ١٣).
وجها إبطال الشبهة:
1) هذه المقولة سببها تزيين الشيطان لقائليها.
2) ما عليه المنافقون هو السفه نفسه، ولكنهم لا يعلمون سفههم للرين[1] الذي على قلوبهم.
التفصيل:
أولا. غرور المنافقين وتزيين الشيطان لهم:
ما عليه المنافقون من الغرور قد سول لهم الباطل وزين لهم سوء أعمالهم فرأوه حسنا، بل غرورهم وعنادهم قد شوه في نظرهم كل حق لم يأت على ألسنة رؤسائهم ومقلديهم، فعندئذ يرونه قبيحا، ومن قصص غرورهم وترهات حكاياتهم وغرورهم ما حكاه القرآن عنهم حين طولبوا بالإيمان بما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن يؤمنوا كما آمن الناس من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان جوابهم: (أنؤمن كما آمن السفهاء) (البقرة: ١٣)، فرموهم بالسفه والطيش، وخفة العقل وضعف الرأي وسوء التصرف.
ثانيا. السفه سمة المنافقين:
لقد رد الله عليهم بقوله:
(ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون)
(البقرة:13)
فهم وحدهم السفهاء دون من عرضوا بهم، فأي الفريقين أحق بلقب السفيه وأجدر به؟! ما عليه هؤلاء المنافقون من سوء العقيدة، وقبح العمل وعدم الثبات على الرأي، أم ما عليه المؤمنون من العقيدة الصحيحة، وصلاح العمل واطمئنان القلب بالإيمان؟!
إن اتهام المنافقين للمؤمنين بتهمة السفه والفساد ونقصان العقل، ووصفهم بهذا الوصف أمر لا يضر كل مؤمن إلى يوم القيامة، كما أنه لم يضر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومقولة أهل النفاق هذه كانوا يقولونها في الخفاء استهزاء بالمؤمنين، فأطلع الله نبيه وأتباعه على ذلك، وأخبر أن السفه وفساد البصائر وقلة العقول هو وصف مقصور على أهل النفاق، والدليل على ذلك أفعالهم التي يمارسونها، ولكنهم لا يعلمون للران الذي على قلوبهم[2].
الخلاصة:
تزيين الشيطان للمنافقين هو الذي دفعهم إلى اتهام المسلمين بالسفه والجهل؛ ولكن الحقيقة أن المنافقين هم السفهاء ولكنهم لا يعلمون لما ألقاه الله على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم من الدنس والغشاوة وسوء الطبع.
المراجع
- (*) الآية التي وردت فيها الشبهة: (البقرة/ 13). الآية التي ورد فيها الرد على الشبهة: (البقرة/ 13).
- الرين: الصدأ الذي يعلو على الشيء الجلي، والمراد: غطى على قلوبهم ما كانوا يقترفونه من الذنوب.
- تفسير المنار، محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت، ط2، د. ت، ج1، ص159، 160 بتصرف.
الجواب التفصيلي
دعوى المنافقين أن المؤمنين بالرسول - صلى الله عليه وسلم - سفهاء (*)
مضمون الشبهة:
زعم المنافقون أن السبب في عدم إيمانهم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم امتثالهم لأوامره هو أن المؤمنين به سفهاء، ويقولون: كيف نصير نحن وهؤلاء بمنزلة واحدة وعلى طريقة واحدة وهم سفهاء؟!
قال تعالى:
(وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء)
(البقرة: ١٣).
وجها إبطال الشبهة:
1) هذه المقولة سببها تزيين الشيطان لقائليها.
2) ما عليه المنافقون هو السفه نفسه، ولكنهم لا يعلمون سفههم للرين[1] الذي على قلوبهم.
التفصيل:
أولا. غرور المنافقين وتزيين الشيطان لهم:
ما عليه المنافقون من الغرور قد سول لهم الباطل وزين لهم سوء أعمالهم فرأوه حسنا، بل غرورهم وعنادهم قد شوه في نظرهم كل حق لم يأت على ألسنة رؤسائهم ومقلديهم، فعندئذ يرونه قبيحا، ومن قصص غرورهم وترهات حكاياتهم وغرورهم ما حكاه القرآن عنهم حين طولبوا بالإيمان بما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن يؤمنوا كما آمن الناس من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان جوابهم: (أنؤمن كما آمن السفهاء) (البقرة: ١٣)، فرموهم بالسفه والطيش، وخفة العقل وضعف الرأي وسوء التصرف.
ثانيا. السفه سمة المنافقين:
لقد رد الله عليهم بقوله:
(ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون)
(البقرة:13)
فهم وحدهم السفهاء دون من عرضوا بهم، فأي الفريقين أحق بلقب السفيه وأجدر به؟! ما عليه هؤلاء المنافقون من سوء العقيدة، وقبح العمل وعدم الثبات على الرأي، أم ما عليه المؤمنون من العقيدة الصحيحة، وصلاح العمل واطمئنان القلب بالإيمان؟!
إن اتهام المنافقين للمؤمنين بتهمة السفه والفساد ونقصان العقل، ووصفهم بهذا الوصف أمر لا يضر كل مؤمن إلى يوم القيامة، كما أنه لم يضر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومقولة أهل النفاق هذه كانوا يقولونها في الخفاء استهزاء بالمؤمنين، فأطلع الله نبيه وأتباعه على ذلك، وأخبر أن السفه وفساد البصائر وقلة العقول هو وصف مقصور على أهل النفاق، والدليل على ذلك أفعالهم التي يمارسونها، ولكنهم لا يعلمون للران الذي على قلوبهم[2].
الخلاصة:
تزيين الشيطان للمنافقين هو الذي دفعهم إلى اتهام المسلمين بالسفه والجهل؛ ولكن الحقيقة أن المنافقين هم السفهاء ولكنهم لا يعلمون لما ألقاه الله على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم من الدنس والغشاوة وسوء الطبع.
المراجع
- (*) الآية التي وردت فيها الشبهة: (البقرة/ 13). الآية التي ورد فيها الرد على الشبهة: (البقرة/ 13).
- الرين: الصدأ الذي يعلو على الشيء الجلي، والمراد: غطى على قلوبهم ما كانوا يقترفونه من الذنوب.
- تفسير المنار، محمد رشيد رضا، دار المعرفة، بيروت، ط2، د. ت، ج1، ص159، 160 بتصرف.