نص السؤال
لماذا يعذِّبُ اللهُ عبادَهُ بالنارِ يوم القيامة، مع أنه لا يضُرُّهُ لو أدخَلَهم جميعًا الجنَّةَ؟
المؤلف: باحثو مركز أصول
المصدر: مركز أصول
عبارات مشابهة للسؤال
كيفيَّةُ التوفيقِ بين رحمةِ اللهِ تعالى، وبين عقابِ المذنِبين بالنارِ يوم القيامة.
الجواب التفصيلي
الرحمةُ الثابتةُ للهِ لا تُنافي العقابَ للعصاةِ مِن خلقِه؛ وذلك مِن وجوه:
1- أنه قد ثبَتَتْ رحمةُ اللهِ وحكمتُه، وعدلُهُ وقدرتُه، بالأدلَّةِ الكثيرة، وبالشواهدِ المتنوِّعةِ في الشريعةِ والكون، ومهما قُلْنا، فلا بدَّ مِن حكمةٍ عظيمةٍ للهِ تعالى في كلِّ ذلك، وقد يُطلِعُ سبحانه بعضَ خلقِهِ عليها، وقد يُخْفيها عنهم، وهم غيرُ مأمورين بمعرفتِها، وليس بلازمٍ على اللهِ تعالى أن يُطلِعَهم على كلِّ حكمةٍ له، ولا هم بمُطِيقينَ لها.
2- أن الكمالَ ليس صفةً واحدةً؛ فكما أن العفوَ في موضعِهِ كمالٌ، فكذلك العقابُ في موضعِهِ كمالٌ؛ فكلُّ شيءٍ في موضعِهِ حسَنٌ.
وللهِ تعالى الأسماءُ الحسنى على تنوُّعِها؛ فله سبحانه الرحمةُ والعفوُ والغفرانُ التابعةُ للحكمةِ والفضل، وله سبحانه أيضًا العزَّةُ والعدل، والقهرُ والجَبَروتُ، التابعةُ للحكمةِ والعدل.
3- أن عقوبةَ العصاةِ والفُسَّاقِ، كما أنها عدلٌ معهم، ففيها إحسانٌ للطائعين الصابِرين، وإظهارٌ لكرامتِهم بما نجَوْا منه برحمةِ اللهِ تعالى لهم.
4- أن عقوبةَ العاصي ليست ظلمًا له؛ فقد جعَلَ اللهُ لكلِّ إنسانٍ اختيارًا في تحديدِ مَسارِهِ وطريقِه، واللهُ تعالى قد أنعَمَ عليه غايةَ النِّعَمِ، وبيَّن له الخيرَ والشرَّ غايةَ البيان، ثم هو طغى وظلَمَ، وعصى وفسَقَ، وفعَلَ وفعَلَ، فهو الذي أبعَدَ نفسَهُ عن موجِباتِ الرحمة.
5- إن الرحمةَ في هذا الموضِعِ ليست مِن الحكمةِ؛ لأن كثيرًا مِن الناسِ يترُكون الجرائمَ خوفًا مِن العقوبة؛ وهذا مركوزٌ في فِطَرِهم؛ فكانت النارُ تحذيرًا لهم.
6- ومع ذلك: فرحمةُ اللهِ واسعةٌ مع خلقِهِ في الآخِرة، ويومَ القيامةِ تتَّسِعُ مسالِكُ الخروجِ مِن النارِ، وقد دلَّتِ النصوصُ الشرعيَّةُ على أن اللهَ تعالى يعفو عن كثيرٍ، وأنه سبحانه يُخرِجُ مِن النارِ خلقًا كثيرًا، ودلَّت على أن الملائكةَ يَشفَعون في عدَدٍ مِن أهلِ النار، وأن الأنبياءَ يَشفَعون، وكذلك المؤمِنون، ويُخرِجُ اللهُ مِن النارِ كلَّ مَن كان في قلبِهِ مثقالُ ذرَّةٍ مِن إيمان، وفي الحديث:
«إِنَّ لِلهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ، أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ؛ فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً؛ يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
رواه مسلم (2752).
ودخولُ العُصاةِ إلى النارِ إنما هو مِن بابِ التهذيبِ والتصفيةِ والتنقيةِ ممَّا فعَلوهُ في الدنيا، فبعد دخولِهِمُ الجنَّةَ يَنسَوْنَ كلَّ ما كانوا فيه مِن العذابِ والبؤس، وكأنهم لم يدخُلوا النارَ، ولم يَمَسَّهُمُ العذابُ مِن قبلُ.
مختصر الجواب
مختصَرُ الجواب:
رحمةُ اللهِ لا تُنافي عقابَ العصاةِ مِن خلقِه:
فإن تعذيبَ اللهِ للعاصي ليس منافِيًا للكمالِ في صفةِ الرحمة، ولا منافِيًا للكمالِ في صفةِ الحكمة، ولا منافِيًا للكمالِ في صفةِ العدل:
لأنه قد ثبَتتْ رحمةُ اللهِ وحكمتُه، وعدلُهُ وقدرتُهُ، في الشريعةِ والكون، فمهما قلنا، فلا بدَّ مِن حكمةٍ عظيمةٍ للهِ تعالى في كلِّ شيءٍ، نَعلَمُها أو لا نَعلَمُها.
ولأن الكمالَ ليس فقطْ في الرحمةِ التي فيها العفوُ، بل مِن الكمالِ إيقاعُ العقابِ على مَن يستحِقُّه، وإظهارُ العزَّةِ والانتقامِ مِن الظالِمين، ويكونُ الكمالُ أن يضَعَ كلَّ فعلٍ في موضعِه؛ فإن كلَّ شيءٍ في موضعِهِ حسَنٌ.
واللهُ سبحانه وتعالى لم يَظلِمْ أحدًا - وحاشاهُ! - بل الظالِمُ على الحقيقةِ هو الإنسانُ، الذي عصى اللهَ الذي خلَقهُ وسوَّاه وعدَله، وأعطاهُ وأنعَمَ عليه، وترَكَ له اختيارَ أيِّ الطُّرُقِ شاء؛ فهو الجاني على نفسِهِ في حقيقةِ الأمر.
فربُّنا سبحانه لا يتشفَّى بعذابِ العاصي غيظًا، ولا يستجلِبُ بطاعةِ المُطيعِ شيئًا؛ كما قال تعالى:
{مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}
[النساء: 147]
فاللهُ تعالى يُعْطي على القليلِ الكثيرَ، وعلى العظيمِ أعظَمَ منه:
{إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ}
[العنكبوت: 6]
ومِن عدلِهِ: أنه لا يُجازي على السيِّئةِ إلا مِثلَها؛ فهو أكرَمُ مِن أن يَظلِمَ أحدًا شيئًا.
ودخولُ العُصاةِ إلى النارِ إنما هو مِن بابِ التهذيبِ والتصفيةِ والتنقيةِ ممَّا فعَلوهُ في الدنيا، فبعد دخولِهِمُ الجنَّةَ يَنسَوْنَ كلَّ ما كانوا فيه مِن العذابِ والبؤس، وكأنهم لم يدخُلوا النارَ، ولم يَمَسَّهُمُ العذابُ مِن قبلُ.
مختصر الجواب
مختصَرُ الجواب:
رحمةُ اللهِ لا تُنافي عقابَ العصاةِ مِن خلقِه:
فإن تعذيبَ اللهِ للعاصي ليس منافِيًا للكمالِ في صفةِ الرحمة، ولا منافِيًا للكمالِ في صفةِ الحكمة، ولا منافِيًا للكمالِ في صفةِ العدل:
لأنه قد ثبَتتْ رحمةُ اللهِ وحكمتُه، وعدلُهُ وقدرتُهُ، في الشريعةِ والكون، فمهما قلنا، فلا بدَّ مِن حكمةٍ عظيمةٍ للهِ تعالى في كلِّ شيءٍ، نَعلَمُها أو لا نَعلَمُها.
ولأن الكمالَ ليس فقطْ في الرحمةِ التي فيها العفوُ، بل مِن الكمالِ إيقاعُ العقابِ على مَن يستحِقُّه، وإظهارُ العزَّةِ والانتقامِ مِن الظالِمين، ويكونُ الكمالُ أن يضَعَ كلَّ فعلٍ في موضعِه؛ فإن كلَّ شيءٍ في موضعِهِ حسَنٌ.
واللهُ سبحانه وتعالى لم يَظلِمْ أحدًا - وحاشاهُ! - بل الظالِمُ على الحقيقةِ هو الإنسانُ، الذي عصى اللهَ الذي خلَقهُ وسوَّاه وعدَله، وأعطاهُ وأنعَمَ عليه، وترَكَ له اختيارَ أيِّ الطُّرُقِ شاء؛ فهو الجاني على نفسِهِ في حقيقةِ الأمر.
فربُّنا سبحانه لا يتشفَّى بعذابِ العاصي غيظًا، ولا يستجلِبُ بطاعةِ المُطيعِ شيئًا؛ كما قال تعالى:
{مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}
[النساء: 147]
فاللهُ تعالى يُعْطي على القليلِ الكثيرَ، وعلى العظيمِ أعظَمَ منه:
{إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ}
[العنكبوت: 6]
ومِن عدلِهِ: أنه لا يُجازي على السيِّئةِ إلا مِثلَها؛ فهو أكرَمُ مِن أن يَظلِمَ أحدًا شيئًا.
ودخولُ العُصاةِ إلى النارِ إنما هو مِن بابِ التهذيبِ والتصفيةِ والتنقيةِ ممَّا فعَلوهُ في الدنيا، فبعد دخولِهِمُ الجنَّةَ يَنسَوْنَ كلَّ ما كانوا فيه مِن العذابِ والبؤس، وكأنهم لم يدخُلوا النارَ، ولم يَمَسَّهُمُ العذابُ مِن قبلُ.
الجواب التفصيلي
الرحمةُ الثابتةُ للهِ لا تُنافي العقابَ للعصاةِ مِن خلقِه؛ وذلك مِن وجوه:
1- أنه قد ثبَتَتْ رحمةُ اللهِ وحكمتُه، وعدلُهُ وقدرتُه، بالأدلَّةِ الكثيرة، وبالشواهدِ المتنوِّعةِ في الشريعةِ والكون، ومهما قُلْنا، فلا بدَّ مِن حكمةٍ عظيمةٍ للهِ تعالى في كلِّ ذلك، وقد يُطلِعُ سبحانه بعضَ خلقِهِ عليها، وقد يُخْفيها عنهم، وهم غيرُ مأمورين بمعرفتِها، وليس بلازمٍ على اللهِ تعالى أن يُطلِعَهم على كلِّ حكمةٍ له، ولا هم بمُطِيقينَ لها.
2- أن الكمالَ ليس صفةً واحدةً؛ فكما أن العفوَ في موضعِهِ كمالٌ، فكذلك العقابُ في موضعِهِ كمالٌ؛ فكلُّ شيءٍ في موضعِهِ حسَنٌ.
وللهِ تعالى الأسماءُ الحسنى على تنوُّعِها؛ فله سبحانه الرحمةُ والعفوُ والغفرانُ التابعةُ للحكمةِ والفضل، وله سبحانه أيضًا العزَّةُ والعدل، والقهرُ والجَبَروتُ، التابعةُ للحكمةِ والعدل.
3- أن عقوبةَ العصاةِ والفُسَّاقِ، كما أنها عدلٌ معهم، ففيها إحسانٌ للطائعين الصابِرين، وإظهارٌ لكرامتِهم بما نجَوْا منه برحمةِ اللهِ تعالى لهم.
4- أن عقوبةَ العاصي ليست ظلمًا له؛ فقد جعَلَ اللهُ لكلِّ إنسانٍ اختيارًا في تحديدِ مَسارِهِ وطريقِه، واللهُ تعالى قد أنعَمَ عليه غايةَ النِّعَمِ، وبيَّن له الخيرَ والشرَّ غايةَ البيان، ثم هو طغى وظلَمَ، وعصى وفسَقَ، وفعَلَ وفعَلَ، فهو الذي أبعَدَ نفسَهُ عن موجِباتِ الرحمة.
5- إن الرحمةَ في هذا الموضِعِ ليست مِن الحكمةِ؛ لأن كثيرًا مِن الناسِ يترُكون الجرائمَ خوفًا مِن العقوبة؛ وهذا مركوزٌ في فِطَرِهم؛ فكانت النارُ تحذيرًا لهم.
6- ومع ذلك: فرحمةُ اللهِ واسعةٌ مع خلقِهِ في الآخِرة، ويومَ القيامةِ تتَّسِعُ مسالِكُ الخروجِ مِن النارِ، وقد دلَّتِ النصوصُ الشرعيَّةُ على أن اللهَ تعالى يعفو عن كثيرٍ، وأنه سبحانه يُخرِجُ مِن النارِ خلقًا كثيرًا، ودلَّت على أن الملائكةَ يَشفَعون في عدَدٍ مِن أهلِ النار، وأن الأنبياءَ يَشفَعون، وكذلك المؤمِنون، ويُخرِجُ اللهُ مِن النارِ كلَّ مَن كان في قلبِهِ مثقالُ ذرَّةٍ مِن إيمان، وفي الحديث:
«إِنَّ لِلهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ، أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ؛ فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً؛ يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
رواه مسلم (2752).
ودخولُ العُصاةِ إلى النارِ إنما هو مِن بابِ التهذيبِ والتصفيةِ والتنقيةِ ممَّا فعَلوهُ في الدنيا، فبعد دخولِهِمُ الجنَّةَ يَنسَوْنَ كلَّ ما كانوا فيه مِن العذابِ والبؤس، وكأنهم لم يدخُلوا النارَ، ولم يَمَسَّهُمُ العذابُ مِن قبلُ.