نص السؤال
المصدر: شبهات المشككين في الإسلام
الجواب التفصيلي
ادعاء أن النبوة مقصورة على إسحاق - عليه السلام - وولده دون إسماعيل عليه السلام (*)
مضمون الشبهة:
يدعي بعض المغرضين أن النبوة التي في ولد إبراهيم - عليه السلام - مقصورة على إسحاق - عليه السلام - وذريته دون إسماعيل - عليه السلام - وذريته، ويزعمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستطع أن يحدد من الذبيح، إسماعيل أم إسحاق - عليهما السلام -، ويهدفون من ذلك إلى تجريد العرب من كل فضل وشرف، وقصر النبوة على بني إسرائيل.
وجوه إبطال الشبهة:
1) النبوة في إسماعيل - عليه السلام - وولده ثابتة في القرآن الكريم والتوراة، رغم محاولة البعض طمس الحقائق أوتزييفها.
2) التوراة تنفي اختصاص بني إسرائيل بالنبوة، إذ إنهم يؤمنون بخمسة رسل من غير بني إسرائيل مثل: أيوب، ويونس - عليهما السلام - وهذا يناقض زعمهم ويسقط حجتهم في أنها مختصة في إسحاق - عليه السلام - وبنيه فقط.
3) الوحي القرآني وضح قصة الذبيح،وليس النبي - صلى الله عليه وسلم - توضيحا لاخفاء ولا لبس فيه.
التفصيل:
أولا. نبوة إسماعيل - عليه السلام - ثابتة في القرآن الكريم والتوراة رغم محاولة طمس هذه الحقيقة:
إن نبوة إسماعيل - عليه السلام - وامتدادها في ولده وذريته - عليه السلام - ثابتة بالقرآن الكريم، فالآيات التي تثبت نبوة إسماعيل - عليه السلام - كثيرة، مثل
قوله تعالى:
(واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا)
(مريم:54)
وقوله تعالى:
(وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان)
(النساء: 163)
وقوله تعالى:
(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)
(البقرة:136)
وقوله تعالى:
(قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)
(آل عمران:48).
وكذلك فإن نبوة إسماعيلـ عليه السلام - ثابتة في نصوص التوراة، فمن ذلك: ما جاء في معرض الكلام عن إبراهيم عليه السلام: "وأثمرك كثيرا جدا، وأجعلك أمما، وملوك منك يخرجون، وأقيم عهدي بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهدا أبديا، لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك". (التكوين 17: 6، 7).
ومعلوم أن نسل إبراهيم - عليه السلام - كل من جاء عن طريق أبنائه جميعا وذرياتهم وفي مقدمتهم ابنه الأكبر إسماعيل - عليه السلام - كما جاء في التوراة - العهد الأول - ما ينصرف إلى النبوة، فالنبوة ثابتة في إسماعيل - عليه السلام - وبنيه كما هي ثابتة في إسحاق - عليه السلام - وبنيه، لكن اليهود أرادوا إطفاء هذه الحقيقة، فقصروا العهد الإلهي على إسحاق - عليه السلام - وبنيه، وحرموا منه إسماعيل - عليه السلام - وبنيه عداء لهم، بعد أن جمعهم الله مع إسحاق - عليه السلام - وبنيه؛ فكلهم ذريته ونسله: "وقال إبراهيم لله: "ليت إسماعيل يعيش أمامك!" فقال الله: "بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه إسحاق. وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده. وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا". (التكوين17: 18ـ 20).
ثانيا. التوراة تنفي اختصاص النبوة في بني إسرائيل:
على أننا إذا رجعنا إلى التوراة نجد أن التوراة نفسها - على علاتها - تنفي دعوى اختصاص النبوة ببني إسرائيل، فقد ذكرت خمسة رسل من غير بني إسرائيل، وهم: ملكي صادق، ويثرون، وبلعان، وأيوب، ويونس[1].
إن الهدف من ذلك الادعاء هو تجريد العرب من كل فضل ومنقبة تنسب إليهم وليس في المناقب أعظم من وجود النبوة فيهم، وفي جدهم إسماعيل - عليه السلام - ونسبة كل فضل إلى اليهود وحدهم واسئثارهم بذلك الفضل، والتوراة التي حرفوها تدور في هذا الفلك، وهو بناء أمجاد بني إسرائيل، واستعبادهم العالم وتسلطهم عليه، لذا فهم عندما يسودونه تتحقق وعود الله المزعومة لشعبه المختار.
ثالثا. قصة الذبيح وضحها الوحي القرآني توضيحا شافيا، وليس النبي صلى الله عليه وسلم:
أما افتراء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستطع أن يحدد من الذبيح أهو إسماعيل أم إسحاق عليهما السلام، فما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ليحدد هذا الأمر أو غيره من تلقاء نفسه[2]، ولكنه وحي يوحى إليه، وقد امتحنه اليهود المعاصرون له في شأن أصحاب الكهف، وذي القرنين، والروح، وموسى - عليه السلام - والعبد الصالح، ولم يستطيعوا تكذيبه فيما أوحي إليه، والله تعالى أخبر عن الذبيح بما يفيد أنه غير إسحاق عليه السلام.
فجاء الحديث عن إسحاق - عليه السلام - بعد الحديث عن الذبيح، ما يفيد أنه ليس بإسحاق - عليه السلام - بل كانت البشرى نتيجة صبر إبراهيم - عليه السلام - على البلاء في تنفيذ أمر الله، وأخبرت التوراة أن الذبيح ابن إبراهيم - عليه السلام - الوحيد، ولم يكن إسحاق - عليه السلام - ابنه الوحيد، ولكنهم حشروا اسمه حشرا، فظهر ضلالهم.
الخلاصة:
·النبوة في إسماعيل - عليه السلام - وولده ثابتة في القرآن الكريم والتوراة، رغم محاولة طمس الحقائق وتزييفها، لبناء أمجاد لبني إسرائيل، وتجريد العرب من كل فضل ومنقبة.
·القرآن هو القول الحق في إثبات نبوة إسماعيل - عليه السلام - لأنه حجة ثابتة وقطعية الثبوت بالتواتر.
·التوراة تنفي اختصاص النبوة في بني إسرائيل، فقد ذكرت خمسة رسل من غير بني إسرائيل، وهم: ملكي صادق، ويثرون، وبلعان، وأيوب، ويونس، وهذا يناقض زعمهم بأن النبوة مقصورة على بني إسرائيل، وبهذا التناقض يسقط زعمهم وتبطل حجتهم.
المراجع
- (*) هذا هو الحق، رد على مفتريات كاهن الكنيسة، ابن الخطيب، المطبعة المصرية،القاهرة، 1399هـ/ 1977م.
- الإسلام في مواجهة الاستشراق العالمي، عبد العظيم المطعني، مكتبة وهبة، القاهرة، د. ت، ص450.
- تِلْقاء نفسه: من عند نفسه.
الجواب التفصيلي
ادعاء أن النبوة مقصورة على إسحاق - عليه السلام - وولده دون إسماعيل عليه السلام (*)
مضمون الشبهة:
يدعي بعض المغرضين أن النبوة التي في ولد إبراهيم - عليه السلام - مقصورة على إسحاق - عليه السلام - وذريته دون إسماعيل - عليه السلام - وذريته، ويزعمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستطع أن يحدد من الذبيح، إسماعيل أم إسحاق - عليهما السلام -، ويهدفون من ذلك إلى تجريد العرب من كل فضل وشرف، وقصر النبوة على بني إسرائيل.
وجوه إبطال الشبهة:
1) النبوة في إسماعيل - عليه السلام - وولده ثابتة في القرآن الكريم والتوراة، رغم محاولة البعض طمس الحقائق أوتزييفها.
2) التوراة تنفي اختصاص بني إسرائيل بالنبوة، إذ إنهم يؤمنون بخمسة رسل من غير بني إسرائيل مثل: أيوب، ويونس - عليهما السلام - وهذا يناقض زعمهم ويسقط حجتهم في أنها مختصة في إسحاق - عليه السلام - وبنيه فقط.
3) الوحي القرآني وضح قصة الذبيح،وليس النبي - صلى الله عليه وسلم - توضيحا لاخفاء ولا لبس فيه.
التفصيل:
أولا. نبوة إسماعيل - عليه السلام - ثابتة في القرآن الكريم والتوراة رغم محاولة طمس هذه الحقيقة:
إن نبوة إسماعيل - عليه السلام - وامتدادها في ولده وذريته - عليه السلام - ثابتة بالقرآن الكريم، فالآيات التي تثبت نبوة إسماعيل - عليه السلام - كثيرة، مثل
قوله تعالى:
(واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا)
(مريم:54)
وقوله تعالى:
(وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان)
(النساء: 163)
وقوله تعالى:
(قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)
(البقرة:136)
وقوله تعالى:
(قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون)
(آل عمران:48).
وكذلك فإن نبوة إسماعيلـ عليه السلام - ثابتة في نصوص التوراة، فمن ذلك: ما جاء في معرض الكلام عن إبراهيم عليه السلام: "وأثمرك كثيرا جدا، وأجعلك أمما، وملوك منك يخرجون، وأقيم عهدي بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهدا أبديا، لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك". (التكوين 17: 6، 7).
ومعلوم أن نسل إبراهيم - عليه السلام - كل من جاء عن طريق أبنائه جميعا وذرياتهم وفي مقدمتهم ابنه الأكبر إسماعيل - عليه السلام - كما جاء في التوراة - العهد الأول - ما ينصرف إلى النبوة، فالنبوة ثابتة في إسماعيل - عليه السلام - وبنيه كما هي ثابتة في إسحاق - عليه السلام - وبنيه، لكن اليهود أرادوا إطفاء هذه الحقيقة، فقصروا العهد الإلهي على إسحاق - عليه السلام - وبنيه، وحرموا منه إسماعيل - عليه السلام - وبنيه عداء لهم، بعد أن جمعهم الله مع إسحاق - عليه السلام - وبنيه؛ فكلهم ذريته ونسله: "وقال إبراهيم لله: "ليت إسماعيل يعيش أمامك!" فقال الله: "بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه إسحاق. وأقيم عهدي معه عهدا أبديا لنسله من بعده. وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا". (التكوين17: 18ـ 20).
ثانيا. التوراة تنفي اختصاص النبوة في بني إسرائيل:
على أننا إذا رجعنا إلى التوراة نجد أن التوراة نفسها - على علاتها - تنفي دعوى اختصاص النبوة ببني إسرائيل، فقد ذكرت خمسة رسل من غير بني إسرائيل، وهم: ملكي صادق، ويثرون، وبلعان، وأيوب، ويونس[1].
إن الهدف من ذلك الادعاء هو تجريد العرب من كل فضل ومنقبة تنسب إليهم وليس في المناقب أعظم من وجود النبوة فيهم، وفي جدهم إسماعيل - عليه السلام - ونسبة كل فضل إلى اليهود وحدهم واسئثارهم بذلك الفضل، والتوراة التي حرفوها تدور في هذا الفلك، وهو بناء أمجاد بني إسرائيل، واستعبادهم العالم وتسلطهم عليه، لذا فهم عندما يسودونه تتحقق وعود الله المزعومة لشعبه المختار.
ثالثا. قصة الذبيح وضحها الوحي القرآني توضيحا شافيا، وليس النبي صلى الله عليه وسلم:
أما افتراء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستطع أن يحدد من الذبيح أهو إسماعيل أم إسحاق عليهما السلام، فما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ليحدد هذا الأمر أو غيره من تلقاء نفسه[2]، ولكنه وحي يوحى إليه، وقد امتحنه اليهود المعاصرون له في شأن أصحاب الكهف، وذي القرنين، والروح، وموسى - عليه السلام - والعبد الصالح، ولم يستطيعوا تكذيبه فيما أوحي إليه، والله تعالى أخبر عن الذبيح بما يفيد أنه غير إسحاق عليه السلام.
فجاء الحديث عن إسحاق - عليه السلام - بعد الحديث عن الذبيح، ما يفيد أنه ليس بإسحاق - عليه السلام - بل كانت البشرى نتيجة صبر إبراهيم - عليه السلام - على البلاء في تنفيذ أمر الله، وأخبرت التوراة أن الذبيح ابن إبراهيم - عليه السلام - الوحيد، ولم يكن إسحاق - عليه السلام - ابنه الوحيد، ولكنهم حشروا اسمه حشرا، فظهر ضلالهم.
الخلاصة:
·النبوة في إسماعيل - عليه السلام - وولده ثابتة في القرآن الكريم والتوراة، رغم محاولة طمس الحقائق وتزييفها، لبناء أمجاد لبني إسرائيل، وتجريد العرب من كل فضل ومنقبة.
·القرآن هو القول الحق في إثبات نبوة إسماعيل - عليه السلام - لأنه حجة ثابتة وقطعية الثبوت بالتواتر.
·التوراة تنفي اختصاص النبوة في بني إسرائيل، فقد ذكرت خمسة رسل من غير بني إسرائيل، وهم: ملكي صادق، ويثرون، وبلعان، وأيوب، ويونس، وهذا يناقض زعمهم بأن النبوة مقصورة على بني إسرائيل، وبهذا التناقض يسقط زعمهم وتبطل حجتهم.
المراجع
- (*) هذا هو الحق، رد على مفتريات كاهن الكنيسة، ابن الخطيب، المطبعة المصرية،القاهرة، 1399هـ/ 1977م.
- الإسلام في مواجهة الاستشراق العالمي، عبد العظيم المطعني، مكتبة وهبة، القاهرة، د. ت، ص450.
- تِلْقاء نفسه: من عند نفسه.